الموقع اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ

للرد ونقد علمي علي المنحرفين عقائدیا..

حول الموقع


ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ .. ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﯾﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺸﯿﻊ،، ﺫﻟﻚ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﺑﺎﻹﺧﺺ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﯽ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﯿﺪﺭﻱ ﻭﺟﻤﻊ ﺟﻤﯿﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺇﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺿﻼﻟﺖ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺟﻞ ..

صفحتنا على شبكات التواصل الاجتماعي

الاقسام الموقع

ميزات أخرى




فی الموقع
فی النت

إحصائيات الموقع :

زوار اليوم : 53
الزيارات أمس: 93
زيارة أسبوع: 1272
زيارة الشهر: 2451
مجموع الزوار : 66923
عدد من المقالات : 755
عدد التعليقات : 1
عدد المتواجدون الآن: 1

الإتصال بنا

الإسم :
البريد الإلكتروني:
عنوان الرسالة:
الرسالة:

مقالات الموقع الأخيرة

إعلانات مميزة

روابط الأصدقاء الموقع


الأرشيف

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ : اذا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فی امَّتی فَلْیظْهِرِ الْعالِمُ عِلْمَهُ وَ الَّا فَعَلَیهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکةِ وَ النَّاسِ اجْمَعینَ؛ المصدر: ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺝ1 ، ﺹ 54 & مجلسی، بحارالأنوار، ج 54، ص 234، ح 188 & الفصول المهمة في أصول الأئمة 1/522 ...  عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِيهِمْ وَ الْوَقِيعَةَ وَ بَاهِتُوهُمْ‏ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَ يَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ المصدر : الكافي (ط - الإسلامية) / ج‏2 / 375 / باب مجالسة أهل المعاصي ..... ص : 374... أَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَبآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَدآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الاْدْعِيآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلآءَ ، أَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمآءِ،  ... السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ  ... السلام علیك یا عليّ الأكبر... وروي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال:   لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل ،،، تفسير الإمام العسكري (ع): 116  وصية المرجع رضوان الله تعالى عليه  :  نصيحتي اليوم لجميع المؤمنين الغيارى هي للدفاع عن مسلمات المذهب الحق وأن لايعطوا لأحد مجالاً للتشكيك وإلقاء الشبهات في أذهان العوام خصوصاً في قضية الشعائر الحسينية فإن حفظ المذهب في هذا العصر يتوقف على حفظ الشعائر الحسينية.....

المرجعية و التاليف والسيد كمال الحيدري

 

 

تطرق السيد كمال الحيدري الى موضوع مهم وحساس ويستحق توضيح لكل من يهتم بهكذا مواضيع تخص المرجعية لان محور حديث السيد كان حول كيفية معرفة المرجع الاعلم فاستشهد وكعادته بالكتب الموثقة وكان مصدره بخصوص مؤهلات المرجع هو كتاب الفردوس الاعلى للعلامة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء( 1394 -1373هـ /1876 – 1953م) حيث وجه نفس السؤال اليه حول مؤهلات المرجع فهل يتعين بالشياع في زماننا هذا فاجاب الشيخ كاشف الغطاء في ص 78 ان طريقة الامامية في اختيار الاعلم من زمن الشيخ المفيد الى زمن الشيخ الانصاري هي غزارة علمه وكثرة مؤلفاته وحفظه للشرع والاسلام ومساعيه في صيانة الحوزة والذب عنها، وفي مكان اخر اكد على كثرة مؤلفات المرجع واستشهد بالشيخ المفيد والمرتضى والطوسي والصدوق .

بعد ذلك علق السيد الحيدري على ما قاله واكد عليه من غير الاشارة الى أي مرجع واضاف مقدم البرنامج استشهاده بكثرة مؤلفات السيد الخوئي وانه يستحق ذلك .

ولنا راينا بهذا الخصوص نعم في زمن الانصاري تعتبر المؤلفات من الامور المهمة ولكن السؤال اليس هنالك من الف اكثر مما الف الانصاري مثلا فهل يمكن لنا ان نقول ان الانصاري لا يستحق المرجعية ؟ هذا اولا وثانيا ان التاليف اليوم هو اسهل من شرب الماء بفضل الاجهزة الحديثة وفي نفس الوقت ان التاليف ياتي من غزارة العلم وغزارة العلم ليس من الضروري اثباتها من خلال تاليف الكتب بل الافضل اثباتها من استخدامها ضمن مفردات حياة المرجع وشرط ان تؤتي بنتائجها الايجابية على المسلمين والاسلام ومثل هكذا مراجع تعج بهم الساحة الاسلامية .

واذا كانت المؤلفات هي المقياس عند الامامية فماذا يقولون عن اختلاف مدارس العلم والحديث بين الائمة انفسهم عليهم السلام ؟ فالامام الصادق قدم للفقه حسب ظروفه اكثر مما قدم بقية الائمة حتى يقال عنا جعفرية تيمنا منا بالتزامنا بفقه جعفر الصادق عليه السلام .

معيار التاليف في زماننا هذا لا يؤخذ به كاساس فانا سبق وان كتبت عن نماذج يقال عنها المفكر والكاتب والدكتور وهي لا تستطيع ان تؤلف كتيب صغير بل ثبت لي وبالدليل القاطع انها تسرق من غيرها وتنسبه لنفسها بل اود ان اقول للسيد الحيدري ان هنالك من الف كتاب يمتدح نفسه ونسبه لشخص اخر وقام هو بطباعته موهما القارئ الكريم بان هذا الشخص هو من الف عن الممدوح في الكتاب واعتقد ان السيد يعلم من اقصد .

حفظ الشرع والاسلام وحقن الدماء تجلت بافضل صورها في العراق بعد سقوط الطاغية بفضل مواقف المرجعية العليا في النجف الاشرف وهذه المواقف لم تات من فراغ بل من سعة العلم التي هي عليها هذه المرجعية .

والاشارة الى ان ليس كل من طبع رسالة يعتبر مجتهدا فهذا صحيح لماذا ؟ يا سيدنا الجليل لان الاستنساخ ممكن ، فاذا كانت قابلية الاستنساخ اليدوي ممكن قبل عصر الحاسبات فكيف به اليوم فانه اسهل امر يقدم عليه من يشتري الشهرة ويبيع ذمته وضميره .

 

الكاتب : سامي جواد كاظم  

التاريخ : 2013/11/12   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=39126

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه " من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة

 

 

بعد ان تناولنا الحلقات الإثنتي عشرة، من حديث سماحة السيد الحيدري، في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ، في قناة الكوثر الفضائية، عمّا أطلق عليه مشروع "اسلام القرآن"، وناقشنا ما رأينا ضرورة مناقشته، حلقة حلقة، نود ان نسجل، في هذه الحلقة، بعض الملاحظات على مجمل أحاديث سماحته، في سلسلة حلقاته الرمضانية تلك، فنقول:

ـ1ـ كان حديث سماحة السيد الحيدري، خلال هذه الحلقات، يركز على كون سماحته صاحب مشروع، يهدف الى "تصحيح" الفكر الشيعي والعقيدة الشيعية، من خلال حركة شاملة تبدأ بتشييد "منهج جديد" في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي، يقوم على أساس ما أسماه "محورية القرآن ومدارية السنة"، زاعما ان منهج الاخباريين في التعاطي مع الموروث، يقوم على اقصاء القرآن الكريم إقصاءا تاما، وان منهج الاصوليين يقوم على عدم الرجوع الى القرآن الكريم إلاّ في حال تعارض الروايات. 

وقد اتضح من خلال مناقشاتنا له، ان كل ما نسبه الى العلماء بهذا الشأن لم يكن صحيحاً.

ـ2ـ افترض سماحة السيد ان منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي غيرُ مُجْدٍ في تنقية الموروث مما شابَهُ من وضْعٍ وتزوير وكذب ودس وغيرها، وذلك لأنه يعتمد اعتمادا كليا على صحة السند، ولم يعطِ أيَّ اعتبارٍ لموافقة مضمون الرواية للقرآن الكريم. 

وقد اتضح لنا ان هذا كله كان مجرد افتراض من قبل سماحته، إذ لم يذهب أحد من العلماء الى ذلك، كما اتضح لنا بان ما ذكره من اسسٍ وركائز لمنهجِهِ المفترَض، لا يصلحُ لتشييد منهجٍ قادرٍ على التعاطي مع الموروث، بل انّه يفتح الباب واسعاً أمام الموضوعات وغيرها، ومع عدم صلاحه لذلك، فانه يسقط عن الاعتبار، وبسقوطه يسقط كلُ ما بُني عليه من مشاريع.

ـ3ـ يردد سماحة السيد بانه لا يهتم الا بالسنة الواقعية، ولكنْ لمّا كانت السنة المنقولة هي الطريق الى السنة الواقعية، فلا مجال لجزم سماحته بالسنة الواقعية الا ما ندر، ولذا فانّ كلام سماحته هذا سينتهي بالمرء الى ما انتهى اليه ابو حنيفة الذي لم تصح عنده الا عدة روايات. 

ـ4ـ زعم سماحة السيد، بان مشروعه القائم على محورية القرآن، كفيل بعلاج آفة التطرف، والتخلص من رمي الآخرين بالتكفير والشرك وغير ذلك مما هو قائم اليوم بين المسلمين، لأن كل ذلك مستند الى الموروث الروائي، ولذا فان اعتماد مرجعية القرآن من قبل كل المذاهب الاسلامية، يجعل مرجعية كل المسلمين مرجعية واحدة، فتنتهي تلك الخلافات وأمثالها على الاقل.

وقد اتضح لنا، بأنّ التعاطي مع الموروث الروائي بالشكل الذي يريده سماحة السيد غير ممكن عقلاً وشرعاً، ومع افتراض إمكانه، فانه لا يحسم خلافاً ولا يعالج معضلا، وذلك لأنّ إباحة دماء الشيعة ـ مثلاً ـ ورميهم بالكفر والشرك وغيرهما، يستند الى القرآن أساساً !!، وكذا الأمر بالنسبة الى الكثير من مسائل الخلاف الاساسية، ولكنّ سماحة السيد كأنه لا يعلم بذلك.  

ـ5ـ كرر سماحته على مسامعنا، عدم اعتماده السند في اعتبار الرواية، وانه يأخذ على سائر العلماء اعتمادهم له، ولكننا رأيناه يعتمد على روايات، ويؤسس عليها ويبني، دون ان يتفضل علينا ببيان المعيار الذي اعتمده في اعتبارها، فيبدو انه اعتبرها اعتمادا على السند!!.

ـ6ـ لم يكن سماحته أمينا في نقل وتقرير آراء ومنهج من يختلف معهم من العلماء، فقد نسب الى الإمام الخوئي وغيره، ما لم يقولوه، كما نسب الى مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما ليس فيها من عقائد.

ـ7ـ لم ينجح سماحة السيد في اثبات عدم فاعلية منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي، كما انه لم ينجح في تثبيت اسس وركائز منهجه المفترض، فضلاً عن تشييد نفس المنهج، وكل ما استطاع ان يصل اليه في كل تلك الحلقات، هو ان الموروث الروائي (سنيا كان أم شيعيا)، فيه شيء من الاسرائيليات والموضوعات والمدسوسات وغيرها، ولكنّ هذا ـ من حيث المبدأ ـ محل اتفاق العلماء، وليس فيه من جديد، إلا التهويل والمبالغة، بل حتى ان الامثلة التي ساقها سماحته كنماذج لتلك الاسرائيليات أو الموضوعات، لم يكن موفقاً فيها.

ـ8ـ أصر سماحة السيد على ان منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي، غير فاعل في حماية العقيدة والفقه، مما في الموروث من إسرائيليات وموضوعات ومكذوبات وغيرها، وان منهجهم المعتمد يؤدي الى مخالفة القرآن الكريم، وعلى الرغم من إصراره هذا، فانه لم يستطع أن يأتي بمثال واحد يُثبت فيه انّ العلماء قد خالفوا القرآن الكريم، في بعض المعارف الإسلامية، مما يرتبط بالعقيدة والفكر أو بالسلوك، بناءاً على رواية (أو: موروث) من هذا القبيل، ولو كان زعمه هذا صحيحا، لوجد في أقول العلماء ومؤلفاتهم، وهي بالالوف، الكثير الكثير من ذلك، خصوصا مع ادعائه بانّ أكثر الموروث هو من هذا القيبل.

ـ9ـ أضاع سماحته الكثير من الوقت في استطرادات ليس لها علاقة بالموضوع، كما أضاع الكثير جدا منه في إثبات ان هناك من الروايات ما هو مدسوس ومكذوب وموضوع، أو ما هو من الاسرائيليات، وهو من حيث المبدأ، محل اتفاق العلماء قديما وحديثا، ولذا فان سماحته لم يكن بحاجة الى كل ذلك، مما يوحي بانه كان يقصد تبديد الوقت وإضاعته، على الرغم مما يبديه من حرص ظاهري (مفتعل ومبالغ فيه) عليه، فقد كان بإمكان سماحته ان يستفيد من الوقت ـ وقد كان كافيا جدا ـ  بما يخدم هدفه المعلن، ولكنه لم يفعل، وعمل على تضخيم المسألة، وابراز قضية الإهتمام بتنقية الموروث وكأنها من اكتشافات سماحته "العلمية"، ومثل ذلك السلوك يستدعي التشكيك في هدفه المعلن من "حركته". 

ـ10ـ حاول سماحته ان يحصر موقف العلماء من بعض الكتب الحديثية الشيعية ككتاب االكافي مثلاً، بين قبول بعض رواياته بمضامينها وردّ اخرى بمضامينها، وبين القبول بها كلها بمضامينها، وكلام سماحته هذا غير صحيح، لأنّ ثبوت صحة سند الرواية لا يستلزم قبول مضمونها قطعاً، وهو معروف لدى الطلبة.  

 ـ11ـ دأب سماحته على التأثير على المتلقي عاطفيا، وقد اتخذ سماحته من ذريعة "مظلوميته" منطلقا لمهاجمة من يختلف معهم بالرأي من المراجع والعلماء، بحجة انهم سيقولون ويقولون، فكان يصطنع المنافذ ليتحدث عن المحاربة والاقصاء و"الثالوث المشؤوم"، وقد أضاع الكثير من وقت البرنامج ووقت متابعيه في هذا الأمر، وكأنّ الهجوم على المراجع وتناولهم كان هدفاً أساسياً يستحق كل الوقت، في هذا البرنامج!!.

ـ12ـ كرّر سماحتُه دعوة العلماء كثيرا الى الردّ على أقواله، ولكنّ العلماء، يرون بانّ سماحته لم يأت بشيءٍ يستحق رداً، ولو رأوا ان هناك ما يستحق المناقشة، لتناولوه في بحوثهم ودروسهم العالية، ويبدو انّ موقفهم هذا كان يجعل سماحة السيد كثير الانفعال، ويدفعه نحو الغضب، والتأكيد دوماً على أنّ كلامه كلام علمي، في إشارة "لا شعورية" لموقف العلماء هذا، الذي يتّسم بالتجاهل. 

ـ13ـ يقول سماحته انّ  اعتراض المعترضين عليه، لم يكن الا بسبب مناقشته لبعض آراء كبار العلماء وردّها، ولكنّ قوله هذا غير صحيح، إذ ان المشكلة مع سماحته لم تكن في مناقشته للآراء وردها، وإنما في عدم الموضوعية في الطرح، وعدم العلمية في التناول، وعدم الدقة في الفهم، وعدم الأمانة في النقل، وعدم السلامة في الاستنتاج، وعدم الكياسة في الاسلوب، وإلاّ فانّ مدرسة أهل البيت قائمة على الاجتهاد، وهو لا يحصل الاّ بالأخذ والرد العلميين، وبحوث علمائنا ومؤلفاتهم خير شاهد على ذلك.

ومن الواضح انّ المشروع الذي لا يتسم بالروح العلمية والموضوعية والتتبع والدقة والعمق، لايمكن ان ينتظر منه أحد، ما يحقق أو يخدم أهدافا نبيلة.

 ـ14ـ في الوقت الذي نرى سماحة السيد يشكو من الاقصاء الذي يقول بانه يمارس ضده، ويقول ان مالكي الثالوث المشؤوم: (السلطة الدينية، والمال، والاعلام)، يمارسون الاقصاء والاتهام والافتاء ضد كل من يختلف معهم، نراه يتعامل مع مخالفي رأيه بروح التسفيه والاقصاء والاتهام والافتاء، وقد حاول ان يُسَخّر الاعلام للدعاية لمرجعيته وخدمة طروحاته وتسفيه آراء العلماء، الى أبعد حد، وقد كان كثيرا ما يُعرّض بمن يختلف معه، ويصفهم بانهم ليسوا من أهل العلم والتحقيق، ويَسْخَر منهم ومما يسميه بالبؤس والشقاء والجهل الذي هم عليه، كما كان يصر  على عدم اجتهاد علماء الحلال والحرام، حتى وان كانوا أعلم من غيرهم في تلك المسائل، وما ذلك الإصرار الا تعبيرا عن مسلك اقصائي واضح، وإلاّ فانّ الرجوع اليهم حينذاك حكم عقلي لا يمكن تجاوزه بهذه البساطة. 

ولكنّ الذي يبدو لي هو انّ هذا الهدف يمثل الهدف الأساس لسماحة السيد من كل هذه الحلقات، إنسجاماً مع ما صدر منه في مناسبات اخرى، ولذا فقد كا سماحته مضطرا لمثل هذه الفتوى الإقصائية، ولم يكن له بدّ منها، من أجل ان يكون له بعض الأثر في حياة الناس وأفعالهم، فلو قال انّ علماء الحلال والحرام مجتهدون ويجوز تقليدهم، مع مراعاة الأعلمية، لما رجع اليه الناس في عباداتهم ومعاملاتهم، ولمّا كانت هذه الدائرة هي الدائرة الوحيدة التي يمكن للمرجع ان يؤثر فيها على مواقف الناس وتحركاتهم، ليبقى تأثير الدوائر الاخرى في إطار الفكر والثقافة فقط، (وهي نتيجة لا تستقيم مع طموحات سماحة السيد)، فانه اضطر الى القول بعدم اجتهادهم رأساً لكي يتمكن من ابعادهم عن طريقه تماما، ويحقق اقصاءهم الكامل من دائرة العبادات والمعاملات، التي هي مدار اهتمام سماحته، وهدف حركته، وإلا فانّ عدم جواز تقليد الأعلم منهم ولو في تلك المسائل فقط، على الاقل، منافٍ لحكم العقل في مسألة التقليد. 

ـ15ـ  من أجل أنْ ينأى سماحته بنفسه عن عيوب "مشروعه" وفشله الواضح، ويداري إحراجه، حاول أن يتملص من تحمُّل مسؤولية عدم نجاحه في تحقيق ما اراد تحقيقه، فهرب الى الأمام، في موقف استباقي، قائلاً: انّ سلطة السلف تحول دون نجاح المشاريع الاصلاحية !!.

ـ16ـ انطلق سماحته من قاعدة: "لا قدسية لأحد من غير المعصومين"، ليقول: "لا خطوط حمراء"، ليُسقطَ بذلك كل ضوابط الاحترام والتقدير والتكريم، ويحرّرَ نفسه من قيودها، في حين ان الخطوط الحمراء موجودة بوضوح وقوة حتى في الموقف من الفسّاق.

ـ17ـ كثيرا ما كان يوجّه خطابه الى غير المجتهدين، من منبريين واصحاب مواكب وغيرهم، وهو خلاف ما يقتضيه خطاب أصحاب المشاريع الاصلاحية للمناهج العلمية المعتمدة، إذ المفروض أن يكون الخطاب حينئذ موجها الى أهل الاختصاص حصرا، لأنهم وحدهم معنيون بالمناهج.

ـ18ـ ذكر سماحته في بعض أحاديثه، بانه يستهدف بمشروعه الطبقة المثقفة والاكاديمية، وكلامه هذا يعني بانه بصدد عملية تعبوية لا تنسجم مع الطرح الموضوعي العلمي، الذي يستهدف أصحاب الاختصاص أساساً.

ـ19ـ عدم التواضع العلمي، الى الحد الذي يجعله يدعي ما ليس له، ويوحي الى المتلقي، بانه هو صاحب هذا الرأي أو ذاك، والحال ان الرأي الذي يدعيه لنفسه هو رأي آخرين وليس رأيه هو، بل قد يكون هو الرأي المشهور والمعروف والمعتمد لدى العلماء منذ القدم، وبدلا من ان يعترف بذلك، ويذهب الى تأييده مثلا، نراه يدعي الرأي لنفسه، وينسب اليهم ما لا يقولون، ثم ينبري للرد على ما نسبه اليهم من قول، وبذلك يكون بصدد رد أقوال افتراضية، لم يقل بها اولئك العلماء الذين يذكرهم، وقد جاء كل "مشروعه" مثالا على ذلك، إذ انّ العلماء يتعاطون مع الموروث على أساس "محورية القرآن"، وإن لم يُطلقوا على ذلك التعاطي اسماً محدداً، ولم يضعوا له اصطلاحا.

ـ20ـ غالبا ما كان سماحته يستخدم الاسلوب التهكمي في مناقشة الاقوال التي ينسبها الى غيره، بل في التعاطي مع الروايات أحياناً، مُطلِقاً بعض الالفاظ والتوصيفات غير المناسبة، بل قد صدر منه أكثر من ذلك، وقد أشرنا الى بعضه في مواضعه من الحلقات السابقة.

ـ21ـ كان سماحته يتعامل مع بعض الآراء الشاذة وكأنها تعبر عن آراء عموم العلماء.

ـ22ـ كان سماحته ينشرح كثيرا، وتنفرج أسارير وجهه، مِنْ كل مَنْ يطري عليه ويمدحه من المتصلين في البرنامج، حتى ولو كان ذلك المتصل من أبسط الناس حديثاً وفهماً وعلماً، ولم يفهم مراد الكلام، عاكساً ذلك بابتسامة عريضة وكلمات شكر وإطراء وحركات بدن!!، في حين انه كان ينزعج كثيرا ويتبرم بشدة، ممن يطرح رأياً مخالفاً لرأية يستحق الإهتام والمناقشة، مترجماً ذلك بانقباض وعبوس، وامتعاض ونكوص، وردود أفعال لفظية وجسدية، لا تليق بعالم. 

ـ23ـ لم يكن ملتزما بما ينبغي ان يلتزم به الضيف في برنامج تلفزيوني يُبث على الهواء مباشرة، أمام مقدم البرنامج والكادر التلفزيوني الذي كان يعمل معه، وقد كان حادّ المزاج معهم، فتارة يقحم نفسه في ما لا يعنيه، وكأنه هو الذي يدير البرنامج، ويحدد ما ينبغي وما لا ينبغي أن تكون عليه الحلقات والاسئلة، واخرى يتهجم على الكادر، بذريعة انهم لم يفوا بوعودهم، ولم يكن من المناسب أن يتحدث سماحته معهم بما تحدث، حتى فيما لو كانوا وحدهم وخارج وقت البرنامج، فكيف به وقد قال ما قال على الهواء؟؟!!

adnan5851@yahoo.com

 الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

 التاريخ : 2013/11/28   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=39846

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثانية عشرة

 

 إضاءة: 

[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثانية عشرة:
في بداية هذه الحلقة ذكر سماحة السيد، انّ وجود روايةٍ ما في مصادر أي مذهب من مذاهب المسلمين، لا يعني انهم  يقبلون بها ويلتزمون بمضمونها ويفتون على أساسها، ولذا فلا يمكن إلزام أصحاب ذلك المذهب أو الاتجاه بها ما لم تصبح أساسا للفتاوى والعقيدة عندهم.
ثم نقل سماحته رواية عن عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق، تتحدث عن ان النبي (ص) فد سها في صلاته، وتساءل فيما اذا بُنِيتْ بعض العقائد على هذه الرواية وغيرها، فأجاب: بـ"نعم"، وضرب الشيخ الصدوق مثالا على ذلك، لكونه ذهب الى القول بسهو النبي (ص)، ثم نقل شيئا من ردّ الشيخ المفيد عليه.
ثم ذكر سماحته، بعضا من كلام الطبرسي في تفسيره، بهذا الشأن، حيث ذهب الى جواز السهو والنسيان على الانبياء، في غير التبليغ، وفي غير ما يؤدونه عن الله.
ثم نقل سماحته قول الشهيد الأول في "الذكرى"، بشأن ما ورد في نوم النبي (ص) عن صلاة الصبح، وقبوله به، كما نقل عن صاحب الجواهر ما نسبه الى الكليني، من قوله بسهو النبي، شأنه شأن الشيخ الصدوق وشيخه ابن الوليد والطبرسي. 
كما نقل سماحته شيئا من كلام المحقق محمد تقي التستري بهذا الشأن أيضا، حيث ذهب الى سهو النبي كذلك، لينتهي سماحته أخيرا الى القول بان كل هذا كان بسبب الموروث الروائي.
واخيرا تطرق سماحته لما أسماه اختراق المنظومة العقدية الاعتزالية، للمنظومة العقدية الشيعية، متناولا أصل "العدل"، كمثال على ذلك الاختراق.
وهذا هو رابط الحلقة الثانية عشرة، من حديث سماحة السيد الحيدري.
 
http://www.youtube.com/watch?v=GcNGMBVLZV0 
 
 
ولما كان سماحة السيد قد تحدث، في هذه الحلقة، عن مسألة سهو النبي (ص) ومسألة نومه (ص) عن الصلاة، وكان قد تناولهما في الحلقة السابقة (الحادية عشرة)، وكنا قد ناقشنا ذلك هناك، فان كلامنا مع سماحته في هذه الحلقة، سوف ينحصر في مسألة تسرب بعض عقائد المعتزلة الى الشيعة.
ولكن قبل البدء بذلك، اود أن اشير الى ان سماحة السيد قد ذكر بان وجود مجموعة من الروايات في المصادر الحديثية لمذهب ما، لا يسوّغ تحميل أصحاب ذلك الاتّجاه أو المذهب مضمون تلك الروايات، فإذا وجدنا مجموعة من الروايات في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم أو في مسند أحمد أو أي كتاب من المصادر الثابتة لأهل السنة لا نقول لهم بما انكم أوردتم الرواية، فأنتم تقبلونها بالضرورة، وتفتون على اساسها، فلعل المصنف أوردها ولكنه لا يقبلها مضمونا، لأنّه يفسرها بتفسير غير التفسير الذي تقدمه أنت، أو يوجد عنده معارض لتلك الرواية، إذن نفس وجود الرواية في المصادر الحديثية عند أهل السنة أو في المصادر الحديثية عند الشيعة، ليس دليلا على تبني مضمونها من قبل علماء ذلك المذهب أو الاتجاه .. نعم إذا وجدنا أن تلك الأحاديث قد صارت أُسسا لفتاوى وأصول عقائدية، فاننا نستطيع، عند ذلك، أن نلزمهم بها.
وكلام سماحة السيد هذا سديد ومتين، ولكنّ الغريب هو اننا نرى سماحته ينسى هذا الكلام عندما يتحدث عمن يقول بصحة بعض الكتب الحديثية الشيعية من الاخباريين، فيحاول ان يلزمهم بمضامين كل ما في تلك الكتب من روايات بسبب قولهم بصحتها، على الرغم من انه يدعو الى عدم إلزام السنة بالروايات الواردة في صحاحهم، بما فيها البخاري ومسلم، ما لم تتحول تلك الروايات والمضامين الى عقائد أو فتاوى.
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الحادية عشرة

 

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الحادية عشرة
حاول سماحة السيد في هذه الحلقة، ان يثبت بانّ الموروث الروائي السني قد تسرب الى الموروث الروائي الشيعي، بشكل أو بآخر، فجاء بروايات من الكافي وغيره، وردت بشأن بعض أفعال رسول الله (ص)، تتفق في المضمون مع روايات وردت في البخاري و غيره.
وفي بداية الحلقة، أشار سماحته الى انّ هناك روايات وردت في مصادرنا الحديثية، تتحدث عن ان الموروث الروائي الشيعي قد اصيب بآفات، منذ أواسط القرن الثاني، أي منذ زمن الإمام الصادق (ع)، وقال سماحته بان أعداء أهل البيت كانوا يتعمدون الكذب على الأئمة عليهم السلام، من أجل تشويه مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وذكر بعض ما جاء من تأكيدات من قبل الإمام الصادق والإمام الرضا (ع)، في هذا المجال، لتحذير الشيعة من الوقوع في ذلك الفخ. 
وتطبيقا لما تسرب من الموروث الروائي السني الى الموروث الروائي الشيعي، ولما ورد في الرواية المنقولة عن الامام الرضا (ع)، بخصوص التقصير في أمرهم (ع)، توقّف سماحته عند كتاب الكافي، لينقل بعض ما ورد فيه مما يُنقِصُ من شأن الرسول (ص). 
وقبل ان يقرأ تلك الروايات، تطرق الى أهمية الكتاب ومنزلة مؤلفه المرموقة، وقال انّ الإخباريين يتعاملون معه على انه صحيح، بعد أنْ قاموا باقصاء القرآن عن استنباط المعارف الدينية، وأغلقوا باب القرآن الكريم، ناقلا بعض كلام المولى محمد أمين الاسترابادي، في الفوائد المدنية، في هذا المجال، وقال لذا فانهم اضظروا الى القول بانّ روايات الكتب الأربعة (أو: بعضها) قطعية الصدور، ومن هنا بدأت الحكايات والقصص بشأنها، لإضفاء القدسية عليها، فجاءت قصة انّ كتاب الكافي قد عُرض على الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فقال: "الكافي كافٍ لشيعتنا"، وهو مما لا أصل له، ولكن الصحيح هو ان كتاب الكافي كتاب حديثي، لا يختلف عن أي كتاب آخر، ولا توجد بإزائه أي خطوط حمراء.
ثم، قرأ سماحته رواية من فروع الكافي، ذكرتْ بان الرسول (ص)، صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم.
وقرأ رواية اخرى من الوسائل، ذكرتْ بان الرسول (ص)، قد نام عن صلاة الصبح.  
 
وهذا هو رابط الحلقة الحادية عشرة من حديث سماحة السيد الحيدري
 
http://www.youtube.com/watch?v=TfDbLJeNkm0 
 
 
ولا كلام لنا مع سماحته في أصل وجود بعض الآفات في الموروث الروائي الشيعي، وقد كررنا ذلك أكثر من مرة، خلال الحلقات الماضية، ولا كلام لنا معه أيضا في ضرورة الحذر من ذلك، وتنقية الموروث منها، ولكن الكلام معه في بعض التفاصيل، وفي ما يظهره من مبالغات بهذا الشأن، وفي المعايير التي يجب اتباعها للتخلص من تأثيراتها، وفي ما يوحيه الى المتلقي من انّ سماحته هو فارس هذا الميدان، الذي لم يسبقه الى مثله سابق، ولم يلحق بغبار فرسه لا حق. 
ولذا سوف نتناول، من حديثه هنا، ما يرتبط بنقاط الخلاف هذه فقط، من خلال المحاور التالية: 
الاول: حول الميزان الذي اعتمده سماحته في اعتبار الروايات التي أوردها في هذه الحلقة. 
الثاني: حول قول الاخباريين بقطعية صدور ما في الكتب الاربعة أو بعضها. 
الثالث: حول الروايات التي ذكرها كأمثلة لما تسرب الى الموروث الشيعي.
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة العاشرة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات. 
 
ملخص الحلقة العاشرة
في بداية حديثه في هذه الحلقة، تعرض سماحة السيد الحيدري، الى بعض ما ورد عن أئمة أهل البيت (ع)، بشأن ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم، كمعيار لقبول أو عدم قبول الرواية.
ثم حاول سماحته ان يبين سلبيات ما اسماه "منهج إسلام الحديث" أو "المنهج السندي"، لدى السنة والشيعة، من خلال تطبيقه على بعض الروايات، وقد ذكر ثلاث روايات من مصادر السنة، تناولت بعض شؤون الرسول (ص).
وفي أثناء ذلك، كانت هناك بعض الاستطراطات، سنشير الى ما يهمنا منها.
وهذا هو رابط الحلقة العاشرة من حديث سماحة السيد الحيدري.
 
http://www.youtube.com/watch?v=i75za7eZCs8 
 
 
وسيدور نقاشنا في هذه الحلقة، حول النقاط التالية:
ا ـ حول كلام سماحته عن ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم
2 ـ حول ما ذكره من أمثلة على سلبيات "منهج اسلام الحديث"
3 ـ حول بعض تعليقاته الصادمة
 
أوّلاً: حول ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم
وعن هذه النقطة، قال سماحته: وللمرة العشرين والخمسين، أقول: انني لست بصدد نفي السنة، وإنما بصدد تنقية السنة مما علق بها من الكذب والوضع والتلاعب والإسرائيليات وغير ذلك، في الموروث الروائي عند السنة أو عند الشيعة، وقد ذكرنا مرارا ان المنهج الذي نعتقده هو ما قاله أئمتنا عليهم السلام، مثل: 
1 ـ ما ورد في وسائل الشيعة للحر العاملي، الجزء السابع والعشرون مؤسسة آل البيت، الباب التاسع من أبواب صفات القاضي، ص 111، رقم الحديث 33347 يقول: (( عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.)). 
فلا قيمة لما لا يوافق الكتاب حتى نقف عنده، والإمام لم يقل اعرضوا كل خبر ضعيف على كتاب الله، يقول اعرضوا كل خبر صحيحا كان أو ضعيفا، وهذا الذي قاله الشيخ المفيد، فالرواية تقول كل حديث ورد عليكم فاعرضوه على الكتاب وعلى السنة المقطوعة التي صدرت من رسول الله، يعني: اعرضوه على حديث الثقلين، وعلى من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. يعني: اعرضوه على حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وهكذا يعني الأحاديث المقطوعة، الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة التاسعة

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعنِ به خصوص ما نُقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نُقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة التاسعة
تركز حديث سماحة السيد في هذه الحلقة على كتاب سُلَيْم بن قيس، وموقف العلماء منه، فبعد أن تحدث عن الأهمية العلمية للكتاب، وأطرى على صاحبه سُليم باعتباره من الثقات الأجلاء، ونقل بعض ما يقوله العلماء بحقه من مدح وتوثيق، ذكر سماحته، بان هناك أربعة مواقف من الكتاب:
الاول: يرى ان الكتاب موضوع لا مرية فيه. 
الثاني: يرى ان الكتاب صحيح لا مرية فيه. 
الثالث: يقول أن لسليم كتابا، ولكن لم يصح طريق اليه، ولذا فاننا لا نملك دليلا على ان الكتاب المتداول والمنسوب الى سليم، هو كتاب سليم فعلا.
الرابع: يقول لا شأن لنا بصحة أو عدم صحة الكتاب، وإنما بالمضمون، فاعتبار المضمون يكون بعدم تعارضه مع القرآن أو العقل أو المسلمات التاريخية، أو الحقائق العلمية، وذلك بحسب الموضوع الذي تتعرض له الرواية، فإن لم يعارضها أخذنا به، وإن عارضها، فلا اعتبار له، سواء كان الكتاب صحيحا أو سقيما.
 

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثامنة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثامنة
ذكر سماحة السيد الحيدري، بانه سيجيب في هذه الحلقة والحلقة القادمة على ثلاثة أسئلة:
الاول: هل ان الاسرائيليات انتقلت الى الموروث الروائي الشيعي، وخصوصا عند المفسرين والمؤرخين؟
الثاني: هل ان كتاب سليم بن قيس معتبر، أو غير معتبر؟
الثالث: هل انّ هناك ما يثبت ظلامات الزهراء عليها السلام، وتفاصيل ما جرى عليها، من غير كتاب سليم؟
وهنا، لابد من الاشارة، الى ان سماحته، لم يتطرق الى الإجابة على السؤال الثالث، الخاص بظلامات الزهراء عليها السلام، لا في الحلقة القادمة، ولا في غيرها من الحلقات المتبقية من هذه السلسلة من أحاديثه، كما وعد.
وفي إطار إجابته على السؤال الاول، والتدليل على اختراق الاسرائيليات للموروث الروائي الشيعي، نقل سماحته رواية من تفسير الطبري، رواها عن بعض أهل العلم بالكتاب الاول (التوراة)، في كيفية بدء النسل من نبي الله آدم (ع) ، وتكاثر البشرية، إذ تذكر الرواية بان الناس قد تكاثروا بزاوج أبناء آدم وحواء من أخواتهم، إذ كانت حواء تلد في كل بطن توأمين؛ ذكرا وانثى، فيتزوج الذكر منهما اخته التي هي توأم أخيه من بطن آخر. 
وقال سماحته ان نفس هذه الرواية، نقلها الشيخ الطوسي الى تفسيره "التبيان"، لتنتقل منه الى تفسير "مجمع البيان" للشيخ الطبرسي، على انها عن الامام الباقر عليه السلام، وليست عن "بعض أهل العلم بالكتاب الاول"، ثم لتنقل من "مجمع البيان" الى مصادر اخرى، كتفسير الفيض الكاشاني، وتفسير الحويزي، وغيرهما، على انها مما روي عن الامام الباقر عليه السلام.
ثم نقل سماحته من كتاب تفسير العياشي، وعلل الشرائع للشيخ الصدوق، نموذجا آخر من الروايات، ينكر ان يكون النسل البشري قد تولد من زاوج الاخوة والاخوات مع بعضهم، ويستهجن ذلك أشد استهجان.
ثم تطرق سماحته الى كيفية حل هذا التعارض بين هاتين الطائفتين من الروايات، وذكر ان هناك ثلاثة أجوبة:
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة السابعة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة السابعة:
في البدء، أجاب سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، عن تساؤل البعض عن سبب طرح هذه المباحث، على الملأ العام، وليس في الحواضر العلمية المتخصصة، وقال ان السبب في ذلك هو ما نراه من محاولات المتطرفين، من السنة والشيعة، لسرقة الخطاب الاسلامي المعتدل، مع غياب الموقف الرسمي للمؤسسة الدينية في النجف. وأضاف بانه قد فعل ذلك أيضا في الحواضر العلمية، وفي دروسه الخاصة.
ثم تحدث عن موقف أئمة أهل البيت (ع)، من الموروث الروائي المتداول حينذاك، فذكّر بما ورد في الحلقة السابقة، من ان العلماء يقولون بان ما لا يقل عن تسعة أعشار الموروث الروائي الرسمي، موضوع، وأشار الى بعض آفات الحديث.
ثم تحدث عن الموروث الروائي للمعارضة (الشيعة)، وتساءل: عما اذا كان الأئمة (ع) قد قبلوه، أو لم يقبلوه؟
وفي سياق الاجابة على هذا السؤال، تطرق سماحته الى حديث الثقلين، وقال: ان من أهم المعطيات المترتبة على مضمون حديث الثقلين هو أن كل خصوصية أساسية ثبتت في القرآن، لابد وأن تثبت لما هو عدل القرآن، فإذا ثبتت للقرآن: الصفة " أ "، فلابد وأن تثبت للسنة أو العترة: ألصفة " أ "، أيضا، لأنه إذا لم تتصف السنة أو العترة: بالصفة " أ "، فانها ستكون قد افترقت عن القرآن ولم تكن عدلا له، ولم يصدق كلام النبي (ص): " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"، ومادام ان القرآن لا يأتيه الباطل، ولا اختلاف فيه، فلا بد وان يكون ما هو عدل القرآن كذلك أيضا، فيجب ان لا يكون هناك أي اختلاف أو تكاذب في حديث السنة وحديث العترة.
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ"من اسلام الحديث الى اسلام القرآن"ـ الحلقة السادسة

 

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة السادسة:
بدأ سماحة السيد الحيدري، حديثه بالرد على من يشكل عليه بانه يريد اقصاء السنة النبوية الشريفة، في فهم المعارف الدينية، فقال سماحته: يجب التمييز بين "السنة الواقعية"، وهي لا إشكال في قبولها، وبين "السنة المنقولة أو المحكية"، وهي الموجودة بايدينا اليوم، وهي التي يتشكل منها الموروث الروائي السني والشيعي، الذي يحاول العلماء ان يثبتوا صحة بعضه بـ "لطائف الحيل"، من قبيل: السند، وعلم الجرح والتعديل، وعلم الرجال، وذلك بسبب ابتلائه بعشرات الآفات والامراض، كالنقل بالمعنى، والتقطيع، وضياع القرائن، وفهم الصحابي، والدس، والتدليس، والكذب، والغلو، والتقية، والاسرائيليات، وغير ذلك.
ثم عاد سماحته الى الكلام حول دس الحديث ووضعه، وقد حاول هنا أن يجيب على مجموعة من الاسئلة، منها: ما المراد بالاسرائيليات؟،  ومتى دخلت إلى الموروث الديني؟، وما هو أثرها في الموروث الروائي؟، ومن هم رموز الاسرائيليات؟ وما هو موقف علماء الدين من ذلك؟ 
ثم استعرض عدة مصادر تتحدث عن ذلك، وقرأ منها ما يساعد على الجواب على هذه الاسئلة.
وفي إشارة منه الى العلاج، قال سماحته: ان الميزان في معرفة الصحيح من الموروث، هو: القرآن والعقل، وليس سند الحديث، إذ ان سند الحديث لا ينفعنا شيئا.
ثم تعرض الى اقطاب الموروث الاسرائيلي، ورموزه، ذاكرا منهم: عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن مُنَبِّه، وابن جرير، مستعرضا لعدد من المصادر، في هذا المجال، وقال: وقد كان هؤلاء هم "العقل المكوِّن" لعقل الصحابة، ذاكرا ما قاله ابن خلدون في تحليله الاجتماعي لظاهرة أخذ الصحابة من اليهود والنصارى.
ثم حاول سماحته ان يثبت عدم صلاحية منهج العلماء في اعتبار الروايات، وعدم فاعليته في الحيلولة دون تسرب الاسرائيليات، من خلال رواية ذكرها ابن جرير الطبري في تفسيره، إذ زعم سماحته بان الشيخ الطوسي قد نقلها عنه في تفسيره، ثم نقلها الشيخ الطبرسي من تفسير الشيخ الطوسي، ولكن مع ارتكابه لخطأ في النقل، لتصبح الرواية، عنده، من الموروث الروائي الشيعي.
وقد كان هذا المقطع من هذه الحلقة، عبارة عن استدراك لما فات سماحته في الحلقة السابقة (الخامسة)، ولذلك فان مناقشتنا لهذه النقطة، جاءت في الحلقة السابقة (الخامسة)، فلا نعيد.
ثم ذكر سماحته، بان الوضّاعين، كانوا يضعون الحديث على لسان بعض الأسماء الكبيرة، من أمثال الامام علي (ع)، وابن عباس، من أجل أن يتم قبولها، ثقة بهم وتقديسا، وبذلك تخترق التراث.
ثم ذكر سماحته بان هناك من وثّقَ أمثال وهب بن مُنَبِّه، وعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ناقدا توثيقهم.
ثم تساءل عما بقي من القرآن في الحواضر العلمية والحوزات الشيعية، وقال: هل ان القرآن الكريم يُدْرَس و يُدَرّس فيها أو ان القيمة فيها لفقه الحلال والحرام، وان المرجعية فيها لفقه الحلال والحرام، وان الاموال لفقه الحلال والحرام، وان القدسية لفقه الحلال والحرام، وليست للقرآن وأهل القرآن؟
ثم وجه دعوته، للإهتمام بالقرآن.
ثم ذكر ما يقوله العلماء عن حجم الأحاديث الموضوعة، فنقَلَ عن شُعبة، الذي يوصف بانه أمير المؤمنين في الحديث، قوله: "انّ تسعة أعشار الحديث كذب"، ونقل عن الدارقطني قوله: "ما الحديث الصحيح إلاّ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.".
وتعليقا، على أسئلة بعض المتصلين، عاد سماحته الى الحديث عن السنة الواقعية، والسنة المحكية، وان "العرض على الكتاب" هو الميزان في معرفة الصحيح من غير الصحيح من السنة المحكية.
وهذا هو رابط الحلقة السادسة من حديث سماحة السيد الحيدري
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري وأنكاره لحديث ((علي قسيم الجنة والنار))

 

 

في مقطع من برنامج مطارحات في العقيدة بتاريخ 10/1/2013 وبعد ان يذكر الحيدري حديث للبخاري عن رسول الله (صل الله عليه وآله ) قال ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي قالوا يارسول الله ومن يأبى ..قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).

 

ثم بعد هذا الحديث يؤسس الى نظرية وهي ان من يخالف أو يعصي رسول الله (صل الله عليه وآله) وهو معتقد ان هذه المعصية او المخالفة طاعة رسول الله فهو من أهل الجنة !!!
 إلا اذا اعتقد ان هذه المعصية هي معصية لرسول الله ومخالفته مخالفة لرسول الله (صل الله عليه وآله) وأبى أي وعصى فهو من أهل النار !!!
بعد ذلك يقول الحيدري ..
((من قال لي ولك أنا قسيم الجنة والنار حتى هذه الفرقة الى الجنة مولانا والباقي الى النار ..من أين هذا ؟؟.. تقول سيدنا مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية ..هذا بحثه اذا صار ابحث هذه الرواية اعزائي وأبين المراد منها.. الى أن يقول.. أنا لا أستطيع كشيعي أن أقول كل من لم يكن شيعياً فهو ماذا أكبه الله على منخريه في نار جهنم )). إنتهى كلام الحيدري.
أقول ..
أولا:- إن حديث البخاري موافق لثوابت العقيدة لدينا فأن من أطاع الرسول الكريم (صل الله عليه وآله) فهو من أهل الجنة ومن خالفه فهو من أهل النار .
 لكن هنا ترد مسألة وهي من خالف رسول الله (صل الله عليه وآله) و يعتقد انه يطيعه وطبعا ان مخالفة الرسول مخالفتاً لله تعالى كيف يكون من أهل الجنة ؟؟!!
إن من يقتل المسلمين اليوم يعتقد انه يطيع الله ورسوله بقتله للمسلمين  ولذلك تجده يكبّر عند ذبحه للابرياء فهل نسطيع ان نقول ان هذا من اهل الجنة ؟؟!!
فإذا لم يكن مثل هذا الشخص مشمولاً بكلام الحيدري فعلى من ينطبق؟؟
 
ثانيا:-
 ان كلام الحيدي كان مطلقا وليس مقيدا وهذا واضح لكل من يرى المقطع ولا يحتاج الى ايضاح فهو يخاطب بكلامه جميع المسلمين بكل طوائفهم ولم يخصص جهة او طائفة او منطقة ما في كلامه وهنا يرد إشكالنا 
إن المخالفة التي يكون فيها المرء غير مستحق للعقوبة هي مخالفة الجاهل القاصر والذي قد تكون نسبة وجوده في عالمنا لاتصل الى 10% من المسلمين فهل الحيدري يتكلم مع هؤلاء؟؟!!
 ام انه يتكلم مع جميع المسلمين الذين لايخلو من خالف منهم الأوامر النبوية المقدسة والنصوص القرآنية الصريحة بين عالما عامدا او جاهلا مقصرا والجاهل المقصر ينزل بمنزلة العامد عند الفقهاء ويكون مستحقا للعقوبة ؟؟.
 
ثالثا :- إنكار الحيدري لحديث ((علي قسيم الجنة والنار)) يوجب إنكار لجملة من والأحاديث ومنها ((لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق))
كيف ؟؟
 
أنقل لكم هذه الرواية 
((قال المأمون يوماً للرضا(عليه السلام) : يا أباالحسن، أخبرني عن جدّك أميرالمؤمنين بأيّ وجهٍ هو(( قسيم الجنّة والنار)) وبأي معنى، فقد كثر فكري في ذلك؟ فقال له الرضا(عليه السلام) : يا أميرالمؤمنين، ألم ترْوِ عن أبيك عن آبائه عن عبداللَّه بن عبّاس أنّه قال: سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر؟ فقال: بلى. قال الرضا(عليه السلام) : فقسمة الجنّة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنّة والنار. فقال المأمون: لا أبقاني اللَّه بعدك يا أباالحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) .
مصادر الرواية
1 بحار الانوار ج39 ص 193 .
2 عيون أخبار الرضا للصدوق.
3 مستدرك سفينة البحار .
 
إن إستدلال الامام الرضا (عليه السلام ) كان في حديث (حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر) فإن إنكار الاول ملازم لأنكار الثاني كما لاحظت.
ولا يقال لعل إنكار الحيدري للحديث كان انكارا سنديا لماذا ؟؟
لانه لم يكن هناك كلام في الاسانيد أصلا بل كان عن معنى وروح الحديث ولذلك قال بعده ((.. تقول سيدنا مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية)) لأشتراكه في المعنى  وهذا انكار من الحيدري لحديث الفرقة الناجية الذي هو أشهر من نار على علم.. ونص حديث الفرقة هو
((عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكون فالناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم فاولئك ما عليهم من سبيل، فسألت عن الائمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل)).
وهناك صيغ أخرى جاء بها الحديث تحمل نفس المعنى .
 
المصدر 
1 بحار الانوار 
2 العمدة 3
 
فإن قيل إن الفرقة الناجية هم المسلمون جميعا .. نقول ..
فما معنى قوله (صل الله عليه واله ) إمتي وهل يمكن القول إن اليهود والنصارى وغيرهم من إمة محمد ؟؟!!
 
ثم إن الحديث صريح إن الفرقة الناجية هم (الناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم) أي ولاية وعلم اهل البيت.
 
 فما الذي أراده الحيدري من قوله (مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية ..هذا بحثه اذا صار أبحث هذه الرواية اعزائي وأبين المراد منها)؟؟
 
من الذين قالوا ؟؟ الذي قال هو رسول الله (صل الله عليه وآله) ثم ما الذي سيبينه الحيدري من الحديث ؟؟
 
انا لا ارى منه الا إنكار هذا الحديث ولكنه عبر بهذه التعابير لكي لا يقع في مشكلة انكار جملة من الاحاديث بوقت واحد .
 
رابعا:-
 لماذا أنكر الحيدري هذه الأحاديث ؟؟
 
1 - حديث (أنا قسيم الجنة والنار ).
2 - حديث (الفرقة الناجية ).
 
بعد إن قرأ الحيدري حديث البخاري ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يارسول الله ومن يأبى ..قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
 
لعله توهم معارضة الحديث بحديثي (أنا قسيم الجنة والنار والفرقة الناجية) فكيف يمكن أن تكون كل إمة محمد (صل الله عليه واله ) في الجنة وهذه الأحاديث حيث قال ..
((الاصل في إمة محمد أن يكونوا من أهل الجنة)) وبعدها مباشرتا أنكر الأحاديث ولو لم يكن متوهما بتعارضها لما ذكرها بعد هذا الحديث مباشرتا بل إن هناك وحدة ملاك بين حديث البخاري وحديثي (أنا قسيم الجنة والنار و الفرقة الناجية )!! .
 
الأحاديث ليست متعارضة :
 
إن الحديث الذي ذكره البخاري لا يعارض الأحاديث التي أنكرها الحيدري 
والأدلة بديهية وكثيرة ولاتحتاج الى كثير عناء وطول تأمل .. كيف ؟؟
 
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
 
إن الشرط في دخول الانسان الجنة او رميه في النار في حديث البخاري كانت (طاعة رسول الله ) (صل الله عليه وآله)..
فمن أطاع رسول الله دخل الجنة ومن لم يطع فقد أبى ودخل النار ..
 
قول رسول الله (صل الله عليه وآله) (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
الذي بلّغ به المسلمون في غدير خم والذي روته العامة والخاصّة والذي كان اثباتا لولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) على المسلمين جميعا والتي قرنها رسول الله (صل الله عليه وآله ) بولايته على المسلمين.
 
والنتيجة.. إن من أطاع رسول الله (صل الله عليه وآله) وقَبِلَ ولاية أمير المؤمنين فهو من أهل الجنة .
ومن لم يَقبل ولاية أمير (عليه السلام ) فقد عصى رسول الله (صل الله عليه وآله)  وأبى دخول الجنة .
وعليه فأن حديث (أنا قسيم الجنة والنار) أصبح متفقا معناً مع حديث 
(كل أمتي يدخلون الجنة الا من أبى ) وكذلك حيث الفرقة الناجية فأن الفرقة التي قبلت بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) فهي الفرقة الناجية وباقي الفرق الى النار لانها لم تطع رسول الله (صل الله عليه وآله).
 
بقي هنا أمر لابد من تبيينه وهو من كان لديه اعمالا صالحة من المسلمين ولم يكن مواليا لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام ) فماهو مصيره مع ما لديه من أعمال ؟؟
ان كل الأعمال التي يعملها الانسان لابد ان تكون حاصلة على شروط القبول فلو صلى أحدنا قبل دخول وقت الصلاة فأن عمله ليس قبيحا في نفسه الا انه غير مقبول والسبب هو عدم توفر شرط دخول الوقت الذي هو من شروط القبول ..
 
كذلك قبول كل الأعمال مشروطٌ بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) وطاعة الرسول الأكرم (صل الله عليه وآله ) والنتيجة هي طاعة الله عز وجل .
فلا يمكن إطاعة الله الا بما أمر الله ورسوله وقوله تعالى صريح بذلك
 
((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا))
الأحزاب 36
 
وهنا يأتي تسائل مهم هو كيف غاب عن  السيد الحيدري كل هذا الأمر فالقضية بديهية للمثقفين كيف لعالم بمستوى الحيدري أن يغيب عنه ذلك؟؟
 
وللجواب لابد اولاً:-
 أن يُسأل الحيدري هو بذلك لعل لديه جوابا مقنعاً ولو إنا لا نعلم له جوابا ولو كان لبان في محاضرته وبرر أسباب إنكاره .
 
ثانيا :- لعل نهج الحيدري الجديد الذي يدعو اليه وهو نهج التقريب بين المسلمين أدى به الى إنكار أهم فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام ) والتشكيك بمدأ الولاية الذي يكون فيه المرء خارجاً عن الايمان في إنكاره.
 
والحمد لله رب العالمين 
 
الكاتب : ياسر الحسيني الياسري

التاريخ : 2013/10/04    

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=37613

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "( 5 )

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الخامسة :ـ
تحدث سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، عن الاسرائيليات والوضع، في مرحلة ما قبل التدوين، وتناول أبا هريرة، باعتباره أبرز رموز الوضع والتدليس والكذب، في هذه المرحلة، وقد أسهب في الحديث عنه وعن تاريخه، وعما رواه من أحاديث كثيرة جدا، مقارنا بين ما رواه هو وما رواه بعض أبرز الصحابة. 
وكل ما جاء به سماحته في هذه الحلقة معروف لدى أهل العلم، وكثير من الناس، إلا ما ذكره من مثالٍ لتسرب الاسرائيليات الى التراث الروائي الشيعي. 
فالمسألة المهمة التي ذكرها سماحته في هذه الحلقة، هي الرواية التي جاء بها كمثال لما تسرب من التراث الروائي السني الى التراث الروائي الشيعي، معتبرا إياها من الإسرائيليات التي رواها الطبري في تفسيره، وعنه أخذها الشيخ الطوسي فأوردها في تفسيره، ليقوم الشيخ الطبرسي، بعد ذلك، بايرادها في تفسيره، نقلاً من تفسير الشيخ الطوسي، ولكن الشيخ الطبرسي، عندما أوردها في تفسيره فانه أوردها على انها مما روي عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام، إشتباها بينه (ع) وبين أبي جعفر الطبري، لاشتراكهما في الكنية، وهكذا تسربت هذه الرواية الإسرائيلية الى الموروث الروائي الشعي، ليتم تداولها لاحقا، على انها مما روي عن الامام الباقر عليه السلام، ولتساهم في تكوين العقل الشيعي.
ولابد من الاشارة هنا، الى ان سماحته كان قد قرأ، في هذه الحلقة (الخامسة) رواية من تفسير التبيان للشيخ الطوسي، وقال بان الشيخ الطوسي قد أخذها من تفسير الطبري، ولكن سماحته لم يقرأ رواية الطبري، غير انه استدرك ذلك في الحلقة السادسة، فقرأها أولا من الطبري، ثم من التبيان، ثم من مجمع البيان، ولذا فاننا سنستفيد مما ذكره سماحته في الحلقة السادسة أيضا مما يرتبط بهذه النقطة، استدراكا لما فاته في هذه الحلقة.
 
وهذا هو رابط الحلقة الخامسة:ـ
 
 http://www.youtube.com/watch?v=8tjnilJvHEE 
 
وهذا هو رابط الحلقة السادسة: 
 
http://www.youtube.com/watch?v=HrJoh4Ixv3c 
 
 
وسنناقش في هذه الحلقة نقطتين فقط:ـ
الاولى:ـ حول إسهاب سماحته في اثبات الوضع، و تركيزه على الوضاعين. 
الثانية:ـ حول تسرب الرواية الإسرائيلية من الموروث الروائي السني الى الموروث الروائي الشيعي.
 
أولا: حول إسهاب سماحته في الحديث عن الوضع، و تركيزه على غير الثقات:
وفي هذا الاطار، أسهب سماحة السيد في إثبات الوضع والوضاعين، وفي وجود الموضوعات في الموروث الروائي، وفي عدم موثوقية بعض الرواة، وعلى رأسهم أبو هريرة، وقد أتعب نفسه، وأجهدها، بنقل ما يثبت ذلك من مصادر مختلفة.
المناقشة:ـ
لا أدري لماذا أجهد سماحة السيد نفسه، في هذه الحلقة، من أجل أن يثبت ان الموروث الروائي يحتوي على الكثير من الكذب والوضع والتدليس والاسرائيليات، والحال أن هذه النقطة، على إجمالها، ليست محل كلام أو نقاش بين أهل العلم، ولا هي محل خلاف بين سماحته وبين سائر العلماء المجتهدين !!
وليته، إذ أسهب في هذا المجال، أسهب في إثبات ضعف منهج العلماء الآخرين، في إعتبار الروايات، وتقديم الأدلة على ما يقوله من ان منهجهم المعتمد قد أوقعهم في مخالفة القرآن الكريم، في مجال العقيدة وغيرها.
فخلاف سماحته مع سائر المجتهدين والمراجع، لا يكمن في وجود أو عدم وجود الإسرائيليات والموضوعات، على نحو الاجمال، وانما يكمن في المنهج المتبع في تنقية الموروث من ذلك، وقد اختار سماحته، أن عدم مخالفة الرواية للقرآن الكريم هو المعيار الوحيد لذلك، مع ملاحظة بعض القرائن، وأما سائر العلماء، فيقولون ان اعتبار السند، وعدم مخالفة الرواية للقرآن، (إضافة الى معايير اخرى)، كلاهما لازمان لتنقية الموروث مما تسرب اليه. 
ومن الواضح ان آلية سائر العلماء في تنقية الموروث الروائي مما علق فيه، أكثر فاعلية مما يقترحه سماحة السيد.
فمن الغريب ان سماحة السيد، يرى نفسه بصدد طرح منهج جديد قادر على تنقية الموروث الروائي مما تسرب اليه من موضوعات، في حين ان منهجه المقترح، أقل فاعلية من منهج سائر العلماء، في هذا المجال، وذلك لأن سماحة السيد لا يعطي للسند أي اعتبار في قبول الرواية، ويكتفي  بالإعتماد على عدم مخالفتها للقرآن الكريم فقط، وإن حاول ترميم قوله هذا، بافتراض قرائن يعتمدها لاعتبار الروايات، (ومنها: ما يُعثر عليه في كتب العامة من مضامين رواياتهم، توافق مضامين رواياتنا)، فقد قال في مفاتيح عملية الاستنباط 218: (( أننا بعد أن أسقطنا مسألة المنهج السندي [يعني: منهج العلماء في اعتبار الروايات] وأننا لا نقبله بالضرورة أن يكون منهج سندي حرفي، ينفتح لنا الباب لجمع القرائن لا على مستوى الروايات الواردة عن طرقنا في كتبنا وإنما نتحول إلى مصادر الآخرين وإلى الكتب الحديثية التي وردت عن الآخرين, هذه المصادر أيضاً معينٌ جيد ومنبعٌ جيد لجمع القرائن.)).
فموافقة العامة عند سماحته من قرائن الصحة !!!، والترجيح !!!! 
وأما الآخرون فلا يكتفون بمجرد عدم مخالفة الرواية للقرآن الكريم، وانما يضيفون اليه إعتبار سند الرواية أيضا، وبهذين المعيارين يكون منهج سائر العلماء أكثر فاعلية في حماية الموروث الروائي من الإختراق، وأكثر حصانة من المنهج المقترح لسماحة السيد.
بل ان باب الاختراق سينفتح على سماحته، واسعا، بفتحه لباب كتب القوم، كقرائن على الصحة. 
ومع قطع النظر عما يزعمه سماحته من أوهام القرائن، فلو نفذت الرواية، من معيار عدم مخالفة القرآن الكريم، فإنها ستكون معتبرة لدى سماحة السيد ومنهجه، واما على منهج سائر العلماء، فلو انها نفذت من معيار عدم مخالفة القرآن، فإنها ستخضع لمعيار آخر، قبل إعتبارها، وهو معيار إعتبار السند.
ولا أدري أيضا، ما الذي يريد سماحة السيد ان يصل اليه من نتائج، بتركيزه على الحديث عن غير الثقات من الرواة، و بما أسهب فيه من كلام بشأن أبي هريرة وأمثاله، من رموز الوضع وغيره؟
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن (4 )

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الرابعة:ـ
تطرق سماحة السيد الحيدري في هذه الحلقة الى ملامح المرحلة الاولى، من المراحل الاربع، [التي ذكرها في الحلقة الثالثة، وقال بان الموروث الروائي الاسلامي (السني منه والشيعي)، قد مر بها]، وهي مرحلة (أو: عصر) ما قبل تدوين التراث، الممتدة حتى سنة 143 من الهجرة.
وذكر بان أهم معالم هذه المرحلة وملامحها، هو وضع الحديث واختلاقه والكذب على رسول الله (ص)، في مختلف دوائر المعرفة الدينية، وقد كانت هذه هي استراتيجية الدولة الاموية، ثم نقل شواهد متعددة، لإثبات ان الوضع الرسمي الاموي للحديث، قد بدأ في هذه المرحلة.
ثم أشار الى انه لا قداسة، لأصحاب الائمة كما لا قداسة لأصحاب الرسول (ص).
ثم تطرق الى ابي هريرة، باعتباره أكبر رموز الوضع في هذه المرحلة.
وقد تضمنت الحلقة، بعض التفاصيل، والإستطرادات، ضمن محاور حديثه.
 
وهذا هو رابط الحلقة الرابعة من حديث سماحته 
 
http://www.youtube.com/watch?v=ruI-an4lenk
 
 
والذي يهمنا من حديث سماحته في هذه الحلقة هو:ـ
1 ـ حديثه عما أسماه تقديس الشيعة لأصحاب الائمة عليهم السلام.
2 ـ مناقشته للألباني
3 ـ وصفه لما يقوم به، بانه حركة تصحيحية، فيها حياة مدرسة أهل البيت (ع)
4 ـ حديثه حول ما أسماه الثالوث المشؤوم: المال، الإعلام، السلطة.
5 ـ ما أجاب به على سؤال أحد المشاهدين، بشأن كيفية معرفة الصحيح من السنة.
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 قراءة نقدية لبعض أفكار السيد كمال الحيدري عن المرجعية

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 تبنى السيد كمال منهجاً في الاستدلال بالروايات سماه المنهج المضموني أو منهج تجميع القرائن، فقد قال: {يوجد منهجان في قبول الرواية -بحثي في الفروع في الفقه الأصغر لا في الفقه الأكبر- (1) أعزائي يوجد منهجان في هذا المجال:
المنهج الأول: وهو المنهج السندي بمعنى أنّ الرواية إذا كانت صحيحة يعمل بها, وإذا لم تكن صحيحة فلا قيمة لها. هذا هو المنهج الأول.
المنهج الثاني: وهو الذي اصطلحت عليه بالمنهج المضموني أو بعبارة أدق بمنهج جمع القرائن, يعني أننا نحاول أن نجمع مجموعة القرائن المحيطة بتلك المسألة خصوصاً في مثل هذه المسائل مثل الخمس مثلاً, أن نجمع القرائن لنرى إن الرواية هذه صحيحة يعني يمكن أن تكون صادرة أو لا يمكن, طبعاً وصحة السند يعد من القرائن يعني الصحة له قسط من الثمن.. لا أريد أن أنفيها مطلقاً}(2).
    ولو كان منهجه في الدرس علمياً فقط لم يكن من داعٍ للرد، ولكن السلبيات الحافة ببحثه من مبالغات وتشنيعات ونسبة الأقوال غير الصحيحة إلى العلماء وبعض الآراء المفتقرة إلى الدليل هي التي أحوجت لهذا الرد.
 
    وأولها: ما ذكره في الكلام أعلاه، حيث قال إن المنهج السندي له حدان: الرواية الصحيحة، والعمل عليها. والرواية غير الصحيحة، والتي لا قيمة لها عند أصحاب المنهج السندي كما يسميهم. ولا بد أنه يعني بالرواية الصحيحة الرواية المعتبرة السند سواء كانت صحيحة أو حسنة أو موثقة -على الاصطلاح المتداول- وغير الصحيحة يعني بها الضعيفة السند بأنواعها كالمرسلة والموقوفة والضعيفة من حيث وجود المجاهيل والضعاف في سندها. وهنا إهمال لرأي العلماء الذين يُعَوِّلون على السند ويقولون بجبر سند الرواية الضعيفة بعمل المشهور ووهن المعتبرة بإعراض المشهور. كما يوجد خلل في تشخيص رأي عموم أصحاب منهج الاعتماد على السند، فإن الرواية المعتبرة سنداً عندهم إذا خالفت الكتاب الكريم أو السنة الواضحة أو العقل القطعي فلا يُعمل بها، فليس المدار عندهم صحة الرواية وعدمها فقط كما أشار هنا وكما صرّح في درسه بقوله: {ما هو المنهج السندي؟ يعلم الأعزة وقفنا عنده مفصلاً فيما سبق, قلنا: هو الذي يجعل الملاك التام في قبول الرواية وعدم قبولها صحة السند وعدم صحة السند, هذا الذي وقف عنده كثيراً سيدنا الأستاذ السيّد الخوئي قدس سره, وتبعه على ذلك بعض تلامذته كسيدنا الشهيد قدس سره}(3)، ولكن هذه النسبة لهذين العلمين وغيرهما غير صحيحة، فقد قال السيد الخوئي رحمه الله: {مضافا الى انه ورد الأمر من الأئمة عليهم السلام بالرجوع الى الكتاب عند تعارض الخبرين، بل مطلقا}(4)، وقال: {لما دل على طرح الخبر المخالف للكتاب والسنة، والمراد بالسنة كل خبر مقطوع الصدور لا خصوص النبوي كما هو ظاهر}(5)، فالرواية الصحيحة إذا خالفت الكتاب الكريم والسنة المطهرة تُطرح، وليس الملاك التام هو صحة السند وعدمه.  
 
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن ( 1 )

 

 إضاءة: لابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد الحيدري، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، أما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي عنوان كتاب جورج طرابيشي.

ولا بد أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)، السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
ملخص الحلقة الاولى:
تطرق سماحته، في البدء، الى انه لا يريد استفزاز أحد أو الاساءة اليه، وان بحثه بحث علمي، لا شأن له بالاشخاص أبدا.
ولكنه لم يوفق للالتزام بذلك، مع الاسف، لا في هذه الحلقة، ولا في بعض الحلقات اللاحقة، فقد فلتت منه بعض الالفاظ، ما كان ينبغي ان تصدر منه، وخصوصا حينما كان ينفعل.
ثم أوضح سماحته ـ بعد ذلك ـ ما يعنيه، بمفردات البحث، وهي: الإسلام، القرآن، الحديث. وقد أشرنا في "الإضاءة" الى ذلك.
ثم أشار سماحته الى ان القران فيه كل شيء من المعارف الدينية، وكذا السنة المحكية، واذا كانت المعارف الدينية كلها، تؤخذ من هاتين المنظومتين، تساءل عن العلاقة بينهما، وقال مجيبا: ان هناك اتجاهات ثلاثة بهذا الشأن:
الاتجاه الاول: يقول برمي السنة في البحر، والاكتفاء بالقرآن وحده، باعتباره المرجعية الوحيدة، لاستنباط المعارف الدينية. ويسمى أصحاب هذا الاتجاه بـ "القرآنيين".
الاتجاه الثاني: يذهب الى ان المرجعية للحديث وحده، وينقسم أصحاب هذا الاتجاه الى قريقين:
الفريق الاول: يتمثل باولئك الذين أسقطوا ظواهر القرآن عن الحجية والإعتبار، وقالوا انما تكون ظواهره حجة بالنسبة للمخاطب، وليس لكل أحد، ولما كان المخاطب بالقرآن هم المعصومين، فهم وحدهم القادرون على فهم القرآن، أما غيرهم فلا طريق لهم الى فهم القرآن، الا من خلال المعصومين، وذلك لان غير المعصومين ليسوا مخاطبين به.
وأصحاب هذا الاتجاه، هم الاخباريون أو أصحاب الحديث.
الفريق الثاني: ويتمثل باولئك الذين جعلوا المرجعية للحديث، دون القرآن أيضا، ولكنهم يرجعون الى القرآن، في حال التهافت أو التعارض المستقر بين الاحاديث، وأما مع عدم وجود تعارض بينها فلا يرجعون اليه.
ونسب هذا القول الى جملة من الاعلام، وعلى رأسهم السيد الخوئي (قده) وأساتذته وطلابه، وأضاف سماحته ان عدم تصنيف الامام (قده) في تفسير القرآن، الا كتاب واحد، وعدم وجود درس له في تفسير القرآن، شواهد على عدم اعتبار محورية القرآن لديه.
وحيث أن الامام الخوئي (قده)، أورد رواية "ما خالف القرآن فهو زخرف وباطل"، تحت عنوان:"الكلام في علاج التعارض"، من كتاب مصباح الاصول، إذ يكون العرض على القرآن، من المرجحات في باب التعارض، استنتج سماحة السيد الحيدري، ان الحاجة الى القرآن لدى الامام الخوئي، تنحصر في هذه الحالة فقط، وهي حالة استقرار التعارض بين الروايات، وأما قبل التعارض، فلا حاجة اليه !!!.
وانتهى سماحته الى القول بان الامام الخوئي يقول، انما نحتاج الى القرآن، في باب التعارض فقط، لا مطلقا !!
ثم اجتزأ سماحة السيد الحيدري، شيئا مما جاء في كتاب التنقيح / الجزء الاول، بخصوص مبادئ الاجتهاد، واستنتج؛ ان الامام الخوئي يرى بان علم التفسير، غير داخل في العلوم اللازمة للاجتهاد، ولا يشترط في المجتهد ان يكون مفسرا، وذلك لانه (قده) ذكر علم الاصول وعلم الرجال، من مبادئ الاجتهاد، ثم قال: "... وأما غير ما ذكرناه، من العلوم فهو فضل، لا توقف للاجتهاد عليه."
الإتجاه الثالث: ثم قال سماحته بانه يرفض كلا الاتجاهين السابقين، ويذهب الى اتجاه ثالث، مفاده: محورية القرآن ومدارية السنة
انتهى ملخص ما جاء في الحلقة الاولى:
وبشأن ما نسبه سماحته الى الامام الخوئي (قده)، قال ـ منفعلا أو متحديا ـ :"... تعالوا، وصيروا من أهل العلم، وبينوا أين قال (يعني: الامام الخوئي)، ان المحورية الاولى للقرآن قبل السنة ؟ ".
واستجابة، لدعوة سماحته تلك، أعرض بعض الموارد التي ذكر فيها الامام الخوئي (قده) ذلك.
ولكن، قبل أن أعرض ذلك، أود أن اسجل استغرابي الشديد من نسبة القول بانحصار الحاجة الى القرآن في باب تعارض الروايات فقط، الى امي من المسلمين، حتى ولو كان اخباريا، فضلا عن نسبته الى فطاحل العلماء الاصوليين، فمحورية القرآن في المعارف الدينية، تعتبر من البديهيات عند الجميع، فحتى الاخباري، لا يشك في ذلك، بعد قيام الحجة ـ عنده ـ على مراد القرآن.
وقد كان الاجدر بسماحة السيد الحيدري، أيضا، ان يتعاطى مع محورية القرآن على هذا الاساس، ولا ينسب عدم محوريته الى أي كان، بل، حتى لو ورد في بعض كلام الاعلام، ما يوهم ذلك، لكان الاجدر به ان يجد له مخرجا مقبولا، لأنه لا يمكن ان يقع من أحد منهم، فهذا هو ديدن العلماء، إذ لا قيمة لشبهة في مقابل بديهية.
ولو تكرم سماحة السيد، بشيء من التتبع، لربما عثر على عشرات التصريحات من الامام الخوئي (قده)، بمحورية القرآن عنده، وبعدم إعتبار أي حديث خالف القرآن لديه، وإن كان حجة في نفسه، سواء عارضه حديث آخر أم لم يعارضه حديث، فمعارضته للكتاب، تجعله مطروحا، وتسقطه عن الاعتبار والحجية رأسا و جزما.
وعلى كل حال، فقد اخترت ان أذكر هنا بعض الموارد، من أربع كتب من كتب الامام الخوئي (قده)، وهي: مصباح الاصول، والبيان في تفسير القرآن، ومصباح الفقاهة، والتنقيح، فإليكموها تباعا:ـ
1 ـ موسوعة الامام الخوئي ج48 / مصباح الاصول ص516:" تنبيه : قد عرفت من مباحثنا السابقة أنّ الخبر الواحد إذا كان مخالفاً لظاهر الكتاب أو السنّة القطعية وكانت النسبة بينهما التباين ، يطرح الخبر ولو لم يعارضه خبر آخر بمقتضى الأخبار الكثيرة الدالة على عدم حجية الخبر المخالف للكتاب والسنّة وأنّه زخرف وباطل."
فما خالف الكتاب عند الامام (قده)، مطروح، بمعنى انه ساقط عن الحجية والاعتبار، فلا تصل النوبة الى معارضته لحديث آخر ثابت الحجية، لكي يصار الى الترجيح بينهما، بالعرض على الكتاب.
2 ـ مصباح الاصول484:" وأمّا إن كان أحدهما قطعي الصدور والآخر ظنياً ، كما إذا وقع التعارض بين ظاهر آية والخبر الواحد المظنون صدوره ، أو وقع التعارض بين خبر متواتر والخبر المظنون صدوره ، فلا بدّ من الأخذ بظاهر الآية أو ظاهر الخبر المقطوع صدوره ، وطرح خبر الواحد بمقتضى الأخبار الكثيرة الدالة على طرح الخبر المخالف للكتاب أو السنّة ، وليس ذلك من جهة ترجيح ظاهر الكتاب أو السنّة على الخبر الواحد المخالف لهما ، بل من جهة أنّ الخبر الواحد - المخالف لهما بنحو لا يمكن الجمع بينه وبينهما - لا يكون حجة بمقتضى قوله ( عليه السلام ) : « إنّه زخرف وباطل ، أو لم نقله ، أو فاضربوه على الجدار » إلى غير ذلك من العبارات الدالة على عدم حجية الخبر المذكور ، سواء جاء به عادل أم فاسق ، ولذا ذكرنا في بحث حجية الأخبار: أنّ من شرائط حجية الخبر الواحد عدم مخالفته للكتاب والسنّة.".
فلاحظ قوله (قده): بل من جهة ان الخبر الواحد .... لايكون حجة .....الخ.
وكذا لاحظ قوله: الى غير ذلك من العبارات الدالة على عدم حجية الخبر المذكور، سواء جاء به عادل أم فاسق....الخ.
3 ـ مصباح الاصول ص488: " أنّ الأخبار الآمرة بعرض الأخبار على الكتاب والسنّة على طائفتين :
الطائفة الأُولى : ما ذكره ( قدس سره ) من الأخبار الدالة على أنّ مخالف الكتاب زخرف أو باطل أو اضربوه على الجدار ، إلى غير ذلك من التعبيرات الدالة على عدم الحجية ، وأنّ حجية الأخبار مشروطة بعدم كونها مخالفة للكتاب والسنّة ، والمراد من المخالفة هي المخالفة بنحو لا يكون بينها وبين الكتاب والسنّة جمع عرفي ..."
4 ـ البيان في تفسير القرآن ص399: " نعم يعتبر في الخبر الموثوق به ، وفى غيره من الطرق المعتبرة أن يكون جامعا لشرائط الحجية ، ومنها أن لا يكون الخبر مقطوع الكذب ، فإن مقطوع الكذب لا يعقل أن يشمله دليل الحجية والتعبد ، وعلى ذلك فالاخبار التي تكون مخالفة للاجماع ، أو للسنة القطعية ، أو الكتاب ، أو الحكم العقلي الصحيح لا تكون حجة قطعا ، وإن استجمعت بقية الشرائط المعتبرة في الحجية . ولا فرق في ذلك بين الاخبار المتكفلة لبيان الحكم الشرعي ، وغيرها."
فقد اعتبر ان ما خالف القرآن مقطوع الكذب، فكيف يصلح لمعارضة حديث آخر، لتكون معارضته للقرآن مرجحة بينه وبين معارضه ؟!
فلاحظ قوله (قده): " ولا فرق في ذلك بين الاخبار المتكفلة، لبيان الحكم الشرعي وغيرها."، فهو يدل على ان هذا الحكم يمتد الى كل دوائر وحقول المعارف الدينية، ولم يقتصر على "الحلال والحرام"، كما يحلو لسماحة السيد ان يعبر.
5 ـ وفي ص252 من البيان أيضا، اعتبر الامام (قده) ان تعارض أحاديث الجمع مع الكتاب، دليل على كذب الروايات الواردة في طرق جمع القرآن.
فرجوعه (قده) الى القرآن الكريم، كان رجوعا أصيلا، ولم يكن لعلاج تعارض، كما انه لم يكن بصدد استنباط حكم شرعي.
6 ـ مصباح الفقاهة ج5ص85: " ... فإنا ذكرنا في مورده أن الدليلين إذا تعارضا بالعموم من وجه وتكافئا فتقدم منهما ما يكون موافقا للكتاب ، لقوله ( عليه السلام ) في مقام المعارضة : خذ ما وافق الكتاب. ومن الواضح أن أدلة حرمة الربا موافقة للكتاب ، لقوله تعالى : أحل الله البيع وحرم الربا، بل لا يكون حينئذ الطرف الآخر حجة حتى نحتاج إلى الترجيح ونقول بأن الموافق للكتاب قد رجحناه على الآخر..."
فلاحظ قوله (قده): بل، لا يكون ـ حينئذ ـ الطرف الآخر حجة ...
7 ـ موسوعة الامام الخوئي ج1 / التنقيح : " يتوقف الاجتهاد على معرفة اللغة العربية ، لوضوح أن جملة من الأحكام الشرعية وإن لم يتوقف معرفتها على معرفة اللَّغة كوجوب مقدمة الواجب وغيره من موارد الأحكام العقلية الاستلزامية ، إلَّا أنه لا شبهة في أن أكثر الأحكام يستفاد من الكتاب والسنة وهما عربيان ، فلا مناص من معرفة اللَّغة العربية في استنباطها منهما حتى إذا كان المستنبط عربي اللَّسان،.....ثمّ إن بهذا الملاك الَّذي أحوجنا إلى معرفة اللَّغة العربية نحتاج إلى معرفة قواعدها لأنها أيضاً مما يتوقف عليه الاجتهاد .... والعمدة فيما يتوقف عليه الاجتهاد بعد معرفة اللَّغة العربية وقواعدها علمان : أحدهما : علم الأُصول .... وثانيهما : علم الرجال....".
ثم انني، لا استيطيع أن افهم، كيف ان سماحة السيد الحيدري قد توصل الى استنتاجه المزبور، وهو يجد أن الامام الخوئي (قده)، يرى حجية حديث: ما حالف كتاب الله فهو مطروح أو زخرف، وهو حديث مطلق والعبرة باطلاقه، وليس في مورد الاستدلال به.
هذا كله بالنسبة لما نسبه سماحة السيد الحيدري، الى الامام الخوئي (قده)، من القول بعدم محورية القرآن.
وأما بالنسبة لما نسبه اليه من انه لا يشترط في المجتهد ان يكون مفسرا، فهو ليس دقيقا أيضا، وذلك:
أولا: لان كلام الامام هذا جاء في سياق التعريف بمبادئ الاجتهاد الاصطلاحي، وهو القدرة على استنباط الاحكام الشرعية، فلا ينتظر منه ان يتطرق الى مبادئ استنباط المعارف الدينية، سواء كانت من الاحكام الشرعية أم لم تكن.
وثانا: لان الامام (قده)، قال في بداية موضوع "مبادئ الاجتهاد"، من كتاب التنقيح: " يتوقف الاجتهاد على معرفة اللغة العربية، لوضوح أن جملة من الأحكام الشرعية وإن لم يتوقف معرفتها على معرفة اللَّغة كوجوب مقدمة الواجب وغيره من موارد الأحكام العقلية الاستلزامية ، إلَّا أنه لا شبهة في أن أكثر الأحكام يستفاد من الكتاب والسنة وهما عربيان "
وكان يفترض، بسماحة السيد الحيدري، قد لا حظ هذا المقطع، وهو يقرأ من نفس الصفحة، قبل ان يقفز الى قوله (قده): "... أحدهما : علم الأُصول ..... وثانيهما : علم الرجال..."
لينتهي الى قوله (قده):" وأما غير ما ذكرناه من العلوم فهو فضل لا توقف للاجتهاد عليه ".
ثم ليستنتج ـ متسرعا ـ ان الامام (قده) لا يشترط ان يكون المجتهد مفسرا، ويرى عدم محورية القرآن في استنباط المعارف الدينية، ولذلك فانه لم يعد علم التفسير من بين مبادئ الاجتهاد.
ولا أدري لماذا لم يلحظ سماحة السيد الحيدري، المقطع الذي نقلته أعلاه، ولم يلحظ أيضا قول الامام:" "والعمدة فيما يتوقف عليه الاجتهاد بعد معرفة اللَّغة العربية وقواعدها علمان."، على الرغم من انه كان فوق السطر الذي قرأه.
فأين كان سماحة السيد من جملة:" بعد معرفة اللغة العربية".
وهل يحتاج المفسر الى غير هذا، يا سماحة السيد، من العلوم اللازمة للتفسير، إضافة الى الاحكام العقلية التي أشار الامام (قده) الى الحاجة اليها أيضا؟
ولا أظن ان سماحة السيد، يرى ان مثل علم الناسخ والمنسوخ، أو علم أسباب النزول، أو علم المكي والمدني، أو معرفة العام والخاص و المطلق والمقيد، أو غيرها من الامور، ضرورية للمفسر، أو ان المجتهد، بالمعنى الاصطلاحي المعهود، غير قادر على التعاطي معها.
وبهذا يتضح بان سماحة السيد الحيدري، لم يوفق في ما نسبه الى الامام الخوئي (قده)، من عدم قوله بمحورية القرآن الكريم، سواء في عملية الاجتهاد، أو مطلقا.

الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

التاريخ : 2013/09/08   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36351

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن (3 )

 

 إضاءة:
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثالثة:
بدأ سماحة السيد الحيدري هذه الحلقة، بتلخيص ما جاء في الحلقتين الاولى والثانية، من البرنامج، فأشار الى النظريات الثلاث (أو: الأربع)، التي تساق في مقام التعاطي مع القرآن الكريم، وموقف سماحته منها.
ثم عرض فهرسا (أو: خارطة البحث)، لموضوعه المطروح للبحث، وهو: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن "، وقال بانه يمر بأربع مراحل، وهي:ـ
1 ـ المرحلة الاولى: وتشمل عصر ما قبل التدوين (وتمتد الى منتصف القرن الثاني الهجري تقريبا)، وسيتم فيها الوقوف على ملامح هذه المرحلة، والتعرف على العوامل والأيدي التي صاغت وكونت الموروث الروائي فيها.
2 ـ المرحلة الثانية: وتشمل عصر التدوين، حيث يتم التعرف فيها على ظروف المرحلة ومدى تأثرها بالمرحلة الاولى.
وقال سماحته، ان هاتين المرحلتين ترتبطان بالموروث الروائي السني (الرسمي)، أما الموروث الروائي الشيعي، فلم يكن له مجال يذكر في هاتين المرحلتين، لأنه كان محاصرا وممنوعا ومطاردا.
3 ـ المرحلة الثالثة: مرحلة اختراق الموروث الروائي السني (الرسمي) للموروث الروائي الشيعي، وهي من أخطر المراحل، وقد بدأت هذه المرحلة عند سقوط الدولة الاموية، حيث اتيحت للامام الصادق عليه السلام، فرصة نشر المعارف الاسلامية، من خلال أهل البيت عليهم السلام، وقد امتدت هذه المرحلة حتى القرن الخامس الهجري، وتم فيها تشكيل الموروث الروائي الشيعي وتدوينه، ما أسفر عن الاصول الاربعمائة، التي اعتمدها كل من: الشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ المفيد، في تدوين مصنفاتهم، كالكتب الاربعة وغيرها.
4 ـ المرحلة الرابعة: وفيها يتم التعرف على مدى تأثير الموروث الشيعي القديم، (الذي تم تدوينه حتى القرن الخامس الهجري)، على ما تم تدوينه من مصنفات بعد ذلك، (من قبيل: مستدرك الوسائل، والوافي، والبحار)، ومدى الاختراق الذي حدث لهذه الكتب في هذه المرحلة.
وبعد أن عرض سماحته هذه المراحل الاربعة، تساءل عن إمكانية الاعتماد على الموروث الروائي الاسلامي؛ سنيا كان أم شيعيا، من دون عرضه على القرآن الكريم، مشيرا الى ان كل ما يحصل اليوم من اقصاء وتكفير وقتل، مستند الى الموروث الروائي ومعتمد عليه.
ثم عرج على الكلام عن المرجعية، ليتساءل عمّا كوّنَ مفهوم المرجعية والمؤسسة الدينية عند الشيعية.
وسأذكر بعض عبارات سماحته، حين المناقشة.

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن ( 2 )

 

 إضاءة:

في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الفكر الشيعي، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثانية:
تحدث سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، حول عدة عناوين أو محاور، سأتناول ما يهمنا منها، وهي أربعة:
1 ـ ففي بداية هذه الحلقة، أكد سماحته ما كان قد ذكره في الحلقة الاولى، من انه يرفض رفضا قاطعا، الاتجاهين اللذين ذكرهما هناك، بشأن كيفية التعاطي مع القرآن الكريم.
2 ـ ثم نقل سماحته، عن كتاب: "اختيار معرفة الرجال" للشيخ الطوسي، ما رواه الامام الباقر (ع) من قول سلمان المحمدي (الفارسي)، بشأن ميل الناس للهروب من القرآن الى الحديث، طلبا للتوسعة.
3 ـ ثم ذكر بعض مصاديق الهروب من القرآن الكريم، لدى الشيعة، ناقدا وناقما.
4 ـ ثم تحدث سماحته عن الاقصاء الذي يمارسه المراجع، ضد آخرين، وعن القداسة التي يحيطون بها مواقعهم، لئلا ينالهم النقد، مدعيا بانهم يقولون ان الامام الحجة عليه السلام، هو الذي يعينهم في تلك المواقع.
وقد تحدث حول هذه النقطة، انطلاقا من حديثه عما تعرض له الامام علي [وهو باب مدينة علم النبي (ص)]، وأهل البيت (ع) من مظالم وحصار واقصاء، بعد رحيل النبي (ص)، ما أدى الى حصول فراغ كبير في المعارف الدينية في كل المجالات، فبرزت الحاجة الى ملء ذلك الفراغ بتشجيع التحديث، ووضع الاحاديث، ما فسح المجال للتحريف والدس والاختراق والوضع، خصوصا في عهد معاوية، الذي أنشأ جهازا خاصا من الصحابة والتابعين للقيام بهذه المهمة، وأغدق عليهم الاموال.
وقد تطرق سماحته الى امور اخرى، لست بصدد مناقشتها، إما لعدم الاشكال فيها، واما لانه ذكرها استطراداً.
وسأتناول هذه العناوين الأربعة تباعا، ذاكرا بعض عبارات سماحته التي ساناقشها.
 
وهذا هو رابط الحلقة:
 
 http://www.youtube.com/watch?v=K4MIKuYzZHA
 
أولا: حول كيفية التعاطي مع القرآن:
رفض سماحته رفضا قاطعا، اتجاه الاخباريين وأهل الحديث، الذين قال عنهم بانهم اسقطوا القرآن عن الاعتبار، مطلقا، وعزلوه عن عملية الاستدلال على المعارف الدينية واستنباطها، كما ان سماحته رفض الاتجاه الاصولي في التعاطي مع القرآن أيضا، وذلك لأنه ـ حسب رأيه ـ لم يزد على اتجاه الإخباريين، الا باعطاء صبغة [قرآنية] للبحث الروائي، إذ انه لم يدخل البحث القرآني الى عمق عملية الاستدلال والاستنباط، وانما اكتفى به في حالة تعارض الاحاديث، فيرجع الى القرآن من أجل الترجيح بينها، ليس الا.
ثم أشار سماحته، الى ان الحالة العامة للعقل الاصولي الشيعي، المتكون منذ زمن الشيخ الانصاري، وإن كان اصوليا وعقليا في الفروع، ولكنه على مستوى الفقه الاكبر والعقائد، فانه إخباري، إذ ان المدار عنده على الرواية وليس على القرآن !!!.
 
المناقشة:
أما بالنسبة للاخباريين، فانهم لا يقولون بعدم حجية القرآن، كما قد يوهم كلام سماحة السيد الحيدري، وانما يقولون بعدم حجية فهم غير المعصوم للقرآن، لأنه غير مخاطب به، فمشكلتهم تكمن في حجية فهمهم هم للقرآن، وليس في حجية القرآن وحجية مراده، فيما لو علموا به، ولذا فانهم حينما يطمأنون الى مراده، من خلال ما يرون صحته من كلام المعصوم المفسر له، فانهم لا يترددون أبدا في تقديمه ـ في حال التعارض المستقر ـ على الحديث مطلقا.
وأما بالنسبة للاصوليين، فقد ذكرنا في الحلقة الاولى، بان نسبة هذا الكلام اليهم، ليس دقيقا، وقد ذكرنا هناك عدة موارد من كلام الامام الخوئي (قده)، تثبت بان الامام الخوئي (قده) يجعل الاولوية والمحورية للقرآن الكريم، وانه يأخذ بنظر الاعتبار عدم مخالفة الحديث للقرآن، قبل مرحلة تعارض الاحاديث، وانه (قده) يدخل البحث القرآني الى عمق عملية الاستدلال، ولم يحصر دور القرآن في حالة تعارض الاحاديث فقط، فالمسألة عنده، ليست مسألة "صبغة" فقط، وإنما هي منهج يقوم على أساس ان كل ما خالف القرآن من الاحاديث فهو زخرف وباطل، حتى وإن كان صحيحا في نفسه، ولم يعارضه حديث آخر.
وهنا اود أن أتقدم الى سماحة السيد الحيدري، بسؤال بسيط، فأسأله فيما اذا كان بامكانه، ان يأتينا ولو بمورد واحد، خالف فيه السيد الخوئي (أو غيره من الاصوليين)، القرآن الكريم، بناءا على رواية أو حديث، مع استقرار التعارض بين القرآن وذلك الحديث.
فلو كان منهج الامام (قده)، هو عدم محورية القرآن، كما يقول سماحة السيد، لاصبحت موارد مخالفته للقرآن الكريم ليست بعزيزة، وقد ألف العشرات من الكتب، وألقى آلاف الدروس.
أما بالنسبة، لقول سماحته، ان الاصوليين، ليسوا عقليين في العقائد، بل إخباريين، وان مدارهم في ذلك على الرواية، وليس على القرآن، فهو ـ على اطلاقه ـ كلام غير صحيح جزما، وذلك لان الركون الى النقل ـ قرآنا كان أم سنة ـ في باب العقائد، سوف يؤول الى عدم ثبوت شيء من العقائد رأسا، كما هو واضح.
نعم، في بعض التفصيلات العقدية، لا بد من الرجوع الى النقل.
ولما كان كلام سماحته، مجملا وعاما في هذه النقطة، إذ لم يذكر ولو مثالا واحدا على مدعاه، فان مناقشته تكون غير ممكنة.
 
ثانيا: حول كتاب اختيار معرفة الرجال:
في سياق حديثه عن التحديث والوضع، قرأ سماحته، رواية وردت في كتاب " أختيار معرفة الرجال"، للشيخ الطوسي / ج1ص71، وهي: "...عن العلاء عن محمد بن حكيم، قال ذكرعند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتابا رقيقا [دقيقا] حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل، فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم ."
وفي معرض تعقيب سماحته على الرواية، تساءل، مستغربا ومستنكرا: هل يمكن ان يهرب أحد من كلام الخالق الى كلام المخلوق، حتى لو كان ذلك المخلوق هو رسول الله (ص)؟ّّ!!
 
المناقشة:
انني لست بصدد مناقشة مدى إعتبار كتاب اختيار معرفة الرجال، أو مدى صحة الرواية، أو صحة سندها، ولكنني اقول ان سماحة السيد، قبل ان يقرأ الرواية، قال عن الكتاب: " كم هو معتبر، أو غير معتبر، فله بحثه في الموضع المناسب.".
فالسيد، لم يقل بان الكتاب معتبر عندي، وعمد الى ترك الامر عائما. وعلى الرغم من ان سماحته يكرر في مثل هذه الموارد، قوله: "العرش ثم النقش"، نراه هنا "ينقش"، قبل ان يشيد "العرش"، وكأنّ سماحته، ينتقي ما يناسبه من الروايات، أينما وجدها، دون أن يعتني بمدى إعتبار الكتاب الذي يحتوي عليها، وأما إذا وجد بعض الروايات التي لا تناسب رؤيته، في كتاب ما، فانه ربما لا يكتفي برد تلك الروايات فقط، وانما قد يحاول رد الكتاب كله، كما حاول ذلك ـ في بعض حلقات برنامجه هذا ـ بخصوص كتاب سليم، على الرغم من ان القائلين بنسبته الى سليم أقوى حجة وأشهر قولا.
ومثل هذا المنهج، إضافة الى كونه ليس علميا، فانه لا يفضي الى حل معضلة، ولا يؤدي الى إصلاح عيب، ولا يكون قادرا على بناء منظومة فكرية متينة ومتماسكة، كما يروم سماحة السيد ذلك.
أما ما صدمني حقا، فهو تساؤله: هل يمكن ان يُهرب من كلام الخالق الى كلام المخلوق، حتى لو كان ذلك المخلوق هو الرسول الأعظم (ص) ؟؟!!
إذ لا أدري كيف سمح سماحته لنفسه، ان يتفوه بمثل هذه العبارة، ولا أدري إذا كان سماحته يتصور، بان مثل هذا القول أهون عقديا من القول بسهو النبي، او نومه عن الصلاة، الذي طالما شن الهجوم العنيف عليه وعلى قائليه، بأدنى مناسبة.
فإذا كان الهروب من القرآن الى الحديث، لا يتحقق إلا في حالة مخالفة الحديث للقرآن، فانني لا أدري، كيف استطاع سماحته ان يسوغ صدور ما يخالف القرآن الكريم، من رسول الله (ص)، ليجد الناس فيه سعة ـ كما في قول سلمان ـ فيهربوا من القرآن اليه.
والاعتذار عن ذلك بان فرض المحال ليس بمحال، غير مقبول هنا، كما انه لا مجال لسماحته، ان يقول هنا، بانه كان يعني الرواية المحكية، وذلك لأن عبارته تدل بوضوح على ان كلامه كان في ما هو يقيني الصدور والدلالة، من الاحاديث.
 
ثالثا: حول مصاديق الهروب من القرآن
وفي معرض استعراضه، لبعض موارد الهروب من القرآن الى الحديث، قال سماحته: فالقرآن يقول "من يعمل سوءا يجز به"، ولكنه عندما نأتي الى الحديث، نجده يقول "حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"، يعني: افعل ما تشاء .. فاحبب عليا وانتهت القضية .. طبّر ليلة العاشر من المحرم الحرام، واغسل كل ذنوبك .. وامشِ للحسين، وافعل ما تشاء في باقي أيام السنة.... وهذا مخالف للمنطق القرآني.
 
المناقشة:
من الواضح هنا ان سماحة السيد، يرد نفس الرواية، وليس تفسيرها، وهو ـ من حيث المبدأ ـ حق لكل مجتهد، وفق ضوابطه الاجتهادية في ذلك، أما السخرية فلا.
غير انني سمعت، أحد المتصلين بالبرنامج، في بعض الحلقات المتأخرة عن هذه الحلقة من حلقات هذا البرنامج، قد عاتب سماحة السيد على ما اعتبره سخرية منه بهذه الرواية، حينما ذكرها في هذه الحلقة، فأجاب سماحته، بانه لم يسخر من الرواية، وانما سخر من تفسيرها.
فسماحته، لم ينكر أصل السخرية، وانما أنكر كونها سخرية من الرواية.
ولكن الاتيان بالرواية، في سياق موضوع حديثه، يدل على انه بصدد ردها، لمخالفتها للقرآن، والا لما استقام ذكره لها في هذا الموضع، ولكان ذكرها يعد خروجا عن الموضوع، ومع رده للرواية، فالسخرية ـ التي اعترف بها ـ لا تكون الا منها، وليس من تفسيرها، وذلك لأن سقوطها عن الاعتبار يعني سقوطا لمعناها، ولا معنى للسخرية من معناها، مع سقوطه بسقوط اعتبار الرواية.
 
كما انه لو كان قاصدا السخرية من التفسير، على الرغم من انه يبقى غير لائق، لكان ذلك مؤشرا على اعتباره للرواية، وكان عليه ـ حينئذ ـ ان يأتي بتفسير آخر مقبول لديه، ولكنه لم يفعل، وبما انه لم يفعل، فهو إذن كان يقصد السخرية من الرواية نفسها، وليس من تفسيرها.
ومع ذلك، فسأترك الحكم في هذه النقطة، الى القارئ الكريم، بعد ان يرجع الى هذه الحلقة، ليشاهد ويسمع كلام سماحته بنفسه، وهو يبدأ عند الدقيقة العشرين تقريبا من الحلقة الثانية.
 
رابعا: حول دعوى تعيين المراجع من قبل الامام الحجة (ع)
وعندما تطرق سماحته، الى ما حصل من إقصاء لأهل البيت (ع)، عن مواقعهم التي وضعهم الله فيها، عرّج الى ما يُمارَس من إقصاء في أيامنا هذه، فقال ضمن ما قال: لا فرق ان يكون الاقصاء سياسيا أو فكريا أو دينيا أو مرجعيا، ومن أجل إضفاء قدسية على الكيان، لا بد من الاستناد الى شيء ما، ولذا فان السياسي يقول ان الشعب انتخبني، ويقول المرجع: ان الامام الحجة بن الحسن (ع) هو الذي عينني .. وحينئذ من يستطيع ان يتكلم أو يعترض على تعيين الامام؟؟!!
ثم راح يصرخ: "ان هذه النظرية اصولها اموية.. اصولها اموية.. اصولها اموية"
ثم اضاف، انهم يفعلون ذلك، من أجل ان يقطعوا الطريق على أي نقد على المرجع، في حين ان التاريخ يقول بان كبار أصحاب أمير المؤمنين والامام الحسن عليهما السلام، قد دخلوا على الامام الحسن (ع)، واعترضوا عليه وقالوا له ما قالوا.
ثم قال، واتحداكم ان تقدموا الدليل على ان الامام الحجة يتدخل في تعيين المرجع.
وقال، صحيح ان المرجع قد يكون مؤهلا، ولكن من الصحيح أيضا ان الاعلام والمال قد يخلق المرجع.
 
المناقشة:
ان سماحة السيد ينسب الى المرجع ـ واللام هنا للجنس ـ قوله أن الامام الحجة هو الذي عينه كمرجع، ثم يتحداهم ان يقدموا دليلا على ذلك.
ولكن، على سماحة السيد ان يقدم هو الدليل على ان المراجع يقولون ان الامام عليه السلام قد عينهم كمراجع الى الامة، قبل أن يطالبهم بالدليل على اثبات ذلك، إذ لم يُعرف عن مرجع انه قال ذلك، فهذه كتبهم متاحة للجميع، واستخراج مثل هذه العبارة من مظانها ليس صعبا لأمثال سماحته.
ولا شك ان سماحته، يعلم ان أساس أدلة التقليد (أو: الرجوع الى المجتهد)، دليل عقلي، لا نقلي، فمن أين يأتي ادعاؤهم التعيين من قبل الامام الحجة (ع)، مع كون الدليل الذي يعتمدونه في الرجوع اليهم ليس نقليا؟
ومع وجود الدليل النقلي التام، فانه لا يعدو ان يكون ارشاديا.
وقد فات سماحة السيد، ان رد الروايات التي يعنيها بكلامه، سوف لا يؤثر على المراجع بعنوان انهم مراجع، وانما يؤثر عليهم بعنوان انهم اولياء، وبالتالي فهو يؤثر فقط على اولئك القائلين بولاية الفقيه من المراجع، فما يرتبط بالتعيين ويحتاج الى الروايات هي مسألة الولاية، لا المرجعية، التي هي بمعنى رجوع غير المختص الى المختص.
ومع رد تلك الروايات، باعتبارها اموية اموية اموية، هل يلتزم سماحته ـ وعلى غرار تعليله لما نسبه الى المراجع في مسألة تعيينهم من قبل الامام الحجة (ع) ـ بان القائلين بولاية الفقيه من المراجع، انما لفقوا تلك الادلة من أجل اضفاء القدسية على انفسهم، والتسلط على رقاب الناس، والتحكم بثرواتهم ومصائرهم، والتمترس بالحصانة ؟؟!!
كما انني لم اسمع ان احدا من المراجع ادعى لنفسه القدسية، فلا قدسية الا للمعصوم، ولكن عدم القدسية لا يمكن ان تكون ذريعة لعدم التوقير والاحترام، حتى لو كانوا من عموم المؤمنين، لتباح الاساءة اليهم، والافتراء عليهم، وتوهينهم.
وما تفضل به سماحته من تعليل، بشأن ادعائهم لتعيينهم ـ كمراجع ـ من قبل الامام عليه السلام، لا يخلو من كل ذلك
هذا كله، فيما اذا كان سماحة السيد بصدد الرد على المراجع والمجتهدين، وأما اذا كان بصدد الرد على غير المجتهدين، فهو شأنه، ولكن لا تصح نسبة الدعوى الى المراجع حينئذ.
ومن الغريب حقا، ان يذكر سماحته، ما تعرض له الامام الحسن عليه السلام، من غلظة ووقاحة من قبل بعض اصحابه واصحاب أبيه عليهما السلام، كدليل على جواز النقد (أو: نقد المراجع)، دون ان تمنعه قدسية الامام، وكونه إنسانا كاملا، من "استنباط" ذلك الجواز من تلك الواقعة، ليقوم بتسريته الى المراجع، وكأنّ سماحته لا يرى في ذلك اي تعارض مع إمامتهم أو خدش لقدسيتهم عليهم السلام، ولا يعتبر ان موقفهم من الامام (ع)، كان موقفا سيئا ومحرما، بل هو من أشد الكبائر واقبحها.
ويكأنّ سماحته مستعد لأن يتصرف مع الامام عليه السلام، كما تصرف اولئك النفر، فيما لو اتيح له ذلك !!
والنقاش هنا ليس في مسألة جواز النقد ضمن ضوابطه الشرعية، فهو مما لا إشكل في جوازه، بل هو مطلوب وضروري، ولكن الاشكال في الاستدلال على ذلك، بتلك الواقعة، وكأنها مما يجوز التعامل بمثله مع المعصوم، ومما يصلح للاستدلال به لإثبات جواز مثل تلك الافعال في حق غيرهم بالاولوية.
والاعتذار عنهم، بافتراض انهم لم يكونوا مؤمنين بعصمة الائمة عليهم السلام، وقتذاك، لا يرفع الحرمة الواقعية للتصرف، التي تمنع الاستدلال بالواقعة.
 
أما قوله، بان المال والاعلام قد يخلق مراجع، فهو ينطبق على غير مراجع الطائفة الحقيقيين الذين نعرفهم، وهو أكثر انطباقا على سماحته، حيث أتاح له الاعلام الكثير من فرص الظهور والشهرة، أما مراجعنا الذين نعرفهم، فقد أصبحوا مراجع ضمن الآليات والطرق التقليدية المعهودة، ولم نعهد من أحد منهم انه عشق الاضواء، أو اشتهى الظهور على أي وسيلة من وسائل الاعلام.
وأما الشياع، فهو ليس من الاعلام، الذي يعنيه سماحة السيد، في شيء، والا لكان التواتر من الاعلام، ولكانت الشهرة (رواية أو فتوى)، من الاعلام (المذموم)، وستأتي مناقشة هذا الامر بشيء من التفصيل، في موضعه المناسب من هذه الحلقات، إن شاء الله تعالى.

 

الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

 التاريخ : 2013/09/09   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36413

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

الرواية المزعوم تسربها من الاسرائيليات لتراثنا الحلقة التاسعة من سلسلة شواهد تحقيق الفقهاء والمحدثين للروايات والأحاديث

 

 

 

الشاهد الرابع عشر: الفرق بين تحقيق نسخ الكتاب وتنتقيح الروايات
 
لا يخفى الفرق على العلماء والباحثين بل كثير من عوام الناس بين مهمة تحقيق نسخ كتاب من الكتب القديمة ومقارنة نسخها ودراستها تلافيا للتصحيف والاخطاء الاملائية  والمطبعية وبين مهمة تنقيح التراث وتصحيح الروايات.
 
فقد استمعنا خطابا صادما للرأي العام صارخا بان التراث الحديثي للمسلمين سنة وشيعة مغشوش بكم هائل من الاسرائيليات ، وان المسلمين في غفلة من هذا الامر الجلل ، فاستدعى الامر انطلاق حركة تصحيحية للتراث ، تستهدف تنقية التراث من الاسرائيليات باعتبارها سما مدسوسا في العسل ، وعرض في هذه الصيحة مثال لرواية زعم انها إسرائيلية تسربت للتراث الحديثي السني ومنه انتقلت للتراث الشيعي ، وللإنسان ان يتوقع في هذا المثال والنموذج مفهوما ومعلومة خاطئة يأسف ( صاحب الحركة التصحيحية) تسربها للأذهان واستقرارها في وجدان المسلمين شيعة وسنة ، فهذه (الحركة التصحيحية) تتحسر على هذا الواقع المأساوي ، والحال المزري للمسلمين ، وبما انها حركة تصحيحية وجديدة الانطلاق فهي بحاجة لإبراز مثال صارخ ، قادر على اقناع المتلقين بضرورة القبول بالحركة التصحيحية للترات نظرا لوضوح المثال وجلاء فساد فكرة تسربت لنا من الاسرائيليات!.
فلنرَ هذا المثال المطروح والنموذج المعروض ، وما هي الفكرة الخاطئة التي تسربت للمسلمين من خلال هذا الحديث الإسرائيلي المزعوم.
المثال هو ما ورد في كتاب البيان في تفسير القران للشيخ الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ ) نصا:
قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) ...
ذكر الواقدي وابو جعفر أن سبب نزول هذه الآية ما قال أسامة بن زيد عن أبيه قال: كان تميم الداري وأخوه عدي نصرانيين وكان متجرهما الى مكة، فلما هاجر رسول اللَّه (ع) الى المدينة قدم ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص المدينة وهو يريد الشام تاجراً فخرج هو وتميم الداري وأخوه عدي حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية بيده ودسها في متاعه وأوصى اليهما ودفع المال اليهما وقال: أبلغا هذا أهلي، فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه ، ثم رجعا بالمال الى الورثة ، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم ، و نظروا الى الوصية فوجدوا المال فيها تاماً وكلموا تميماً وصاحبه ، فقالا: لا علم لنا به وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو، فرفعوا أمرهم الى النبي (ص) فنزلت هذه الآية.
التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه‍) .
وهذا هو الفيديو المستعرض لهذا الانموذج والمثال المتميز للرواية الإسرائيلية المزعوم تسربها لأفكارنا ومفاهيمنا:
http://www.youtube.com/watch?v=tACzfZPm7Cc
وهذا المثال سبق ذكره في كتاب ( تهذيب أحاديث الشيعة) الذي ألفه سنة 2005 ميلادية ، أحمد القبانجي ، ضمن امثلة أخرى على الاشتباه في الاعتقاد بان المراد من عنوان ( أبي جعفر) هو الامام الباقر ، مع ان المراد منه هو أبو جعفر الطبري ، فلنلاحظ ما جاء في هذا الكتاب نصا:
ورد في تفسير الطبري في شأن نزول الآيتين 106 و 107 من سورة المائدة، بعدة طرق مع بعض الاختلاف في العبارة ما خلاصته، أنّ ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تُجاراً إلى الشام، رجل من بني سهم مع تميم الداري وعديّ بن بدّاء، فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم، فلما قدما بتركته، فقدوا جاماً من فضة مخوصاً بالذهب، فأحلفهما رسول الله (ص) ثم وجد الجام بمكّة ، فقالوا اشتريناه من تميم الداري وعدي بن بدّاء فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا (لشهادتنا أحقّ من شهادتهما)  وأنّ الجام لصاحبهم، وفيهم نزلت الآية.
ثم نقل كلام الشيخ الطوسي الذي نقلناه قبل قليل ثم قال:
فنلاحظ أن الشيخ الطوسي في التبيان في ذيل الآية 106 و107 من سورة المائدة قد أورد نفس الشيء الذي جاء في تفسير الطبري، والشيخ قد نقله عن الواقدي وأبو جعفر الطبري، وما ذكرناه في السند: أسامة بن زيد عن أبيه لم يكن في نقل الطبري، ولكنه كان في نقل الواقدي طبعاً، ويظهر أن الشيخ الطوسي لفّق بين نقل الواقدي وأبي جعفر الطبري، وهذا العمل رائج، وضمناً وقد ذكر في التبيان طبعة بيروت بعد (أبو جعفر) علامة (ع)  والتي عندما تقرأ يتصور القارئ أن المقصود من أبي جعفر هو الإمام محمد الباقر.
بعد ذلك أورد الطبرسي في مجمع البيان في هذا المجال عبارة الشيخ الطوسي في التبيان ببعض التصرف بهذا الشكل:
النزول: سبب نزول هذه الآية أن ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تجّاراً إلى الشام، تميم بن أوس الداري وأخوه عدي - وهما نصرانيان - وابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي - وكان مسلماً - حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصيته بيده ودسها في متاعه وأوصى إليهما ودفع المال إليهما وقال: أبلغا هذا أهلي، فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه، ثم رجعا بالمال إلى الورثة، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان قد خرج به صاحبهم فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تامّاً، فكلّموا تميماً وصاحبه فقالا: لا علم لنا به، وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو، فرفعوا أمرهم إلى النبي فنزلت الآية عن أسامة بن زيد عن أبيه وعن جماعة من المفسرين وهو المروي عن أبي جعفر(ع) ؟
فبما أن الطبرسي قد تصور أنّ المقصود من أبي جعفر الوارد في كلام الشيخ الطوسي هو الإمام محمد الباقر(ع)  فنراه أورد في كلامه: وهو المروي عن أبي جعفر(ع) ، في حين كان مقصود الشيخ الطوسي (أبو جعفر) الطبري، فهنا حديث وهمي قد نقل عن الإمام محمد الباقر(ع)  فهو مرسل من مرسلات الطبرسي عن الإمام الخامس، مرسل سنده صحيح لأن الطبرسي صادق ، ولكن متنه غير معلوم الصدق، لأن (أبو جعفر) في كلام الشيخ الطوسي هو (أبو جعفر) الطبري لا الإمام محمد الباقر(ع) .
... وهنا ينبغي الالتفات إلى هذه النقطة وهي: إن لحن عبارة الشيخ الطوسي التي جاء فيها: ذكر الواقدي وأبو جعفر أن سبب نزول هذه الآية ... شاهد على أنّ مقصود الشيخ من أبي جعفر هو الطبري، لأن الشيخ الطوسي وعلماء الإمامية لا يوردون أبداً أسماء الأئمة (ع)  في صف أسماء المفسرين والمؤرخين، وقد ورد أبو جعفر في كلام الشيخ في رديف الواقدي، وهي دلالة على أن المقصود من (أبو جعفر) ليس الإمام الباقر(ع) .
ملاحظة أخرى: لم يرد في تفسير نور الثقلين، الذي ألفه صاحبه يذكر فيه الروايات الواردة عن النبي والأئمة في تفسير آيات القرآن، في تبيان نزول الآية 106 و107 من سورة المائدة حديثاً عن الإمام محمد الباقر(ع) ، بالرغم من تتبعه الواسع جداً في المصادر الروائية.
نعم ، نقل عين ما هو موجود في مجمع البيان في تفسير سورة المائدة الرقم 415، والذي نعلم أن هذا النقل (أبو جعفر الطبري) قد نسب خطأً إلى الإمام محمد الباقر(ع) .
( تهذيب أحاديث الشيعة) لأحمد القبانجي.
وتعليقنا على ذلك ضمن نقاط:-
النقطة الأولى- نوافق على ان ما نقله الشيخ الطوسي قدس سره انما هو عن ابي جعفر الطبري وليس عن الامام ابي جعفر الباقر عليه السلام ، ولكن المظنون ان إضافة حرف (ع) اختصارا لجملة (عليه السلام) وقعت من محقق الكتاب او الناسخ اعتقادا منه بان المقصود من ( ابي جعفر ) الامام الباقر عليه السلام ، وربما وقع نفس هذا السهو من قلم الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى او من النساخ وهذا يستدعي مراجعة النسخ الخطية وإصدار طبعة أخرى محققة لكتاب تفسير التبيان وكذا الحال بالنسبة لتفسير مجمع البيان والاشارة لهذا الامر في الحاشية ، ولا يهم ان كان صاحب دعوى ( الحركة التصحيحية ) أخذ كلامه من هذا الكتاب او لا ، مع توافق في الاستنتاج.
النقطة الثانية- هذا السهو والاشتباه جعل من كلام الطبري حديثا مرسلا عن الامام الباقر عليه السلام ، ولكن ذلك لم يجعله حديثا معتبرا ، كما لم يقع في هذا السهو فقهاؤنا في ابحاثهم الفقهية كما لا يخفى على من يراجعها بهذا الشأن فلم يذكروا ذلك ضمن الاحاديث التي استدل بها في المسألة فهو من أخطاء تحقيق التراث.  
النقطة الثالثة- ما يناسب هذا الخطأ هو الحث على تحقيق كتب التفسير والإرشاد لضوابط وقواعد تحقيق كتب التراث وعدم التساهل في وضع العلامات ، فهذا يسمى ( تحقيق الكتب والتراث) وليس ( تصحيح التراث وتنقيحه) فلا ربط لذلك بقصة (الحركة التصحيحية) المستهدفة لتنقية التراث مما علق به من اسرائيليات مزعومة.
النقطة الرابعة- سواء صح ما روي عن سبب نزول الاية الكريمة او لم يصح ، فان الاية الكريمة تبقى على حجيتها وصحة العمل بها ، ولا يتغير الحال ان ثبت او لم يثبت سبب النزول ، فهو ليس سوى معزز لفهم المسألة ومعرفة خلفيتها التاريخية ، فمن الجلي ان مسالة قبول شهادة غير المسلم في الوصية لا تتاثر بصحة وعدم صحة ما قيل او روي في سبب النزول.
النقطة الخامسة- ما نسبه صاحب ( الحركة التصحيحية) للشيخ الطوسي (قدس سره) من استناده في آرائه التفسيرية على تفسير الطبري مجاف للحقيقية تماما ، فان نقل الشيخ الطوسي عليه الرحمة من تفسير الطبري لا يعني الاعتماد عليه وتصحيح ما نقله عنه ، بل يدخل هذا في التوسع في عرض ما قيل وليس كاشفا عن التبني والقبول بحال من الأحوال ، فها هو في كتبه الفقهية ينقل آراء العامة خصوصا في كتابه الخلاف الذي هو دراسة مقارنة لاراء المذاهب على الصعيد الفقهي ، فهل استند على تلك الآراء واعتمد عليها بمجرد نقلها وعرضها للباحث ؟. لا اظن احدا يتخيل ذلك.
النقطة السادسة- ذكر الكليني (المتوفى 329 هج) في كتاب الكافي سبب النزول عن شيخه علي بن إبراهيم القمي صاحب تفسير القمي المعروف ، عن رجاله رفعه قال : خرج تميم الداري وابن بيدي : وابن أبي مارية في سفر وكان تميم الداري مسلما وابن بيدي وابن أبي مارية نصرانيين وكان مع تميم الداري خرج له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع فاعتل تميم الداري علة شديدة فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بيدي وابن أبي مارية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته فقدما المدينة وقد أخذا من المتاع الآنية والقلادة وأوصلا سائر ذلك إلى ورثته فافتقد القوم الآنية والقلادة فقال أهل تميم لهما : هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة ؟ فقالا : لا ما مرض الا أياما قلائل قالوا : فهل سرق منه شئ في سفره هذا ؟ قالا : لا ، قالوا : فهل أتجر تجارة خسر فيها ؟ قالا : لا ، قالوا : فقد افتقدنا أفضل شئ كان معه آنية منقوشة بالذهب مكللة بالجوهر وقلادة فقالا : ما دفع إلينا فقد أديناه إليكم فقدموهما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأوجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليهما اليمين فحلفا فخلا عنهما ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما فجاء أولياء تميم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا رسول الله قد ظهر على ابن بيدي وابن أبي مارية ما ادعيناه عليهما فانتظر رسول الله صلى الله عليه وآله من الله عز وجل الحكم في ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ "
فأطلق الله عز وجل شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلمين " فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين فهذه الشهادة الأولى التي جعلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " فإن عثر على أنهما استحقا إثما " أي أنهما حلفا على كذب " فآخران يقومان مقامهما " يعنى من أولياء المدعي " من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله " يحلفان بالله أنهما أحق بهذه الدعوى منهما وأنهما قد كذبا فيما حلفا بالله " لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين " فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولياء تميم الداري أن يحلفوا بالله على ما أمرهم به فحلفوا فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القلادة والآنية من ابن بيدي وابن أبي مارية وردهما إلى أولياء تميم الداري ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم .
وقد نقل الحر العاملي ذلك في وسائله وعقب بقوله: ورواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) مرسلا نحوه . ورواه السيد المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا من ( تفسير النعماني ) بإسناده الآتي عن علي ( عليه السلام ) نحوه إلا أنه قال : ( تحبسونهما من بعد الصلاة ) يعني صلاة العصر .
وكما تلاحظ فالحديث مرفوع مرسل حيث لم يذكر السند بين علي بن إبراهيم شيخ الكليني ورسول الله صلى الله عليه وآله ، اجل ما عن تفسير النعماني ليس مرسلا ، فهو مسند الا ان السند ضعيف بأكثر من راوي كعلي بن ابي حمزة البطائني والنتيجة انه لا يثبت سبب النزول بهذا الخبر.
النقطة السابعة- أصل المسألة ترتبط بقبول شهادة أهل الذمة في الوصية او عدم قبولها ، فهذه المسالة بحثها فقهاء المسلمين سنة وشيعة واستدلوا فيها بالآية الكريمة وبعض الاحاديث وادعى بعض علماء السنة ان الآية الكريمة منسوخة وقد شرح المسألة من علماء اهل السنة مختصرا ابن رشد (المتوفى سنة 595 هـ) معددا الصفات المعتبرة في الشاهد اذ قال:
وأما الاسلام فاتفقوا على أنه شرط في القبول ، وأنه لا تجوز شهادة الكافر ، إلا ما اختلفوا فيه من جواز ذلك في الوصية في السفر لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ (106) الآية . فقال أبو حنيفة : يجوز ذلك على الشروط التي ذكرها الله تعالى . وقال مالك والشافعي : لا يجوز ذلك ، ورأوا أن الآية منسوخة .
بداية المجتهد و نهاية المقتصد لابن رشد القرطبي الأندلسي المتوفى سنة 595 ه‍ ، ج 2 ، ص 320.
ومن علماء الشيعة العلامة أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر العلامة الحلي (648 - 726 هـ) في كتابه مختلف الشيعة اذ قال: أطلق الشيخ في النهاية والمبسوط والخلاف قبول شهادة أهل الذمة في الوصية عند عدم المسلمين ولم يقيد بالسفر ، وكذا المفيد في المقنعة ، وابن أبي عقيل ، وسلار ، وابن إدريس ، وابن البراج . وقال أبو الصلاح : لا تقبل شهادة أحد من أهل الضلال على مسلم ، إلا عدول الذمة في الوصية في السفر خاصة ، بشرط عدم أهل الإيمان . وهو قول ابن الجنيد أيضا فإنه قال : لا تجوز شهادة أهل الملل على أحد من المسلمين ، إلا في الوصية في السفر وعند عدم المسلمين .
لنا : إن المناط في القبول عدم المسلمين ، إذ لا تأثير للأرض في القبول وعدمه . وحديث ضريس الكناسي ، وقد تقدم . احتج الآخرون بقوله تعالى : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ) شرط في القبول الضرب في الأرض ، وهو السفر . وما رواه هشام بن الحكم في الحسن ، عن الصادق - عليه السلام - في قول الله عز وجل : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) فقال : إذا كان الرجل في أرض غربة ولا يوجد فيه مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية . في الصحيح عن حمزة بن حمران ، عن الصادق - عليه السلام - قال : سألته عن قول الله عز وجل : (ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) فقال : اللذان منكم مسلمان ، واللذان من غيركم من أهل الكتاب ، قال : وإنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غربة فيطلب رجلين مسلمين ليشهدهما على وصيته فلم يجد مسلمين أشهد على وصيته رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عندأصحابهم . والجواب : التقييد في الآية والأخبار : لأنه خرج مخرج الأغلب لا من حيث إنه شرط ، لما تقدم .
مختلف الشيعة ، ج 8 ، ص 506.
ومن هذا العرض يتبين ان اصل مستند المسألة قرآني وما الحديث الا لزيادة التأكيد خصوصا في مقابل دعوى النسخ ، ولم يستدل الفقهاء بما ذكره الطبري بعنوانه حديثا عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام حتى يستدعي هذه الضجة.
النقطة الثامنة - اذا كان دليل المسألة قرآنيا كما عرفت ، فان اسقاط هذا الخبر لا يغير من المسألة شيئا ، فهذا التهويل الإعلامي والضجة المفتعلة لا قيمة لها ، فان ( الحركة التصحيحية ) جاءت في اطار جعل المحورية للقرآن الكريم ، دون الحديث وفي هذا المثال فان المحور هو القرآن الكريم ، فهذا ما عمل عليه الفقهاء ، فلا يصلح مثالا لحديث جعل محورا في قبال القرآن الكريم ، فالعنوان العريض الداعي لجعل القرآن محورا مستدلا بهذا المثال يتبين انه لا ربط نهائيا له به ، فعمل الفقهاء في هذا المثال انما هو على القرآن الكريم وجعله محورا أساسيا ، فهل ( الحركة التصحيحية ) تستهدف الاعراض عن القرآن الكريم المتوافق مع خبر ضعيف السند؟ لا يظن ذلك بها ، فهل تستهدف نسف الاحاديث الموافقة للقرآن الكريم لمجرد ضعف سندها ؟ واذا كان الجواب بنعم فما هو الغرض وما هي النتيجة المتوخاة؟ والحقيقة اننا لم نفهم الداعي لهذا المثال والاستشهاد به على تسرب الاسرائيليات لتراثنا.
النقطة التاسعة- الدين اليهودي والدين المسيحي دينان سماويان ، فبالرغم من التحريف الطارئ عليهما الا ان مجرد موافقة القرآن الكريم او الاحاديث الشريفة لبعض ما جاء في تراثهم لا يعني انه خطأ ، بل العكس هو الصحيح فوروده في القرآن الكريم او الحديث الصحيح دليل على صحته وسلامته فكيف تجعل من مجرد الموافقة لما في تراث أهل الكتاب علامة الوضع والتحريف والكذب؟
ونحن نعلم اجمالا بصحة بعض ما يعتقد به اهل الكتاب قال تعالى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) من سورة آل عمران.
ففي علم صناعة الفقه يأخذ الفقهاء بعشرات الاحاديث الموافقة لأديان ومذاهب أخرى ، اجل يطرحون بعض الاحاديث الموافقة للمذهب المخالف حال التعارض والتضارب ضمن تفصيلات معينة ، ولم نسمع بطرحهم حديثا لمجرد موافقة مضمونه لما في تراث اهل الكتاب او اهل مذهب آخر.
النقطة العاشرة- عند مراجعة كتب الحديث نجد احاديث بعضها معتبر السند تؤكد نفس المسألة فقد عقد الحر العاملي في وسائل الشيعة بابا بعنوان : باب ثبوت الوصية بشهادة مسلمين عدلين ، وبشهادة ذميين مع الضرورة وعدم وجود المسلم ومما جاء فيه عن : محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن ضريس الكناسي قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن شهادة أهل الملل هل تجوز على رجل مسلم من غير أهل ملتهم ؟ فقال : لا إلا أن لا يوجد في تلك الحال غيرهم ، وإن لم يوجد غيرهم جازت شهادتهم في الوصية لأنه لا يصلح ذهاب حق امرء مسلم ولا تبطل وصيته .
.. وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) قلت : ما (آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) ؟ قال : هما كافران قلت : (ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) ؟
قال : مسلمان .....وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن حماد عن الحلبي ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته هل تجوز شهادة أهل ملة من غير أهل ملتهم ؟ قال : نعم ، إذا لم يوجد من أهل ملتهم جازت شهادة غيرهم إنه لا يصلح ذهاب حق أحد ... وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله عز وجل : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) قال : إذا كان الرجل في بلد ليس فيه مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية.
الى آخر الباب العشرين من كتاب الوصايا وهي تبلغ عشرة احاديث ، الجزء 19 ، ص 309.
والخلاصة ان انضمام حديث مرسل او ضعيف السند لا يؤثر سلبا على المسألة الوارد بشأنها ، بل العكس هو الصحيح ، فالحديث الضعيف سندا يعزز القيمة الاحتمالية لنفس المضمون الذي روي بحديث آخر معتبر سندا كما في هذا المثال.
ومهما يكن من حال فهل كل هذه الاحاديث العشرة اسرائيليات؟ وباطلة بنظر ( الحركة التصحيحية) ؟ وما هو موقفها من الآية الكريمة؟
النقطة الحادية عشر- لم يتفضل صاحب ( الحركة التصحيحية ) بتوضيح الرابط بين الاشتباه في نسبة الكلام للامام ابي جعفر الباقر عليه السلام بدلا من أبي جعفر الطبري لم يوضح الربط بين هذا الامر وبين كون الحديث اسرائيليا!
من اين جاء هذا الربط العجيب الغريب؟!

 

 الكاتب : السيد علوي البلادي البحراني

 التاريخ : 2013/09/08   

 المصدر

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة الثانية عشر والأخيرة  

  

 
حقيقة مدح البعض لابن عربي
 
إنّ المعارف الواصلة إلينا مِن أهل بيت النبوة لا نحتاج معها إلى أن نستقي مِن غيرهم وننهل مِن عدوّهم، فإنّ تراثنا مِن أهل البيت عليهم السلام يغنينا عن كلّ ما بأيدي الناس في المعارف الدينية، ولم يسمحوا لنا أن نكون عالة على الغير مِن فرق الضلال، بل أمرونا بأن نكفّ أنفسنا عن ذل (السؤال ولو أين الطريق)، ما دمنا نستطيع الاستغناء عن ذلك، حتى لا تكون لهم حجة على أهل البيت عليهم السلام في يوم القيامة بأنهم قضوا حاجة لمؤمن حتى في غير الدين.
 
وقد يقول قائل: إن دراسة كتب ابن عربي ما هي الا من اجل أن نأخذ الصحيح منها ونترك الباطل الموجود فيها، وهذا مِن قبيل دراسة كتب النحو والصرف والبلاغة لمؤلفين مخالفين.
 
وهذا لعمري مغالطة واضحة جليّة، فإن قياس علم النحو والصرف والبلاغة والطب والهندسة وغيرها من العلوم بالعلوم الدينية مِن الغباء أو التغابي، فلا مانع أن تدرس أي علم من العلوم الانسانية عند كافر أو غيره ولكن لا يُمكن أن تأخذ دينك مِن كافر زنديق، وهل تركنا أهل البيت عليهم السلام ناقصين الدين فنكمله مِن ابن عربي وأمثاله!!!!.
 
وهذا الكلام يدلّ على أن القائل لا معرفة له بكلام أهل البيت عليهم السلام، وكيف يكتفي بكلام أهل البيت عليهم السلام وقد اعتبر تسعة اعشاره مِن الاسرائيليات!!!!.
 
نعم الحكمة ضالة المؤمن ولكن لم يترك لنا أهل البيت فراغا في ديننا نحتاج فيه إلى غيرنا، والحكمة هنا هي اقوال وعبر تؤخذ مِن تجارب الناس وتجري مجرى الامثال وغيرها، لا ان المؤمن يأخذ دينه مِن أي أحد، وقد أمرنا أن نعرف ممن نأخذ ديننا، ونهينا أن نأخذه مِن أي شخص.
 
وقد تساءل البعض إنّ ابن عربي مع ماله مِن انحرافات وزندقة ومع موقف علماء أعلام مِنه والحكم بكفره ونصبه وزندقته، فكيف ببعض العلماء يذكره بخير يُفهم منه تأييده ومناصرته وتبني مسلكه؟
 
وأذكر الإجابة على هذا السؤال في نقاط:
 
الأولى:
 
على المؤمن أن ينظر إلى ما قيل لا إلى مَن قال، فيرى الحق فيتبعه ويرى الباطل فيجتنبه، ويُعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال، ولقد أوضحنا زندقة ابن عربي مِن كتبه واخترنا الواضح مِن عباراته فلا معنى للتوقف فيه والتردد في مروقه عن الدين القويم.
 
الثانية:
 
بعض العلماء دأب على نقل الأسماء بألقابها والكتب بأسمائها، فيقول مثلاً: صحيح البخاري للإمام البخاري، مع أنه لا يعتقد بصحة كتابه ولا يعتقد بإمامته، إلا باعتبار كونه مِن أئمة الضلال لا الهدى. فهولاء العلماء إذا ورد في بعض عباراتهم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي لا يقصدون إلا تسمية الاشخاص بما تعارف اصحابه تسميته به، فلا يدلّ قوله على تأييد ومناصرة وإنما هو تسامح في نقل عبارات الغير.
 
الثالثة:
 
بعض مَن نُسب إليهم تأييد ابن عربي لم يثبت تأييدهم له، وإنما هي دعوى مِن أنصار ابن عربي، فالسيد القاضي ليس له كتاب معروف سوى ما نقله آغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة أنّ له تفسيراً غير تام مِن أول القرآن إلى الآية 91 من سورة الانعام.
 
فأين امتدح ابن عربي؟!!!
 
ولكنّ اتباع ابن عربي ينقلون عنه قضايا وقصص لتأييد موقفهم، حتى أن بعضهم يدعي ان السيد القاضي يقرأ مع خاصته كتب ابن عربي فإذا جاء أحد يُخفي الكتاب.
 
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن كتب ابن عربي مرفوضة في الحوزة ومحاربة من قبل العلماء آنذاك.
 
وقد قال البعض أنّ السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب كتاب تفسير الميزان قد امتدح ابن عربي، ولم اجد بقدر بحثي القاصر أي تبني لأفكار ابن عربي.
 
الرابعة:
 
إنّ بعض العلماء لم يطلع على كتب ابن عربي، ووجد بحثاً منقولاً عنه مع عبارات الثناء فنقله كما هو دون ان يطلع على زندقته.
 
الخامسة:
 
وبعضهم مؤيّد ومناصر ومتأثر بابن عربي، فهذا يدان ويُعترض عليه بما اعترضنا به على ابن عربي، وكما اعترض العلماء الأعلام.
 
ولذلك لما أدين واعترض على الملا صدرا في كتابه الاسفار، حاول الاعتذار في مقدمة شرح اصول الكافي بقوله:
 
(وليعذرني إخواننا أصحاب الفرقة الناجية ما أفعله في أثناء الشرح وتحقيق الكلام وتبيين المرام من الاستشهاد بكلام بعض المشايع المشهورين عند الناس وأن لم يكن مرضي الحال عندهم، نظرا إلى ما قال امامنا أمير المؤمنين عليه السلام: لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال).
 
وطبعا لم يقصد ببعض المشايخ غير ابن عربي لأنه لم يستشهد بكلام غيره من مشايخ الصوفية الا نادرا جدا.
 
وهذا الاعتذار لم يقبله العلماء ولم يستسيغوا ذلك التبرير.
 
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واسأله تعالى أن يمن علينا فيجعلنا ممن يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله الطاهرين، واللعن على أعدائهم ومنكري فضائلهم مِن الأولين والآخرين. 
   
 
الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد
 التاريخ : 2013/09/03   
 
 
المصدر
 
http://www.kitabat.info/subject.php?id=36054
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة الحادية عشر

 

  

 

أقوال العلماء في ابن عربي
 
في الحلقة السابقة تقدّم ذكر رأي الشيخ الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة في ابن عربي، ولقد تبيّن تتبعه لكتب ابن عربي وبيّن شيئاً يسيراً مِن خزعبلاته وانحرافه وكفره وزندقته.
 
وهنا سأتطرق لبعض آراء العلماء الأعلام في ابن عربي، حتى يتبيّن اننا لسنا متجنين عليه، بل نقلنا ما في كتبه ونصّ عباراته، وكذلك يتبيّن أن الشيخ الحر العاملي ليس هو الوحيد الذي أفصح عن تقييمه لابن عربي.
 
ابن عربي مغالي:
 
ينقل لنا الشيخ الثقة الحر العاملي في كتابه الإثنا عشرية في الرد على الصوفية ص33 عن حديقة الشيعة ص564 قوله:
 
(إن الشيخ والمفيد وابن بابويه وابن قولويه يقولون: إن هذه الطائفة الضالة من الغلاة وإن الشيخ محي الدين بن عربي والشيخ عزيز النسفي وعبد الرزاق الكاشي قائلون بوحدة الوجود وإن كل موجود فهو الله تعالى نعوذ بالله من هذه الأقاويل).
 
يبيّن لنا هذا العالم الجليل أنّ هؤلاء الأعلام يرون ابن عربي مِن الغلاة، والمغالي كافر بإجماع المسلمين جميعاً، ويكفي في الغلو أن يعتقد أنه الله والله هو.
 
ابن عربي كافر:
 
وفي محاضرات السيد الخوئي في المواريث للسيد محمد علي الخرسان ص167-170:
 
(وكذلك بعض الفرق المنتحلين للإسلام إذا كانت عقائدهم على نحو ترجع إلى إنكار الألوهية والخلق، أو إنكار النبوّة أو المعاد، فيحكم بكفرهم كالقائلين بوحدة الوجود من الصوفية - على ما نسب إليهم - ويوجد كثيرا في أشعارهم، وفي بعض المتون أيضا ما يدلّ على كفرهم كما في عبارة محيي الدين بن عربي: « الحمد للَّه الذي خلق الأشياء وهو عينها ». فهم يعتقدون بوحدة الوجود وأن وجود الخالق والمخلوق شيء واحد، إذا لوحظت المراتب يكون خلقا، وإذا ألغيت المراتب فهو نفس الخالق، فالواجب والممكن شيء واحد موجود واحد وإنّما يختلف بالاعتبار، فهو باعتبار حدّه ممكن ومخلوق وإذا ألغي الحد يكون واجبا. وهذا يرجع في الحقيقة إلى إنكار خالق غير الموجودات الخارجية).
 
هنا صرّح السيد الخوئي بكفر ابن عربي.
 
ومن العجائب أنّه على القول بوحدة الموجودات لا فرق بين أن تعبد الله أو تعبد صنماً فإن الله عندهم هو الصنم والصنم هو الله، وإذا كان الانسان هو الله والله هو الانسان فلا فرق بين عبادة فرعون وبين عبادة الله تعالى الواحد الأحد.
 
ابن عربي زنديق:
 
وفي منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة لحبيب الله الهاشمي الخوئي ج13 ص403 قال: (عقايد ابن عربي الزّنديق).
 
وفي كتاب الكشكول للشيخ يوسف البحراني ج2 ص261:
 
(من عظماء الصوفية محي الدين بن عربي ذكر في فتوحاته إن إبليس سيّد الموحدين، وذلك أن الله سبحانه لمّا أمره بالسجود لآدم لم يقل إني لا أسجد مطلقاً بل أبى عن السجود لبشر مثله مشيراً إلى أنه لا يسجد إلا لله تعالى.
 
وهذا الزنديق مِن أعظم مشايخ الصوفية ويستندون إليه في أكثر عقائدهم ويعتمدون على كتبه).
 
الشيخ البحراني قدس سره يُبين هنا أن ابن عربي الزنديق يعتبر إبليس ليس موحداً فقط بل هو سيّد الموحدين لأنه لم يُطع الله في أمره وعصاه وتمرّد عليه وتكبّر على أمر الله تعالى كما تكبّر على آدم، ومِن هنا يلتزم هو وأتباعه ومن سار على ضلاله بتأويل الآيات لتوافق هذا الوهم، بل تصرف الأحاديث إلى غير ظاهرها كي توافق كلام ابن عربي، وهذا هو أحد مصاديق ما سيأتي ذكره في مفتاح السعادة.
 
ابن عربي ناصبي
 
وفي النجم الثاقب للميرزا حسين النوري الطبرسي ج2 ص345 قال:
 
(و ابن عربي المالكي مع كل ما لديه من نصب وعداوة ضد الاماميّة حتى انّه يقول في مسامرته الرجبيون جمع من أهل الرياضة أكثر كشفهم في شهر رجب يرون الرافضة بصورة الخنزير فانّه يقول...).
 
أوهام ابن عربي:
 
وفي مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة لمحمد تقي النقوي القايني الخراساني ج5 ص392 قال:
 
(ولا يمكن رفع اليد عن الكتاب والسّنة أو تأويلها على خلاف العقل والنّقل والاخذ بهذه الأقاويل الفاسدة الكاذبة الموهومة المستخرجة من أوهام ابن عربي وأمثاله ممّن سمّوهم بالعرفاء فانّ العارف الحقيقي من كان عارفا بالكتاب والسّنة معتقدا بما نطقا به لا من اوّل الآيات والآثار من غير مجوّز عقليّ أو شرعيّ على مذهبه ومسلكه).
 
وهنا اشارة مِن هذا العالم الجليل خطيرة جدّاً، فإن اتباع ابن عربي يأخذون افكاره ويؤولون كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وروايات الأئمة عليهم السلام على طبق كلام ابن عربي، فكلام ابن عربي هو المحور، وكتاب الله وكلام المعصومين يتبع كلام ابن عربي الزنديق.
 
نكتفي بهذا القدر من تصريحات علمائنا الاعلام في تقييم ابن عربي الكافر المغالي الزنديق الناصبي صاحب الاوهام.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الاولين والآخرين.

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد

التاريخ : 2013/09/02     

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35991

 

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

نقد كتاب منطق فهم القران وما فيه نظريات السيد كمال الحيدري القرانية  

 

 
 
 
هذا تحدي مفتوح لجميع عشاق واتباع السيد كمال الحيدري وبالخصوص الدكتور طلال الحسن في الرد على هذا النقد لكتاب منطق فهم القران للحيدري ......لان تراث الحيدري القراني يتمثل في هذا الكتاب وفي كتاب اللباب في تفسير الكتاب .....علما ان الكتاب الاخير اللباب هو ابسط واوهن مؤلفات كمال الحيدري على الاطلاق ببساطة لانه شرح و هوامش على تفسير الميزان و لا تجديد و لا ابداع على الاطلاق ....
 
خلاصة : جميع المشروع الفكري والمعرفي لكمال الحيدري عبارة عن هوامش وشرح وتعليقات على مؤلفات غيره فقط وفقط ولا تجديد ولا ابداع على الاطلاق فهو استاذ بارع وشارح ممتاز ولكنه في نفس الوقت عصبي وحدي ومزاجي من الطراز الاول وهذا خلاف سيرة الرسول واهل بيته عليهم الصلاة والسلام .....
 
 
اولا : يلاحظ في كتاب منطق فهم القران لمؤلفه الدكتور طلال الحسن كثرة مدحه واعجابه واطرائه على استاذه السيد الحيدري حتى قال في احدى تعليقاته ...(القرانية في الاصل ) و ( الحيدرية في العرض ) مشيرا الى تقسيمات السيد الحيدري الى علوم القران ...ويالروعة المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت حين كان يكتب على مؤلفاته العبد بهجت ...وهذا الاعجاب رغم تحفظي الشديد على منهج التصوف والعرفان والفلسفة التي تبناها المرحوم بهجت رضي الله عنه ...
 
 
ثانيا : اين السيد الحيدري حين راجع الكتاب وقرائته قبل طباعته من حذف او تقليل تلك التبجليات والتعظيمات والتقديسات تجاهه ؟؟!!
 
 
ثالثا : اشار المؤلف طلال الحسن الى ان السيد الحيدري هو المبدع والرائد الاول في الكثير من الطرح المبثوث في كتاب منطق فهم القران وهذا خلاف الواقع للقاريء اللبيب من قبيل قوله ان السيد الحيدري هو الرائد في تحديد القيمة المعرفية للايات المنسوخة علما اني شخصيا قد راسلت الكثير من مراجع الشيعة حول القيمة المعرفية للايات المنسوخة وكان الجواب يشفي الغليل وهو بحث قديم جدا وليس بالجديد للمتابع....
 
 
رابعا : في نظري المتواضع انه لا يوجد أي جديد في كتاب منطق فهم القران على الاطلاق ...نعم طريقة التقسيم والجدولة والتبويب لطيفة ورائعة وليست جديدة على الاطلاق في دراسة علوم القران ومعارفه ... وعلى كل حال فالكتاب رائع جدا وممتع ومشوق واسال الله ان يوفق سيدنا الحيدري لكل خير بحق محمد وال محمد ؟؟؟
 
 
خامسا : الكتاب هو تبويب وجدولة و تقسيم جيد وجديد في علوم القران وقراءة كتاب التمهيد في علوم القران وغيره من المشاريع القرانية للمرحوم محمد هادي معرفة ضرورية جدا في المقام..
 
 
سادسا : ذكر السيد الحيدري الكثير من الاصطلاحات الجديدة التي اخترعها هو وفي نفس الوقت ارعبت قلب تلميذه الدكتور الحسن حتى عدها تلميذه من السوابق والفتوحات الاولى في تاريخ العلوم القرانية من قبيل :
اصطلاح ونظرية الاوتاد القرانية :
وهي مطابقة تماما للمحكم من القران و لاجديد في الموضوع على الاطلاق بل مجرد اصطلاح جديد مخترع منتزع معناه من لفظ اصيل قراني سابق الا وهو المحكم 
اذن يلاحظ ان الوتد القراني = المحكم من القران 
فما هو الجديد والمفيد غير دوخة الراس لا ادري؟؟؟!!!
هل المسألة في التجديد والابداع متوقفة على اختراع الفاظ جديدة مستحدثة ننتزعها من معاني والفاظ قرانية اصيلة تحمل عبق الوحي و روحانيته ... فلفظ المحكم ورد في القران والسنة وهو يحمل عبقهما و روحانيتهما اما لفظ الوتد فلم يرد الا على لسان السيد الحيدري و لا دليل عليه لا من القران ولا من السنة ....
 
 
خامسا : يقول السيد الحيدري في ص 526 من الجزء الاول من كتاب منطق القران ما نصه : 
تقدَّمت الإشارة إلى علاقة الأوتاد القرآنية بالفقه وعملية استنباط الأحكام الشرعية، وهذه النافذة تطلّ بنا على مجالات أُخرى من العلوم الأُخرى، سواء كانت عقلية (منطق، علم كلام، فلسفة، عرفان نظري) أم نقلية (حديث، تأريخ) أم طبيعية (طب، فيزياء، كيمياء، علوم بيولوجية) أم العلوم الجديدة (باراسيكولوجي، علم الفضاء)، ووجه العلاقة هو انطباع عالم التكوين في عالم التدوين، فالمنطبع في التدوين يحكي لنا وجود أوتاد تكوينية حقيقية ))... وقال ايضا : 
((إنَّ الأوتاد القرآنية تُهدي الواقف عليها إلى وجود شبيهاتها في عالم التكوين، بل ستُوجد له طرقاً لتحديد هويّة الأوتاد التكوينية، وبالتالي سوف تجعل القارئ لعالم التكوين يتحرّك وفق منظومة قرآنية مُبنتية على معرفة الأوتاد، ثمّ إنَّ الكشف عن الأوتاد التكوينية سوف يُقدِّم للمعارف الإنسانية أبجدية حقيقية لفهم العالم والكشف عن أسراره.))
انتهى كلامه دام ظله واقول :
ما هو الدليل القراني والروائي على أن : وجه العلاقة هو انطباع عالم التكوين في عالم التدوين، فالمنطبع في التدوين يحكي لنا وجود أوتاد ؟؟؟ما هو دليل الانطباع هذا بين عالم التدوين القراني وبين عالم التكوين الخلقي ؟؟؟؟
هل توجد اية ؟؟؟ .....هل توجد رواية ؟؟ ....اذن فما هو الدليل على ذلك ايها السيد الحيدري؟؟؟
 
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

151

 رسالة للسيد الحيدري

 

لقد حاولت استيعاب الأمر فلم أستطع ذلك فكتبت هذين الاستفسارين للسيد الحيدري ليجيبني عنهما :
 
الإستفسار الأول : سمعت منك في المحاضرات الرمضانية في أوائل أطروحاتك دعوى كبيرة أثارت حولك ضجة من ردود الفعل التي لم تتجاوب معها ، ألا وهي أن الكثير من الموروث الروائي الشيعي مخترق من قبل الروايات الإسرائيلية والمجوسية والنصرانية ، وهذا وضعت عليه علامات استفهام كثيرة ، ولذا قلت بأنك ملتزم بعدم الأخذ بشيء من الموروث الروائي الشيعي إلا بعد عرضه على القرآن ، وأنه لا يمكن الرجوع له وبالتالي فالمرجعية الوحيدة هي للقرآن .
 
لكنني فوجئت بأنك تقول في كتاب منطق فهم القرآن ج 1 ص 374 ـ 375 بخلاف ذلك ، فقد كتبت : ...وعليه فصفة الاسرائيلية لا تصلح أن تكون مناطاً في رفض الرواية وإنما للقبول والرفض مناطات أخرى ، فما خالف منها القرآن أو السنة الصحيحة أو الضرورات الدينية أو البراهين العقلية يضرب بها عرض الجدار ، وهذا ضابط عام تقاس به الروايات الإسرائيلية وغيرها .
 
فبأيهما أصدق وعلى أيهما أعول يا سيدنا الحيدري ؟؟ أليس هذا تناقضاً واضحاً وتهافتاً بيناً ؟؟
 
الاستفسار الثاني : وجدتك تقول في نفس المصدر السابق وفي نفس الصفحة منه : إن هذا الضابط التحقيقي لم يلتزم به كثير من الأعلام ، فصار الرفض ووصف بعض المرويات بالإسرائيليات لأجل عدم مطابقة ما فيها مع معتقداته الشخصية ، فليس المعيار قرآناً أو سنة أو ضرورة دينية وإنما لأغراض ثانوية تدعوه للرفض بقوة لكي لا يتآكل بنيانه وينهدم صرحه العقدي ، ولولا خشية الإطالة لبيَّنا جملة من مصاديق ذلك ولذكرنا جملة من الوضاعين الذين ما انفكوا ينشرون الكذب الصريح الذي صار فيما بعد عقيدة لكثير من المسلمين ، كان نتيجتها ترك التمسك بالشجرة الطيبة ومن ثم الالتزام بالشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن .
 
ولكنني سمعتك تنادي بضرورة الرفض للموروث الروائي لأنه قد اخترق بالكثير من المرويات الاسرائيلية وتصر على ذلك ، وكأنما ليس المعيار عندك هو القرآن أو السنة أو الضرورة الدينية وإنما كان ذلك غرض ثانوي يدعوك لرفض الموروث الروائي الشيعي ! وإني لأخاف من وصولك لتلك النتيجة التي أشرت أنت لها في خاتمة من يسير على هذا المنهج ألا وهي ترك التسك بالشجرة الطيبة وهي العترة وأهل البيت والمصير إلى التعلق بالشجرة الملعونة في القرآن .
 
فهل أن ما أوجب إثارة الاشكالين عندي له جواب عندك ؟ 
 
المنتظر للجواب  
الكاتب : أحمد الحسيناوي

التاريخ : 2013/08/31  

المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35862

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 شكراً سيد محمود الهاشمي! 

 

 

 حق أن يكون موقف الإدانة والتقريع الذي قابل به السيد محمود الهاشمي الضال المضل الحيدري محل شكر وثناء وتقدير!

وإن جاءت إفاقة السيد الهاشمي متأخرة بعد نوم طال شهر رمضان كله وشوال جلّه، لكنه استيقظ على كل حال من سباته، ونطق بعد صمته، وانحل لسانه من بُكم لزمه وعييّ حكمه... وأُنسُـنا بما تمخض من هذا الحمل وفرحُنا بهذا الخديج، هو بمدلوله الذي يعني أن صفحة الحيدري قد طويت والزواج بينه وبين قناة الكوثر ومَن وراءها لم يكن كاثوليكياً، ولا حتى إسلامياً دائماً، بل كان مجرد نكاح متعة، أو قل مجرد ضرب من التسري بالإماء.
إن جواب الاستفتاء الذي نشر، يعني أحد أمرين:
 
1/ إما أن تكون المرحلة المنظورة من عمل الحيدري قد تمت وانقضت، وأن المسيرة ستدخل في المستقبل أطواراً جديدة تتطلب شخصيات أخرى، ستُـفاجأ بها الساحة عندها، كما فوجئت بالحيدري الذي فقأ كالكمأ ونتأ كالفطر.. رعد وبرق وزخة مطر، فشق الأرض بلا جذر ودون أصل ظهر، ليُقتلع غداً ويختفي عن قريب بالطريقة نفسها.
 
2/ أو أن تكون العملية أُوقفت بسبب فشل الحيدري في مهمته، وتجاوزه للحدود والأطر التي رسمت له، فقد خلط التكتيك بالاستراتيجية، فقال الآن وصرّح بما يفترض أن يبلغه بعد أشهر أو سنين، في نهاية مرحلة الهدم التي أُوكل بها. ما يعني أن الخيار والرهان عليه كان خاطئاً، فلا بد من بديل، ولتترقب الساحة مريضاً نفسياً جديداً، سينفجر كاللغم تحت الأقدام، يكمل نقوص "كمال"، ويسد ثغرات شخصيته، فقد بان أنه غضوب وانفعالي، وتحكمه مسحة خرق وحمق، ما دفعه للتهور والعجلة، ففضح المشروع وكشف نهايته وهو في البداية، ما قوضه وأودى به، كما سدّ هو ـ من قبل ـ نقوص فضل الله، فجاء بصورة عالم حوزوي لا معمم بيروتي، وبخطاب ولُغة علمية لا صحافية إعلامية كما كان ذاك، وبنهج ولائي ونشاط في رد الوهابية، لا منطلقات وحدوية ولحن متسنن كالذي كان عليه الهالك فضل الله.
 
إن سيد محمود الهاشمي لا ينطق بكلمة ولا يتدخل في شأن، ولك أن تقول: لا تشهق رئته ولا تزفر، ولا تتصاعد في صدره الأنفاس... إلا من وحي وليه وبأمر قائده، وتعليمات أمنه ودولته!
وهنا البشرى، فهذا يعني فيما يعني انتهاء صفقة الحيدري مع قناة الكوثر، ونقض الميثاق الذي أكده ووكده أسد قصير (بعد أن طرد كمال سابقاً)، بأنه هذه المرة سيدعمه حتى النهاية، وسيثبت خلفه ويشد أزره ويغطيه بلا تراجع ولا انتكاس، لأوامر وتعليمات صادرة من القائد نفسه. ولم تسعف الحيدري فطنته ليقرأ الوجه في امتناع أسد قصير من اصطحابه ـ ولو لمرة واحدة ـ للقاء قائده وولي أمره، على الرغم من توسله وتضرعه ورجائه! وأن هذا في نفسه كاشف عما وقع فيه اليوم... لكنها الخيبة التي تصيب من تعميه الشهوة ويصمه الطمع وتبكمه الوصولية، فينزل وينحدر ليقبل بالفتات، ويعقد ما يمكنه من صفقات.
 
إنها مفاجأة كبيرة أن يدان كمال الحيدري بفتوى يصدرها سيد محمود الهاشمي، وهو الذي سطر بياناً تاريخياً في تأبين الضال الأول محمد حسين فضل الله، وعدّد مناقب مَن نادى بهدم الحوزة وهتك مقدسات الشيعة وتقويض المذهب، وجلّل وعظّم مبتدعاً، (لم يفعل كمال الحيدري أكثر من تفسير وبلورة وبسط مقولاته)...
علينا أن نحسن الظن، فلا نرتاب في الرجل ونشك أنه يريد خداعنا، وامتصاص الزخم الرائع من نفحات الولاء التي تصدت لضلالات الحيدري وخطّه، وتبديد السخط العارم الذي انجرّ على تياره ورموزه، (ولا سيما حين ينظّم الاستفتاء وكأنه جاء من النجف الأشرف، ليحكي فراغها ممن يجيب!)، فالأمر عفوي تماماً، وسيد محمود سليم القصد خالص النية!! ولا بأس أن ينتصر للأصالة مرة بعد أن أبّن الالتقاط وبكى الانحراف ردحاً! فلعها توبة ويقظة ضمير، ولله الحمد.
 
نحن نعرف هذا التيار من أصله إلى فروعه، من حزب التحرير والإخوان المسلمين وحزب الدعوة وعلي شريعتي والخالصي، إلى مرتضى العسكري وأبي حسن السبيتي ومهدي الآصفي وعبدالله الغريفي وأحمد الكاتب وأحمد القبنجي وكمال الحيدري... ونعرف ـ جيداً ـ موقع الهاشمي والدور الذي يرسم له والمستقبل الذي يُعد والعرش الذي يبنى!
لن ننخدع، كما لن نغالي ونقسو...
وسنواجه كل ضال حسب جرأته ووقاحته، ومن يحفظ حدود الأدب ويحسن الخطاب، سنجاريه ولن نعرّيه ونحاكم نواياه، إلا إذا كشف هو عن سوأته وأعلن ما يخفي وأظهر ما يضمر.
 
لا نريد انتصاراً لفقه آل محمد، ولا دفاعاً عن معارف أهل البيت من هذا التيار ورجاله، فالإغواء والإضلال الذي ينطوي في هذا الدفاع والسم المدسوس في هذا العسل سيفسد الشباب البسطاء ويزيد في خداع السذج والعوام، ويؤخر كشف الحقيقة لهم.
 
نحن نعرف الذئاب.. ولن تخدعنا أنياب ظهرت، فنظن فيها خيراً أو بسمة!
لن نأخذ ديننا من وعاظ السلاطين، ولن نخدع عن مذهبنا الذي يدبرون لمحقه وتدميره باسم التطوير والحداثة، ولن نرسم بأيدينا وسلوكنا مهزلة العقل الذي منه يهزأون وبه يستأكلون!

 

الكاتب : محمد باقر الصافي 

التاريخ : 2013/09/03     

 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36053

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 إسلام الحديث أم إسلام القرآن

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ربما نسب إلى علماء الشيعة أنهم يأخذون بما يسمى بإسلام الحديث ويُعرضون عن إسلام القرآن الكريم وهذه نسبة ليس لها أساس من الصحة وبيان الحال فيها يحتاج إلى تأصيل فنقول: إن السؤال عن أنا مرجعنا هو القرآن أو الحديث له خمس حالات: 

الحالة الأولى وضابطها
أن لا توجد في المسألة آية ولا رواية ومثالها: هل تكلم حذيفة بن اليمان رحمه الله في المهد أو لم يتكلم فإنه ليس في هذه المسألة آية ولا رواية تدل عليها, وحكمها أنه لا يُرجع فيها إلى القرآن ولا إلى الحديث ودليله أن الكتاب والسنة ساكتان عنها والساكت لا يُنقل عنه. 
 
الحالة الثانية وضابطها أن توجد في المسألة آية ولا توجد فيها رواية ومثالها: أن ترِد آية في أنّ امرأةً تجادل النبي صلى الله عليه وآله في زوجها ولا ترد في ذلك رواية, وحكمها الرجوع إلى الآية ودليله ظاهر فإنه لا موضع للقول بتقديم الآية على الرواية والحال أنه لا توجد رواية في المسألة. 
 
الحالة الثالثة وضابطها
أن توجد في المسألة رواية ولا توجد فيها آية ومثالها: مقدار حد شارب الخمر فقد جاء في الرواية أنه يجلد ثمانين جلدة ولم يرد في القرآن الكريم في مقدار حده شيء, وحكمها الأخذ بالرواية ودليله أن الرواية حجة بلا معارض ومدّعٍ بلا منازع إذ لا تعارض بينها وبين القرآن الكريم حسْبَ الفرض. 
الحالة الرابعة وضابطها
أن توجد في المسألة آية ورواية وبينهما توافق ومثالها:مقدار حد القاذف وأنه يُجلد ثمانين جلدة, وحكمها الأخذ بالآية والرواية معاً ودليله أن المقتضي للأخذ بكلٍ من الآية والرواية موجود والمانع منه مفقود أما وجود المقتضي فلحجية لكل منهما في نفسه وأما عدم المانع فلأنه لا مانع إلا المعارضة ولا معارضة حسب الفرض. 
 
الحالة الخامسة وضابطها أن توجد في المسألة آية ورواية وبينهما تعارض وفي هذه الحالة ثمان صور:
(1) أن تكون الآية صريحة الدلالة والرواية قطعية الصدور والدلالة.
(2) أن تكون الآية صريحة الدلالة والرواية قطعية الصدور ظنية الدلالة. 
(3) أن تكون الآية صريحة والرواية ظنية الصدور قطعية الدلالة. 
(4) أن تكون الآية صريحة والرواية ظنية الصدور والدلالة.
(5) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية قطعية الصدور والدلالة.
(6) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية ظنية الصدور قطعية الدلالة.
(7) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية قطعية الصدور ظنية الدلالة.
(8) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية ظنية الصدور والدلالة. 
 
هذه هي الصور المتخيلة في الحالة الخامسة فلنأتي إلى حكم هذه الصور: 
 
أما الصورة الأولى أعني تعارض الآية الصريحة والرواية القطعية الصدور والدلالة فهذه صورة غير متحققة وفرضٌ لا وجود له, بل هي صورة مستحيلة إذْ لا يعقل وجود رواية قطعية الصدور والدلالة تعارض آية قطعية الدلالة ومن زعم وجود رواية قطعية الصدور والدلالة معارضة لآية قرآنية قطعية الدلالة فهو يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخالف القرآن الكريم. 
 
وأما الصورة الثانية وهي تعارض آية صريحة مع رواية قطعية الصدور ظنية الدلالة فهي صورة ممكنة الوقوع وحكمها عند العلماء معلوم وهو وجوب الأخذ بالآية ودليله أن دلالة الرواية ظنية ودلالة الآية قطعية والظنيُ لايعارض القطعي وبعبارة أخرى: إن الرواية وإن كان صدورها يقينياً إلا أن دلالتها ظنية فالمعنى الذي تُثبته الرواية إنما تُثبته بالظن وأما الآية فهي يقينية الصدور والدلالة, فإذا تعارض الظني واليقيني قُدم اليقيني, وليس هذا التقديم عند العلماء من باب ترجيح أحد المتعارضين على الآخر بل من باب أن اليقينيَ حجة والظنيَ ليس بحجة و ماليس بحجة لا يعارض الحجة. 
 
الصورة الثالثة وهي تعارض آية صريحة مع رواية ظنية الصدور قطعية الدلالة وحكمها كحم سابقتها ودليلهما واحد. 
 
الصورة الرابعة وهي تعارض آية صريحة مع رواية ظنية الصدور والدلالة وحكمها أيضاً كسابقتيْها ودليل الجميع واحد.
 
الصورة الخامسة وهي تعارض آية ظنية الدلالة مع رواية قطعية الصدور والدلالة ولا كلام هنا في أن المرجع هو الرواية والدليل على ذلك هو نفس الدليل الدال على تقديم الآية الصريحة على الرواية الظنية وهو أن الظنيَ لا يعارض اليقيني والمفروض أن دلالة الآية ظنية وأن دلالة الرواية يقنية كما إن صدور الرواية يقيني فكيف نأخذ بالظني ونترك اليقيني ومن هنا يُعلم أن إطلاق القول بأن المرجع عند تعارض الآيات والروايات هو القرآن الكريم لا يتجرأُ عليه إلا من لا نصيب له من العلم. 
 
وأما الصورة السادسة والسابعة والثامنة فللعلماء فيها بحث وكلام قديم والحمد لله أولاً وآخرا. 
  
https://www.youtube.com/watch?v=1L7IE-UlWr4
 
  https://www.youtube.com/embed/1L7IE-UlWr4?feature=player_detailpage 
 

 

الكاتب : الشيخ علي الجزيري

  التاريخ : 2013/08/30   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35818

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري المفسر الحلقة الاولى

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 سؤال الملائكة وليس اعتراضها
 
كثيرة هي السقطات التي وقع ويقع وسيقع فيها الحيدري ما دام لم يرجع الى الله تعالى ويتوب عن الكبر الذي في نفسه، فإن الكبر يقود العبد الى مهالك لا نهاية لها، وأول المتكبرين ابليس اللعين، فيقود اتباعه الى خطيئته فيجعلهم من المتكبرين، وبهذا يهلكهم اشد الهلاك وافظعه في الدنيا والاخرة.
 
فهذا الحيدري المدعي انه العارف بكل العلوم ومنها التفسير يُظهر جهله، وسنستعرض في هذا المقال كيف يقوده علمه واغتراره بنفسه في سقطات تضحك الثكلى، ويتبرأ منها الجهل لفظاعتها وشناعتها.
 
ولسنا بصدد سقطاته في كل تفسيره وإنما نتطرق إلى هذا المقطع كأنموذج مِن تفسيره وعليه قس ما عداه. 
 
وأذكر التعليق على هذا المقطع في نقاط:
 
الأولى:
 
في هذا المقطع يؤكّد الحيدري على انّ الملائكة قد اعترضت على الله تعالى، عندما خلق آدم عليه السلام قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} - البقرة - الآية - 30 .
 
وقال ان الملائكة لم تستفهم بل اعترضت.
 
وأقول:
 
إن الملائكة معصومون، فهل عصمتهم لا تمنعهم من الاعتراض على الله تعالى!!!
 
إنّ عامة المسلمين يعتقدون بعصمة الملائكة والتجري عليهم بانهم يعترضون على الله تعالى هو خلاف العصمة ويجر الحيدري إلى إنكار عصمتهم، والاعتقاد بعصمة الملائكة مما يعلمه الجاهل والعالم، كما أنّ الآيات صريحة في عصمتهم، وإنكاره كفر لكونه انكارا لضرورة من ضروريات الدين الاسلامي وتكذيبا للآيات ومنها قوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) و (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) و (يسبحون الليل والنهار لا يفترون).
 
ومن هنا نقول: إن الملائكة كانت تستفهم باستغراب عن جعل الإنسان في الارض وهو فيه القابلية للإفساد في الأرض وإراقة الدماء، مع أن الملاكة تعبده وتنزهه وتثني عليه فتمنت أن تكون هي التي تعبد الله في الأرض.
 
وسؤالهم هذا واستغرابهم وتمنيهم وإن لم يكن منافياً لعصمتهم إلا أنه كان ينبغي لهم الأفضل وهو التسليم دون سؤال، ومن هنا كان استفهامهم مقتضيا لتوبتهم واستغفارهم، ولقد قيل: إن حسنات الابرار سيئات المقربين، فإن مجرد السؤال والاستغراب والتمني وإن لم يكن خطيئة لغير المعصوم، إلا أنه مما لا يليق بالمعصوم.
 
وهذا مِن قبيل ما هو متعارف من عدم قبول السؤال من الجندي عند صدور الامر اليه من الضابط، فإن سؤاله واستفهامه وإن كان غير مقبول منه إلا أنه لا يُعدّ اعتراضاً ولا يُعدّ عصياناً للأمر الموجه إليه.
 
ولنقرأ ما في علل الشرايع للشيخ الصدوق ج1 ص104 بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: 
 
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):( ان الله تبارك وتعالى... قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبوا لله وأسفوا على الأرض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا: يا رب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام، لا تأسف ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك.
 
فلما سمع الله عز وجل ذلك من الملائكة قال: إني جاعل في الأرض خليفة لي عليهم، فيكون حجة لي عليهم في أرضي على خلقي.
 
فقالت الملائكة: سبحانك، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، وقالوا: فاجعله منا فإنا لا نفسد في الأرض ولا نسفك الدماء.
 
قال جل جلاله: يا ملائكتي إني أعلم مالا تعلمون إني أريد أن أخلق خلقا بيدي أجعل ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين أجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي ينهونهم عن المعاصي وينذرونهم عذابي ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي...).
 
فالملائكة إنما غضبت لله، وأحبت ان تعمّر الكون بالطاعة، وسألت الله تعالى عن فعله، ولم تعترض، ولو أن الحيدري استند للروايات لما وقع في مثل هذه السقطات ولكنه اقصاها فأُقصي عن المعرفة.
 
ولنختم هذه الحلقة بما ذكره السيد الطباطبائي في تفسير الميزان ج1 ص115 : (وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة، وليس من الاعتراض والخصومة في شئ والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم: انك أنت العليم الحكيم حيث صدر الجملة بأن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم).
 
جزى الله علماءنا الابرار عنا خير الجزاء
 
واخر دعوانا ان الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
 
رابط المقطع:
 
http://cutt.us/NdER  
 
 http://www.youtube.com/watch?v=H6L7igbiAR4
 

 التاريخ : 2013/08/30   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35819

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة العاشرة

 

 

 

 لم يفهم الناس كلام ابن عربي
 
لقد تبجّح اصحاب مسلك ابن عربي عندما يُشكل عليه مِن عباراته بأمرين:
 
الأول:
 
إن هناك كلاما مدسوسا في كتبه، قد وضعه البعض ونسبه إلى ابن عربي، وهنا مِن حقنا أن نتساءل؛ كيف عرفتم أن ابن عربي ذلك العارف وميزتم المدسوس عليه مِن غير المدسوس؟
 
لن يكون الجواب إلا منهج الانتقاء، فما ليس فيه اشكال قالوا إنه مِن كلام ابن عربي، وكل مورد لا يُحرون فيه جواباً ودفاعاً يقولون إنه مما دُس عليه، وهذا لعمري منهج مَن اعتقد في ابن عربي العصمة فكل ما نافاها يُقطع بعدم صدوره عنه.
 
ثم لم لا يجوز أنّ تلك الأمور اليسيرة التي يراها البعض حقاً او موافقة للمذهب الحق هي المدسوس في كلام ابن عربي حتى يتم اضلال الناس بأن الرجل يحمل شيئاً مِن الحق؟!!!!.
 
الثاني:
 
إن كلام ابن عربي لا يفهمه إلا ذووا الاختصاص، وأهل هذا الفن، ومَن لم يكن عارفاً لا يفهم كلامه.
 
وهذا التوجيه والتبرير قد حاولنا نفيه تماماً، فلم نورد مِن كلامه إلا ما كان ظاهراً بيناً واضحاً للعامة فضلا عن الخاصة، ومَن قرأ الحلقات السابقة لا يتوهم أنه لم يفهم الكلام، أو أن الكلام له تأويل خلاف الظاهر.
 
ثمّ لو تنزلنا وقبلنا ذلك فهل مِن العقل أن اقول كلمات ظاهرها الكفر ثم أقول ليس مقصودي ذلك الظاهر، وهل يتعامل العقلاء في مخاطباتهم إلا بالظاهر، الذي هو حجة له وحجة عليه.
 
وإذا كنت أنا لم أفهم كلام ابن عربي فهل العلماء الأعلام مِن الطائفة الحقة أيضاً لم يفهموا كلام ابن عربي!!!!
 
ولكي يتضح للقارئ العزيز أننا لم نتجنّى على ابن عربي وأن الذي فهمناه هو ما فهمه العلماء الأعلام، وسأنقل في هذه الحلقة كلام علم مِن أعلام الطائفة وهو الحر العاملي صاحب الوسائل في كتابه الإثنا عشرية في الرد على الصوفية ص169 – 171 حيث قال:
 
(فصل: ومنهم الشيخ محي الدين بن عربي وحاله أيضا كذلك بل أقبح ولنذكر من بعض ما وصل إلينا من آثاره القبيحة اثني عشر أمرا. 
 
الأول: ما ذكره في فتوحاته حيث ادعى فيه أنه أسري به إلى السماء تسع مرات في كلام طويل يتضمن كيفية الإسراء ويظهر منه أنه يدعي المزية والفضيلة على الرسول صلى الله عليه وآله وناهيك بذلك. 
 
الثاني: ما ذكره فيه من أنه رأى أبا بكر على العرش بعد أن كان يرى في كل سماء واحدا من الأنبياء، فكانت مرتبة أبو بكر بزعمه أعلى من مراتبهم فكيف يرضى منه بذلك أحد من المسلمين. 
 
الثالث: إنه ادعى في أول فصوص الحكم أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه أمره بعين ما كتبه مع حصول الجزم ببطلان دعواه وترتب المفاسد عليها لو كانت حقا. 
 
الرابع: ما نقل عنه واشتهر من أنه سمى نفسه خاتم الولاية وسموه بذلك لرؤيا رآها في النوم حتى كان يقول بي ختمت الولاية وهذه دعوى يجزم بكذبها، ولا أقل من الجزم بكذب من ادعاها بعده وهم أكثر الصوفية حيث يدعون الولاية. 
 
الخامس: ما ذكره في الفتوحات من الأخبار التي يجزم بكذبها ويحيلها العقل ويظهر منها دعوى علم الغيب والجرأة على الافتراء والكذب. 
 
السادس: ما ذكره فيها من أن الشيطان خدع الشيعة خصوصا الإمامية أنه ينبغي محبة أهل البيت حتى تجاوزوا الحد فأبغضوا بعض الصحابة وسبوهم وتوهموا أن أهل البيت يرضون بهذا.
 
السابع: ما ذكره في حق الشيعة الإمامية من أنهم من جملة من ضل عن الطريق وأضل وهذا كاف فيما نحن بصدده. 
 
الثامن: ما ذكره في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات أنه كان رجلان من عدول الشافعية لا يظن بأحدهما الرفض مع رجل من أولياء الرجعة فقال لهما: إني أراكما بصورة الخنزير، وهذه علامة بيني وبين الله أن يريني الرافضي في هذه الصورة فتابا في الباطن ورجعا عن مذهب الرافضية. فقال: الآن تبتما ورجعتما فإني رأيتكما في صورة الإنسان فاعترفا بذلك وتعجبا منه. 
 
التاسع: ما نقله عنه شارح الفصوص من أنه جلس تسعة أشهر في الخلوة لم يأكل طعاما وبعدها أمر بالخروج وبشر بأنه خاتم الولاية المحمدية وقيل له دليلك أن العلامة التي كانت بين كتفي الرسول الدالة على أنه خاتم النبوة هي علامة بين كتفيك تدل على أنك خاتم الولاية وذلك مجرد دعوى منه يجزم بكذبها كما عرفت.
 
العاشر: ما نقل عنه في الفواتح أنه قال القطب الذي يسمى غوثا هو محل نظر الحق تعالى، وهو في كل زمان شخص وقال: إن الخلافة قد تكون ظاهرة وباطنة وعد من جمع الأمرين أبا بكر وعثمان ومعاوية ويزيد وعمر بن عبد العزيز والمتوكل وعد الشافعي من الأوتاد. 
 
الحادي عشر: التتبع لطريقته وكتبه وآثاره فإنه يظهر منها مباينته لمذهب الشيعة الإمامية وخروجه عن طريقتهم بالكلية. 
 
الثاني عشر: تتبع كتب الشيعة لأنه يظهر منها مثل ذلك كما مر مثله في الغزالي ومع ذلك ترى لهؤلاء الصوفية اعتقادا عظيما واعتمادا على كلامهما وحسن ظن بهما وتقليدا لهما والله أعلم).
 
يمكنكم تصفح الكتاب على الرابط التالي:
 
http://cutt.us/IQui
 
نقلنا كلام الحر العاملي ليتنبه بعض المغرر بهم أنّ انحرافات ابن عربي كثيرة بل كثيرة جداً، وما ذكره الشيخ الحر إلا غيضا مِن فيض. وليست المسألة مسألة عدم فهم لكلامه وإنّما هو الاصرار على الانحراف والضلال والكفر والزندقة.
 
أعاذنا الله مِن الإصرار على الباطل والدفاع عنه، وجعلنا الله تعالى ممن يُصرون على الحق ويُدافعون عنه ويُناصرونه.
 
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام محمد واله الطيبين الطاهرين.

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

التاريخ : 2013/08/29   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35765

 

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن بين الحيدري وطرابيشي الحلقة الخامسة

  

 

تحدثنا سابقاً عن منهجي كلا الطرحين للحيدري وطرابيشي ، وهنا قبل الحديث عن المادة العلمية التي طرحها الحيدري أحببت الاشارة لأمر وهو : أنه يبدو لنا أن السيد الحيدري قد تأثر كثيراً بالفكر الحداثوي العلماني الإيراني والعربي ، فقد حدثني من أثق به بأنه كان الدكتور عبدالكريم سروش ـ وهو المعروف بالعلمنة بل الأفكار الالحادية ـ حينما يأتي إلى قم يبيت عند السيد الحيدري ، وكان يلتقي أيضاً كثيراً مع مجتهد شبستري وكلاهما ممن عرف بهذا الفكر الذي بدت علائمه تلوح في الأفق من قبل السيد الحيدري ، والجدير بالذكر أن تأثر الحيدري بالفكر الحداثوي العربي بمثل محمد أركون أو محمد عابد الجابري أو جورج طرابيشي هو بطبيعة الحال سيتبعه تأثر أولئك بالمادة المطروحة عندهم .

 
إذن فالمحور الثاني وهو الطرح ، فهل كان في طرح السيد الحيدري أمر متميز وجديد أم لا ؟
 
لقد تشكل طرحه للمادة العلمية التي تبناها ورعاها عبر مشروعه التصحيحي التجديدي من أمرين :
 
أحدهما : هيئة الطرح .
 
ثانيهما : المادة المطروحة وهذا هو المحور الثالث الذي سنتحدث عنه .
 
أما هيئة الطرح فقد كان أقرب إلى الطرح الخطابي منه إلى البرهاني ، فهو خطابي في صورة برهان ، وفيه استغلال للعقلية العامية والضمير الجمعي في التأثر بالخطابة لجلب المستمع إلى حديثه من خلال رفع الصوت تارة وخفضه تارة أخرى ، والصراخ والتهويل والتسخيف والتسقيط لآراء مخالفيه ، بل وعرض العضلات بالتحدي لمن يعارضهم ويخالفهم بأن يتقدم للمناظرة معه عبر القناة ، وليس لمن يخالفهم فقط بل ترقى لتحدي المرجعية ومرجعية النجف على وجه الخصوص ، هذا كله من كلامه والكل قد استمع إليه فليس أمراً خفياً نكشفه للعلن . وقد تغلفت هذه الهيئة من الطرح بغلاف الدعوة لمرجعية السيد نفسه استجابة للكاريزما الخاصة التي لا يمتلكها غيره ، فكان في كل مسألة يقوم فيها بعرض مجموعة من مؤلفاته التي لا يوجد مثلها كماً وكيفاً ، فلا يعتقد القارىء أن هذا هجوم على شخص السيد فليست بيننا وبينه عداوة شخصية سابقة وإنما نحن نقوم ببيان الوجه في خطأ الطرح الذي يقوم به ليس إلا .
 
وأما المحور الثالث وهو المادة المطروحة ففيها جوانب من البحث : وقبل أن نتعرض لما طرحه الحيدري نحب إلفات نظر القارىء إلى أمر وهو أن السيد الحيدري قد ذكر في إحدى الحلقات من (القرآن في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله) وهي الحلقة الثالثة أمراً مهما وهو أنه أشار إلى أن الأصل في هذا المصطلح وهو إسلام الحديث وإسلام القرآن هو الكاتب والمفكر جورج طرابيشي في كتابه (من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث ) حيث بين في كتابه البون الشاسع بين إسلام القرآن وإسلام الحديث ؛ قال الحيدري في كلامه :
 
طبعا هذا الاصطلاح ليس لي حتى أنه تكون القضايا لأصحابها هناك كتاب كتبه المفكر المعروف جورج طرابيشي وهو من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، أنا بودي أن الأعزة يراجعون، لا أقول أنني موافق لما قاله في ذلك الكتاب الكبير والضخم، وإنما أريد أن أبين أن الإسلام الذي بيَّنه القرآن أو الإسلام القرآني يختلف في كثير من أبعاده عن الإسلام الروائي والحديثي واطمئنوا كثير مما ينقل على منابر الشيعة وكثير مما ينقل على فضائيات الشيعة ثم وأكثر منه مما ينقله دعاة السنة بمختلف اتجاهاتهم في صلوات الجمعة وفي منابرهم وفي قنواتهم إنما هو تأسيس لإسلام الحديث الذي لا يوافق عليه إسلام القرآن. ...إلى أن قال : إذن هدفي الأصلي من هذا البرنامج هو أنه أجعل القرآن لأننا لابد أن نأخذ ديننا أولا من القرآن، إسلام القرآن، حقائق المعارف القرآنية، نجعلها هي المحور، هي الأساس، هي المعيار، ثم نقيس عليها إسلام الحديث، الآن لماذا هذه المشكلة وقعت في الحديث؟ .
 
أقول : إن السيد الحيدري يبين لنا في هذا المقطع المكتوب من محاضرته أن الإصطلاح لم يكن من عنده ـ أي أنه ليس بتجديد منه في الإصطلاح المطروح ـ وإنما هو لكاتب مسيحي ومفكر معروف وهو جورج طرابيشي وقد كتب كتاباً اسمه ( من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث) ، وللإنصاف قال بأنه لا يوافق الكاتب فيما قاله ، إلا أن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات من السيد فهل هو لم يوافق الكاتب فيما قاله ؟ ثم بين أن الاسلام القرآني يختلف في كثير من أبعاده عن الاسلام الروائي .وأن كثيراً مما ينقل لنا الآن هو من اسلام الحديث الذي هو بعيد عن إسلام القرآن .
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الثالثة  

 

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد واله الطيبين الطاهرين.
 
وبعد:
 
لقد ذكرنا في الحلقتين الأولى والثانية السبب الأول والثاني مِن أسباب وضع الأحاديث عند الحيدري.
 
وذكر الرواية الآتية في مقام تأييد وتوكيد الوجه الثاني – وقد عبر عنه بالوجه الثالث – وهو ما يعود إلى الدس من داخل مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
 
والرواية من كتاب اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي المعروف برجال الكشي ص240 بسنده عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: (يا أبا محمد ما أشدك في الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟
 
فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله فانا إذا حدثنا، قلنا قال الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
 
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام.
 
وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الاحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت اعلم وما جئت به، فان مع كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان).
 
واعتبر الرواية من اخطر الروايات وان هذا هو المنهج الذي يتبناه والذي يُحاول أن يحييه، وأن الأصل في الروايات الفساد حتى تثبت الصحة، وأخذ يهرج بكلام لسنا بحاجة إلى نقله.
 
وأقول:
 
أولاً: 
 
إنّه لمفخرة من مفاخر الشيعة أن يكون من رواتهم يونس بن عبد الرحمن المتشدد في قبول الأحاديث وكم له من نظير في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)، فلماذا لم يركز الحيدري على هذه المفاخر التي تعطي الصورة الناصعة للمذهب الحق كي يثبت الذين آمنوا ويغيض المخالفين!!!.
 
ثانياً:
 
هذا الخبر ناظر إلى مسائل الكفر والغلو والجبر والتفويض وهذا معلوم من خلال الاشخاص الذين يدسون ما يريدون به اسقاط اهل البيت عليهم السلام في نظر الناس ولذا قال الشيخ الأنصاري في المصدر السابق: (الأقرب حملها على الأخبار الواردة في أصول الدين، مثل مسائل الغلو والجبر والتفويض التي ورد فيها الآيات والأخبار النبوية).
 
ومثله قول الشيخ يوسف في الحدائق الناضرة ج1 ص11، وقول الشيخ حبيب الله الهاشمي الخوئي في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ج14 ص49. وغيرهم من اعلام الطائفة.
 
ثالثا:
 
إنّ عدم قبول ما خالف كتاب الله تعالى هو ديدن علمائنا الأقدمين ورواة أحاديثنا المؤتمنين، حتى وصلت إلينا الأحاديث منقحة وليس فيها ما يخالف كتاب الله تعالى.
 
استمع إلى ما يقوله الشيخ مرتضى الأنصاري في فرائد الأصول ج1 ص251: وهو يتحدث عن مثل هذه الاخبار التي تنص على عدم الأخذ بالأخبار المخالفة لكتاب الله العزيز: 
 
(هذه الأخبار غير موجودة في كتبنا الجوامع، لأنها اخذت عن الأصول بعد تهذيبها من تلك الأخبار).
 
رابعاً:
 
ها هو يونس بن عبد الرحمن يعرض الأحاديث على الإمام الرضا عليه السلام ويدله على الصحيح منها من غيره، ولم يكتف علماؤنا الأعلام بذلك بل أنشئوا العلوم ودوّنوا الكتب في تنقيح الروايات، ولنستمع إلى ما يقوله الشيخ حبيب الله الهاشمي الخوئي في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ج14 ص49.: (اهتمّ علماؤنا الأخيار غاية الاهتمام بحفظ الأخبار وضبطها ونقدها وتمييز غثّها من سمينها وصحيحها من سقيمها، وقسّموها إلى الصحيح والموثّق والحسن والضّعيف، وصنّفوا كتبا في علم الدّراية وعلم الرّجال، وقد أشير إلى ما ذكرنا في مؤلفات أصحابنا وأخبار أئمّتنا سلام اللَّه عليهم).
 
ولا نبالغ إن ادعينا أنّ تعداد ما ألَّف من الكتب الرجاليّة قد يصل إلى المئات، حتّى أنّ الشيخ آقا بزرك الطهراني - رحمه اللَّه تعالى - قد ألَّف كتابا كاملا في هذا الموضوع سمّاه: (مصفى المقال في مصنّفي علم الرّجال).
 
خامساً:
 
الحيدري في اوائل مقطع الفيديو يُنكر اللعن مع التصريح بالأسماء، ولكنه في هذه الرواية قد تمّ لعن شخصين بأسمائهم؛ المغيرة بن سعيد لعنه الله وأبا الخطاب لعنه الله، ولقد احصيت اكثر مِن ستين شخصا قد لعنهم المعصومون بأسمائهم، بل إن الله تعالى قد لعن فرعون وقومه كما لعن إبليس في كتابه العزيز: قال عز مِن قائل:
 
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ(96)إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ(97)يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ المَوْرُودُ(98) وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ المَرْفُودُ}.
 
{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}. {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}.
 
ولعن الله الكافرين والمشركين والمنافقين وأهل الكتاب والظالمين ومن آذى الله ورسوله وقوم عاد وغيرهم في كتابه المجيد، وهل لعَن الله العناوين أم لعن الأشخاص الذين ينطبق عليهم ذلك العنوان!!!.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
 
نتابع كلام الحيدري في الحلقة الرابعة إن شاء الله.
 
رابط المقطع:
 
https://www.youtube.com/watch?v=l1EKcziHZW0

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

التاريخ : 2013/08/28

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35727

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مقاربة فكرية معجبة بين أتباع الفكر الواحد

 

 بسمه تعالى 

ذكر الشيخ صادق لاريجاني ابن اية الله العظمى الميرزا هاشم آملي في كتابه المعرفة الدينية في نقد نظرية د سروش 
في الصفحة 11 - 12 : 
قال : وينبغي الاشارة إلى أن جريان القبض والبسط في إيران ينسجم بشكل كلي مع الجريانات المشابهة في العالم العربي ؛ وان كان نحو عرض المطالب في كتابات نصر حامد أبو زيد ، محمد اركون ، وعادل ضاهر و و .. يختلف عما هو عند د سروش ؛ لكن يوجد هدف واحد للجميع وهو مواجهة فكرة الحكومة الدينية التي تريد ان ترفع بناءها على أساس الهداية الالهية .
إن السكولاريزم التي يدافع عنها عادل ضاهر في ( الاسس الفلسفسة للعلمانية ) تظهر بنحو آخر في ( معنى ومبناي سكولاريزم) للدكتور سروش ؛ وكذلك الهجمات العنيفة ( نقد الخطاب الديني ) لنصر حامد ابو زيد على النهضة الاسلامية والحركة الاسلامية هي موجودة بشكل اخر في كتابات د سروش ، وما اريد قوله هو ان نظرية القبض والبسط واخواتها في البلاد العربية يجب الا ينظر اليها فقط كتصنيف في حقل النظريات العلمية ، بل هناك أهداف أخرى لترويج هذه الآراء ؛ وكلما تقدم الزمان انجلتهذه الحقيقة . انتهى 
أعلق على هذه الكلمة : هذا نفس ما وجدته في بعض مقالات التنظير للمقاربة بين الحيدري وجورج طرابيشي حيث إن كاتب تلك الحلقات قد التفت الى وجود مشروع متكامل يقوم به أتباع هذا التيار الفكري من عرب وإيرانيين ؛ إذن فهذه النتيجة قد توجه لها اكثر من قارئ للحالة الفكرية ولعل ذلك بسبب انكشاف اوراقها وتبلور صورتها ؛ حيث انهم بدأوا في حمل المعلول لهدم الدين بإسم التجديد والاصلاح ظاهراً ؛ وفي الواقع هم داعون للحداثة وللفكر الغزبي العلماني المتحرر .
فلا فرق بين الحيدري وطرابيشي والقبانچي ونصر حامد ابو زيد وسروش فالهدف واحد عندهم .
 
بقلم
محمد ال حسن

الكاتب : محمد ال حسن  

التاريخ : 2013/08/28   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35723

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مقاربة عجيبة لطيفة بين د .عبدالكريم سروش والحيدري

 

 بسمه تعالى 

قال الشيخ صادق لاريجاني ابن اية الله العظمى الشيخ الميرزا هاشم الاملي في كتابه المعرفة الدينية في نقد نظرية د سروش وهي نظرية قبض وبسط الشريعة 
 
قال في ص 6 :
3- قد اتضح لي بعد عشر سنوات من بداية انتقادنا أن أياً من الدعاوى الاصلية للدكتور سروش في مقالات القبض والبسط لم يكن من إبداعاته ؛ بل هي مطالب جمعها من هنا وهناك وخصوصا من مباحث الهرمونتيك وأدرجها في مقالاته بدون الارجاع الى الاصحاب الاصليين للفكرة ، والعجيب انه احياناً يذكر مراجعاً او عدة مراجع لبعض المقالات والمباحث الفرعية لكنه لا يقول من أين أخذ أفكارها الاصلية . ويا ليته عمل بشكل صادق في هذا الاخذ والاقتباس ونقل كل ما يحدث في المحافل الغربية في هذه المجالات لا كل ما يلائم مذاقه فقط . واحيانا كان يأخذ بشكل عشوائي ؛ وإن فكرة بشرية الفهم وتاريخية الفهم وارتباط كل الافهام مع بعضها وتوقف كل الافهام على الفرضيات ووو.. هي كلها دعاوى قدطرحت احيانا بعينها في الكتب المرتبطة بالهرمونتك وفلسفة العلم ؛ وهذا لا ينقص من عدم معقولية بعض الادعاءات فمجرد ان يتكلم هذا الفيلسوف الغربي او ذاك لا يجعل الباطل حقاً ؛ ولكن البحث في انه لماذ يكتب كاتبنا مقالاته بهذا التبختر ؟ ويتقدم احيانا بما يظهر ان مطالب الكتاب لم تنقش الى الان الا في صحيفة نفسه مع ان الامر ليس كذلك ...الى ان قال :
إن اهم موضوع يتصدى له القبض والبسط هو نسبية فهم المتون الدينية ومقصود القائل هو النسبية الكلية والشاملة أي ان ( كل فهم يتحول ) وليس لدينا اي فهم ثابت وليس لدينا اي فهم قطعي ويمكن الاعتماد عليه ولا يقبل النقد ووو.. إلى ان قال : ويوجد مقابل النسبية نوعان من البحث :
الاول : عقلي وفلسفي يرجع الى معقولية النسبية في حد نفسها 
الثاني : بحث داخل الدين يرجع الى امكان الجمع بين النسبية والدين والايمان بالكتاب والسنة .
ثم قال : وفي رأينا إجمالاً ان النسبية المطلقة في فهم المتون الدينية ليست نظرية معقولة ولا تجتمع مع المضامين القطعية للكتاب والسنة .
الى هنا واكتفي في نقل ما ذكره الشيخ لاربجاني واقول معلقاً على ذلك :
ما أقرب هذا الطرح من طرح الحيدري في أطروحاته فها هو ينقل بعض النظريات عن احمد القبانچي الملحد تارة وتارة اخرى عن جورج طرابيشي وثالثةعن نعمة الله شاه آبادي صاحب كتاب شهيد جاويدان ؛ وهكذا ديدنه النقل دون الارجاع للمصدر كما هو مقتضى الامانة وذلك لأنه يلزم نقض غرضه لو أشار للمرجع او المصدر الذي اخذ منه او اقتبس اذ ان أولئك المنقول عنهم ممن يتوافق معهم في أفكارهم هم في واقعهم ما بين ملحد وعلماني وليبرالي والجامع المشترك بينهم بغضهم للدين ومحاولتهم التشكيك في ثوابته الدينية ؛ كل ذلك حباً في الحداثة والفكر الحداثوي ؛ ولما كان الدين هو الذي يقف في طريق تحقيق أمانيهم قعدوا له بكل مرصد وتلونت ألسنتهم وتفننوا في عباراتهم واحتالوا بكل طريقة في سبيل الوصول لهدم الدين قواعده وأسسه .
وليس أفضل لهم من أن يتناول هذا المعول من كان متلبساً بإسم الدين متذرعا بدرع الدفاع عنه وهو له محارب ولبنيانه هادم .
ومما أكد هذه المقاربة ما وصلنا من الثقاة من تعدد لقاءات الحيدري مع الدكتور سروش بل سكونته عنده في بيته اذا ورد الى قم المقدسة .
ألا لعنة الله على الظالمين والعاقبة للمتقين .

الكاتب : محمد ال حسن 

 التاريخ : 2013/08/28   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35724

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |
مبادئ الاجتهاد عند السيد الخوئي   
 
 
 
 
مما يؤسف له تلاعب الحيدري بعقول الناس البسطاء البعيدين عن المحافل العلمية، ولذا يدلّس عليهم بما يشاء فنحتاج إلى الاجابة على اسئلة المؤمنين الضعفاء.
 
إن السيد الخوئي عندما يتحدث عن مبادئ الاجتهاد ويذكر أصول الفقه وعلم الرجال بعد اللغة العربية لا يعني أبدا استبعادا للقرآن الكريم ولا الأحاديث الشريفة، وما بقي على الحيدري إلا ان يقول للناس أن السيد الخوئي لا يعتبر حتى بالأحاديث لأنه لم يذكرها في مبادئ الاجتهاد.
 
ولا يقول هذا أحد من طلبة العلم، فإن القرآن والأحاديث مما يعتمده الفقيه في استدلاله، ولذا يبحث في علم الاصول أن موضوعه الأدلة الأربعة، من الكتاب والسنة والاجماع والعقل. وقد يختلفون في عنوان موضوع علم الاصول، ولكنهم يبحثون في علم الاصول عن حجية ظواهر القرآن، وإمكان النسخ ووقوعه، وتخصيص القرآن بخبر الواحد، والدوران بين تخصيص الآيات ونسخها، وغيرها من المباحث في علم الأصول، كما يستدلون بالقرآن على القواعد الأصولية والفقهية.
 
وفي الفقه يعتمد الفقيه في استدلاله على الاحاديث والآيات، فكيف يمكن الاستدلال على المسائل الفقهية من دون القرآن والأحاديث!!!
 
ولو ترك علماؤنا القرآن الكريم لم يقم فقه ولم تستقم شريعة.
 
ولكن ما الذي يبغيه الحيدري من تصوير علمائنا الأعلام بأنهم لم يعتمدوا على القرآن وكأنهم كفار ملحدون معادون لكتاب ربهم جل وعلا!!!!
 
ربما تنطلي هذه السموم على البعض الذي ينبهر بالكاريزما التي لا وجود لها في شخصية الحيدري، وكان في قلبه شيء من المرض ترعرعت فيه اوبئة الحيدري.
 
اسأل الله التسديد والثبات على القول الثابت في الدنيا والاخرة
 
انه سميع مجيب.

التاريخ : 2013/08/26    

المصدر 

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35561

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة التاسعة

  

 

 

 يتزوج بجنية وتشجّ رأسه

 
اتباع مستنقع التصوف يُحدثون بالغرائب والعجائب التي لا يقبلها عاقل من ادنى العقلاء، وهو كذب صراح، يزرعون مِن خلاله مكانتهم الموهومة عند البسطاء مِن الناس والهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق.
 
ولا يُمكن ان تتصور مدى تلك الدعاوى ومنتهاها، ولقد تقدم في الحلقة الثانية أن ابن عربي يدعي أن كتاب الفصوص مِن حديث الله تعالى له، فكما انزل الله القرآن على النبي محمد صلى الله عليه واله فلقد انزل الله ايضاً فصوص الحكم على ابن عربي، وليس هذا فقط مختصا بابن عربي بل هو مسلك هذا الطريق وديدنه، وتمتد أعناق أصحاب هذا المسلك إلى كلّ فضيلة يقرؤونها فينسبونها لأنفسهم، أو خرافة عجيبة غريبة يسمعونها فيُلفقوا لها قصة حدثت معهم.
 
ونازعوا النبي الأعظم صلى الله عليه واله في القرآن فادعوا انهم يتنزل عليهم كما تنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وآله، ويصدر منهم كما صدر من رسول الله.
 
ففي تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم - للسيد حيدر الآملي - ج1 – ص11 من مقدّمة الكتاب، يترجم المقدّم ما كتبه المؤلف السيد حيدر الآملي بقوله:
 
(ويقول: كما أنّ للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كتابين أحدهما نازل إليه، والثّاني صادر عنه، وكما أنّ الشيخ محيي الدّين له كتابان أحدهما نازل وواصل إليه والأخر صادر عنه، فكذلك نحن، لنا أيضا كتابان أحدهما فيض لنا والآخر صادر عنّا، والكتاب النّازل لأجل النبيّ (صلى الله عليه وآله) القرآن، والنّازل لأجل الشيخ الأكبر فصوص الحكم، والنّازل لأجلنا تفسير المحيط الأعظم، وأمّا الكتاب الصّادر عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) فهو فصوص الحكم، والصّادر عن محيي الدّين بن عربيّ الفتوحات المكّيّة، والصّادر عنّا شرح الفصوص وكتاب نصّ النّصوص). 
 
ولقد اوضحنا واثبتنا في الحلقة الثانية أن ابن عربي يدعي أنه كان يتلقى عن الله مباشرة ولم يكن متلقيا عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله، إلا أنا نجد هذا المؤلف يقول ان الفصوص مما افاض به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله على ابن عربي.
 
ولا أعلم ما هو الكتاب النازل على الحيدري وما هو الصادر منه تبعا لمسلكه؟
 
والغريب أن هذا المؤلف تناسى كلّ الأحاديث الصادرة عن النبي الأعظم، والتي تملأ المجلدات، وجعل الصادر عنه صلى الله عليه وآله هو فصوص الحكم لابن عربي، فكما تنسب الكتاب النازل على النبي من الله أنه كتاب الله، فكذلك الكتاب النازل من النبي على ابن عربي تقول عنه أنه كتاب النبي محمد صلى الله عليه وآله. فالفصوص كتاب النبي محمد حسب دعوى هذا المؤلف، والفصوص ايضا كتاب الله حسب دعوى ابن عربي. 
 
وتستمر سلسلة الأكاذيب والأوهام حتى أن ابن عربي الناكح الأكبر بعد أن نكح النجوم والحروف بلذة روحانية عظيمة - كما يدعي واثبتنا ذلك في الحلقة الخامسة - التفت مِن خلال حوار معه في إمكانية الزواج من الجنية - أنه لم يخض غمار نكاح الجن ولم يحقق هذه الفضيلة والمنقبة، وبعد مدة جاء مشجوج الرأس مدعيا أنه بسبب جنية قد تزوجها وحصل خلاف عائلي أدى ذلك الخلاف إلى تلك الشجة في رأسه المنخور، ولم يذكر لنا أسباب ذلك الخلاف العائلي.
 
فعن العلامة المجلسي في بحاره ج60 ص312 – 313: قال شيخ الاسلام شمس الدين الذهبي: رأيت بخط الشيخ فتح الدين اليعمري يقول: وحدثني عنه عثمان المقاتلي قال: سمعت أبا الفتح القشيري يقول: سمعت الشيخ عز الدين عبد السلام يقول وقد سئل عن ابن عربي فقال: شيخ سوء كذاب، فقال: وكذاب أيضا؟ قال: نعم. تذاكرنا يوما نكاح الجن فقال: الجن روح لطيف والانس جسم كثيف فكيف يجتمعان؟ ثم غاب عنا مدة وجاء وفي رأسه شجة فقيل له في ذلك فقال: تزوجت امرأة من الجن فحصل بيني وبينها شيء فشجتني هذه الشجة. قال الامام الذهبي بعد ذلك: وما أظن أن ابن عربي تعمد هذه الكذبة وإنما هي من خرافات الرياضة).
 
الذهبي يحمل ابن عربي على الصحة، وعلى افضل ما يمكن حمل كلام ابن عربي عليه أنه لم يتعمد الكذب وإنما خرافة داخلت عقله فخيّل إليه أنه تزوج الجنية وعاش معها واختلف وشجت رأسه وجاء محدثا عن تلك الواقعة الموهومة.
 
فهل هناك وجه آخر أفضل من هذا يمكن للحيدري أن يوجه به فرية ابن عربي؟!!!!
 
أعاذنا الله مِن الأوهام ومن كذب الكذابين إنه سميع مجيب.

 

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد  

التاريخ : 2013/08/26

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35560

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الثانية

  

 

 

 
سم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد واله الطيبين الطاهرين .
 
وبعد:
 
لقد ذكرنا السبب الأول مِن أسباب وضع الأحاديث عند الحيدري في الحلقة الأولى.
 
وذكر أن السبب الثاني مِن أسباب وضع الأحاديث في الموروث الشيعي هو الوضع مِن داخل مدرسة أهل البيت عليهم السلام وذلك بفعل الزنادقة والغلاة والكذابة حيث نخروا المذهب بأكاذيبهم.
 
وقرأ مِن كتاب اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة الطوسي ص241: مقتطعات من رواية، ونحن سننقل الرواية كاملة.
 
روى الكشي بسنده عن هشام بن الحكم ، انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: (كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ، ويأخذ كتب أصحابه وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم).
 
أقول:
 
هذه الرواية الشريفة ينبغي أن تُفهم على النحو التالي في نقاط:
 
الأولى:
 
إنّ الإمام نصّ على أنّ المغيرة بن سعيد كان يدسّ الكفر والزندقة والغلو، وليس فيها دلالة على أن المغيرة يدسّ غير ذلك، فلا يصحّ التمسك بها إلا ما فيه غلو وكفر وزندقة. فلا يصح من الحيدري وأمثاله أن يتمسكوا بها في غير ما صرحت به.
 
الثانية:
 
إنّ أهل البيت عليهم السلام بينوا للناس نوع الدسّ في الكتب ومَن الداس باسمه حتى يتجنب الشيعة تلك الأحاديث، فهل كان الثقاة مِن الشيعة يُخالفون أئمتهم ويأخذون بما نهوا عنه من الكفر والزندقة والغلو!!!
 
الثالثة:
 
التنبيه والتحذير في الرواية السابقة مِن زمن الامام الصادق عليه السلام، ومِن المعلوم استمرار ذلك في زمان الامام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المنتظر عليهم السلام، وقد اعترف الحيدري بذلك فلا حاجة إلى إثباته.
 
ألا تكفي تلك الفترة الزمنية كي يتجنب الشيعة - تحت هدي أئمتهم - عن تلك الأحاديث!!!
 
الرابعة:
 
إن المخالفين لا يوجد لديهم من يرجعون إليه في معرفة الواقع، وأما شيعة أهل البيت عليهم السلام فكانوا - بفضل الله ورحمته ومنه - يرجعون إلى أئمتهم في الأحاديث لتمييز الحق منها مِن الباطل، فهل استطاع أهل البيت عليهم السلام عبر تلك العصور أن ينقحوا الأحاديث مِن الغلو والكفر والزندقة، أم أنهم فشلوا في ذلك إما بسبب قوة عدوهم في الدس أو ضعف شيعتهم في الأخذ بقولهم!!!
 
ولقد قام الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على تنقية الكتب.
 
ومن ذلك على سبيل المثال: 
 
1- كتاب الحلبي الذي عرض على الإمام الصادق عليه السلام وصححه.
 
2- كتاب الصحيفة السجادية نسخة السيد يحيى التي عرضها المتوكل بن عمير وقابلها بنسخة الإمام الصادق عليه السلام التي هي بخط الإمام الباقر عليه السلام. 
 
3- كتاب محمد بن قيس الذي عرض على الإمام الباقر عليه السلام. 
 
4- كتاب اختيارات الأيام للديلمي الذي عرض على الإمام الهادي عليه السلام. 
 
4- كتاب ابن خانبة الذي قوبل مع كتاب أخرجه الإمام العسكري عليه السلام. 
 
5- كتاب يوم وليلة ليونس بن عبد الرحمن الذي عرضه أبو هاشم الجعفري على الإمام العسكري عليه السلام. 
 
6- كتاب عبد الله بن الجبر المعروف بديات ظريف بن ناصح عرضه عبد الله بن الجبر على الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: نعم هو حق. و عرضه ظريف ويونس بن عبد الرحمن. وعرضه الحسن بن الجهم الثقة على الإمام الرضا (عليه السلام) فقال: ارووه فانه صحيح. 
 
7- كتب بني فضال التي أجاز الإمام العسكري العمل بها. 
 
8- الكتب التي أجازها الإمام الجواد عليه السلام.
 
ولو كان هذا القائل منصفاً وينظر لمثل هذه القضايا بعين الإنصاف لوجد أن الأحاديث الواصلة إلينا بعيدة عن الكفر والزندقة لأن أهل البيت عليهم السلام هم من قام بالإرشاد إلى تنقية الأحاديث، ولم ينتظروا مجيء الحيدري كي يقوم بتنقيحها.
 
الخامسة:
 
يوهم الحيدري مستمعيه أن العلماء الأعلام عبر القرون لم يُحققوا في الأحاديث، وكأن كتب علم الرجال تلك التي تعد بالعشرات لا وجود لها، وكأنّ العلماء لم يُصنفوا الروايات في علم الدراية، وكأنهم أخذوا بالأحاديث في الحلال والحرام وفي عقيدتهم أيضا بلا تحقيق وبلا تنقيح وبلا تثبّت، وهذا الايحاء للمستمع فرية كبرى وجريمة عظمى عن مرض هيمن على الحيدري فأخذ يكيل التهم بلا حساب.
 
لو أراد الحق والإنصاف لأمكنه أن يقول إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام اهتمت بتنقيح الروايات، ويأتي بتلك الأمثلة كأدلة على هذه الدعوى كي يبين للناس أن الدين محفوظ وهناك عيونا تسهر على صيانته من الدس والتحريف، وقبلهم أئمة معصومون نبهوا وبينوا.
 
ولم يتبجح بأنه المحقق الذي لا نظير له في الأولين ولا الآخرين.
 
فلماذا قلب الحق باطلا والباطل حقا!!!
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
 
نتابع كلام الحيدري في الحلقة الثالثة إن شاء الله.
 
رابط المقطع: 
 

https://www.youtube.com/watch?v=l1EKcziHZW0 

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد  

التاريخ : 2013/08/25

المصدر 

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35508

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة الثامنة

  

 

 الله تعالى خالق ولم يخلق

إن ما نعتقده وقامت عليه الأدلة العقلية والنقلية القطعية أنّ صفة الخالقية لله تعالى من صفات الفعل، ولم يوصف بها الله تعالى إلا بعد أن خلق خلقاً، فقبل أن يخلق لا يُقال له خالق، لأن الخالقية صفة انتزاعية من مقام الفعل، فلم تكن منتزعة قبل الخلق لعدم وجود موضوعها ثم انتزعت بعد وجود موضوع الانتزاع وهو الخلق.كما أنها صفة إضافية يتقوم معناها بطرفين؛ خالق ومخلوق، ولا يمكن التفكيك بين صفة الخالقية وفعل الخلق بمعنى أنه لا يُمكن أن يكون خالقاً وهو لم يخلق.

نعم. نقول: إنّ الله تعالى قادر على الخلق من الأزل ولكن القدرة غير الفعل، ومن يخلط بينهما جاهل كالأشاعرة الذين لم يفرقوا بين القدرة على الفعل وبين نسبة صحة صدور الفعل منه تعالى.

وابن عربي ينفي عن الله تعالى فعل الخلق وما نراه من الوجودات كوجودي ووجودك ووجود أي شيء إنما هذه عنده مظاهر له تعالى، فيظهر الله في وجود شيء ثم يختفي الله باختفاء ذلك الشيء.

فلقد قال في كتاب الرسالة الوجودية في معنى قوله (صلى الله عليه وآله): من عرف نفسه فقد عرف ربه. طبعة: دار الطباعة المصرية الحديثة ونشر مكتبة القاهرة ص6: (ولا ترى أنه تعالى خلق شيئاً بل ترى كل يوم هو في شأن من إظهار وجوده وإخفائه...).

إذاً - وحسب كلام ابن عربي - فإنّ الله تعالى لم يخلق شيئاً بل الوجودات مظاهر وجوده وشؤونه.

ولكن هل الله تعالى يوصف بكونه خالقا ورباً عند ابن عربي؟

الجواب: نعم؛ وصفة الخالقية والربوبية من الصفات الأزلية التي يفترض فيها أن تكون من صفات الذات وليست من صفات الفعل، فلقد قال في الكتاب المذكور في ص7: (لم يزل رباً ولا مربوب ولم يزل خالقاً ولا مخلوق...).

فهل يعتقد الحيدري أن الله تعالى لم يخلق شيئاً؟!!!

وهل يعتقد الحيدري أن صفة الخالقية من صفات الذات الأزلية؟!!!

إن كان يعتقد بذلك موافقا لابن عربي فلقد خالف صريح الكثير من آيات القرآن الكريم، ومن قال بذلك فهو كافر لإنكاره ضرورة من ضروريات الإسلام، ولتكذيبه صريح القرآن في عدة آيات محكمات وليس هو ممن لا يدري ما في القرآن من آيات، حتى يُعذر بعدم علمه لأن عنده القرآن القرآن القرآن أولا واخيراً ولا شيء عنده غير القرآن كما كتب ذلك في صفحته على الفيسبوك.

قال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ...} - الأنعام - الآية - 73 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ - الأنعام - الآية - 1 

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ - آل عمران - الآية - 191 

وغيرها من الآيات الكثيرة البينة الواضحة التي هي نصّ في أن الله تعالى قد خلق خلقاً.

وسيقول السفهاء من اتباع الحيدري - وكلهم كذلك -: إنكم لم تفهموا كلام ابن عربي لأنه فوق كلام المخلوقين، ولكن لا أدري هل هو مثل كلام الخالق؟!!!

إن استطاع الحيدري أن يبرر كلام ابن عربي الأول بمفهوم ملتو فلن يقوى على تأويل كلام ابن عربي الثاني. 

ولا أدري ما الذي وجده الحيدري مِن حق عند ابن عربي ولم يجده في كلام أهل البيت عليهم السلام إلا أن يعتبر كلام ابن عربي ليس من الاسرائيليات بخلاف أحاديث أهل البيت عليهم فإن الكثير منها من الإسرائيليات.

أجارنا الله من نعرة الجهل، وعناد الجاهلين، ونصرة الجاهلية في حق كان أم في باطل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد  

التاريخ : 2013/08/24

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35457

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

تنقية الحديث في الموروث الشيعي الحلقة الأولى

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد واله الطيبين الطاهرين .

وبعد:

نشر مقطع للحيدري من انصاره بعنوان:(أهم أسباب وضع الحديث في الموروث الشيعي).

وفي هذا المقطع يتبين أن الحيدري ينظر للقضايا من جانبها السلبي ولا يرى الجانب الايجابي، وهذا شأن المريض بعقدة النقص، فإن تلك الأسباب التي ذكرها لوضع الحديث هي في الحقيقة هي أسباب لحفظ وصيانة الحديث، ولكن قراءته السلبية دعته للتبجح على الفضائية بما لا يليق بطالب علم، وهذا ما سيتبين ضمن هذه الحلقات.

فذكر أن هذه الآفات التي أصيب بها الموروث الشيعي كانت من أواسط القرن الثاني، من زمن الإمام الصادق عليه السلام وبعدها جاءت التأكيدات من بقية الأئمة عليهم السلام.

وذكر أن السبب الأول في وضع الأحاديث في الموروث الشيعي هو الوضع العمدي من مخالفي مدرسة أهل البيت عليهم السلام قد دسوا الأحاديث الموضوعة في تراث أهل البيت عليهم السلام، وقرأ أولاً من كتاب عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ج1 ص257 رواية بدأ فيها من قوله (رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا...).

أقول:

الحيدري يؤكّد أن مبناه هو أن كل رواية مرفوضة حتى تثبت صحتها في موضع متأخر من المقطع، وأنه ممن يحقق ويدقق في أسناد الروايات في حين أنه قرأ هذه الرواية التي هي معلولة من ناحيتين:

الأولى : الراوي عبد الرحمن بن محمد بن عبدوس النيسابوري مجهول الحال.

الثانية: الراوي علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري مختلف فيه والسيد الخوئي يرى كصاحب المدارك من أن علي ابن محمد بن قتيبة غير موثق، ولا ممدوح مدحا يعتد به.

وإن كان يريد تصحيح هذه الرواية والرواية الآتية بناء على الوثوق بالصدور فأنى له ذاك، ولِم لم يجعلها من الاسرائيليات؟.

ثم قرأ من العيون أيضا ج1 ص272 من حديث(يا ابن أبي محمود ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا...).

وجعلها دليلا على الدس في كلام أهل البيت عليهم السلام، وأكّد على التصريح بمثالب أعدائنا، وعرّض ببعض الفضائيات التي تذكر مثالب الأعداء. وهذا مما لا يتناسب مع الرواية السابقة التي دعت إلى ذكر محاسن كلامهم عليهم السلام.

أقول: 

أولا: الرواية ضعيفة بمجهولين: الحسين بن أحمد المالكي وأبيه أحمد المالكي.

ثانيا: زاد في النص بقوله (بأسمائهم) والنص بالمقدار الذي قرأه خال من هذه اللفظة، مما أوهم المستمع أنها من النص، نعم هي موجودة في فقرة أخرى من النص.

ثالثا: على فرض قبول الرواية وتجاوزنا عن سندها، إن تنبيه الإمام عليه السلام الشيعة وهم المتبعون له والآخذون بقوله وهديه، يقتضي أن الشيعة تركت نقل احاديث المخالفين حتى التي في الفضائل، مما يدلك على تحصين هذا المذهب الحق من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام.

فلم يصلنا فضائل أهل البيت عليهم السلام من لسان أعدائهم ومخالفيهم فلقد تُرك ذلك من زمان الأئمة عليهم السلام، وليس معنى الرواية أن الشيعة اصرت على مخالفة الامام ونقلت تلك الأحاديث حتى وصلت إلينا واحتاجت للحيدري كي يميزها عن غيرها.

أعاذنا الله من الأفهام السقيمة، والأفكار الذميمة، والعقول المريضة التي لا ترى إلا المنقصة في تراث أهل البيت عليهم السلام

نتابع كلامه في الحلقة الثانية إن شاء الله.

رابط المقطع:

https://www.youtube.com/watch?v=l1EKcziHZW0

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد  

التاريخ : 2013/08/23  

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35420

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري ( الحلقة السابعة )  

  

 

 

 علاقة الحيدري بابن عربي

هذه الحلقات عنونتها بابن عربي المقدس عند الحيدري.

وأتباعه الناعقون بما ينعق لم يفهموا معنى التقديس، ولذا قالوا بأن الحيدري لا يتبع ابن عربي في كل ما يقول، جوابا منهم على الحلقات التي فضحت ابن عربي.

وأخاطب هؤلاء الجهلة - ممن حملهم جهلهم على الدفاع عن الحيدري - بالمستوى الذي يستوعبونه فأقول:

إن تقديسنا للمرجع السيد الروحاني مثلاً لا يعني أننا نتبعه فإننا نقلد غيره ولا نتبعه في فتاواه، وتقديسنا له يعني احترامه واحترام آرائه وتبجيله ونعتبره رفدا من روافد معرفتنا بديننا القويم كما نعتبره من الأشخاص الذين وصلوا إلى المراتب العالية في المعارف الحقة.

فاتضح من خلال ما ذكرنا أن التقديس لا يعني الاتباع، وهذا ما قصدناه من التقديس.

وأثبتنا في الحلقات السابقة أن ابن عربي لا يصح أن يكون رافدا من روافد المعرفة، ولا هو وصل إلى أدنى مراتب الحق، بل هو في اسفل سافلين، لا يستحق منا احتراما وتبجيلاً، بل نصفه بما يستحق من الزندقة والانحراف.

وقد يقول قائل متى كان الحيدري يقدسه؟

وهذا السائل إما جاهل أو غافل أو متغافل في أحسن أحواله إن لم نقل هو معاند ينطبق عليه المثل: عنزة وإن طارت.

وسأذكر في هذه العجالة أموراً:

الأول: 

ابن عربي على لسان الحيدري هو الشيخ الأكبر، وقد أثبتنا أنه الناكح الأكبر.

فمن أين جاءت له المشيخة الكبرى هل بقوله بوحدة الوجود والموجود بأقبح صورة؟!!!

أم باعتقاده في نفسه أنه هو الله؟!!!

أم باعتقاده في نفسه أنه خاتم الأولياء وهو أفضل من النبي المختار صلى الله عليه وآله؟!!!

...أم ...أم ...أم.

راجع هذا الرابط من كلام الحيدري:

http://alhaydari.com/ar/2011/10/11689/

الثاني:

وصف الحيدري ابن عربي بصفات إجلال وإحترام في نفس ذلك الرابط ومنها:

قوله: إن الشيخ يمثل قطبا وعلما من اعلام المسلمين بعبارة اخرى ان الشيخ الاكبر هناك كثير من المسلمين يقبلون بنظريات الشيخ في مختلف المجالات.

أقول: وهذا كلام باطل، فإن الكثير من المسلمين يرون كفره وزندقته. وليست كل الصوفية تأخذ بنظرياته في مختلف المجالات بل قد يكون بعضهم.

الثالث:

دلّس الحيدري على المستمعين بأن المراد من خاتم الأولياء هو الإمام المهدي عليه السلام في حين أننا قد اثبتنا في حلقة سابقة من كلام ابن عربي نفسه أنه يعتقد في نفسه أنه خاتم الأولياء. وخلط مع هذا ما يقوله في الاعتراف بالإمام المهدي عليه السلام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين لمحمد وآله الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

التاريخ : 2013/08/23   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35418

 

 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري بين كماشتي النقل والدقة العلمية  

 

 

- مقدمة :

وصلني مقطع مرئي كما وصل غيري ، للسيد كمال الحيدري
يبدو أنه مقتطف ومقتطع من محاضرة له حول ظلامة الصديقة الشهيدة عليها السلام ومصادرها واختلاف الآراء في بعض مفرداتها ، وفي سياق حديثه هذا استشهد برواية في بحار الأنوار للعلامة المجلسي نور الله ضريحه تحكي مظلومية البضعة الطاهرة عليها السلام وتنص عليها صراحة ، وتوخيا للمصداقية سأقوم بنقلها كاملة بسندها ثم سأدرج تعليق السيد الحيدري وأثبته عليها وبعد ذلك سأتبع نقدنا على تعليقه :
- الرواية :
كتاب دلائل الإمامة للطبري : عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن أحمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قبضت فاطمة ( عليها السلام ) في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة : وكان سبب وفاتها أن قنفذا لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ، ومرضت من ذلك مرضا شديدا . بحار الأنوار 43\170
- تعليق الحيدري :
سؤال هاي الرواية صحيحة لو ضعيفة شتقولوا الجواب ، هاي في الرواية أكو شخص اسمه ابن سنان مو ابن سنان مال كربلاء مولانا ، لا لا هذا ابن سنان من تلامذة الأئمة سلام الله عليهم وأصحابهم ، احنا عندنا اثنين ابن سنان واحد اسمه محمد بن سنان وواحد اسمه عبدالله بن سنان ، عبدالله بن سنان ثقة بلا إشكال ، فإذا كان هذا عبدالله بن سنان فالرواية شنو صحيحة ، أما إذا كان هذا محمد بن سنان فالرواية ضعيفة ، التفتوا شنسوي احنا ولذلك جملة ممن قال لا يوجد عندنا دليل صحيح ، على أنه أسقطت قالوا لا توجد رواية ، تقول له هذا ابن سنان يقول ، لا هذا مو معلوم عبدالله بن سنان ، هذا منو ؟ هذا محمد والسيد الخوئي ضعف محمدا بن سنان ، هذا أعزائي المفيد في معجم رجال الحديث ، معجم رجال الحديث إلمن للسيد الخوئي هناك يقول التفتوا رقم الترجمة 10919 قال : هو من أصحاب فلان وفلان ، متعارض فيه التوثيق والتضعيف فلا دليل ، على وثاقته إذن ثقة لو ضعيف ، فإذا في الرواية محمد بن سنان ، فالرواية شتصير ؟ ، لكن تقول سيدنا انت اعطينا رأيك .....رأيك قوله الجواب الرواية عندنا صحيحة .
ولمن أراد الاستماع إلى الرابط كاملا ، فهذه هي الوصلة المفتاحية له : 
 
http://www.youtube.com/watch?v=fb-LSXBjVOM
 
- نقد التعليق :
أولا : إن مقتضى قوانين وأعراف التحقيق العلمي ، في حالة لزوم التمييز بين راويين عند الشك في المعين منهما ، أن يرجع الباحث بنفسه للمصدر الأصلي المنقول عنه سند الرواية ، وهذا ما لم نعاينه عند السيد الحيدري ولم نقف له على أي أثر عنده للأسف الشديد ، ولو كلف نفسه عناء المراجعة قليلا ، لعلم أن صاحب الدلائل الطبري الإمامي قد نص في سند الرواية على أن هوية ابن سنان هي مشخصة ومخصصة بعبدالله لا محمد ، فقد جاء في دلائل الإمامة ما يلي :
حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل ( رضي الله عنه ) ، قال : روى أحمد ابن محمد بن البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) . دلائل الإمامة 134
نعم قد اكتفى غواص البحار أعلى الله مقامه بالإشارة إليه بابن سنان ، اختصارا منه أو لشدة وضوح ذلك عنده أو لإحالته القاريء لمرجع الرواية الأساسي ، وهذا معروف عند المتصفح للبحار والمتتبع له ومألوف ، ولو اختلس السيد الحيدري حصة من وقته ، وراجع المصدر وعمل وفق منهجية البحث العلمي لما زل لسانه ولما عثرت قدمه .
ثانيا : هذا التسرع في الحكم يبدو أنه شائع ومكرر وليس جديدا ، فلقد سبق السيد الحيدري إليه السيد فضل الله بنفس الفذلكة وبذات النسبة في الحكم على الرواية للسيد الخوئي ، والحال أن الحكم على الرواية وفقا لمبنى السيد الخوئي قدس سره الموثق لعبدالله بن سنان كما في معجم رجاله 11\ 224- 228 سيكون الاعتبار لا الضعف خلافا لنقل كل من الحيدري وقبله فضل الله ، الذي تصدى لمناقشته في ذلك السيد هاشم الهاشمي في كتابه ( حوار مع فضل الله حول الزهراء ) تحت عنوان : ( سكت ألفا ونطق خلفا ) ، وبين أن الأمر ليس كذلك .
ثالثا : كان مقتضى شرعة الإنصاف من السيد الحيدري أن يذكر أن الموقف ، من محمد بن سنان على فرض كونه هو الواقع في السند ، وبالتالي الموقف من الرواية لن يكون واحدا لاختلاف المباني والآراء العلمية بين الموثق له والمضعف ، دفعا لتوهم تسالم و اتفاق العلماء على تضعيفه وبالتالي سقوط الرواية عن درجة الصحة أو الاعتبار ، فإن هناك جمعا من الأعلام قد ذهبوا إلى توثيق محمد بن سنان كالسيد الفاني الأصفهاني قدس الله نفسه الزكية و السيد موسى الشبيري الزنجاني دامت أنفاسه شيخ الرجاليين في زماننا هذا في قم المقدسة ، وكذلك السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله في مصباح المنهاج – كتاب التقليد – 256 وأخيرا زعيم الحوزة العلمية في قم وشمس نورها الشيخ الوحيد الخراساني دامت بركاته .
رابعا : أن سيد الأساطين وأستاذ الفقهاء والمجتهدين قدس سره وإن كان ممن يحسب على منهج الوثوق المخبري لا الخبري ، إلا أنه عليه الرحمة قد اعتمد على بعض الموارد الروائية التي قد تعاني من ضعف دليلي أو قصور سندي ، في مقام الاستنباط العلمي ولم يطرحها فورا ورأسا ، مما يعني عدم تبنيه فعليا وجوب الاقتصار في حجية الخبر صحة أو اعتبارا على السند فحسب ، بل هو يأخذ بعين الاعتبار أيضا القرائن الأخرى كقوة المتن أو علو المضمون وغير ذلك ، ومما يؤيد هذا الفهم استدلاله في أكثر من موضع من كتبه ، على بعض فقرات الزيارة الجامعة بالرغم من ضعف سندها بحسب مبانيه الدرائية الخاصة ، كما ورد ذلك في كتاب الطهارة 2\88 ، وفي كتابه الآخر مصباح الفقاهة 1\504 ، ويمكن تعضيد هذا التحليل بالتدقيق في بعض أجوبة استفتاءاته في صراطه ، فإنه قد حاول الحفاظ على بعض الأدعية الواردة عن طريق المعصومين عليهم السلام ، وذلك بمعالجة بعض الفجوات في سندها معالجة علمية ، بالنظر إليها نظرة شمولية غير مكتفية بالسند فقط ، بل إلى الجوانب الأخرى منها وإليك هذا النموذج على سبيل المثال :
س 992 : نقل السيد اليزدي ( رحمة الله ) في عروته الوثقى عن جمع من العلماء استحباب المداومة على دعاء ( سبحان من دانت له السماوات والأرض بالعبودية . . . الخ ) في قنوت الصلاة فما رأيكم ؟
الخوئي : لا بأس به رجاء ، والله العالم . صراط النجاة 3\317
خامسا : هناك فقيه آخر من تلامذة سيد الطائفة ووجهها قدس سره وهو الفقيه المحقق والأصولي المدقق والرجالي النيقد الشيخ التبريزي رفع الله درجاته في عليين في جواب له في صراط النجاة ، قد استدل على مظلومية سيدة نساء العالمين الزهراء عليها السلام ، بنفس هذه الرواية الموجودة في الدلائل واصفا لها بأنها معتبرة مع الالتفات إلى مقاربة مباني الشيخ الرجالية لأستاذه الخوئي مقاربة شديدة ، فهو مصنف ضمن خط الوثوق المخبري أيضا ، وهاك قوله :
وأما ما جرى عليها من الظلم فهو متواتر إجمالا ، فإن خفاء قبرها ( ع ) إلى يومنا هذا ، ودفنها ليلا بوصية منها شاهدان على ما جرى عليها بعد أبيها ، مضافا لما نقل عن علي ( ع ) من الكلمات ( في الكافي ج 1 - ح 3 - باب مولد الزهراء ( ع ) من كتاب الحجة ) حال دفنها قال : ( ( وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها . فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكل من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقوله ويحكم الله وهو خير الحاكمين ) ) وقال ( ع ) : ( ( فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، وتهضم حقها ، وتمنع إرثها جهرا ، ولم يتباعد العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، وإلى الله يا رسول الله المشتكى ) ) . ( و ح 2 ‹ صفحة 441 › من نفس الباب ) بسند معتبر عن الكاظم ( ع ) قال : إن فاطمة ( ع ) صديقة شهيدة ، وهو ظاهر في مظلوميتها وشهادتها ، ويؤيده أيضا ما في البحار ( ج 43 باب 7 رقم 11 ) عن دلائل الإمامة للطبري بسند معتبر عن الصادق ( ع ) : ( ( . . . وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا ) ) .صراط النجاة 3\440-441
- فائدة ثمينة :
إن بيان الشيخ التبريزي قدس سره من خلال جوابه ، يؤصل لنا قاعدة متينة من شأنها أن تمحق و تمزق أي شبهة قد يطرحها أي أحد من الباحثين فاقدي الرصانة و الأناة في الضبط ، ويستعرضها على مسلك السيد الخوئي الاجتهادي العلمي وقناعاته العملية في موضوع مظلومية الصديقة الشهيدة عليها السلام ، ومحتوى هذه القاعدة ومؤداها أن ضعف الخبر السندي المتضمن لحيثية الظلامة للبتول عيها السلام ومصاديقها ووجوهها ، لا يضر البتة ولا يترتب عليه أي محاولة منع للقبول والأخذ بمضمون هذه الرواية أو تلك ، ما دامت هذه الظلامة متواترة إجمالا بنظره الشريف ، بالنظر إلى دخالة اعتبارات وتداعيات أخر في الضمن ، كتظافر ورود المعنى في روايات وأخبار أخرى ، أو لقوة سبك ألفاظ النص المنقول في هذا الكتاب أو ذاك ، أو لاجتماع العامة و الخاصة على تداول مدلول هذا الحديث الفلاني أو القضية الكذائية ، وعليه فحتى نسبة رفض هذه الرواية والامتناع عن تأييد ما في متنها لسيد الطائفة ومرجعها الإمام الخوئي رزقنا الباري شفاعته وتوسطه يوم الحساب ، أو لأحد طلابه ورواد مدرسته ممن اقتفى أثره رجاليا ، واختط خطه من جنوح لاتجاه الوثوق المخبري هو غير دقيق لما مر آنفا فتدبر .

  

الكاتب : حسين علي جليح القطيفي

التاريخ : 2013/08/23 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35419

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري .. ذلك المتسلق على جهود الآخرين!!

  

 

إن برنامج مطارحات في العقيدة والاطروحة المهدوية ـ الذي كان بطله الحيدري ـ كان ـ في نظر الناس ـ من أهم البرامج الفضائية التي ناقشت الموروث السني ، ودافعت عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ، والذي من خلاله اكتسب الحيدري شهرة كبيرة عند الشيعة والمخالفين ، والذي أظهر الحيدريَّ الرجلَ الأولَ الباحث في المسائل الخلافية لدى الكثير من الناس ، حتى صار الحيدري ـ من خلاله ـ رمزاً كبيراً ، وحصنا منيعا من حصون المذهب.

 
فهل كان الحيدري فعلا هو صاحب الأبحاث التي كان يطرحها؟.
 
هل كان الحيدري عالما في علم الخلاف ، كما هو المعروف عن علمائنا الذين تشهد لهم كتاباتهم ، أم كان ذلك جهد غيره ، وهو ألقاه على الناس ، فصار هو البطل ، وأما من هو خلف الكواليس ، والذي كان همه الدفاع عن المذهب والذب عنه ، فقد بقي مختفيا كل هذا الوقت ، لا يرجو مما فعله إلا الانتصار للمذهب الحق والحقيقة ، والذب عن مذهب أهل البيت عليهم السلام؟.
 
تبين لنا من خلال كلام الشيخ على الكوراني أن الحيدري كان يستفيد في أبحاث برنامجه على بعض الفضلاء وإحدى المؤسسات ، كما ذكر ذلك الشيخ الكوراني في هذا المقطع المشهور : 
 
https://www.facebook.com/shee3ee/posts/172011786314927
 
كما أن أحد الفضلاء المحاورين في المنتديات الحوارية في الانترنت وهو الأخ الفاضل عاشق أمير المؤمنين ، كان ممن يعين الحيدري في أبحاث برنامجه ويبعث له الكتب ، وقد ذكر ذلك في بعض كتاباته في شبكة هجر الثقافية ، وفي شبكة الحق ، وغيرهما ، ولكن من يعرف ذلك كان قليلا من المحيطين به.
 
وقد قام الأخ عاشق أمير المؤمنين بعد تهجم الحيدري على المرجعية الشيعية ، بمراسلة الحيدري برسالتين ، ينصحه فيهما ويبين له بعض اشتباهاته ، ولكنه كان يعده ولا يفي بوعده كما هي صفة المنافقين ، وهذه الرسائل مبثوثة في كثير من المواقع ، ومنها صفحتنا هذه ، وتجدها في هذين الرابطين :
1ـ رسائل احد مساعدي ومحبي السيد كمال الحيدري بخصوص ما أثاره حول المرجعية والأعلمية (1)
https://www.facebook.com/shee3ee/posts/171335226382583
2ـ رسائل احد مساعدي ومحبي السيد كمال الحيدري بخصوص ما أثاره حول المرجعية والأعلمية (2)
https://www.facebook.com/shee3ee/posts/171336256382480
وتجدها أيضا في هذه الصفحة :
http://www.saifoali.com/vb/forumdisplay.php?f=188
 
وبعد أن تهجم الحيدري على المرجعية مرة أخرى ، ترك عاشق أمير المؤمنين العمل مع الحيدري ، وبعد أن رآه قد تمادى في غيه ، وصار يمارس التدليس والكذب والحط من المرجعية والحوزة ، والدعوة إلى نفسه بعد اغتراره بما حصل عليه من شهرة بسبب برنامج مطارحات ، قام عاشق أمير المؤمنين بالرد عليه بردود علمية ، تجدها جميعا في صفحته على موقع : 
http://www.saifoali.com/vb/forumdisplay.php?f=188
 
وقد جمعناها في صفحتنا هذه تحت هذا الرابط :
https://www.facebook.com/shee3ee/posts/175128842669888
 
وقد وجدنا بعض المعلقين في صفحتنا هذه يشكك في ما ذكرناه ؛ من اعتماد الحيدري على أبحاث عاشق أمير المؤمنين ، ورأينا من سأل الأخ عاشق أمير المؤمنين عن مصدر المادة التي كان يرسلها عاشق أمير المؤمنين للحيدري ، فأجابه الأخ عاشق أمير المؤمنين عن هذا السؤال ، بما كشف عن واقع الحال ، وذكر نموذجين من أبحاثه التي اعتمد عليها الحيدري من دون الإشارة إلى صاحب البحث الأصلي الذي هو عاشق أمير المؤمنين.
 
ولأجل التوثيق ننقل السؤال ، وجواب الأخ الفاضل عاشق أمير المؤمنين ليعرف القارئ كيف كان الحيدري متسلقا على جهود غيره ، وليعلم أن الرجل لا ناقة له ولا جمل في ما طرحه في تلك الأبحاث ، وإن شاء الله نوفق لنقل بعض تصريحات معاونه التي تكشف حجم الحيدري العلمي ، زيادة على ما كشفه لنا في مواضيعه التي طرحناها.
 
فإليك أخي الكريم السؤال والجواب :
 
السؤال : من أين كان جنابك يأتي بالمادة التي كنت تزود بها السيد سدده الله تعالى ليستخدمها في بحوثه ؟
 
جواب الأخ الفاضل عاشق أمير المؤمنين :
 
أخي العزيز
 
لعلِّي تكلمتُ سابقاً عن هذا الموضوع، وذكرتُ أنَّ السيد الحيدري أُرْسِلَت له آلاف الكتب التي لم يدفع في مقابلها فلساً واحداً، وكانت الأبحاث تُكتبُ له، وهو يعلم بهذا، فإن كان يقصد بعبارته أنَّ مصدره الرئيسي هو تحقيقات (تخريجات) المخالفين فهذا كذب صريح، وأرى أن تسأله هو بنفسه عمَّن كان يرسلُ له الكتب ويكتب له الأبحاث، وأتمنى أن يصدق معك، وإن كنتُ أشكُّ في ذلك بعد كثرة التدليسات التي رأيناها منه، ويمكنك أيضاً أن تسأل الشيخ أسد قصير فهو يعرف كثيراً مما أقوله، ويعرفني ويعرف اسمي، وأستطيع إن شئتَ أن أذكر لك أسماء كثير من طلبة العلم في حوزة قم المقدسة الذين يعرفون كثيراً من التفاصيل التي أقولها، وإن شئتَ أن أعرض لك قوائم بأسماء الكتب التي أُرْسِلَتْ له فلا مانع عندي.
 
والله إني لأستغرب من هذا القول، ولا أدري أأضحك أو أبكي على ما يقوله السيد الحيدري، لأنه كان في أغلب الأحيان لا يُجهد نفسه بمراجعة كتب التفسير السنية لمعرفة ما قاله المفسرون في تفسير آية من الآيات، فكان يتصل ويعطي اسم السورة ورقم الآية ويقول : شوف لي مفسريهم شنو قايلين في الآية!!!!!! مع أنَّ أسهل شيءٍ للباحث في هذه المجالات هو مراجعة كتب التفسير.
نعم، الكثيرون مصدومون مما أقول، فهم يظنون أنَّ السيد الحيدري هو العالم المحقق المدقق في كتب المخالفين، مع أنَّ الواقع خلاف ذلك تماماً.
وسأعطيك بعض الأمثلة :
اقرأ هذه المشاركة التي كتبتُها بتاريخ 23 - 12 - 2011م
http://www.shr9.net/vb/showpost.php?...&postcount=166
 
وقارن بينها وبين هذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية بتاريخ 30 - 5 - 2012م، وانظر إلى تسلسل المصادر
http://alhaydari.com/ar/2012/09/38482/
 
واقرأ هذه المشاركة التي كتبتُها بتاريخ 31 -12 - 2011م
http://www.shr9.net/vb/showpost.php?...&postcount=175
 
وقارن بينها وبين ما جاء في الأطروحة المهدوية بتاريخ 18 - 4 - 2012م وانظر هل تجد المطلب المذكور في المشاركة بنفس تسلسل المصادر أو لا (وتحديداً من منتصف الحلقة)
http://alhaydari.com/ar/2012/09/38476/
هذه بعض الأمثلة وأرجو أن تكون الصورة قد اتضحت لك.
 
للكاتب في شبكة هجر الثقافية : عاشق أميرالمؤمنين
في موضوع : الكل طرح رأيه هنا في ما يطرحه السيد كمال الحيدري فأين رأي المراجع
 
المشاركة 74 :  
 
http://hajarat.dyndns.info/hajrvb/showthread.php?t=403026791&page=4&p=407637176&viewfull=1#post407637176
 
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أعداء الدين.

التاريخ : 2013/08/22 

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35371

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

هوامش على أطروحة (إسلام القرآن)!

  

 

 

  

 

 

تعليقات على هامش ما طرحه المُتحدِّث في برنامج (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن) على قناة (الكوثر) الفضائية

 
 
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلائق أجمعين؛ محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين، حتى قيام الدين، إله الحق آمين.
وبعد، فهذه بعض التعليقات التي كتبتها ونشرتها بصفة يومية تقريباً خلال شهر رمضان المبارك لعام 1434 هـ، تعليقاً على ما كان يطرحه المُتحدِّث في حلقات برنامجه (مطارحات عقائدية: من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن)، الذي بثّته قناة (الكوثر الفضائية).
1) الشبهات التي تُثار من حين لآخر في وجه المؤسسة الدينية؛ تكشف عن مبلغ العلم الضئيل الذي عليه أصحاب هذه الدعاوى،وربما تكشف عن أشياء أخرى أيضاً!
2) تراث أهل البيت (ع) أرقى بكثير من أن تناله دعاوى التّشكيك المستندة إلى حجج واهية لا يكاد ينقضي العجب من أصحابها ومروّجيها!
3) جميع محاولات التقليل من شأن المدوّنات الروائية والمصادر الشيعية، إنما ترجع إلى ضمور (العقل التحقيقي) لدى أصحاب تلك المحاولات!
4) أولى علماء الشيعة الأبرار (أنار الله برهانهم ورفع كلمتهم) الموروث الروائي الشيعي عناية فائقة، يعرف ذلك كل من له حظ من علم الحديث والرجال.
5) إسلامنا إسلام القرآن والحديث، ولم تتشكّل مباني المذهب الشيعي وملامحه إلاّ بمعطيات اقتران القرآن المجيد مع الحديث الشريف.
6) الموروث الروائي للإمامية بمنأى عن الدس والخلط بالإسرائليات أو روايات اليهود والنصارى والمجوس!
ومن يدّعي غير ذلك فلا يملك سوى مجرّد الدّعوى!
7) دراسة التراث الحديثي الشيعي وفق الضوابط العلمية، والأدوات البحثية العقلائية شيء، ومحاولة سحقه وتبديد جهود المحدثين بلغة خطابية شيء آخر!
8) البحث العلمي مقبول ممن يتوفر على القدرة العلمية والتحقيق العلمي،وأما إثارة الشبهات بثوب العلمية فهو مرفوض عند العقلاء فضلا عند خصوص العلماء!
 
9) طرح الأبحاث التخصصية على عامة الناس وفي الهواء الطلق يقود إلى إحداث الارتباك الفكري لديهم،وهذه مصيبة! وطرحها بمغالطات علمية فهذه كارثة أخرى!
10) أطالب مَن يدّعي أنّ (اليهود والنصارى والمجوس) قد دسّوا في أحاديثنا أن يأتيني بحديث واحد فقط قد دسّه هؤلاء مشفوعا بدليل معتبر على كونه مدسوسا!
11) إذا كانت المنظومة الروائية غيرالشيعية قد تعرضت للاختراق وتسرّب إليها شيء من الموروث الإسرائيلي،فإنه لم يثبت أن  المنظومة الروائية الشيعية كذلك!
12) دعوة تنقية الموروث الروائي الشيعي مما لصق به من الإسرائليات؛ دعوة لا معنى لها، لأنها ترتكز على افتراض وجود إسرائليات مدسوسة، وهذا لم يثبت!
13) لم يتشكّل (العقل الشيعي) من الموروث الروائي المحض كما يظهر من دعوى البعض، بل ارتكز على الأحكام العقلية التي أسست آليات التعاطي مع الروايات.
14) البعض أراد أن يتصدّى لما أسماه بخطاب الكراهية والتشنج بإثارة (مغالطات علمية) عنونها بمسميات (البحث العلمي)، (المنهج العلمي)،(المنطق العلمي)!
15) فرق بين ثبوت القضية بأدلة معتبرة مبحوثة في محلها،وبين نقل القضية والاستشهاد عليها بأدلة ضعيفة من قبل الخطباء، وهذا الخلط الذي وقع فيه البعض!
16) خطاب أهل البيت (ع) يؤسس للتعايش مع سائر الطوائف والمذاهب على أساس أن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، ولم أجد شيئاً مدسوساً يغذي العقل الشيعي بثقافة الكراهية كما يدّعي البعض،والظاهر أنه وقع خلط بين (الولاء والبراء)، و(التعايش)، و(العنف)!
17) الحِراك العلمي مطلوب في كل الأحوال، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المُسَبِّب له هو الأطروحة العلمية، فتكفي في إثارته وتحريكه الشبهة أو المغالطة!
18) الذي استحكمت لديه القواعد والضوابط العلمية في مقام التنظير والتطبيق؛هو مَن يقول لا أبالي بمن يعترض،لا مَن يطرح مغالطات يُسميها بحثاً علمياً.
19) ليس (النّشاز) في الاعتراض على إثارة أبحاث علمية بأسلوب غير علمي وفي الهواء الطلق وأمام الملأ، بل (النّشاز) كل النّشاز هو نفس تلك الإثارة!
20) مراجعة التراث وتنقيحه وفق الضوابط العلمية المبحوثة في محلّها مطلب مُلِحّ؛ولذا بذل علماؤنا المتقدمون والمتأخرون جهودا جبارة في هذا السياق، وأما أن تُعقد هذه البحوث بمعزل عن أُطر الضوابط العلمية،وبمنطق شعبي حظّه من العلمية العنوان فقط؛فهو أمر مرفوض عندالعقلاء فضلا عن المتشرّعة. 
الكويت
30 شهر رمضان المبارك 1434 هـ

الكاتب : الشيخ جابر جُوَيْر  

التاريخ : 2013/08/22   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35369

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 ابن عربي المقدس عند الحيدري (الحلقة السادسة)

 

 

 

مما لا شكّ فيه ولا شبهة تعتريه أن القارئ لكتب ابن عربي لا يرى أي شيء يشير إلى ميله للحق، بل كل ما في كتبه إما خزعبلات لا يقول بها مسلم أو آراء عقدية وفقه موافق لما عليه المخالفون من السلفيين، أو تصوف على نهج إبليس اللعين، نعم على نهج ابليس اللعين. وهذا ما سيتضح لك من طريقة عبادته.
 
فإن ابن عربي الذي قد عرج إلى الله تعالى، وانكشفت له الحقائق حتى صار يُخبر عن الله تعالى مباشرة - كما يدعي - قد اشترط في العبادة الموصلة إلى ذلك الكمال الإنساني شروطاً. ومما اشترطه في عبادة المريد ما قاله في كتاب تحفة السفرة إلى حضرة البررة. 
فلقد قال في ص9: 
(ويقعد في الخلوة متربعاً مستقبل القبلة واضعاً يديه على ركبتيه غامضاً عينيه ... يطلع لا إله من تحت السرة…).
نعم قد قال إنه يجلس متربعاً وهي جلسة غير راجحة عندنا وبالخصوص في وقت العبادة، ويغمض عينيه كي يذهب خياله الشيطاني حيث يذهب ويتصور نفي الإله بقول لا إله مِن تحت السرّة، وما هو موجود تحت السرة؟!!! 
إن هذه العبادة هي الموافقة للناكح الأكبر ابن عربي.
كما يشترط في المريد العقيدة الخالصة: بأن يكون على اعتقاد السلف برياً من الرفض والاعتزال… كما قال في الكتاب السابق ص9.
 
ومن العقيدة الخالصة ما رواه في الكتاب المذكور ص15: 
(قال عمر رضي الله عنه: رأى قلبي ربي. وهو مقام خاص الخاص من الأولياء).
وما رواه في فصوص الحكم المطبوع عام 1405هـ 1985م بمطبعة زيد بن ثابت ص 94 : (رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أُتي في المنام بقدح لبن قال: فشربته حتى خرج الري من أظافيري ثم أعطيت فضلي عمر. قيل ما أوّلته يا رسول الله؟ قال: العلم).
 
فإن حقق المريد هذه الشرائط فقد سلك طريق الكمال وستنكشف له الحقائق وسيرى الروافض من الشيعة على صورة خنازير. كما قال في الفتوحات. المصدر في هذا الرابط
 
 
هذا هو طريق الكمال الحيدري، وهذا هو ابن عربي العارف الواصل الناكح الأكبر.
فمن أي معين يستقي الحيدري!!!.
 
اعاذنا الله من الأهواء الضالة والنفوس المنحرفة والآراء الفاسدة، وجعلنا الله تعالى من المتمسكين بنور النبوة والولاية الصراط المستقيم المحبوب لرب العالمين بحق محمد واله الطيبين الطاهرين.
العلامة الشيخ علي الزواد

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

 التاريخ : 2013/08/22   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35370

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

سياق آية التطهير رؤية مبتكرة أم اجترار قاصر  

  

 

 لقد استمعت إلى تسجيل لكمال الحيدري يتحدث فيه عن آية التطهير، فراعني ما ذكره فيه، وصدمني شدة عجبه بنفسه وتنكره لجهود الآخرين ممن سبقوه من العلماء والمحققين، وفاجأني كثيرا قصوره في فهم الأدلة والقرائن القرآنية، مع كثرة بحوث علمائنا المنشورة حول الآية المباركة كما سيتضح جليا من خلال المقالة.

 
ما لفت نظري بداية هو حديثه عن سياق الآية الشريفة، وضرورة معالجة مشكلة سياق آية التطهير؛ لأنها في سياق آيات تتحدث عن نساء النبي صلى الله عليه وآله، واننا الشيعة متهمون بعدم مراعاة السياق؛ وبدأ بالتهويل على خطورة إهمال السياق دون الاشارة إلى خطأ هذه التهمة، ودون الاشارة إلى بحوث علمائنا التي تحدثت عن سياق آية التطهير، وانها منسجمة تماما مع سياقها.
 
فالملاحظ عليه:
 
أولا: أوهم المستمعين أن هناك تهمة على الشيعة بإهمال السياق، لم يردوا عليها، وان جنابه سيتصدى للرد العلمي؛ ليكون المبتكر والمبدع دون سواه.
ثانيا، أعطى للسياق دورا في القرينية أكثر مما يستحق، وأهمل تماما دور السنة والحديث في الكشف عن أسباب النزول؛ وعمن نزلت في حقه آية التطهير؛ بحجة أن بحثه قرآني.
 
ولتوضيح الاشكالين عليه أقول: 
إن اتهام الآخرين للشيعة في إهمال السياق في غير محله؛ فإن علماءنا قد كتبوا حول آية التطهير؛ وأثبتوا انسجامها التام مع سياقها؛ وأن الآية الشريفة تتحدث عن أهل البيت عليهم السلام ولا تشمل بأي شكل أزواج النبي صلى الله عليه وآله؛ وأن الآيات التي سبقتها وتلتها تتحدث عن نساء النبي صلى الله عليه وآله، وهذا أمر ليس بعزيز في القرآن، فقد يتحدث عن شيء ثم يلتفت للحديث عن أمر آخر ثم يرجع إلى الموضوع الأول، لحكمة وعلة، كقوله تعالى: (قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) ففي هذا النص القرآني نجد أن الحديث يبدأ بذكر كيد النساء وينتهي بذنب زليخا ويتخلله خطاب ليوسف عليه السلام. 
 
وذكر علماؤنا جملة من القرائن والأدلة على تخصيص آية التطهير بأصحاب الكساء وعدم شمولها لنساء النبي- مضافا للنصوص الحديثية - .
منها الضمائر؛ فالآيات والفقرات التي تتحدث عن نساء النبي صلى الله عليه وآله هي بضمير نون النسوة، وأما آية التطهير فبضمير جمع المذكر السالم.
ومن القرائن نوع وأسلوب الخطاب فالآيات المتحدثة عن الأزواج فيها تكاليف، وليس فيها أي إرادة إلهية للعصمة والتطهير، بل الإرادة فيها للنساء (إن كنتن تردن الحياة الدنيا) و (إن كنتن تردن الله ورسوله) فالإرادة بيد النساء، بخلاف آية التطهير فالإرادة إلهية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
 
وممن أثبت انسجام وتوافق آية التطهير مع سياقها:
1- المرجع الديني الراحل الشيخ فاضل اللنكراني مع آية الله الشيخ الاشراقي في كتابهما (آية التطهير رؤية مبتكرة) والذي طبع لأول مرة عام 1970 وترجم للعربية عام 1987 وترجم ثانية عام 1995 م.
 
2- العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (أهل البيت في آية التطهير) والذي طبع لأول مرة عام 1412 هجرية، أي قبل أكثر من عشرين سنة.
 
وهذا بحسب بحثي في مكتبتي الفقيرة فقط دون الاستعانة بالأقراص الليزرية.
 
فماذا يضير كمال الحيدري أن يشير إلى أن علماء الشيعة قد أجابوا عن هذه الشبهة؟؟؟
 
هل جهل بهذين المؤلفين أم يهمه إيهام مستمعيه بأنه المبدع وانه الراد على الشبهة دون غيره ؟؟؟
 
وأما بالنسبة لقرينية السياق فقد ذكر علماؤنا ومحققونا قيمة قرينة السياق، وانها من أضعف القرائن، فيما لو علم أن المتكلم بصدد بيان موضوع واحد، وربما لا يكون بصدد بيان موضوع واحد، بل يذكر أمورا متعددة ومختلفة في موضوعاتها وأحكامها، ككثير من الآيات القرآنية.
وأنها لو فرضا تعارضت مع النصوص الصحيحة بل المتواترة (كحديث الكساء) في شأن النزول فيرفع اليد عن السياق ولا يعمل بها.
 
فلماذا كل هذا التضخيم لقرينة السياق بألفاظ وحركات وصياح أمام الكاميرا مع إهمال الحديث !!
وياليته أقام دليلا على هذا التعظيم والتفخيم لقرينة السياق!!
 
وأما الطامة العلمية الكبرى في حديثه فحينما تعرض لبيان علة وجود آية التطهير في سياق آيات تتحدث عن نساء النبي؛ إذ كشف بكلامه عن عدم التفاته إلى ما يلتفت إليه العوام، وأي قارئ للقرآن، فكان أسوأ حالا منهم !!
 
فقال معللا: إن الآيات تتحدث عن بيوت النبي !!!!! وبيت علي وفاطمة من أشرفها او على الأقل منها؛ فلولا آية التطهير لكان بيت علي وفاطمة مشمولا للعتاب الوارد في حق النساء؛ واستدل بورود البيوت قبل آية التطهير وبعدها.
 
ولا يخفى - على أي قارئ للقرآن من العوام فضلا عن العلماء - أن الآيات لا تتحدث عن بيوت النبي بل عن نسائه وزوجاته، فهي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون شاملة لبيت علي وفاطمة .
وكيف تكون شاملة وهي تصرح وتقول: (يا أيها النبي قل لأزواجك) و(يا نساء النبي من يأت منكن) وهكذا فمع تصريحها بالأزواج كيف يجزم وبضرس قاطع شمولها لبيت علي وفاطمة لولا آية التطهير.
وما ذكر البيوت إلا لبيان بعض أحكام نساء النبي فقط لا ان الآيات تتحدث عن بيوت النبي؛ هذا مضافا إلى أنه ناقض نفسه إذ كرر في نفس التسجيل ان بيوت الزوجات ليست بيوتا للنبي ولذا قال تعالى ( وقرن في بيوتكن) ولم ينسبها للنبي؛ فناقض نفسه حينما قال إن الآيات تتحدث عن بيوت النبي، وذلك خلال دقائق!!!
 
وناقض نفسه حينما قال ان السياق لا يقتصر على ملاحظة عدة كلمات قبل وبعد الآية بل أشمل وأوسع حتى تصل لسياق السورة؛ ثم هنا نظر نظرة قاصرة إلى ورود كلمة البيوت قبل وبعد آية التطهير بقليل فظنه السياق !!!!
 
والمفاجأة ان هذا التعليل قد سرقه من غيره، ولكن دون استيعاب للأسف فقد ذكر الشيخان اللنكراني والاشراقي هذا التعليل، ولكن بعبارة: وقوع الآية في نهاية تلك الآيات كان لدفع وهم قد يطرحه بعض من في قلوبهم مرض. (ص 79 وما قبلها).
 
فتحول توهم شمول الآيات لبيت علي وفاطمة عليهما السلام إلى جزم عند الحيدري في شمول الآيات التي تتحدث عن نساء النبي لبيت علي وفاطمة لولا آية التطهير .
 
ولا يخفى أن السيد جعفر ذكر تعليلا آخر قد أخذه من الشيخ المظفر في دلائل الصدق، وأشار في الحاشية إلى ذلك كديدن علمائنا في حفظ حقوق الآخرين العلمية.
 
أخيرا أقول للمعجبين بالكاريزما: إن الحيدري لا يتقن اجترار ما عند الآخرين فضلا عن أن يكون صاحب رؤية؛ فنزلوه على قدر منزلته.
 
شاهد كلام الحيدري على هذا الرابط:

 https://www.youtube.com/watch?v=QoYSPHcQXIA&feature=youtube_gdata_player

 https://www.youtube.com/watch?v=QoYSPHcQXIA&feature

   

الكاتب : مجلة الأمين

التاريخ : 2013/08/21    

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35324

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |
صفحه قبل 1 2 3 4 5 ... 9 صفحه بعد

جميع الحقوق محفوظة لمدير الموقع ؛ أي نسخ المحتوي مسموح فقط مع ذكر المصدر.. تنوية كما ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎلات او بحوث ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺃﻱ صاحب الموقع ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ،، ...
تصميم والأمثل القوالب: http://samentheme.ir/ ( )