الموقع اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ

للرد ونقد علمي علي المنحرفين عقائدیا..

حول الموقع


ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ .. ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺮﺩ ﻭﻧﻘﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﯿﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪﯾﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﯾﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺸﯿﻊ،، ﺫﻟﻚ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﺑﺎﻹﺧﺺ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﯽ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﯿﺪﺭﻱ ﻭﺟﻤﻊ ﺟﻤﯿﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺇﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺿﻼﻟﺖ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺟﻞ ..

صفحتنا على شبكات التواصل الاجتماعي

الاقسام الموقع

ميزات أخرى




فی الموقع
فی النت

إحصائيات الموقع :

زوار اليوم : 28
الزيارات أمس: 93
زيارة أسبوع: 1247
زيارة الشهر: 2426
مجموع الزوار : 66898
عدد من المقالات : 755
عدد التعليقات : 1
عدد المتواجدون الآن: 1

الإتصال بنا

الإسم :
البريد الإلكتروني:
عنوان الرسالة:
الرسالة:

مقالات الموقع الأخيرة

إعلانات مميزة

روابط الأصدقاء الموقع


الأرشيف

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ : اذا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فی امَّتی فَلْیظْهِرِ الْعالِمُ عِلْمَهُ وَ الَّا فَعَلَیهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِکةِ وَ النَّاسِ اجْمَعینَ؛ المصدر: ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺝ1 ، ﺹ 54 & مجلسی، بحارالأنوار، ج 54، ص 234، ح 188 & الفصول المهمة في أصول الأئمة 1/522 ...  عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الرَّيْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِيهِمْ وَ الْوَقِيعَةَ وَ بَاهِتُوهُمْ‏ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَ يَحْذَرَهُمُ النَّاسُ وَ لَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ المصدر : الكافي (ط - الإسلامية) / ج‏2 / 375 / باب مجالسة أهل المعاصي ..... ص : 374... أَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَبآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَدآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الاْدْعِيآءِ ، أَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلآءَ ، أَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمآءِ،  ... السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ  ... السلام علیك یا عليّ الأكبر... وروي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال:   لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل ،،، تفسير الإمام العسكري (ع): 116  وصية المرجع رضوان الله تعالى عليه  :  نصيحتي اليوم لجميع المؤمنين الغيارى هي للدفاع عن مسلمات المذهب الحق وأن لايعطوا لأحد مجالاً للتشكيك وإلقاء الشبهات في أذهان العوام خصوصاً في قضية الشعائر الحسينية فإن حفظ المذهب في هذا العصر يتوقف على حفظ الشعائر الحسينية.....

القرانُ: أولاً أم ثانياً؟!

 

 


  كثيراً ما سمعتُ لمحاضراته، وطالما خرجت بما أتلقاه من معلومات منها، وكأنها حقائق ثابتة، وأن برهانها لا يُرد ولا يقبل الشك! ولم أكن أتصور، أن أناقش رأيا مطروحاً منها، ولم يخطر في بالي أبداً، ولكنها الأيام، تكشف عن كثيرٍ من الزَبَدْ.
   مشكلةٌ تخص الشيعة الإمامية الإثنى عشرية حصراً، وهي ما يخص السؤال أعلاه: القرانُ: أولاً أم ثانياً؟! لأن أهل الحديث والجماعة، خارج هذا الموضوع، فهم قدموا السُنة على القران، وإنتهى الموضوع لديهم، أما الشيعة فقالوا: لا يجوز الإجتهاد مقابل النص، ولنا أن نسأل: ماذا يعنون بالنص؟
   يقول السيد كمال الحيدري: يجب الرجوع في إستنباط أمور الدين إلى القران والسُنة معاً، مُعللاً ذلك بقولهِ: إن أهل البيت هم عِدلُ القران، مستنداً إلى قوله(ص): إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
لذلك يقول السيد الحيدري ممثلا رأي الأصوليين الشيعة: إن أهل البيت يُشَرعون!
هنا أريد مناقشته: لو كان أهل البيت يشرعون بما يطابق القران(أي ما شرع الله)، فهم إذن لا يُشرعون، ولكنهم يستخرجون الأحكام من كتاب الله بما علمهم الله﴿ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً[النساء:83]﴾. أما إذا كانوا يشرعون بخلاف القران، فلماذا نعترض إذن على الآخر ونقول لا يجوز(الإجتهاد مقابل النص)؟
   عن الإمام الباقر(ع) عندما سُئل عن أكل لحوم الحمر الأهلية فقال:" نهى رسول الله(ص) عن أكلها يوم خيبر، وإنما نهى عن أكلها في ذلك الوقت، لأنها كانت حمولة الناس، وإنما الحرام ما حرّم الله في القران".
   إن كون أهل البيت عِدلُ القران فهو صحيح، بل هم القران الناطق، ولكن كان يروي عنهم البر والفاجر، وعندما سُئلوا(ع) عن ذلك قالوا: خذوه وإعرضوه على كتاب الله، فإن وافقه وإلا فإضربوا به عرض الجدار.
ولعل قائلاً يقول: إنما نستعين بكلامهم(ع) في تفسير القران وآياته؟
أقول: كيف هذا والشرط يقوم بخلافه، أي عرض السنة على القران وليس العكس؟
   ولنا أن نفترض(جدلاً): لو أن المعصوم الغائب جاء الآن، وأمر بترك الصلاة، وأسقطها عن المسلمين، فهل نقبل منه ذلك؟!
ألا يطالبه المخالف بالدليل؟ الذي إعتاد أهل البيت(ص) إعطاءه دائماً وأبداً من القران، بل وإرجاع جميع أحكامهم الشرعية إلى القران وآياته؟
ألا يدعونا ذلك إلى إنكار عصمته؟! ونحتج عليه بالقران، بل نكون نحن أصحاب الحجة عليه؟!.
بقي شئ...
أتمنى أن يصل سؤالي إلى السيد الحيدري، وأسمع منه جواباً مقنعاً.

.............................................................................................................

ملاحظة:

1-    السنةُ عند أهل الحديث والجماعة هي جميع ما ورد عن الرسول والصحابة والتابعين وغيرهم

2-    السُنة عند الشيعة، هو جميع ما ورد عن الرسول والأئمة الإثنى عشر فقط.

 

الكاتب : حيدر حسين سويري

التاريخ : 2015/12/06

المصدر:

http://www.kitabat.info/subject.php?id=71053

أرسلت بواسطة admin في چهار شنبه 16 / 9 / 1394 |

اللعن في رأي السيد كمال الحيدري. ما اكثر كلمات الحق التي يُراد بها الباطل

 

 

 

 

عندما يعتصر قلب الإنسان الألم من الظلم الذي يُصيبه ولا يملك وسيلة لرد  هذا الظلم لضعف الحيلة وفقدان القوة فإن هذا الانسان يلجأ إلى (اللعن)  للظالمين وهذه طريقة يفعلها الانسان لكي يُنفّس عن الاحتقان والألم الذي  يملأ داخله ، فهو كالسم الذي لو بقى في داخله لقتله من الهم والقهر.  والمظلوم لا يكتفي باللعن فلو تمكن من السلاح لرفعه بوجه الظالم ولقدّم  نفسه شهيدا من اجل القضاء على الظلم والظالمين.

السب والشتم والكلام  البذيء مع أن اكثرنا يُمارسه ولكنه ليس حضاري ابدا ولا يدل على وعي ، ولكن  (اللعن) بالطريقة التي علّمنا إياها القرآن ونبي الاسلام هي الوسيلة  المُثلى لرفض كل اعمال وممارسات الظالمين وما المظاهرات والاحتجاجات إلا   اسلوبٌ حضاري للعن الظالم وابعاده ورفض كل اعماله وممارساته. ولا يوجد  مجتمع في الكرة الأرضية لا يستخدم اللعن في رجم الظالمين بصواعق اللسان وهو  أضعف الإيمان.  ما اريد مناقشته هو قول السيد كمال الحيدري الموجود  في الصورة (1) والذي يُخالف فيه القرآن والسنة لا بل حتى الاعراف والتقاليد  التي دأب الناس عليها كردود فعل على الظلم والظالمين ، لأن مبدأ اللعن  اصلا هو مبدأ قرآني ، ويعني الطرد والابعاد والرفض للظالم واعماله  وممارساته على سبيل السخط وهو دعاء الإنسان على غيره نتيجة ظلمه وافعاله  الرديئة ، وهو افضل واسهل وسيلة تبريء الانسان من اعمال الظالم  وتُشعر  الظالم بأنه منبوذ من رعيته.

واللعن اصلا  هو استنكار على الظالم ،  فعندما يضعف الانسان نتيجة قوة الظالم وظلمه وبطشه فإن اللعن وسيلة من  وسائل الاستنكار والتنفيس عن الغضب . لأن الاستنكار يجري بثلاث اشياء : (  باليد ، واللسان ، والقلب) . إي انك إن لم تستطع استخدام القوة باليد لردع  الظالم ، يجب عليك ان تلعنه بلسانك اي تتبرا من افعاله وتُبعد اعماله عنك  فتخرج في مظاهرات تردد فيها شعارات ضد الظالم او تلعنه بين الناس وتقوم  بالتشهير به، وإذا لم تقدر ان تلعنه باللسان خشية من الظالم ان يقطع لسانك  كما فعلوا بميثم التمار . وجب عليك ان تلعن الظالم وتستنكر اعماله بقلبك ،  لكي تُنظّف داخلك من اعماله . يعني السيد كما الحيدري هنا يمنع المظلوم من  ممارسة ابسط حقوقه في الاستنكار الذي امره به ربه بأن يلعن الظالمين  والمفسدين . فبصالح من تصبُ فتواك هذه يا سماحة السيّد؟

وقد أمر  الله الملائكة والناس ان يلعنوا  وبلغ من كرامة اللعن عند الله أن الله  شبّه اللاعنين  بالملائكة فقال في سورة آل عمران آية 87 : (( عليهم لعنة  الله والملائكة والناس أجمعين)). فعطف الناس على الملائكة.

السيد  كمال الحيدري ومجموعة أخرى من المتمرجعين ظهرت بعد سقوط صدام ــ فترة  الاحتلال الامريكي الاسرائيلي للعراق ــ هذه المجموعة ادعت المرجعية  والامامة وغيرها وهدف هذه المجموعة هو ضرب التشيع من الداخل واضعافه واضعاف  المنتمين إليه بمنعهم من ممارسة ابسط حقوقهم في التنفيس عن غضبهم بلعن  الظالمين والمحتلين وغيرهم  خدمة لاجندات خارجية ولذلك اقتضى مراقبة كل ما  يصدر من هؤلاء واخضاعه للدراسة قبل ان نقوم بتبنيه ونشره.فإذا كان اللعن في  ثقافة السيد كمال الحيدري لا يجوز فما باله برفع السلاح بوجه الفساد  ومقاتلة الظالمين والمفسدين؟. ثم ماذا يقول السيد كمال الحيدري لشيخ  المفسرين والفقهاء الامام الخوئي رحمه الله الذي يقول في كتابه مصباح  الفقاهة (2) (قيام السيرة المستمرة بين عوام الشيعة وعلمائهم على غيبة  المخالفين، بل سبهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار، بل في الجواهر (3):  أن جواز ذلك من الضروريات).

وماذا يقول السيد كمال الحيدي لجمهور  علماء اهل السنة ومفسريهم أمثال الطبري ، الآلوسي ، الفخر الرازي ،  البيضاوي ، القرطبي ، ابن كثير ، ابن حزم ، النووي ، ابن حجر. فقد اجمع  هؤلاء تقريبا على القول : (لا يوجد رأي لأحد العلماء قائل بأن الآية تختص  بالمشركين والكافرين؛ بل كل من صدر منه الظلم هو مستحق للعن سواء أكان  مسلماً أم كافراً، مشركاً أو منافقاً).

أن الآيات الناطقة باللعن  التي وردت في القرآن على اختلافها عددها (ستة وسبعون) آية .حيث نجد فيها أن  اللعن صدر من الله اولا ثم امر ملائكته بأن يلعنوا ثم أمر الناس أجمعين ان  يلعنوا: الكافر ، والمنافق ، والفاسق ، والمفسد، والظالم . والكاذب.  والمرتشي ، والمرابي . والمغتاب ، والنمّام . والواشي، وغيرهم، وقد وردت  نصوص مصرحة باللعن في التراث والاحاديث في أكثر من أربعمائة – 400ــ من  الاحاديث وغيرها. لا بل ان رسول الله (ص) لعن وامر بلعن من يؤذيه  ويؤذي عترته آل بيته ودونك الحديث من مصادر اهل السنة يا حيدري . قال رسول  الله (ص): ((ألا لعنة  الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئا من  حقي، وعلى من أتى عترتي ، وعلى من استخف بولايتي...)). (4)

فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، وجب التخلق بأخلاق الله وكتابه، والتزام بما جاءت به النصوص في كتابه المنزل.

كان على السيد كمال الحيدري أن يُفرق بين اللعن الذي هو مطلبٌ رباني ،  وبين السب والشتم المنهيُ عنه . أن نفي اللعن من قبل كمال الحيدري يحتاج  إلى دليل ، وليس له أن يُطلق الكلام اطلاقا فكيف (اللعن لايجدي نفعا) وقد  أمر الله ورسوله به لا بل ان الله ورسوله فعلا ذلك ودونك القرآن والسنة .  لا بل ان ابسط مواساة نقدمها للمظلوم هو أن يقوم بلعن الظالمين والتبرئ من  أعماله ورفضهم وابعادهم في حال لا يمتلك القدرة على مقارعتهم بالسلاح. ومن  منّا من لا يلعن من يظلمهُ من أي دين او مذهب او انتماء؟ ومن منّا لم يلعن  الفساد المستشري في الانظمة التي تحكم  الناس وتسرق قوتهم.ناهيك عمن  يُفجرون ويقتلون ويذبحون هؤلاء لايكفي اللعن لإيقافهم عند حدهم بل يجب على  الجميع حمل السلاح وسفك دمائهم وانقاذ الناس من شرهم. تحياتي

المصادر. 1- لربما لا تظهر الصورة عند البعض عليه اكتب نص كلام السيد كمال الحيدري  المنشور في الصورة يقول السيد كمال الحيدري : ((إن أساليب اللعن لا تجدي  نفعا، فهي لا تثبت حقا ولا تزهق باطلا، والمؤسف أن غيرنا يعمل ونحن نلعن  وغيرنا يتعلم ونحن نتكلم غيرنا يعمل على فتح قلوب الناس على دعوته الباطلة  ونحن نتفنن في إقفال قلوبهم على دعوتنا المحقة)).

2- مصباح الفقاهة  السيد الخوئي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦. وكلمة المخالفين مصطلح عام يشمل كل  الطبقات الحاكمة وغير الحاكمة المخالفة للدستاتير والكتب السماوية وما جاء  به الانبياء. وإن جرّه البعض إلى مذهب معين.

3-  نقلا عن كتاب جواهر الكلام  ج ٢٢: ص ٦٢. 4- انظر السيوطي ، والمتقي الهندي ، وابن حجر العسقلاني.

أ - من طريف ما أود الاشارة إليه هو أن كلمة (لعن) لو قلبتها لأصبحت (  نعل) وكأن الله تعالى يخبرنا بأن مكان الظالمين تحت النعال أو أن قيمتهم  ادنى من قيمة النعل الذي نرتديه ونطأ به الاقذار.

 

الكاتب :مصطفى الهادي

التاريخ :  2015/08/12

 

المصدر:

http://www.kitabat.info/subject.php?id=65618

 

أرسلت بواسطة admin في چهار شنبه 30 / 6 / 1394 |

سقيفة كمال الحيدري وصلت الى سقفها ! 

  

 

 

لاعجب من الحيدري ان يصدر منه هذه الهراءات بين حين و آخر حيث ان الرجل شمر  ساعده و قام ليكمل مشروع سقيفته الملكوتيه و قد اكتملت حيطان و الاعمدة فوصلت الى سقفها!
و انما العجب من بعض فضلائنا الابرار كيف اخفي عنهم هذه المؤامرة!
 
افاض علينا هذه المرة بان رواياتنا تتشكل عيونا كدرة و شجرة غير طيبه و ان خمس جنطات منها لايعادل عنده كلمتان من القرآن لما یزعم فیها من وجود روایات ضعیفة!!
 
فيا عجبا !!
أرسلت بواسطة admin في چهار شنبه 30 / 6 / 1394 |

 بعض انحرافات الحيدري

 

 

لا اعرف كيف انقلب ذلك الرجل الذي كُنا نعدّه ناصراً مِن انصار العقيدة الحقة وجندياً مدافعاً مِن جنود المذهب وفي ليلة وضحاها اصبح نداً للعقيدة ومدمراً للمذهب واداةً للاعداء من حيث يشعر او لا يشعر! بهجماته المتواصله واستهدافه للموروث العقائدي الشيعي ولحملة الشريعة وحماتها الافذاذ ، ففي بداية الكلام عن موضوع استهدافه للعلماء وتسقيطه لهم ، احب ان تعرفوا هذه الحقيقة التي لم يعرفها الكثير من الناس عن الحيدري واهدافه ، انقلها لكم مِن الكتاب الأخير الذي وضعه موقعه تحت عنوان: (إسلام القرآن وإسلام الحديث، ملخص للمشروع الإسلامي للمرجع الديني السيد كمال الحيدري) أن: (معظم المتصدِّين لا نرى فيهم أهليَّة قيادة الأُمّة، كما لا يصحّ منّا السكوت عن قيادتهم للعقل العامّ للأُمّة) ص114.

و(كان لابدَّ من تصفير قيمتهم ورقميّتهم في وجدان الأُمّة [يعني بالتسقيط والاتهامات بالعمالة والتنسيق مع المخابرات الدولية]، وكان لابدَّ من تحطيم ذلك الكيان المهيمن على عقل ووجدان الأُمّة بالباطل آنذاك [بمعنى ان نجلس في الفضائيات ونقول أن هؤلاء لا يفهمون شيء سوى الحلال والحرام]، وكان لابدَّ للإمام الحسين من وضع النقاط على الحروف [عجيب امره بهذا التشبيه!! فثورة الحسين على يزيد تشبه ثورة السيد على المراجع !!! ]، وقد فعل ، ونحن على خطاه سائرون [ أي سنسقط الجميع حتى يتسنى لنا التغيير، والله أكبر وليخسأ الخاسئون]) ص115

 

هذا ما يدور اليوم خلف الكواليس وما يدعون اليه اسياد الضلال ، يعملون على تحريف الحقائق لستغلوا جهل الناس السّذج ويضحكوا على عقولهم ويركبوا على ظهورهم في تسقيط هذا وذاك وبالتالي يُفرغوا الساحة لهم ليعيثوا في الدين فسادا حسب ما تبنوا من مشاريع تحطيم العقيدة وضرب المذهب من الداخل وإنكار أهم اركان المذهب ((كما انكر الحيدري تفاصيل مظلومية الزهراء (ع) )) وتضعيف حقائقها والاستهانة بها والادهى انه ادعى ان اغلب التراث الشيعي من اليهود والسبئية!! وهذه جريمة ما بعدها جريمة بحق المذهب!!! فماذا ابقى للنواصب!! ماذا يبتغي من وراء كل ذلك هل يفعلها مِن اجل ان يدعموا وحدتهم المزعومة على حساب نكران العقيدة وتسقيط عظماء المذهب الذين افنوا اعمارهم في خدمة الدين ، وهل الكذب والافتراء والتدليس وسيلة للشرفاء ليكسبوا بذلك الرأي العام ... 

فاحذروهم وحذّروا الناس منهم حتى لا يسرقوا تاريخكم ويسلبوكم عقيدتكم ويجردوكم من دينكم ودين ابائكم وولائكم للزهراء وبنيها عليهم السلام.. 

 

الكاتب : اسعد الحلفي 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=57851

 

أرسلت بواسطة admin في چهار شنبه 30 / 6 / 1394 |

 هل المعممين خط أحمر !

  

 

 في اللغة النبي َ(بالتشديد) يكون من النباوة التي هي الإرتفاع أو علو المنزلة ، وفي حديث(لا تبروا باسمي) أي لا تهمزوه . وذلك لعظمة النبي وكما في الحديث(ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين) وعن الصادق (ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه) أي العبقرية الفريدة والمميزة للأنبياء عن غيرهم.
أما النبيء(بالهمزة) يكون من الإنباء الذي هو الإخبار، وقد يتنبأ العراف والكاهن ومن يمارس فنون الباراسيكولوجي، وبهذا المعنى يفسر أفلاطون النبوات في كتاب الأحلام، ويتبعه عليه الكندي والفارابي وابن سينا وهم يقولون بأزلية المادة مع الله.
كتب كمال الحيدري في الولاية التكوينية استنتاجا منه:-
- بالجملة جميع الأمور الخارقة للعادة، سواء سميت معجزة أو سحرا أو غير ذلك- ككرامات الأولياء وسائر الخصال المكتسبة بالارتياضات والمجاهدات- جميعها مستندة إلى مبادئ نفسانية ومقتضيات إرادية.
- المبدأ الموجود عند الأنبياء والرسل والمؤمنين هو الفائق الغالب على كل سبب وفي كل حال.
- هذا المبدأ الموجود المنصور أمر وراء الطبيعة وفوق المادة.
- إن الأمور المادية مقدرة محدودة مغلوبة لما هو فوقها قدرا وحدا عند التزاحم والمغالبة
- الأمور المجردة مقدرة محدودة ولكن لا تزاحم بينها ولا تمانع إلا أن تتعلق بالمادة بعض التعلق
كان على السيد الجليل أن يدرس الباراسايكولوجي ليعرف الفرق أولا، وأن يوضح معنى \"وراء الطبيعة\" لأن مفهومه الأرسطي يؤسس للوثنية والصنمية ثانيا، فعندما نفرق بين عالم المادة وعالم الروح المجرد يلزم وجود الوسط بينهما وهذا مرتكز الإشراك في الحضارات القديمة. ولقد أفسدت آراء اليونان الفلسفة الاسلامية.

الكاتب : عبد الامير جاووش 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=57188

أرسلت بواسطة admin في چهار شنبه 30 / 6 / 1394 |

 وقفه مع السيد كمال الحيدري حول أهل الخبره

  

 

المرجعية هي الوجه المشرق لأطروحة أهل البيت في قيادة الأمة وتبليغ الرسالة ونشر العلم وهذا الأمتداد معني بأداء الأمانة التشريعية للأجيال في ضوء المبادئ التي نهض بها الرسول والأئمة المعصومون صلوات الله تعالى عليهم فلم يدع التشريع الأسلامي الناس هملاً ولم يتركهم دون ضوابط
ومنها سؤال أهل الخبره وهم أهل الأختصاص
اهل الخبرة هم المجتهدون ومن يدانيهم ممن هو مطلع على آراء العلماء الذين تدور الاعلمية بينهم ولو اجمالاً مع قدرته على تمييز الاقدر منهم .
حاول البعض التمويه على العوام بخطاب الغواية ومنها ما قاله
السيد كمال الحيدري عن الأعلمية، وأن الإمام كان يرشد الناس إلى نفسه، وكذلك العالِم، لا أن يقول له اسأل أهل الخبرة،
أقول كل فقهاء الشيعة يفتون بالرجوع إلى أهل الخبرة لتحديد الأعلم، وكتاباتهم في الرسالة العملية أن العمل بها مجزئ ومبرئ للذمة وأنه يجب تقليد الأعلم لا يلزم منه أنهم يقولون للناس ارجعوا إلينا دون سؤال أهل الخبرة، بل العمل بالرسالة مجزئ ومبرئ للذمة إذا توصل المكلف إلى تحقق شروط التقليد في المرجع من خلال شهادة أهل الخبرة.
فمثلاً السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب العروة يشترط الأعلمية في التقليد، ويقول في باب التقليد : "المراد من الأعلم من يكون أعرف بالقواعد والمدارك للمسألة، وأكثر اطلاعاً لنظائرها وللأخبار، وأجود فهماً للأخبار، والحاصل أن يكون أجود استنباطاً. والمرجع في تعيينه أهل الخبرة والاستنباط".
وهذا استفتاء ورد في كتاب (الفتاوى المنتخبة ج2 ص19) للسيد كاظم الحائري :
مسألة (28): سمعت شهادة السيّد محمّد محمّد صادق الصدر قدس سره بأعلميّتكم فعدلت إلى سماحتكم، فهل تقليدي صحيح؟
الجواب: إن كان ذو الخبرة الواحد كلامه مورثاً للوثوق عندك جاز الاعتماد عليه في التقليد، وإلّا فالاحتياط يقتضي تحصيل البيّنة، أي شهادة شخصين من أهل الخبرة.
فحتى إن كان يرى نفسه الأعلم، ولكنه لا يرى صحة تقليده بشهادتِه هو لنفسه بأنه أعلم، وعلى هذا جميع فقهاء الشيعة، إذ كيف يُقبل شهادة الإنسان لنفسه بأنه أعلم، فمثلاً نرى أن الشهيد السيد محمد باقر الصدر يبين الطرق التي يرجع فيها إلى معرفة الأعلم ومنها الرجوع إلى أهل الخبرة، ولو كان الأمر يثبتُ عنده بشهادتِه هو لنفسه لما كانت هناك حاجة إلى ذكر طرق معرفة الأعلمية.
كيف يكون العامي قادراً على تشخيص الأعلم من خلال مؤلفاته وهو ليس من أهل الاختصاص، فهل يمكن للناس من خلال قراءة المؤلفات الطبية أن يعرفوا الأعلم في الطب إذا لم يكونوا من أهل الاختصاص في الطب، وهكذا في كل مجال.
في الختام اقول أن الانحراف الفكري له آثار مُدمرة ، ومخاطر كبيرة على الفرد والمجتمع ، وكيان الدولة واستقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
وضرر الانحراف الفكري يبدأ بصاحبه ، ثم يلحق المحيطين به من أسرته ، ثم يصيب مجتمعه ، وبلده .
وتزداد خطورة الانحراف الفكري ، وتعظم آثاره المدمرة إذا تُرجم ذلك الانحراف إلى أفعال يقوم بها الفرد ، أو إلى سلوك ينتهجه مُتمثل في الظلم ، والاعتداء ، والإفساد في الأرض .

الكاتب : ابواحمد الكعبي 

التاريخ : 2014/02/04    

المصدر

http://www.kitabat.info/subject.php?id=42390

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 وقفه مع السيد الحيدري حول قدسيه السلف

 

 المقدمه
إن الإسلام كما يحرص على إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فإنه يحرص كذلك على تحصين أبنائه من الزيغ والانحراف، والحفاظ عليهم من الاعتداءات الحسية والمعنوية .
فالشبهات تعرض في العلم ، وتمنع القلب من معرفة الحق من الوحي ، وتشوش عليه صورة المعلوم منه،وهي تعرض في المتشابه أكثر من المحكم ، ولهذا جاء في القرآن "فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ" .
وأما الشهوات فهي اتباع ما تشتهيه النفس .
كما أن الشبهات اتباع ما يقع في النفس مما يظن أنه من العلم ، أو من أدلته ، فيقدم على الوحي ، أو يعارض به الوحي ، فيحصل بذلك الميل عن الحــق .
وقد قال _تعالى_: "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آثار الانحراف الفكري ومخاطره :
الحفاظ على فكر الأفراد وصيانته من الانحراف هو القاعدة الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع .
فالفكر السليم يُشكّل ركيزة مهمة في الحفاظ على الأمن وتحققه ، فبسلامة الفكر يستقيم السلوك ، فتُحفظ الدماء ، والأموال ، وتُصان الأعراض ، فيتحقق الأمن بكافة جوانبه .
أما إذا انحرف الفكر ، وخالف عقيدة المجتمع ، وناقض ثوابت الأمة ، فقد وقع البلاء ، وعمت الفوضى ، وظهر الفساد ، " فالفكر المنحرف يستهدف قيم وأخلاق وروح المجتمع في الصميم ، وله تأثير مدمر إن تمكّن من بلوغ أهدافه ، وإذا لم يتلق ردة فعل قوية من عموم المجتمع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد كمال الحيدري في برنامج (وجهاً لوجه)
انتقد السيد كمال الحيدري في برنامج (وجهاً لوجه) ما أسماها (سلطة السلف) و (قدسية السلف)، واعتبرها من أهم الموانع التي تمنع من وصول الحركات التجديدية إلى أهدافها المرجوة منها، وضرب مثالاً لذلك مسألة قدسية الصحابة في الموروث السني، ثم قال أنَّ هذه النظرية نفسها موجودة (مع الأسف) في مدرسة أهل البيت، وهي نظرية الإجماع، أي إجماع المتقدمين القريبين من عصر النص أو مشهورهم، ثم أبدى السيد الحيدري أسفه على العقل الإنساني الذي نظَّمه هؤلاء فصار يعطي القدسية للشيء باعتباره أقدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا قال السيد كمال الحيدري
قال السيد كمال الحيدري : "أعتقد أن واحدة من أهم الموانع التي تمنع من وصول الحركات التجديدية إلى أهدافها المرجوة منها هو سلطة ماذا؟ هو سلطة السلف، وقدسية السلف، طبعاً هذه لها موروث روائي ضخم جداً، ولهذا أنتم عندما تأتون إلى الآن موروث السنة (قرني أفضل القرون)، خلاص القرن الأول هو أفضل القرون، ثم يليه قرنٌ فقرن، يعني كلما أنت اقتربت من قرن رسول الله فأنت أقدس ولابد أن لا تمس إلى أن نصل إلى أصحاب رسول الله، كلهم عدول، وكل آرائهم كذا، وكلهم في الجنة، انظروا قدسية..
ثم هذه النظرية نفسها نحن مع الأسف الشديد نعيشها أين؟ في مدرسة أهل البيت، من أين؟ من خلال نظرية الإجماع، الآن لو أجمع المتقدمون على مسألة أو مشهور العلماء، هذي سلطة ماذا؟ المشهور هم يا مشهور؟ مو المشهور المتأخر، المشهور المتقدم، ولهذا جملة من الأعلام يقولون نحن عندما نقول الإجماع حجة، مراد يا إجماع؟ يقول إلى أواسط القرن الرابع وأواخر القرن الرابع والخامس، خلاص انتهت القضية، بعد ذلك لو أجمعوا 100 قرن على مسألة لا قيمة لها، أما لو أجمع أولئك الذين هم في القرن الثالث والرابع كل القيمة لهم، وهذه سلطة السلف، وهذه قدسية السلف، يعني يظهر يظهر أن العقل الإنساني مع الأسف نظَّمَهُ هؤلاء بشكل أنَّ القدم يعطي قدسية ماذا؟ يعطي قدسية للشيء، كلما صار أقدم".
تجدون كلامه في الدقيقة 24:06 إلى 25:57 على هذا الرابط، واستمعوا لما بعدها فقد صرَّح أنها تمثل الخطورة الأصلية، وأنها سلفية شيعية!!!

 http://www.youtube.com/watch?v=gP8dSZH37V0

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 وقفــــــه
أقول : شبَّه السيد كمال الحيدري - في خلط عجيب - نظرية الإجماع في مدرسة أهل البيت بنظرية (قدسية الصحابة) في الموروث السني، وقال أنها من أهم الموانع التي تمنع من وصول الحركات التجديدية إلى أهدافها المرجوة منها، لنقرأ ما قاله مؤسس الجمهورية الإسلامية السيد الخميني قدس سره عن إجماع المتقدمين وأهميته ومزيته على إجماع المتأخرين، ثم سننتظر من السيد كمال الحيدري أن يتهكَّم على ما قاله السيد الخميني قدس سره بنفس الأسلوب الذي يتهكَّم به على آراء السيد الخوئي وغيره من الأعلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا قال الأمام الخميني
قال السيد الخميني قدس سره (تهذيب الأصول ج3 ص574) ضمن كلامه مقدمات ومبادئ استنباط الأحكام الشرعية :
"8- معرفة الشهرات المحقّقة الفتوائية، وما أجمع عليه أساطين الفقه منذ دوّن الفقه؛ فإنّ العدول عنها خطأ محض، ولا قيمة للرواية إذا أعرض عنه مدوّنها وأفتوا بخلافها. فلأجل ذلك يجب الفحص عن كلمات القوم والبحث عن فتاوى قدمائهم الذين أخذوا الفقه والأحكام والأحاديث والروايات عن الحجج الطاهرة، أو عن تلاميذهم أو مقاربي أعصارهم؛ فإنّ لفتاواهم وإجماعاتهم قيمةً لا يوزن بها فتاوى من تأخّر عنهم؛ فإنّ أكثر الأصول المصحّحة كانت موجودة عندهم، وقد كان دأبهم الإفتاء بمتون الروايات من دون تغيير. فلا غنى للفقيه عن مراجعة ما دوّنه الصدوقان والشيخان؛ خصوصاً شيخنا الطوسي، شيخ الطائفة الحقّة؛ حتّى يقف على المشهور والنادر".
أقول : ما رأي السيد كمال الحيدري في كلام السيد الخميني قدس سره، هل هو من سلفية الشيعة الذين يُعطون قدسية للسلف تمنع الحركات التجديدية من الوصول إلى أهدافها المرجوة منها؟ نرجو أن يطرح رأي السيد الخميني ويناقشه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الختام
الانحراف الفكري يُعد من أهم مُهددات الأمن والنظام العام ، ومن أبرز وسائل تقويض الأمن الوطني بمُقوّماته المختلفة ، حيث يهدف إلى زعزعة القناعات الفكرية ، والثوابت العقدية ، والمُقوّمات الأخلاقية والاجتماعية ، ولا شك أن جميع الانحرافات الفكرية والسلوكية ، والنشاطات الُمضرة بمصالح الناس ومقاصد الشرع يكون وراؤها فكراً منحرفاً "

الكاتب : ابواحمد الكعبي  

التاريخ : 2014/02/03   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=42362

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 فما عدا ما بدا يا سيد كمال الحيدري

 

 المقدمه
المرجعية آمر الهي وقد اجتمعت لهم -أعلا الله برهانهم- من المواهب الإلهية والألطاف الربانية ما لم ينله إلا أمثالهم -وهم ندرة كريمة- ممن أوتوا الحظوظ العالية.
نظرة إلى المرجعية تمتد فيها رؤيتك إلى بحر زاخر بالجواهر وتمتع فيها بحدائق ناضرة في مسالك من نهج الفقاهة وإرشاد الأذهان بخير دليل ومعتمد ومستمسك ومستند. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما قاله السيد كمال الحيدري
ذكر السيد كمال الحيدري في إحدى حلقات شهر رمضان المبارك لهذا العام 1434هـ في برنامج (مطارحات في العقيدة) أنَّ نظرية تعيين أو تدخل الإمام الحُجَّة عجل الله تعالى فرجه الشريف في تعيين المرجعية هي نظرية أصولها أموية، وقد كرَّر قوله صارخاً (أصولها أموية) ثلاثاً للتأكيد على هذا الأمر.
قال السيد كمال الحيدري في برنامج مطارحات في العقيدة بعنوان (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن القسم2) : 

 http://www.youtube.com/embed/qykE4AEtlZI?feature=player_detailpage

 /> أقول : نلاحظ أنه قال أنَّ هذه الفكرة وهي تعيين أو تَدَخُّل الإمام الحُجَّة في تعيين المرجع الأعلى أصولها أموية، وقال أنَّ سبب إشاعة هذه الفكرة هو إعطاء قدسية للمرجع تمنع من توجيه النقد له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألفات نظر
رَأَيْنا كيف أنَّ السيد كمال الحيدري ينتقد علماء الطائفة كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي والعلامة الحلي والسيد الخوئي وغيرهم من الأعلام الكبار، فنتمنى منه أن يعرض هذا الكتاب إن استطاع ويقول أنَّ السيد الخميني قدس سره متأثر بالنظرية التي زعم السيد الحيدري أنَّ أصولها أموية
جاء في كتاب قبسات من السيد الإمام الخميني قدس سره في ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية.
لمؤلفه:
"غلام علي الرجائي" ص 181 و ص 182
المرجعية آمر أللهي
زرت الأمام في الصباح الباكر لليوم الأول الذي اعقب وفاة اية الله العظمى السيد البروجردي لكي اسأله عن رآيه بشأن البقاء على تقليد الميت ولما عرضت سؤالي علية
قال ارى جواز ذلك فسألته عن الدليل فشرح لي دليله
وقد بقيت عند في ذلك اليوم حتى صلاة الظهر وأقمتها مقتدياً به وقد قال لتلاميذه في ذلك اليوم
( حذار من ان تندفعوا للدعوه الى مرجعية أحد فالمرجعيــــــه آمر الهـــــي وسيتم تعينها بدون تأثير من هذه المداخلات )
فهل تقدر على مثل هذا يا سيد كمال الحيدري؟ تفضل وانقد السيد الخميني وقل أنه متأثر بنظرية أصولها أموية، وإني متأكد أنك لا تجرؤ على ذلك .
ولماذا يا سيد كمال وانت تقر بأن المرجعيه امر آلهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقاء 8 شوال 1427هـ
بتاريخ 8 شوال 1427هـ ما جاء في هذا اللقاء يتناقض تمام التناقض مع ما قاله السيد الحيدري في هذه الحلقة، وهذا نص السؤال وجواب السيد الحيدري :

 http://www.youtube.com/watch?v=xQtCE_rMLos

 سؤال : سيدنا بالنسبة إلى تصديكم للمرجعية هل في نظركم سوف تتصدون للمرجعية حالياً أو في المستقبل؟
جواب السيد كمال الحيدري : "في اعتقادي أنه قضية المرجعية فيها بعدان:
البعد الأول : إلى الآن شخصاً أنا معتقد أن المرجعية العامة مرةً أكرِّرُها المرجعية العامة لا المرجعيات الجزئية أو المحلية، المرجعية العامة لمدرسة أهل البيت ولشيعة مدرسة أهل البيت وأتباع أهل البيت هذه المرجعية العامة تحتاج إلى مجموعة من الشرائط والمؤهلات اطمئنوا أن الإنسان هو بالضرورة لا يعرفها، لابد أن تحصل فيها تأييدات إلهية حتى أن الشخص يتأهل لهذا الموقع أو لا يتأهل.
والقضية ليست فقط قضية علمية، هذه أؤكد عليها، يعني لا يتبادر إلى ذهن أحد أن المرجعية العامة لشيعة مدرسة أهل البيت وأتباع أهل البيت بالضرورة فقط مسألة علمية، لا.. فيها أبعاد إلهية وفيها أبعاد مرتبطة بتأييدات إمام العصر سلام الله عليه وأبعاد أخرى إللي الآن أنا مو بصدد شرحها.
إذنْ أكو فد بعد أنا أعبر عنه فد بعد غيبي، هذا البعد الغيبي لا نستطيع أن نتصرف به كثيراً، هذه قضية.
البعد الثاني في المرجعية العامة : هو أنه درجت حوزاتنا العلمية، ومن السنن الحسنة فيها أنه مع وجود من يحمل هذه الراية المباركة وهي التصدي لمرجعية الشيعة وأتباع مدرسة أهل البيت أنه حتى لو كان هناك من يعتقد أنه بنفسه أعلم من المتصدي إلا أنه لا يتصدى، وعندنا تجارب من هذه القضية، يعني أنا أنقل هذه القضية باعتبار كلاهما ذهب إلى ربه :
السيد محمد باقر الصدر رحمة الله تعالى عليه سيدنا الأستاذ السيد محمد باقر الصدر عندما تصدى السيد الخوئي للمرجعية العامة وصار اتفاق على المرجعية العامة السيد محمد باقر الصدر كان يعتقد بنفسه أعلم ممَّن؟ من السيد الخوئي، وعندما استفتي أيضاً على هذه القضية أجاب عن هذه القضية عندما سُئِل : هل أن السيد الخوئي أعلم الموجودين؟ السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه ولكن كثير لا يلتفتون، أجاب أن "السيد الخوئي أعلم المتصدين" مو أعلم الموجودين، لأن هو كان يعتقد بنفسه أعلم شنو؟ أعلم الموجودين، فأجاب بأنه أعلم المتصدين، ولم يطبع رسالة عملية إلا عندما أمره السيد الخوئي بكتابة الرسالة العملية، تعلمون أنَّ السيد الصدر كتب الفتاوى الواضحة عمره 44 سنة، يعني قبل استشهاده بسنتين أو ثلاث، لم يكتب، لم يكتب أبداً إلى أن قال له السيد الخوئي رحمة الله تعالى عليه قال بأنه أنا أخاف يصير عليَّه شي وماكو كذا كذا، فتصدى السيد محمد باقر الصدر تصدى رحمة الله تعالى عليه، والتفتوا جيداً تصدى ومع ذلك ومع ذلك عندما كان يسألوه الوكلاء وغير الوكلاء كان يرجعهم إلمن؟ للسيد الخوئي.
هذه قوانين حوزتنا، هذه السنن القائمة في حوزتنا، وفي زماننا إللي الآن المرجعية العامة متصدي لها السيد السيستاني الله يحفظه ويطيل في عمره مع وجود هذه الراية أنا لا أشعر بأنه يوجد هناك فراغ في المرجعية وفي التقليد حتى أتصدى أو لا أتصدى.
إذنْ أتصور هذه القضية الآن سابقة لأوانها، ولا ينبغي مو فقط أن تطرح لي، لا ينبغي أن تُطرح لأيِّ أحدٍ، مادامت الراية بحمد الله تعالى مرفوعة بيد أمينة، والله يطيل في عمر السيد، أنا.. لا مجال له، وبعد ذلك كما قلتُ يوجد عوامل أخرى تتدخل ليست القضية قضية فقط علمية حتى نقول بأنه هذا عالم أو ليس بعالم.
ندعو الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع ونسألكم الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
فما حدى لما بدى يا سيد كمال !!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما قاله السيد عادل العلوي
وهنا أنقل لكم ما قاله السيد عادل العلوي يقول نقلاً عن السيد محمود الهاشمي المرجعية أمر الهي السيستاني نموذجاً

 www.youtube.com/embed/M5jgsHU-rI0?feature=player_detailpage

 الختام
الحديث عن الحواضر العلمية ومعدن العلماء ومواطن إبداعهم، حديث يجمع بين المتعة والعناء، المتعة حيث نشر التراث وإذاعة أمجاده والتغني بماضيه العريق وتأريخه المشرق ووصله بالحاضر مقروناً بما أخذ وما قدم، والعناء حيث سبر المراحل المتقادمة والقريبة وما واكبها من أحداث وخطوب كادت تميت الحياة العلمية وتذهب بكل نتاج وإنجاز، لولا ما أمدّها الله به من قوة ومنعة وعزة ورفعة، ومن تمسك بكتاب الله فإنه لا ينقطع، وحبله لا يقطع . 

الكاتب : ابواحمد الكعبي

التاريخ : 2014/02/01   

المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=42298

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

وقفـه مع السيد كمال الحيدري حول دعاء صنمي قريش

 

أجاب السيد كمال الحيدري على أحد المتصلين حول صدور دعاء صنمي قريش بالقول
هذا الدعاء لم يصدر من أهل البيت لأنه يتعارض مع نهجم صلوات الله تعالى عليهم في الدعوى الحسنه طاعناً بسند الدعاء ومتنه
قائلاً بأنه ( داعاءاً باطلاً دعاءاً باطلاً و دعاء لا أصل له ولا قيمه له ونحن نربأ بأئمتنا بمثل هذه الكلمات التي لا قيمه علميه اهل البيت اجل واعز واكبر ان يتكلموا بمثل هذه الكلمات واساساً مثل هذه الكلمات مخالفه لمنطق القرآن الذي قال ادعوا الى سبيل ربل بالحكمه والموعظة الحسنه ...... )

 http://www.youtube.com/watch?v=U7dDBFMnrOk

 هل دعاء صنمي قريش وارد عن المعصوم ع و هل سنده صحيح أم لا ؟
نعم هو وارد عن المعصوم وهو أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) حيث كان يقنت به في الصلاة، وثوابه عظيم حيث قال فيه: ”إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد بألف ألف سهم“. وهو دعاء معتبر إذ رواه الكفعمي (قدس سره) في المصباح والبلد الأمين عن عبد الله بن عباس، وقال فيه: ”هذا الدعاء من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار وكان أمير المؤمنين عليه السلام يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره“.
وكذا رواه الشيخ حسن بن سليمان الحلي (قدس سره) في المحتضر، ونقله كثير من العلماء في مصنفاتهم. ولا أدلّ على اعتباره من اهتمام العلماء به وذكره في مصنفاتهم الفقهية حتى أشار إليه الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) في كتاب الصلاة عند التعرّض لذكر كلمة ”آمين“، وأشار إليه من المعاصرين السيد صادق الشيرازي في شرحه للشرائع عند التعرّض لقنوت الصلاة مقوّيا أفضليته على سائر أدعية القنوت. بل إن من أعظم ما يدّل على علو شأن ومنزلة هذا الدعاء النفيس أن علماءنا صنّفوا في شرحه مصنّفات عديدة، منها ”ذخر العاملين في شرح دعاء الصنمين“ للمولى محمد مهدي بن المولى علي أصغر بن محمد يوسف القزويني، ومنها ”رشح الولاء في شرح الدعاء“ أي دعاء صنمي قريش للشيخ أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني وهو يرويه بسنده وقد رواه عنه السيد رضي الدين علي بن طاووس والمحقق نصير الدين الطوسي والشيخ ميثم البحراني. كما تكفّل بشرحه المولى علي العراقي، والفاضل عيسى خان الأردبيلي، والعلامة يوسف بن حسين بن محمد النصير الطوسي الأندرودي، والميرزا محمد علي المدرس الجهاردهي النجفي، وغيرهم من أفذاذ العلماء، كلٌ تحت عنوان: ”شرح دعاء صنمي قريش“.
أما عن كون سند الدعاء صحيحا فإنما هو مثل سائر الأدعية المعروفة، كدعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء العديلة ودعاء أبي حمزة الثمالي ودعاء الندبة ودعاء المشلول ودعاءي الجوشن الصغير والكبير.. وغيرها من الأدعية كلها لا يصدق على أسنادها اصطلاح السند الصحيح في عُرف المتأخرين، إلا أن ذلك لا يقدح فيها ولا يسقطها عن الاعتبار كما يتوهّم الجهلة والعوام، فإن السند الصحيح محلّه الأحكام على ما قرّرناه في دروسنا الحوزوية ومحاضراتنا، أما الأدعية ونظائرها فمشمولة بقاعدة التسامح في أدلة السنن، وهي قاعدة فقهية معروفة لا يتنازع في ثبوتها اثنان، وهي تقوّي تلكم الأدعية والزيارات الواردة إلينا، فلا يمكن لأحد أن يرفض دعاء صنمي قريش أو يشكك في صدوره إذ هو مروي من نفس العلماء الذين رووا لنا دعاء كميل ودعاء الصباح وسائر الأدعية، وهم عندما رووا تلكم الأدعية ذكروا أنهم إنما انتخبوا من الروايات ما يدينون الله بصحة التعبد به، ونبذوا الأدعية المنحولة أو المفتراة على لسان الأئمة عليهم السلام، فعلى أي أساس علمي نرفض هذا الدعاء الذي وصلنا منهم دون ذاك مع أن سند كليهما ضعيف؟!
لا يغرّنكم قول بعض الانهزاميين من أن دعاء صنمي قريش ليس صحيحا أو لا يجوز التعبد به، فإن هؤلاء لم ينقموا على الدعاء إلا أنه يحرجهم في لعقهم لقصاع المخالفين وتسوّلهم منهم، فسوّلت لهم أنفسهم أن يردّوا كلام المعصوم ويتطاولوا عليه بإثارة هذه الشبهة الضعيفة التي لا تصمد أمام قواعد علم الدراية، فهذه القواعد تنسف هذه الشبهة نسفا وتقوّي هذه الأدعية العظيمة لقوة متونها وتسالم العلماء عليها فيُحكم باعتبارها وترتّب الثواب على الملتزم بها.
وقي ذلك أجاب سماحة السيد هاشم الهاشمي حفظه الله 

 http://www.youtube.com/watch?v=rE3en5d5M2w

 أكرر واقول ان من المؤسف ان تكون خاتمة اعمال السيد بهذه الصورة ليتضح ان جهده لم يكن خالصا لله في تلك المطارحات وغيرها وانه قد داخله ماداخل بعض صغار العلماء من حسد وحب للجاه والسمعة حتى انه فطن الى ان الوهابية مطايا لعدة جهات فاذا به بدوره يستخدمهم مطية للوصول الى سدة المرجعية وهو الذي يقر بانها امر رباني تحظى بتسديد غيبي. ولاادري الايعلم السيد ان مامن احد سلك هذا السبيل الا وعاد عليه بالخسران؟
رزقكم الله وإيانا حسن العاقبة وشفاعة محمد وأله صلوات الله عليهم والسلام.

 

 

الكاتب : ابواحمد الكعبي 

التاريخ : 2014/02/02    

المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=42326

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 هل صدق السيد كمال الحيدري في دعواه

 

 المقدمـهالعلم بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وآله سبيله بذل الجهد في طلبه،والأخذ من أفواه العلماء الربانيين؛ المشهورين بالديانة، المعروفين بالستر والصيانة؛ الذين قد ارتقت في العلم درجتهم، وعلت فيه منزلتهم. ولا يكون العالم ربانيا إلا إذا عمل بعلمه؛ إذا كان الرجل عالما، عاملا، معلما، قيل له رباني، فإن خرم خصلة منها، لم يقل له رباني " و ورد عن احد الصالحين " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا" ولا يؤخذ عن مبتدع،ولا كذاب،ولا سفيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوى السيد كمال الحيدري
ادَّعى السيد كمال الحيدري في إحدى حلقات برنامج (مطارحات في العقيدة) بعنوان (مشروع المرجعية الدينية وآفاق المستقبل) أنَّ السيد الخوئي قدس سره لا يرى الولاية للفقيه إلا في الفتوى، واستنتج من ذلك أنَّ السيد الخوئي قدس سره لا يروى دوراً للفقيه في زمن الغيبة الكبرى إلا في كتابة رسالة عملية فقط.
قام السيد كمال الحيدري بعرض (كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى) للسيد الخوئي وفيه أن الولاية للفقيه في أمرين : نفوذ قضائه، وحجِّيَّة فتواه، فعلَّق السيد الحيدري قائلاً : يعني الرسالة العملية، وإذا قضى بين متخاصمين ينفذ.
ثم عرض كتاب (مستند العروة الوثقى، كتاب الصوم، ج2، ص88) وادَّعى أن السيد الخوئي ينفي منصب القضاء عن العلماء، فاستنتج أن السيد الخوئي يرى انحصار دور الفقيه في الرسالة العملية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما قاله السيد كمال الحيدري :
"الاتجاه الأول وهو الاتجاه الذي دققوا فيما أقول, الاتجاه الذي يعتقد أنه لا يوجد دور للمراجع الدينية في عصر الغيبة الكبرى إلا أن يصدروا رسالة عملية ليس لهم أي دور آخر. كل دورهم يتلخص في الرسالة العملية, فإذا أصدروا رسالة عملية فقد انتهى دورهم, تقول واقعاً يوجد هكذا اتجاه, أقول نعم وسأقرأ لكم وسأقرأ لكم من أعلام معاصرين لا من أعلام متقدمين. أشير إلى بعض كلماتهم.
هذه كلمات سيدنا الأستاذ وأنا درست عند هذا السيد الكبير السيد الخوئي قدس سره الذي هو من أعلام بل يُعد من كبار أعلام مدرسة أهل البيت في العقود الأخيرة ولعل أكثر المراجع الحاليين هم من تلامذته, (التنقيح في شرح العروة الوثقى, تقريراً لبحث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي, تقريرات الميرزا علي الغروي التبريزي) الذي أنا أيضاً درست عند السيد الخوئي ودرست أيضاً عند المقرر الميرزا علي الغروي التبريزي أيضاً حضرة عنده مدة, (في التنقيح, ج1, ص424) يريد أن يبين دور بالضبط دور علماء الدين والمراجع الدينية في عصر الغيبة الكبرى, يقول: [إن الولاية لم تثبت للفقيه في عصر الغيبة بدليل] يعني لا يوجد أي دليل أن الفقيه له ولاية في عصر الغيبة, [وإنما هي مختصة بالنبي والأئمة عليهم السلام] إذن ما هو دورك سيدنا [قال: بل الثابت حسبما تستفاد من الروايات أمران] ما هما؟ [نفوذ قضائه وحجية فتواه] يعني الرسالة العملية, وإذا قضى بين متخاصمين ينفذ, واضح. هذا يقوله في التنقيح.
عندما نأتي إلى كتاب (مستند العروة الوثقى) ولذا قلت البحث بمقدار ما تخصصي, (مستند العروة الوثقى, كتاب الصوم, ج2, ص88) يقول: [وملخص الكلام أن إعطاء الإمام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت] حتى القضاء لم يثبت, إذن ينحصر دوره في الفتوى, انتهى يعني ماذا؟ يعني يكتب رسالة عملية. عنده دور آخر؟ أبداً لا يوجد له أي دور آخر". 
  

http://alhaydari.com/ar/2012/12/45460/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول
هل صدق السيد كمال الحيدري في دعواه أنَّ السيد الخوئي قدس سره ينفي منصب القضاء عن العلماء، أو أنه بَتَرَ كلام السيد الخوئي ونَسَبَ إليه رأياً مخالفاً لما قاله؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدليس سماحة السيد كمال الحيدري
قال السيد كمال الحيدري : "عندما نأتي إلى كتاب (مستند العروة الوثقى) ولذا قلت البحث بمقدار ما تخصصي, (مستند العروة الوثقى, كتاب الصوم, ج2, ص88) يقول: [وملخص الكلام أن إعطاء الإمام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت] حتى القضاء لم يثبت, إذن ينحصر دوره في الفتوى, انتهى يعني ماذا؟ يعني يكتب رسالة عملية. عنده دور آخر؟ أبداً لا يوجد له أي دور آخر".
أنظروا الى المنهج العلمي لسماحه السيد الحيدري وهو يدلس على الأمام الخوئي
مستند العروة الوثقى للسيد الخوئي، كتاب الصوم، ج2، ص88
وملخص الكلام في المقام ان اعطاء الامام عليه السلام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت بأي دليل لفظي معتبر ليتمسك باطلاقه. نعم بما انا نقطع بوجوبه الكفائي لتوقف حفظ النظام المادي والمعنوي عليه ولولاه لاختلت نظم الاجتماع لكثرة التنازع والترافع في الاموال وشبهها من الزواج والطلاق والمواريث ونحوها. والقدر المتيقن ممن ثبت له الوجوب المزبور هو المجتهد الجامع للشرائط، فلا جرم يقطع بكونه منصوبا من قبل الشارع المقدس، أما غيره فلا دليل عليه.
   

http://www.amal-movement.com/maktaba/04/no0485.html
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النتيجه
أنَّ السيد كمال الحيدري بَتَرَ كلام السيد الخوئي قدس سره ونَسَبَ إليه نفي منصب القضاء، بينما نجد أنَّ السيد الخوئي يُثبتُ منصب القضاء للفقهاء.
وهذا كذب واضح
فالإنسان إذا طلب العلم ممن لم ترسخ في العلم قدمه، أو كان صاحب هوى وبدعة، أو استقل بنفسه في الطلب، واكتفى بمطالعة الكتب، كان حريا ألا يصل إلى مرتبة الفقه في دين الله.

الكاتب : ابواحمد الكعبي  

التاريخ : 2014/01/31   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=42268

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

المشروع الأصلاحي أم التخريبي يا سيد كمال الحيدري

 

 المقدمه
لم تتعرض عقيدةٌ إلى مثل ما تعرضت له عقيدة التشيع من محاربة، ولم يتعرض أهل ملّة إلى مثل ما تعرض له أهل التشيع من مراجع عدول من اضطهاد. لقد كان الإنسان الشيعي في صراع دائم مع أنظمة الحكم وقوى التسلط من أجل البقاء، إذ هو يمثّل بعقيدته وثقافته مكمن تهديد جدي لتلك الأنظمة والقوى التي لم تجد بدا من تصفيته والقضاء عليه، لأن التشيع بما هو عنوان للحرية والعزة والكرامة، معولٌ يهدم عروش الطغيان والاستبداد والظلم.
ولأن المرجعيه هي الراعيه لهذا التشيع الأصيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشروع التخريبي للسيد الحيدري
...............................................
لا يخفى على كل من يتابع السيد كمال الحيدري ما صَدَرَ منه في شهر رمضان المبارك 1434هـ من هجوم متكرر على مراجع الطائفة وحوزاتها العلمية، وأنه مازال مصراً على إسقاط مراجع الطائفة.
لقد صَدَرَ بعد شهر رمضان المبارك 1434هـ كتاب بعنوان (إسلام القرآن وإسلام الحديث ملخص المشروع الإصلاحي لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري)، بقلم: الدكتور طلال الحسن، وقد أُعْلِنَ عن قرب صدور هذا الكتاب في موقع السيد كمال الحيدري على هذا الرابط :
http://alhaydari.com/ar/2013/09/50225/ 
ثم أُعلنَ عن صدور هذا الكتاب على هذا الرابط مع وضع رابطين لمشاهدة الكتاب وتحميله 
 
http://alhaydari.com/ar/2013/09/50270/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا تضمن هذا الكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد تضمَّن هذا الكتاب دعوة صريحة إلى إسقاط مراجع الطائفة، وهذا نص ما جاء في هذا الكتاب ص114-115 تحت عنوان (مشروعنا الإصلاحي بين الأمُمّة والحواضر العلمية) :
"وأخيراً نودّ توضيح وتأكيد أمر كنّا قد أشرنا له في السطور السابقة، يتعلَّق بوجه الإعلان والبوح بمثل هذا المشروع الإصلاحي الذي قد يُقال فيه أنَّه مشروع خاصّ بالحواضر العلمية، فينبغي طرحه في أروقتها وتجنيب الأُمّة عن محلّ الخلافات والصراعات الفكرية، وغير ذلك من اللوازم الخطيرة اللازمة للإعلان عنه، وبالتالي فالإعلان عنه منافٍ للحكمة، بل وناقض للغرض أيضاً.
والجواب عن ذلك نقضاً وحلّاً؛ أمّا النقض فإنَّ سيرة القرآن وسيرة أهل البيت عليهم السلام لا تتّفق مع كتمان الحقّ، لا سيّما إذا كان أهل الحلّ والعقد لا يستجيبون لنداءات التغيير والإصلاح؛ ونحن بحسب تجربتنا وجدنا نفوراً وصدوداً عظيماً من أهل الحلّ والعقد؛ وبالتالي فإنَّ معظم المتصدِّين لا نرى فيهم أهليَّة قيادة الأُمّة، كما لا يصحّ منّا السكوت عن قيادتهم للعقل العامّ للأُمّة.
نعم، لا بدَّ من إيجاد صرخةٍ موازيةٍ لصرخة الإمام الحسين عليه السلام، صرخة تاريخية هزَّت وجدان الأُمّة، ولو تابعنا سيرة الإمام الحسين عليه السلام مع المتصدِّين من العلماء والمتحدّثين والمُحدِّثين في عصره نجد أنَّ الأعمّ الأغلب منهم كان خانعاً مستسلماً لقيادة الحكم الامويّ، آيساً من فرصة التغيير، فكان القريب والغريب ينصحونه بأن يفرّ إلى الصحاري والبراري إنقاذاً لنفسه الشريفة؛ ولكنَّ الإمام الحسين الأبيّ ما عاش ليفرَّ من مواجهة الطغاة، ولم يُخلق ليستسلم مع المستسلمين، فكان الحسين، وهو ابن أبيه كما يصفه المرحوم العقّاد.
ونحن لنا أُسوة حسنة بجدّنا الإمام الحسين عليه السلام يوم نذر نفسه للتغيير من خلال تحرّك الوسط الجماهيري، وإسقاط القادة والمتصدِّين - ممَّن ليس لهم الأهليّة في ذلك - من وجدان الأُمّة.
نعم، كان لا بدَّ من تصفير قيمتهم ورقميّتهم في وجدان الأُمّة، وكان لا بدَّ من تحطيم ذلك الكيان المهيمن على عقل ووجدان الأُمّة بالباطل آنذاك، وكان لا بدَّ للإمام الحسين عليه السلام من وضع النقاط على الحروف، وقد فعل، ونحن على خطاه سائرون".
فالسيد كمال الحيدري يدعو بصراحة إلى إسقاط مراجع الطائفة وتصفير قيمتهم ورقميّتهم في وجدان الأمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال الى السيد كمال الحيدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن بقيَ سؤال لابدَّ أن نوجِّهه للسيد كمال الحيدري ليجيب عليه، وهو : يا سيد كمال الحيدري، يا مَنْ دعوتَ إلى إسقاط المراجع وتصفير قيمتهم ورقميّتهم من وجدان الأمة، هل هناك محذور شرعي وأخلاقي في إسقاط المراجع والكلام عليهم، وإن كان هناك محذور شرعي فما هي عاقبة هذا المحذور وما هي نتائجه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جواب السيد كمال الحيدري
جواب السيد كمال الحيدري : "الإنسان ميستطيع (لا يستطيع) أن يعيش هذه المفارقة من الناحية النفسية، ميستطيع أن يكذب على الناس وهو لا يعمل به، لا هو هو يصدق بنفسه أنه واقعاً هالشكل، يقول أنا أعلم أعلم أعلم إلى أن يصدق بنفسه أنه ماذا؟ أعلم، فيرتب آثار الأعلمية على نفسه، يفسق الآخرين، يسقط الآخرين.
أنا من أذكر فد مطلب بودِّي أنَّ الإخوة يرجعون إلى أنفسهم، من يكذبون فَرِدْ شي يشوفون بأنه عندما يقولون فَرِدْ شي عن الآخرين كذباً في نهاية المطاف، شيخنا الأستاذ الشيخ جوادي حفظه الله تعالى يقول: في التأريخ نحن لم نجد أحداً أنكر النبوة إلا وادِّعاها لنفسه، ينكر النبوة لكن في مقام باطنه وواقعه إذا قدر يصرح يصرح، ما قدر يصرح هو في واقعه شيدعي (ماذا يدعي)؟ يدعيها لنفسه، وما وجدنا أحداً أنكر الإمامة إلا وادَّعاها لنفسه، وما وجدنا أحداً أنكر المرجعية والطائفة و و إلا وادَّعاها قال: أنا هالشكل، هذوله هيج قال أنا في المقام، يتكلم على العلماء على المراجع يسقِّطهم، خو مولانا ش.. قال أنا أنا، هسه إما بالدلالة المطابقية، وإما بالدلالة الالتزامية، بَعَدْ الأمرُ إليك، مباشرةً يعني انته متلقاهن، هذني متلازمات لا ينفكن، وعندما يدعيها لنفسها بطبيعة الحال بَعَدْ يرتب الآثار، يرتب الآثار، فلهذا يقول يهدي إلى الفجور، طبيعة يهدي إلى الفجور، والفجور طبيعة مقدمات نتيجتها أين؟ نتيجتها في الجنة لو نتيجتها في النار؟". 


http://www.mediafire.com/listen/kw7tlf4xuj4w9kz/سيد+كمال+ع %D9%84%D9%85+%D9%86%  D9%81%D8%B3%D9%83.mp3 

 http://www.mediafire.com/listen/kw7tlf4xuj4w9kz/سيد+كمال+ع %D9%84%D9%85+%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%83.mp3


أقول : نشكر السيد كمال الحيدري على جوابه الذي نسف كل دعاواه العريضة، وبيَّن عواقبها ونتائجها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمه
نريد للأمة أن تلتزم بطريق يوصلها إلى التقدم والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، فإذا كان ذلك يتطلب الهجوم على أئمة الجور والباطل، فإننا لن نتوانى عن ذلك مهما تطلب من تضحية، فإلى متى نستمر في أسلوب الدفاع عن أئمتنا فقط؟! أليس الهجوم أفضل وسيلة للدفاع؟!
كلا.. ليس ذلك الهجوم عنفا؛ فهذا ما يقضي به منهج المعصومين عليهم السلام، وهذا ما استقاه منه الفكر المرجعي الذي ما كان ليخالفه. إنما هو تحريض على التمرد على الباطل ليس إلا.

الكاتب : ابواحمد الكعبي  

التاريخ : 2014/01/29   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=42186

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

179

 كلمـه لابـد منهـا

 

 ذكر سماحة السيد كمال الحيدري في برنامج مطارحات في العقيدة بتاريخ 17 - 8 - 2012م عن مسأله الهلال قوله ( بأن المراجع لا يهتمون حتى بمسألة الهلال!!!! )
لقد بَلَغَ الأمر بسماحة السيد كمال الحيدري إلى القول بأن المراجع لا يهتمون حتى بمسألة الهلال!!!! وهذا القول فيه مجازفة كبيرة وإساءة واضحة لمراجع الدين، فهي دعوى خطيرة، ولكن ما هو دليلكم عليها، الدليل كان في قولكم :
"ولذا تجدون مسألة الهلال تختلف من يومين إلى ثلاثة إلى أربعة"!!!!
فهل هذا دليلٌ على أنَّ المراجع لا يهتمُّون بمسائل الهلال؟!!!!! ومتى اختلف الشيعة في إثبات الهلال إلى ثلاثة أو أربعة أيام بأن يثبت الهلال عند مرجعٍ في يوم ويثبت عند آخر بعد ثلاثة أو أربعة أيام لأننا لا نعلم بوقوع مثل هذه الحالة أبداً؟ بل متى وصل الخلاف إلى يومين فضلاً عن ثلاثة أو أربعة؟؟؟
ثمَّ لو اختلف الفقهاء في إثبات الهلال، فأثبته شخصٌ في يومٍ، وأثبتَه الآخر في اليوم الذي يليه، فإن سبب الاختلاف يعود إلى المباني التي اعتمد عليها كلٌّ منهما،
فأحدهما مثلاً يرى الرؤية بالعين المسلحة حجةً في إثبات الهلال، والآخر يقول بأنَّ الهلال لا يثبتُ بالرؤية بالعين المسلحة، وأنَّه لا بدَّ من رؤيتِه بالعين المجردة، وكلٌّ فقيه يأخذ بما أوصله إليه الدليل،
فهل هذا دليلٌ على عدم اهتمامهم بمسألة الهلال؟
ثمَّ بعد هذا كلِّه تقولون للناس أنكم لا تقصدون الإساءة والانتقاص وأنكم بصدد التقييم العلمي!!!!
عجيب وأي تقيم علمي هذا !!!!!!!
إنَّ مثل هذه الاستدلالات جعَلَتْ الكثيرين يعرف أن سماحة السيد كمال الحيدري
يريد التنقيص من بقية المراجع بأي وسيلة كانت.
ولا أنسى بأن أذكر بما قاله سماحته "فإن كان المرجع الديني يتبنى الاتجاه الأول فيكتب رسالة عملية ويذهب إلى البيت وينام"!!!!!!!!!!!!!!!!
فإن كانت كل هذه الأمور لا تعدُّ إساءة فلا يوجد في الدنيا شيءٌ اسمه إساءة.
إن هذه البرامج ينبغي أن تصب في خط الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، لا أن تكون محلَّاً لإثارة الخلافات بين الشيعة وعلمائهم.
 

الكاتب : ابواحمد الكعبي 

 التاريخ : 2014/01/30   

 المصدر

http://www.kitabat.info/subject.php?id=42230

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 لماذا يا سيد كمال الحيدري

  

 

 المقدمـه
عندما نقف ونستذكر العصور الماضية متصفحين تاريخها وما دار فيها من إفرازات ومظاهر وصور يظهر لنا فيها وجه الحق ووجه الباطل الأسود فنجد إن هناك شخصيات كانت تقف في جانب الحق البين وإذا بها تنقلب على عقبيها لسوء عاقبتها وماضيها الذي لم تستطع تناسيه أو الانسلاخ عنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوى
.............
ادَّعى السيد كمال الحيدري بأنَّ السيد الخوئي لم يكن يعتني بالقرآن، وادَّعى أيضاً أنَّ السيد الخوئي لم يكن له درس تفسير في الحوزة العلمية، ثم علَّل ذلك بأنَّ السيد الخوئي كان يرى أنَّ المحورية العامة في فهم المنظومة الدينية إنما تكون من خلال الرواية وليس من خلال القرآن!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا قال السيد الحيدري ؟
.....................................
قال السيد كمال الحيدري في برنامج (مطارحات في العقيدة) بعنوان (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن ق1) :
"يكون في علمكم أصحاب هذا الاتجاه لم يعتنوا بالقرآن، يعني لم تتوجه أبحاثهم الدالة الدرسية والتراثية والكتابية وتربية العلماء باتجاه القرآن وإنما صار باتجاه الحديث، السيد الخوئي بحمد الله تراثه بعشرات المجلدات، خمسين مجلد في الفقه، ثلاثين مجلد في الرجال، لعله عشرين ثلاثين في أصول الفقه، ولكن لا يوجد له إلا كتاب يتيم واحد في القرآن وهو البيان في تفسير القرآن، لماذا السيد الخوئي أيضا لم يكن له خمسين مجلد في القرآن؟ لماذا لم يكن له درس في الحوزة العلمية؟ لأنه بيني وبين الله هو يعتقد أن المحورية العامة في فهم المنظومة الدينية إنما تكون من خلال الرواية، وليس من خلال القرآن". 


 http://alhaydari.com/ar/2013/07/49027/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألفات نظر
...............
أقول : هكذا أطلق دعواه، ثم بنى نتيجة باطلة استناداً إلى دعوى باطلة.
اقرؤوا ما قاله زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي قدس سره عندما ترجم لنفسه في كتابه (معجم رجال الحديث) :
http://www.al-khoei.us/books/index.php?id=8146 


ذكر السيد الخوئي في معجم رجال الحديث في الجزء الثالث والعشرون
ترجم في 14727: أبو القاسم بن علي أكبر:
ابن هاشم الموسوي الخوئي : رضوان اللّه عليهما : مصنّف هذا المعجم. وجرياً على عادة الرجاليين في تحرير تراجمهم عند ما يصل دور اسمهم، حرّرت هذه الترجمة الموجزة عند وصول طبع المعجم إلى هذا الموضع:
ولدت في بلدة (خوى) من بلاد آذربايجان، في الليلة 15، من شهر رجب، سنة 1317هؤ، وبها نشأت مع والدي واخوتى، وأتقنت القراءة والكتابة وبعض المبادئ، حتى حدث الاختلاف الشديد بين الامّة لاجل : حادثة المشروطة ؤ، فهاجر المرحوم والدي من أجلها إلى النجف الاشرف سنة 1328هؤ، والتحقت به في سنة 1330ه: برفقة أخي الاكبر المرحوم السيّد عبداللّه الخوئى، وبقية أفراد عائلتنا. الخ
ثم قال تدريسى:
وقد أكثرت من التدريس، وألقيت محاضرات كثيرة في الفقه والاصول، والتفسير، وربّيت جمّاً غفيراً من أفاضل الطلاب في حوزة النجف الاشرف، فألقيت محاضراتي في الفقه (بحث الخارج) دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الاعظم الانصاري (قدّست نفسه).
ثم قال وفي غضون السنين السابقة شرعت في تدريس تفسير (القرآن الكريم) برهة من الزمن، إلى أن حالت ظروف قاسية دون ما كنت أرغب فيه من إتمامه، وكم كنت أودّ انتشار هذا الدرس وتطويره، وإني أحمد اللّه تعالى على ما أنعم به علؤيّ من مواصلة التدريس طيلة هذه السنين الطوال، وما توقّفت إلاّ في الضرورات كالمرض والسفر، حيث تشرّفت بحجّ بيت اللّه الحرام عام 1353هؤ، وتشرّفت بزيارة الامام الرضا (ع) عام 1350، 1368هؤ، وقد قرّر مجموعة كبيرة من أفاضل تلامذتي ما ألقيته عليهم من دروس في الفقه، والاصول، والتفسير، وقد طبع جملة منه، وإليه هذه القائمة بالمطبوع فحسب.:
عنها في مبحث الضدّ.
وفي غضون السنين السابقة شرعت في تدريس تفسير (القرآن الكريم) برهة من الزمن، إلى أن حالت ظروف قاسية دون ما كنت أرغب فيه من إتمامه، وكم كنت أودّ انتشار هذا الدرس وتطويره، وإني أحمد اللّه تعالى على ما أنعم به علؤيّ من مواصلة التدريس طيلة هذه السنين الطوال، وما توقّفت إلاّ في الضرورات كالمرض والسفر، حيث تشرّفت بحجّ بيت اللّه الحرام عام 1353هؤ، وتشرّفت بزيارة الامام الرضا (ع) عام 1350، 1368هؤ، وقد قرّر مجموعة كبيرة من أفاضل تلامذتي ما ألقيته عليهم من دروس في الفقه، والاصول، والتفسير، وقد طبع جملة منه
وفي مورد أخر من نفس الكتاب
تآليفى:
وقد ألّفت في التفسير والفقه، والاصول والرجال، مجموعة من الكتب طبع بعضها، ولا يزال البعض الآخر مخطوطاً
بالمطبوعات فحسب:
اسم الكتاب عدد الاجزاء الموضوع 1: البيان في تفسير القرآن 1 تفسير 2: أجود التقريرات 2 أصول 3: تكملة منهاج الصالحين 1 فقه 4: مباني تكملة منهاج الصالحين 2 فقه 5: تهذيب وتتميم منهاج الصالحين 2 فقه 6: المسائل المنتخبة 1 فقه 7: مستحدثات المسائل 1 فقه 8: تعليقة على العروة الوثقى 1 فقه 9: رسالة في اللباس المشكوك 1 فقه 10: نفحات الاعجاز 1 11: منتخب الرسائل فقه 12: تعليقة على المسائل الفقهية 1 فقه 13: منتخب توضيح المسائل 1 فقه 14: تعليقة على توضيح المسائل طبعت مستقلة ثؤمّ أدرجت في المتن 1 15: تلخيص المنتخب 1 فقه 16: مناسك الحجّ (عربى) 1 فقه 17: مناسك الحجّ (فارسى) 1 فقه 18: تعليقة المنهج لاحكام الحجّ 1 فقه
19: معجم رجال الحديث : وهو هذا الكتاب ؤ، وقد طبع منه 21، جزءاً، والباقي تحت الطبع، وقد فرغت من تأليفه في شهر رمضان المبارك سنة 1389هؤ.
1 الدفاع عن كرامة القرآن.
1 الدفاع عن كرامة القرآن.
سنة 1389هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمـــــــه
أقول : لو كلَّف السيد كمال الحيدري نفسَه بقراءة ما كتبه أستاذه (كما يقول) عن نفسه لما أطلق هذه الدعوى الباطلة في حق من كان مرجعاً لشيعة أهل البيت عليهم السلام لأكثر من عقدين، ولكن السؤال المطروح الآن :
بعد أن يقرأ السيد كمال الحيدري هذا الكلام، هل سيظهر على الفضائية ويعتذر عمَّا قاله في حق السيد الخوئي قدس سره أو لا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمه لابد منها
......................
يقول العلامة الشيخ محمد جواد مغنية:
وأما الذين تخرجوا على يديه [الامام الخوئي] فلا يعلم عددهم الا الله وحده.
هكذا مرجعية من المؤسف جدا ان نرى بين الحين والاخر من يظهر علينا ليسقطها وبكلام مبطن فيه كسر وجبر واين ؟ في فضائية شيعية وفي شهر كريم وامام الحاقدين والمتصيدين .... واعتقد والله العالم ان الهدف من تسقيط السيد الخوئي (قد) هو تسقيط مدرسته وبالتبع تسقيط من تتلمذ على يديه ممن يتزعم الحوزة العلمية حاليا في النجف وقم. 

الكاتب : ابواحمد الكعبي

التاريخ : 2014/01/25    

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=42034

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 ما الفرق بين اسلام الحديث واسلام القران ؟

 

اشهد الله ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا الخصوص الذي اثارها سيدنا الجليل كمال الحيدري ، والكتابة هنا ليس من باب الخلاف والتهجم كما هو الحال عليه لدى الكثير من فقهائنا الكرام وبالرغم من ان السيد ذكر في عدة حلقات بان هنالك من سيرد عليه وتثار ثائرته ولنا راينا بهذا الخصوص سنقوله في محله، الكتابة هنا من باب النقاش والاستفهام .

عشرة دقائق لحديث للسيد الحيدري يخالف به السيد الخوئي كررت سماعها اكثر من مرة، وقفت عندها امام نقاش بيني وبين نفسي والحكم الكتب الخاصة بالموضوع الذي اثاره السيد الحيدري وملخصه ان السيد الخوئي يعتمد الرواية واهمل القران بدليل كما ذكر السيد الحيدري ان للسيد الخوئي عشرات المؤلفات بكل الاختصاصات الا القران فله كتاب يتيم واحد اسمه البيان واعتمد في حديثه هذا كعادته في عرض الكتب الموثقة فقد عرض كتاب مفتاح الاصول للسيد الخوئي ج/3 ص435 الموضوع الكلام في علاج التعارض واظهر على الشاشة العبارة التي اشار اليها بقلمه وهذا نصها \"الطائفة الاولى ماذكره رحمه الله من الاخبار الدالة على مخالفة الكتاب زخرف وباطل\" يقول السيد أي ان اعتماد الخوئي الرئيسي على الرواية ومن ثم القران .

حقيقة عجبت لهذا التاويل وساعقب بعد ذكر الشاهد الثاني للسيد الحيدري حيث عرض كتاب شرح العروة الوثقى للسيد الخوئي ايضا باب مبادئ الاجتهاد وهما اثنان احدهما الاصول والاخر علم الرجال واكد الخوئي على اهمية علم الرجال ..... وهنا استدل ايضا الحيدري على اعطاء الخوئي الاولوية للرواية .

اقول بخصوص الشاهد الاول فان سماحتكم لم تعرض كامل الرواية وان الطائفة الاولى قصد بها السيد الخوئي هي بخصوص عرض الاخبار على الكتاب والسنة هنالك طائفتان الاولى التي ذكرها مبتورة السيد الحيدري وهي تحليل واستنتاج للسيد الخوئي بان هنالك من يعرض الرواية على القران فاذا خالفته فيضرب بها عرض الحائط كما جاء في العبارة التي لم يقراها الحيدري ونصها ان حجية الاخبار مشروطة بعدم مخالفتها للكتاب والسنة

واما الشاهد الثاني فله ارتباط وثيق بالشاهد الاول بالرغم من اعتراض السيد الحيدري على السيد الخوئي لاهتمامه بعلم الرجال .

اقول علم الرجال هو علم السند والسند اذا وثق يكون الحديث محل دراسة واذا فسد السند فلا يلتفت الى الحديث والرجال او السند الموثق هو من يوصلنا الى حديث المعصوم ونحن الامامية نعتقد اعتقاد كامل وكما ذكر سماحتكم بان المعصومين خط احمر فاذا ثبت السند الموثق بان الرواية صادرة عن المعصوم نكون استنتجنا بان هذه الرواية اصلها من القران فكم من حديث وحكم قاله المعصوم وعند الاستفسار منه على اصل الحكم فيستشهد لهم باية قرانية فاذا ثبتت الرواية بانها صادرة عن المعصوم يعني انها صادرة عن القران وتاتي مصداق لحديث الثقلين وان العترة هم القران الناطق .

نختلف عن السنة والجماعة حيث انهم يعتمدون الحديث الصادر عن أي كان واغلبها عن الصحابة لاسيما ابي هريرة وعائشة وابن عمر وابن الزبير وهكذا اما نحن فنعتمد الرواية ولكنها الصادرة عن المعصوم حصرا والا على راي السيد الحيدري فان كتاب وسائل الشيعة يكون محل نقد لانه معتمد اعتمادا كليا على الرواية فهل ان هذه الروايات خلاف ما جاء في القران بعد التثبت من سندها ؟

والاصول التي يعتمدها السيد الخوئي فانها جاءت من الايات القرانية بكل مباحثها على سبيل المثال البراءة الشرعية تم اعتمادها من الاية الكريمة \"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا\" فالاستدلال بالكتاب اولا ومن ثم الرواية حسب ما روي عن الصادق عليه السلام من قوله: \" كل شئ مطلق حتى يرد فيه نهي \" 

اقول اخيرا سيدنا الجليل الحيدري اذا اردت ان تستحدث دراسة في الحوزة تعتمد ما تراه الافضل فيمكنك ذلك ومن ثم الثمار والنتائج هي من سيكون لها القول الفصل اما الغاء الاخرين فهذا امر لا يصح وانت سيد العارفين ان استنباط الاحكام الشرعية لدى الامامية تعتمد اولا على الكتاب ومن ثم السنة ومن ثم الاجماع واخيرا العقل فاولا الكتاب ، واذا ذكر السيد الخوئي في تقريراته ومباحثه ما يخص الرواية فان الكتاب يعتبر من المسلمات لا من الثانويات واقول لو ثبت لديك سيدنا صحة سند ومتن لرواية صادرة عن المعصوم ولكنك فسرت اية لنفس موضوع الرواية وفق أي منهج تفسيري تراه صحيح خلاف الرواية فايهما تعتمد ؟

الكاتب : سامي جواد كاظم  

التاريخ : 2013/11/23   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=39597

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

السيد كمال الحيدري لم تكن موفقا في حديثك عن كتاب سليم

 

 

اتصل شخص ما بالسيد كمال الحيدري وطلب منه ان يقوم بقراءة كتب الشيعة مثلما يقرا كتب الوهابية في برنامجه مطارحات في العقيدة ووعده السيد الحيدري بانه سيفعل ذلك في البرامج القادمة .
ومن خلال تصفحي لموقع اليوتوب وجدت هنالك بعض الردود على ما طرحه الحيدري في بعض برامجه ومن بينها نقده لكتاب سليم بن قيس فقمت بالبحث عن هذا النقد وتابعته ، وكان برنامجه هذا معنون اسلام الحديث واسلام القران على ما اعتقد .
سيدنا الجليل لم تكن موفق في طرحك للموضوع وطالما انت وعدت متصلك الكريم بانك ستتصدى لدراسة كتب الشيعة الامامية فكان املنا ان تسلط الضوء على الاحاديث لا على الشخصيات وتبحث في سندها ومتنها لاسيما تلك التي يحتج بها الطرف الاخر علينا فاما تثبت عدم صحتها او تثبت صحتها ، على نفس الطريقة التي تناولت بها كتبهم حيث اظهرت احاديث من صحاحهم تثبت لهم صحة معتقداتنا وقد بذلت جهدا رائعا في ذلك.
اعتمادك ادانة كتاب سليم على ضوء ما ذكره الشيخ المفيد في كتابه تصحيح عقائد الامامية ومن ثم تعريجك على ظلامة الزهراء اعتبرها انتكاسة في جهودك البحثية ، ان كنت تشكك في الكتاب اصلا فلم تطرقت الى ظلامة الزهراء مع العلم وحسب ما ذكرت انت اعتراف القوم على انفسهم حجة ، فاذا كانت كتبهم تصرح بحقيقة وقوع الاعتداء فلماذا تريد انت ان تغير هذه الحقيقة؟ ، نعم تعترف انت بوقوع ظلامة ولكن كيف هي الظلامة هنا نقطة البحث ,
اعود اذا كان الشيخ المفيد يشكك في الكتاب فهذا رايه ورايه محترم ولكن هنالك من يعتمد هذا الكتاب من بقية اساطين الشيعة ناهيك عن مدح الائمة لسليم بن قيس ، لربما هنالك احاديث غير صحيحة في كتابه وهذا لا يعني ان الشيعة تعتمد الكتاب مثلما الطرف الاخر يعتمد البخاري ومسلم فانت سيد العارفين نحن نقول القران الكريم فقط هو الصحيح من الغلاف للغلاف وبقية الكتب قابلة للنقد ومنهم الكافي والبحار وغيرها من الكتب ، ولكن هل نستطيع ان نقدح بمؤلفيها الذين بذلوا الجهد الرائع في جمعها وايصالها الينا ؟ كلا فهم الثقاة الامناء وقاموا بجمع كل ما وصلهم وتركوا لمن بعدهم التنقيح والتصحيح .
سيدنا الجليل كان الاجدر بك البحث عن الاحاديث الضعيفة التي في كتبنا واشر اليها بدلا من البحث في احداث تاريخية هم اقروا بها ، هنالك التباس وقعت به سيدنا الجليل البعض ينقل عن كتاب سليم والبعض ينقل عن سليم نفسه ونحن لا نستطيع ان نؤكد ان الكتاب بكامله معتمد كما ذكرت اعلاه ، والغريب تعريجك على ظلامة الزهراء اثناء طعنك بكتاب سليم ، وللتذكير اذكر بعض المصادر التي اقرت بحرق الدار واسقاط الجنين ، نعم قد يكون هنالك من هول الحدث اكثر الا ان اغضاب فاطمة لوحده يكفي ويكفينا ان قبرها مجهول ، نعود لذكر بعض المصادر: عن البلاذري بسنده : (( إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب أتراك محرّقاً عليّ بابي ؟! قال : نعم ... ))(أنساب الأشراف 1/ 586 ، وقريب منه ابن عبد ربه في العقد الفريد 5/13 وأبو الفداء في المختصر في أخبار البشر 1/156) .
وعن عروة بن الزبير : (( أنه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله بن الزبير : بأن عمر أحضر الحطب ليحرق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر )) (مروج الذهب 3/86 ، شرح ابن أبي الحديد 20/147) . 
عن الطبري بسنده : ((أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرّقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة ... ))(تاريخ الطبري 3/202 ، وقريب منه ابن أبي شيبه من مشايخ البخاري في المصنف 7/432) .
و قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352هـ : (( إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن )) (ميزان الاعتدال 1/139) .
و قال إبراهيم ابن سيار النظام المتوفى سنة 231هـ : (( إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها ، وكان يصيح عمر : أحرقوا دارها بمن فيها ، وما كان بالدار غير علي و فاطمة والحسن والحسين )) (الملل والنحل 1/59 ، الوافي بالوفيات 6/17) .
هذا جزء يسير جدا جدا .

الكاتب : سامي جواد كاظم 

التاريخ : 2013/11/16 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=39310

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

المرجعية و التاليف والسيد كمال الحيدري

 

 

تطرق السيد كمال الحيدري الى موضوع مهم وحساس ويستحق توضيح لكل من يهتم بهكذا مواضيع تخص المرجعية لان محور حديث السيد كان حول كيفية معرفة المرجع الاعلم فاستشهد وكعادته بالكتب الموثقة وكان مصدره بخصوص مؤهلات المرجع هو كتاب الفردوس الاعلى للعلامة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء( 1394 -1373هـ /1876 – 1953م) حيث وجه نفس السؤال اليه حول مؤهلات المرجع فهل يتعين بالشياع في زماننا هذا فاجاب الشيخ كاشف الغطاء في ص 78 ان طريقة الامامية في اختيار الاعلم من زمن الشيخ المفيد الى زمن الشيخ الانصاري هي غزارة علمه وكثرة مؤلفاته وحفظه للشرع والاسلام ومساعيه في صيانة الحوزة والذب عنها، وفي مكان اخر اكد على كثرة مؤلفات المرجع واستشهد بالشيخ المفيد والمرتضى والطوسي والصدوق .

بعد ذلك علق السيد الحيدري على ما قاله واكد عليه من غير الاشارة الى أي مرجع واضاف مقدم البرنامج استشهاده بكثرة مؤلفات السيد الخوئي وانه يستحق ذلك .

ولنا راينا بهذا الخصوص نعم في زمن الانصاري تعتبر المؤلفات من الامور المهمة ولكن السؤال اليس هنالك من الف اكثر مما الف الانصاري مثلا فهل يمكن لنا ان نقول ان الانصاري لا يستحق المرجعية ؟ هذا اولا وثانيا ان التاليف اليوم هو اسهل من شرب الماء بفضل الاجهزة الحديثة وفي نفس الوقت ان التاليف ياتي من غزارة العلم وغزارة العلم ليس من الضروري اثباتها من خلال تاليف الكتب بل الافضل اثباتها من استخدامها ضمن مفردات حياة المرجع وشرط ان تؤتي بنتائجها الايجابية على المسلمين والاسلام ومثل هكذا مراجع تعج بهم الساحة الاسلامية .

واذا كانت المؤلفات هي المقياس عند الامامية فماذا يقولون عن اختلاف مدارس العلم والحديث بين الائمة انفسهم عليهم السلام ؟ فالامام الصادق قدم للفقه حسب ظروفه اكثر مما قدم بقية الائمة حتى يقال عنا جعفرية تيمنا منا بالتزامنا بفقه جعفر الصادق عليه السلام .

معيار التاليف في زماننا هذا لا يؤخذ به كاساس فانا سبق وان كتبت عن نماذج يقال عنها المفكر والكاتب والدكتور وهي لا تستطيع ان تؤلف كتيب صغير بل ثبت لي وبالدليل القاطع انها تسرق من غيرها وتنسبه لنفسها بل اود ان اقول للسيد الحيدري ان هنالك من الف كتاب يمتدح نفسه ونسبه لشخص اخر وقام هو بطباعته موهما القارئ الكريم بان هذا الشخص هو من الف عن الممدوح في الكتاب واعتقد ان السيد يعلم من اقصد .

حفظ الشرع والاسلام وحقن الدماء تجلت بافضل صورها في العراق بعد سقوط الطاغية بفضل مواقف المرجعية العليا في النجف الاشرف وهذه المواقف لم تات من فراغ بل من سعة العلم التي هي عليها هذه المرجعية .

والاشارة الى ان ليس كل من طبع رسالة يعتبر مجتهدا فهذا صحيح لماذا ؟ يا سيدنا الجليل لان الاستنساخ ممكن ، فاذا كانت قابلية الاستنساخ اليدوي ممكن قبل عصر الحاسبات فكيف به اليوم فانه اسهل امر يقدم عليه من يشتري الشهرة ويبيع ذمته وضميره .

 

الكاتب : سامي جواد كاظم  

التاريخ : 2013/11/12   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=39126

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه " من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة

 

 

بعد ان تناولنا الحلقات الإثنتي عشرة، من حديث سماحة السيد الحيدري، في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ، في قناة الكوثر الفضائية، عمّا أطلق عليه مشروع "اسلام القرآن"، وناقشنا ما رأينا ضرورة مناقشته، حلقة حلقة، نود ان نسجل، في هذه الحلقة، بعض الملاحظات على مجمل أحاديث سماحته، في سلسلة حلقاته الرمضانية تلك، فنقول:

ـ1ـ كان حديث سماحة السيد الحيدري، خلال هذه الحلقات، يركز على كون سماحته صاحب مشروع، يهدف الى "تصحيح" الفكر الشيعي والعقيدة الشيعية، من خلال حركة شاملة تبدأ بتشييد "منهج جديد" في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي، يقوم على أساس ما أسماه "محورية القرآن ومدارية السنة"، زاعما ان منهج الاخباريين في التعاطي مع الموروث، يقوم على اقصاء القرآن الكريم إقصاءا تاما، وان منهج الاصوليين يقوم على عدم الرجوع الى القرآن الكريم إلاّ في حال تعارض الروايات. 

وقد اتضح من خلال مناقشاتنا له، ان كل ما نسبه الى العلماء بهذا الشأن لم يكن صحيحاً.

ـ2ـ افترض سماحة السيد ان منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي غيرُ مُجْدٍ في تنقية الموروث مما شابَهُ من وضْعٍ وتزوير وكذب ودس وغيرها، وذلك لأنه يعتمد اعتمادا كليا على صحة السند، ولم يعطِ أيَّ اعتبارٍ لموافقة مضمون الرواية للقرآن الكريم. 

وقد اتضح لنا ان هذا كله كان مجرد افتراض من قبل سماحته، إذ لم يذهب أحد من العلماء الى ذلك، كما اتضح لنا بان ما ذكره من اسسٍ وركائز لمنهجِهِ المفترَض، لا يصلحُ لتشييد منهجٍ قادرٍ على التعاطي مع الموروث، بل انّه يفتح الباب واسعاً أمام الموضوعات وغيرها، ومع عدم صلاحه لذلك، فانه يسقط عن الاعتبار، وبسقوطه يسقط كلُ ما بُني عليه من مشاريع.

ـ3ـ يردد سماحة السيد بانه لا يهتم الا بالسنة الواقعية، ولكنْ لمّا كانت السنة المنقولة هي الطريق الى السنة الواقعية، فلا مجال لجزم سماحته بالسنة الواقعية الا ما ندر، ولذا فانّ كلام سماحته هذا سينتهي بالمرء الى ما انتهى اليه ابو حنيفة الذي لم تصح عنده الا عدة روايات. 

ـ4ـ زعم سماحة السيد، بان مشروعه القائم على محورية القرآن، كفيل بعلاج آفة التطرف، والتخلص من رمي الآخرين بالتكفير والشرك وغير ذلك مما هو قائم اليوم بين المسلمين، لأن كل ذلك مستند الى الموروث الروائي، ولذا فان اعتماد مرجعية القرآن من قبل كل المذاهب الاسلامية، يجعل مرجعية كل المسلمين مرجعية واحدة، فتنتهي تلك الخلافات وأمثالها على الاقل.

وقد اتضح لنا، بأنّ التعاطي مع الموروث الروائي بالشكل الذي يريده سماحة السيد غير ممكن عقلاً وشرعاً، ومع افتراض إمكانه، فانه لا يحسم خلافاً ولا يعالج معضلا، وذلك لأنّ إباحة دماء الشيعة ـ مثلاً ـ ورميهم بالكفر والشرك وغيرهما، يستند الى القرآن أساساً !!، وكذا الأمر بالنسبة الى الكثير من مسائل الخلاف الاساسية، ولكنّ سماحة السيد كأنه لا يعلم بذلك.  

ـ5ـ كرر سماحته على مسامعنا، عدم اعتماده السند في اعتبار الرواية، وانه يأخذ على سائر العلماء اعتمادهم له، ولكننا رأيناه يعتمد على روايات، ويؤسس عليها ويبني، دون ان يتفضل علينا ببيان المعيار الذي اعتمده في اعتبارها، فيبدو انه اعتبرها اعتمادا على السند!!.

ـ6ـ لم يكن سماحته أمينا في نقل وتقرير آراء ومنهج من يختلف معهم من العلماء، فقد نسب الى الإمام الخوئي وغيره، ما لم يقولوه، كما نسب الى مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما ليس فيها من عقائد.

ـ7ـ لم ينجح سماحة السيد في اثبات عدم فاعلية منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي، كما انه لم ينجح في تثبيت اسس وركائز منهجه المفترض، فضلاً عن تشييد نفس المنهج، وكل ما استطاع ان يصل اليه في كل تلك الحلقات، هو ان الموروث الروائي (سنيا كان أم شيعيا)، فيه شيء من الاسرائيليات والموضوعات والمدسوسات وغيرها، ولكنّ هذا ـ من حيث المبدأ ـ محل اتفاق العلماء، وليس فيه من جديد، إلا التهويل والمبالغة، بل حتى ان الامثلة التي ساقها سماحته كنماذج لتلك الاسرائيليات أو الموضوعات، لم يكن موفقاً فيها.

ـ8ـ أصر سماحة السيد على ان منهج العلماء في التعاطي مع الموروث الروائي الشيعي، غير فاعل في حماية العقيدة والفقه، مما في الموروث من إسرائيليات وموضوعات ومكذوبات وغيرها، وان منهجهم المعتمد يؤدي الى مخالفة القرآن الكريم، وعلى الرغم من إصراره هذا، فانه لم يستطع أن يأتي بمثال واحد يُثبت فيه انّ العلماء قد خالفوا القرآن الكريم، في بعض المعارف الإسلامية، مما يرتبط بالعقيدة والفكر أو بالسلوك، بناءاً على رواية (أو: موروث) من هذا القبيل، ولو كان زعمه هذا صحيحا، لوجد في أقول العلماء ومؤلفاتهم، وهي بالالوف، الكثير الكثير من ذلك، خصوصا مع ادعائه بانّ أكثر الموروث هو من هذا القيبل.

ـ9ـ أضاع سماحته الكثير من الوقت في استطرادات ليس لها علاقة بالموضوع، كما أضاع الكثير جدا منه في إثبات ان هناك من الروايات ما هو مدسوس ومكذوب وموضوع، أو ما هو من الاسرائيليات، وهو من حيث المبدأ، محل اتفاق العلماء قديما وحديثا، ولذا فان سماحته لم يكن بحاجة الى كل ذلك، مما يوحي بانه كان يقصد تبديد الوقت وإضاعته، على الرغم مما يبديه من حرص ظاهري (مفتعل ومبالغ فيه) عليه، فقد كان بإمكان سماحته ان يستفيد من الوقت ـ وقد كان كافيا جدا ـ  بما يخدم هدفه المعلن، ولكنه لم يفعل، وعمل على تضخيم المسألة، وابراز قضية الإهتمام بتنقية الموروث وكأنها من اكتشافات سماحته "العلمية"، ومثل ذلك السلوك يستدعي التشكيك في هدفه المعلن من "حركته". 

ـ10ـ حاول سماحته ان يحصر موقف العلماء من بعض الكتب الحديثية الشيعية ككتاب االكافي مثلاً، بين قبول بعض رواياته بمضامينها وردّ اخرى بمضامينها، وبين القبول بها كلها بمضامينها، وكلام سماحته هذا غير صحيح، لأنّ ثبوت صحة سند الرواية لا يستلزم قبول مضمونها قطعاً، وهو معروف لدى الطلبة.  

 ـ11ـ دأب سماحته على التأثير على المتلقي عاطفيا، وقد اتخذ سماحته من ذريعة "مظلوميته" منطلقا لمهاجمة من يختلف معهم بالرأي من المراجع والعلماء، بحجة انهم سيقولون ويقولون، فكان يصطنع المنافذ ليتحدث عن المحاربة والاقصاء و"الثالوث المشؤوم"، وقد أضاع الكثير من وقت البرنامج ووقت متابعيه في هذا الأمر، وكأنّ الهجوم على المراجع وتناولهم كان هدفاً أساسياً يستحق كل الوقت، في هذا البرنامج!!.

ـ12ـ كرّر سماحتُه دعوة العلماء كثيرا الى الردّ على أقواله، ولكنّ العلماء، يرون بانّ سماحته لم يأت بشيءٍ يستحق رداً، ولو رأوا ان هناك ما يستحق المناقشة، لتناولوه في بحوثهم ودروسهم العالية، ويبدو انّ موقفهم هذا كان يجعل سماحة السيد كثير الانفعال، ويدفعه نحو الغضب، والتأكيد دوماً على أنّ كلامه كلام علمي، في إشارة "لا شعورية" لموقف العلماء هذا، الذي يتّسم بالتجاهل. 

ـ13ـ يقول سماحته انّ  اعتراض المعترضين عليه، لم يكن الا بسبب مناقشته لبعض آراء كبار العلماء وردّها، ولكنّ قوله هذا غير صحيح، إذ ان المشكلة مع سماحته لم تكن في مناقشته للآراء وردها، وإنما في عدم الموضوعية في الطرح، وعدم العلمية في التناول، وعدم الدقة في الفهم، وعدم الأمانة في النقل، وعدم السلامة في الاستنتاج، وعدم الكياسة في الاسلوب، وإلاّ فانّ مدرسة أهل البيت قائمة على الاجتهاد، وهو لا يحصل الاّ بالأخذ والرد العلميين، وبحوث علمائنا ومؤلفاتهم خير شاهد على ذلك.

ومن الواضح انّ المشروع الذي لا يتسم بالروح العلمية والموضوعية والتتبع والدقة والعمق، لايمكن ان ينتظر منه أحد، ما يحقق أو يخدم أهدافا نبيلة.

 ـ14ـ في الوقت الذي نرى سماحة السيد يشكو من الاقصاء الذي يقول بانه يمارس ضده، ويقول ان مالكي الثالوث المشؤوم: (السلطة الدينية، والمال، والاعلام)، يمارسون الاقصاء والاتهام والافتاء ضد كل من يختلف معهم، نراه يتعامل مع مخالفي رأيه بروح التسفيه والاقصاء والاتهام والافتاء، وقد حاول ان يُسَخّر الاعلام للدعاية لمرجعيته وخدمة طروحاته وتسفيه آراء العلماء، الى أبعد حد، وقد كان كثيرا ما يُعرّض بمن يختلف معه، ويصفهم بانهم ليسوا من أهل العلم والتحقيق، ويَسْخَر منهم ومما يسميه بالبؤس والشقاء والجهل الذي هم عليه، كما كان يصر  على عدم اجتهاد علماء الحلال والحرام، حتى وان كانوا أعلم من غيرهم في تلك المسائل، وما ذلك الإصرار الا تعبيرا عن مسلك اقصائي واضح، وإلاّ فانّ الرجوع اليهم حينذاك حكم عقلي لا يمكن تجاوزه بهذه البساطة. 

ولكنّ الذي يبدو لي هو انّ هذا الهدف يمثل الهدف الأساس لسماحة السيد من كل هذه الحلقات، إنسجاماً مع ما صدر منه في مناسبات اخرى، ولذا فقد كا سماحته مضطرا لمثل هذه الفتوى الإقصائية، ولم يكن له بدّ منها، من أجل ان يكون له بعض الأثر في حياة الناس وأفعالهم، فلو قال انّ علماء الحلال والحرام مجتهدون ويجوز تقليدهم، مع مراعاة الأعلمية، لما رجع اليه الناس في عباداتهم ومعاملاتهم، ولمّا كانت هذه الدائرة هي الدائرة الوحيدة التي يمكن للمرجع ان يؤثر فيها على مواقف الناس وتحركاتهم، ليبقى تأثير الدوائر الاخرى في إطار الفكر والثقافة فقط، (وهي نتيجة لا تستقيم مع طموحات سماحة السيد)، فانه اضطر الى القول بعدم اجتهادهم رأساً لكي يتمكن من ابعادهم عن طريقه تماما، ويحقق اقصاءهم الكامل من دائرة العبادات والمعاملات، التي هي مدار اهتمام سماحته، وهدف حركته، وإلا فانّ عدم جواز تقليد الأعلم منهم ولو في تلك المسائل فقط، على الاقل، منافٍ لحكم العقل في مسألة التقليد. 

ـ15ـ  من أجل أنْ ينأى سماحته بنفسه عن عيوب "مشروعه" وفشله الواضح، ويداري إحراجه، حاول أن يتملص من تحمُّل مسؤولية عدم نجاحه في تحقيق ما اراد تحقيقه، فهرب الى الأمام، في موقف استباقي، قائلاً: انّ سلطة السلف تحول دون نجاح المشاريع الاصلاحية !!.

ـ16ـ انطلق سماحته من قاعدة: "لا قدسية لأحد من غير المعصومين"، ليقول: "لا خطوط حمراء"، ليُسقطَ بذلك كل ضوابط الاحترام والتقدير والتكريم، ويحرّرَ نفسه من قيودها، في حين ان الخطوط الحمراء موجودة بوضوح وقوة حتى في الموقف من الفسّاق.

ـ17ـ كثيرا ما كان يوجّه خطابه الى غير المجتهدين، من منبريين واصحاب مواكب وغيرهم، وهو خلاف ما يقتضيه خطاب أصحاب المشاريع الاصلاحية للمناهج العلمية المعتمدة، إذ المفروض أن يكون الخطاب حينئذ موجها الى أهل الاختصاص حصرا، لأنهم وحدهم معنيون بالمناهج.

ـ18ـ ذكر سماحته في بعض أحاديثه، بانه يستهدف بمشروعه الطبقة المثقفة والاكاديمية، وكلامه هذا يعني بانه بصدد عملية تعبوية لا تنسجم مع الطرح الموضوعي العلمي، الذي يستهدف أصحاب الاختصاص أساساً.

ـ19ـ عدم التواضع العلمي، الى الحد الذي يجعله يدعي ما ليس له، ويوحي الى المتلقي، بانه هو صاحب هذا الرأي أو ذاك، والحال ان الرأي الذي يدعيه لنفسه هو رأي آخرين وليس رأيه هو، بل قد يكون هو الرأي المشهور والمعروف والمعتمد لدى العلماء منذ القدم، وبدلا من ان يعترف بذلك، ويذهب الى تأييده مثلا، نراه يدعي الرأي لنفسه، وينسب اليهم ما لا يقولون، ثم ينبري للرد على ما نسبه اليهم من قول، وبذلك يكون بصدد رد أقوال افتراضية، لم يقل بها اولئك العلماء الذين يذكرهم، وقد جاء كل "مشروعه" مثالا على ذلك، إذ انّ العلماء يتعاطون مع الموروث على أساس "محورية القرآن"، وإن لم يُطلقوا على ذلك التعاطي اسماً محدداً، ولم يضعوا له اصطلاحا.

ـ20ـ غالبا ما كان سماحته يستخدم الاسلوب التهكمي في مناقشة الاقوال التي ينسبها الى غيره، بل في التعاطي مع الروايات أحياناً، مُطلِقاً بعض الالفاظ والتوصيفات غير المناسبة، بل قد صدر منه أكثر من ذلك، وقد أشرنا الى بعضه في مواضعه من الحلقات السابقة.

ـ21ـ كان سماحته يتعامل مع بعض الآراء الشاذة وكأنها تعبر عن آراء عموم العلماء.

ـ22ـ كان سماحته ينشرح كثيرا، وتنفرج أسارير وجهه، مِنْ كل مَنْ يطري عليه ويمدحه من المتصلين في البرنامج، حتى ولو كان ذلك المتصل من أبسط الناس حديثاً وفهماً وعلماً، ولم يفهم مراد الكلام، عاكساً ذلك بابتسامة عريضة وكلمات شكر وإطراء وحركات بدن!!، في حين انه كان ينزعج كثيرا ويتبرم بشدة، ممن يطرح رأياً مخالفاً لرأية يستحق الإهتام والمناقشة، مترجماً ذلك بانقباض وعبوس، وامتعاض ونكوص، وردود أفعال لفظية وجسدية، لا تليق بعالم. 

ـ23ـ لم يكن ملتزما بما ينبغي ان يلتزم به الضيف في برنامج تلفزيوني يُبث على الهواء مباشرة، أمام مقدم البرنامج والكادر التلفزيوني الذي كان يعمل معه، وقد كان حادّ المزاج معهم، فتارة يقحم نفسه في ما لا يعنيه، وكأنه هو الذي يدير البرنامج، ويحدد ما ينبغي وما لا ينبغي أن تكون عليه الحلقات والاسئلة، واخرى يتهجم على الكادر، بذريعة انهم لم يفوا بوعودهم، ولم يكن من المناسب أن يتحدث سماحته معهم بما تحدث، حتى فيما لو كانوا وحدهم وخارج وقت البرنامج، فكيف به وقد قال ما قال على الهواء؟؟!!

adnan5851@yahoo.com

 الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

 التاريخ : 2013/11/28   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=39846

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثانية عشرة

 

 إضاءة: 

[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثانية عشرة:
في بداية هذه الحلقة ذكر سماحة السيد، انّ وجود روايةٍ ما في مصادر أي مذهب من مذاهب المسلمين، لا يعني انهم  يقبلون بها ويلتزمون بمضمونها ويفتون على أساسها، ولذا فلا يمكن إلزام أصحاب ذلك المذهب أو الاتجاه بها ما لم تصبح أساسا للفتاوى والعقيدة عندهم.
ثم نقل سماحته رواية عن عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق، تتحدث عن ان النبي (ص) فد سها في صلاته، وتساءل فيما اذا بُنِيتْ بعض العقائد على هذه الرواية وغيرها، فأجاب: بـ"نعم"، وضرب الشيخ الصدوق مثالا على ذلك، لكونه ذهب الى القول بسهو النبي (ص)، ثم نقل شيئا من ردّ الشيخ المفيد عليه.
ثم ذكر سماحته، بعضا من كلام الطبرسي في تفسيره، بهذا الشأن، حيث ذهب الى جواز السهو والنسيان على الانبياء، في غير التبليغ، وفي غير ما يؤدونه عن الله.
ثم نقل سماحته قول الشهيد الأول في "الذكرى"، بشأن ما ورد في نوم النبي (ص) عن صلاة الصبح، وقبوله به، كما نقل عن صاحب الجواهر ما نسبه الى الكليني، من قوله بسهو النبي، شأنه شأن الشيخ الصدوق وشيخه ابن الوليد والطبرسي. 
كما نقل سماحته شيئا من كلام المحقق محمد تقي التستري بهذا الشأن أيضا، حيث ذهب الى سهو النبي كذلك، لينتهي سماحته أخيرا الى القول بان كل هذا كان بسبب الموروث الروائي.
واخيرا تطرق سماحته لما أسماه اختراق المنظومة العقدية الاعتزالية، للمنظومة العقدية الشيعية، متناولا أصل "العدل"، كمثال على ذلك الاختراق.
وهذا هو رابط الحلقة الثانية عشرة، من حديث سماحة السيد الحيدري.
 
 
 
ولما كان سماحة السيد قد تحدث، في هذه الحلقة، عن مسألة سهو النبي (ص) ومسألة نومه (ص) عن الصلاة، وكان قد تناولهما في الحلقة السابقة (الحادية عشرة)، وكنا قد ناقشنا ذلك هناك، فان كلامنا مع سماحته في هذه الحلقة، سوف ينحصر في مسألة تسرب بعض عقائد المعتزلة الى الشيعة.
ولكن قبل البدء بذلك، اود أن اشير الى ان سماحة السيد قد ذكر بان وجود مجموعة من الروايات في المصادر الحديثية لمذهب ما، لا يسوّغ تحميل أصحاب ذلك الاتّجاه أو المذهب مضمون تلك الروايات، فإذا وجدنا مجموعة من الروايات في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم أو في مسند أحمد أو أي كتاب من المصادر الثابتة لأهل السنة لا نقول لهم بما انكم أوردتم الرواية، فأنتم تقبلونها بالضرورة، وتفتون على اساسها، فلعل المصنف أوردها ولكنه لا يقبلها مضمونا، لأنّه يفسرها بتفسير غير التفسير الذي تقدمه أنت، أو يوجد عنده معارض لتلك الرواية، إذن نفس وجود الرواية في المصادر الحديثية عند أهل السنة أو في المصادر الحديثية عند الشيعة، ليس دليلا على تبني مضمونها من قبل علماء ذلك المذهب أو الاتجاه .. نعم إذا وجدنا أن تلك الأحاديث قد صارت أُسسا لفتاوى وأصول عقائدية، فاننا نستطيع، عند ذلك، أن نلزمهم بها.
وكلام سماحة السيد هذا سديد ومتين، ولكنّ الغريب هو اننا نرى سماحته ينسى هذا الكلام عندما يتحدث عمن يقول بصحة بعض الكتب الحديثية الشيعية من الاخباريين، فيحاول ان يلزمهم بمضامين كل ما في تلك الكتب من روايات بسبب قولهم بصحتها، على الرغم من انه يدعو الى عدم إلزام السنة بالروايات الواردة في صحاحهم، بما فيها البخاري ومسلم، ما لم تتحول تلك الروايات والمضامين الى عقائد أو فتاوى.
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الحادية عشرة

 

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الحادية عشرة
حاول سماحة السيد في هذه الحلقة، ان يثبت بانّ الموروث الروائي السني قد تسرب الى الموروث الروائي الشيعي، بشكل أو بآخر، فجاء بروايات من الكافي وغيره، وردت بشأن بعض أفعال رسول الله (ص)، تتفق في المضمون مع روايات وردت في البخاري و غيره.
وفي بداية الحلقة، أشار سماحته الى انّ هناك روايات وردت في مصادرنا الحديثية، تتحدث عن ان الموروث الروائي الشيعي قد اصيب بآفات، منذ أواسط القرن الثاني، أي منذ زمن الإمام الصادق (ع)، وقال سماحته بان أعداء أهل البيت كانوا يتعمدون الكذب على الأئمة عليهم السلام، من أجل تشويه مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وذكر بعض ما جاء من تأكيدات من قبل الإمام الصادق والإمام الرضا (ع)، في هذا المجال، لتحذير الشيعة من الوقوع في ذلك الفخ. 
وتطبيقا لما تسرب من الموروث الروائي السني الى الموروث الروائي الشيعي، ولما ورد في الرواية المنقولة عن الامام الرضا (ع)، بخصوص التقصير في أمرهم (ع)، توقّف سماحته عند كتاب الكافي، لينقل بعض ما ورد فيه مما يُنقِصُ من شأن الرسول (ص). 
وقبل ان يقرأ تلك الروايات، تطرق الى أهمية الكتاب ومنزلة مؤلفه المرموقة، وقال انّ الإخباريين يتعاملون معه على انه صحيح، بعد أنْ قاموا باقصاء القرآن عن استنباط المعارف الدينية، وأغلقوا باب القرآن الكريم، ناقلا بعض كلام المولى محمد أمين الاسترابادي، في الفوائد المدنية، في هذا المجال، وقال لذا فانهم اضظروا الى القول بانّ روايات الكتب الأربعة (أو: بعضها) قطعية الصدور، ومن هنا بدأت الحكايات والقصص بشأنها، لإضفاء القدسية عليها، فجاءت قصة انّ كتاب الكافي قد عُرض على الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فقال: "الكافي كافٍ لشيعتنا"، وهو مما لا أصل له، ولكن الصحيح هو ان كتاب الكافي كتاب حديثي، لا يختلف عن أي كتاب آخر، ولا توجد بإزائه أي خطوط حمراء.
ثم، قرأ سماحته رواية من فروع الكافي، ذكرتْ بان الرسول (ص)، صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم.
وقرأ رواية اخرى من الوسائل، ذكرتْ بان الرسول (ص)، قد نام عن صلاة الصبح.  
 
وهذا هو رابط الحلقة الحادية عشرة من حديث سماحة السيد الحيدري
 
 
 
ولا كلام لنا مع سماحته في أصل وجود بعض الآفات في الموروث الروائي الشيعي، وقد كررنا ذلك أكثر من مرة، خلال الحلقات الماضية، ولا كلام لنا معه أيضا في ضرورة الحذر من ذلك، وتنقية الموروث منها، ولكن الكلام معه في بعض التفاصيل، وفي ما يظهره من مبالغات بهذا الشأن، وفي المعايير التي يجب اتباعها للتخلص من تأثيراتها، وفي ما يوحيه الى المتلقي من انّ سماحته هو فارس هذا الميدان، الذي لم يسبقه الى مثله سابق، ولم يلحق بغبار فرسه لا حق. 
ولذا سوف نتناول، من حديثه هنا، ما يرتبط بنقاط الخلاف هذه فقط، من خلال المحاور التالية: 
الاول: حول الميزان الذي اعتمده سماحته في اعتبار الروايات التي أوردها في هذه الحلقة. 
الثاني: حول قول الاخباريين بقطعية صدور ما في الكتب الاربعة أو بعضها. 
الثالث: حول الروايات التي ذكرها كأمثلة لما تسرب الى الموروث الشيعي.
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة العاشرة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات. 
 
ملخص الحلقة العاشرة
في بداية حديثه في هذه الحلقة، تعرض سماحة السيد الحيدري، الى بعض ما ورد عن أئمة أهل البيت (ع)، بشأن ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم، كمعيار لقبول أو عدم قبول الرواية.
ثم حاول سماحته ان يبين سلبيات ما اسماه "منهج إسلام الحديث" أو "المنهج السندي"، لدى السنة والشيعة، من خلال تطبيقه على بعض الروايات، وقد ذكر ثلاث روايات من مصادر السنة، تناولت بعض شؤون الرسول (ص).
وفي أثناء ذلك، كانت هناك بعض الاستطراطات، سنشير الى ما يهمنا منها.
وهذا هو رابط الحلقة العاشرة من حديث سماحة السيد الحيدري.
 
 
 
وسيدور نقاشنا في هذه الحلقة، حول النقاط التالية:
ا ـ حول كلام سماحته عن ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم
2 ـ حول ما ذكره من أمثلة على سلبيات "منهج اسلام الحديث"
3 ـ حول بعض تعليقاته الصادمة
 
أوّلاً: حول ضرورة عرض الروايات على القرآن الكريم
وعن هذه النقطة، قال سماحته: وللمرة العشرين والخمسين، أقول: انني لست بصدد نفي السنة، وإنما بصدد تنقية السنة مما علق بها من الكذب والوضع والتلاعب والإسرائيليات وغير ذلك، في الموروث الروائي عند السنة أو عند الشيعة، وقد ذكرنا مرارا ان المنهج الذي نعتقده هو ما قاله أئمتنا عليهم السلام، مثل: 
1 ـ ما ورد في وسائل الشيعة للحر العاملي، الجزء السابع والعشرون مؤسسة آل البيت، الباب التاسع من أبواب صفات القاضي، ص 111، رقم الحديث 33347 يقول: (( عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.)). 
فلا قيمة لما لا يوافق الكتاب حتى نقف عنده، والإمام لم يقل اعرضوا كل خبر ضعيف على كتاب الله، يقول اعرضوا كل خبر صحيحا كان أو ضعيفا، وهذا الذي قاله الشيخ المفيد، فالرواية تقول كل حديث ورد عليكم فاعرضوه على الكتاب وعلى السنة المقطوعة التي صدرت من رسول الله، يعني: اعرضوه على حديث الثقلين، وعلى من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. يعني: اعرضوه على حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وهكذا يعني الأحاديث المقطوعة، الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة التاسعة

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعنِ به خصوص ما نُقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نُقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة التاسعة
تركز حديث سماحة السيد في هذه الحلقة على كتاب سُلَيْم بن قيس، وموقف العلماء منه، فبعد أن تحدث عن الأهمية العلمية للكتاب، وأطرى على صاحبه سُليم باعتباره من الثقات الأجلاء، ونقل بعض ما يقوله العلماء بحقه من مدح وتوثيق، ذكر سماحته، بان هناك أربعة مواقف من الكتاب:
الاول: يرى ان الكتاب موضوع لا مرية فيه. 
الثاني: يرى ان الكتاب صحيح لا مرية فيه. 
الثالث: يقول أن لسليم كتابا، ولكن لم يصح طريق اليه، ولذا فاننا لا نملك دليلا على ان الكتاب المتداول والمنسوب الى سليم، هو كتاب سليم فعلا.
الرابع: يقول لا شأن لنا بصحة أو عدم صحة الكتاب، وإنما بالمضمون، فاعتبار المضمون يكون بعدم تعارضه مع القرآن أو العقل أو المسلمات التاريخية، أو الحقائق العلمية، وذلك بحسب الموضوع الذي تتعرض له الرواية، فإن لم يعارضها أخذنا به، وإن عارضها، فلا اعتبار له، سواء كان الكتاب صحيحا أو سقيما.
 

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة الثامنة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثامنة
ذكر سماحة السيد الحيدري، بانه سيجيب في هذه الحلقة والحلقة القادمة على ثلاثة أسئلة:
الاول: هل ان الاسرائيليات انتقلت الى الموروث الروائي الشيعي، وخصوصا عند المفسرين والمؤرخين؟
الثاني: هل ان كتاب سليم بن قيس معتبر، أو غير معتبر؟
الثالث: هل انّ هناك ما يثبت ظلامات الزهراء عليها السلام، وتفاصيل ما جرى عليها، من غير كتاب سليم؟
وهنا، لابد من الاشارة، الى ان سماحته، لم يتطرق الى الإجابة على السؤال الثالث، الخاص بظلامات الزهراء عليها السلام، لا في الحلقة القادمة، ولا في غيرها من الحلقات المتبقية من هذه السلسلة من أحاديثه، كما وعد.
وفي إطار إجابته على السؤال الاول، والتدليل على اختراق الاسرائيليات للموروث الروائي الشيعي، نقل سماحته رواية من تفسير الطبري، رواها عن بعض أهل العلم بالكتاب الاول (التوراة)، في كيفية بدء النسل من نبي الله آدم (ع) ، وتكاثر البشرية، إذ تذكر الرواية بان الناس قد تكاثروا بزاوج أبناء آدم وحواء من أخواتهم، إذ كانت حواء تلد في كل بطن توأمين؛ ذكرا وانثى، فيتزوج الذكر منهما اخته التي هي توأم أخيه من بطن آخر. 
وقال سماحته ان نفس هذه الرواية، نقلها الشيخ الطوسي الى تفسيره "التبيان"، لتنتقل منه الى تفسير "مجمع البيان" للشيخ الطبرسي، على انها عن الامام الباقر عليه السلام، وليست عن "بعض أهل العلم بالكتاب الاول"، ثم لتنقل من "مجمع البيان" الى مصادر اخرى، كتفسير الفيض الكاشاني، وتفسير الحويزي، وغيرهما، على انها مما روي عن الامام الباقر عليه السلام.
ثم نقل سماحته من كتاب تفسير العياشي، وعلل الشرائع للشيخ الصدوق، نموذجا آخر من الروايات، ينكر ان يكون النسل البشري قد تولد من زاوج الاخوة والاخوات مع بعضهم، ويستهجن ذلك أشد استهجان.
ثم تطرق سماحته الى كيفية حل هذا التعارض بين هاتين الطائفتين من الروايات، وذكر ان هناك ثلاثة أجوبة:
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "ـ الحلقة السابعة

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة السابعة:
في البدء، أجاب سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، عن تساؤل البعض عن سبب طرح هذه المباحث، على الملأ العام، وليس في الحواضر العلمية المتخصصة، وقال ان السبب في ذلك هو ما نراه من محاولات المتطرفين، من السنة والشيعة، لسرقة الخطاب الاسلامي المعتدل، مع غياب الموقف الرسمي للمؤسسة الدينية في النجف. وأضاف بانه قد فعل ذلك أيضا في الحواضر العلمية، وفي دروسه الخاصة.
ثم تحدث عن موقف أئمة أهل البيت (ع)، من الموروث الروائي المتداول حينذاك، فذكّر بما ورد في الحلقة السابقة، من ان العلماء يقولون بان ما لا يقل عن تسعة أعشار الموروث الروائي الرسمي، موضوع، وأشار الى بعض آفات الحديث.
ثم تحدث عن الموروث الروائي للمعارضة (الشيعة)، وتساءل: عما اذا كان الأئمة (ع) قد قبلوه، أو لم يقبلوه؟
وفي سياق الاجابة على هذا السؤال، تطرق سماحته الى حديث الثقلين، وقال: ان من أهم المعطيات المترتبة على مضمون حديث الثقلين هو أن كل خصوصية أساسية ثبتت في القرآن، لابد وأن تثبت لما هو عدل القرآن، فإذا ثبتت للقرآن: الصفة " أ "، فلابد وأن تثبت للسنة أو العترة: ألصفة " أ "، أيضا، لأنه إذا لم تتصف السنة أو العترة: بالصفة " أ "، فانها ستكون قد افترقت عن القرآن ولم تكن عدلا له، ولم يصدق كلام النبي (ص): " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"، ومادام ان القرآن لا يأتيه الباطل، ولا اختلاف فيه، فلا بد وان يكون ما هو عدل القرآن كذلك أيضا، فيجب ان لا يكون هناك أي اختلاف أو تكاذب في حديث السنة وحديث العترة.
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ"من اسلام الحديث الى اسلام القرآن"ـ الحلقة السادسة

 

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة السادسة:
بدأ سماحة السيد الحيدري، حديثه بالرد على من يشكل عليه بانه يريد اقصاء السنة النبوية الشريفة، في فهم المعارف الدينية، فقال سماحته: يجب التمييز بين "السنة الواقعية"، وهي لا إشكال في قبولها، وبين "السنة المنقولة أو المحكية"، وهي الموجودة بايدينا اليوم، وهي التي يتشكل منها الموروث الروائي السني والشيعي، الذي يحاول العلماء ان يثبتوا صحة بعضه بـ "لطائف الحيل"، من قبيل: السند، وعلم الجرح والتعديل، وعلم الرجال، وذلك بسبب ابتلائه بعشرات الآفات والامراض، كالنقل بالمعنى، والتقطيع، وضياع القرائن، وفهم الصحابي، والدس، والتدليس، والكذب، والغلو، والتقية، والاسرائيليات، وغير ذلك.
ثم عاد سماحته الى الكلام حول دس الحديث ووضعه، وقد حاول هنا أن يجيب على مجموعة من الاسئلة، منها: ما المراد بالاسرائيليات؟،  ومتى دخلت إلى الموروث الديني؟، وما هو أثرها في الموروث الروائي؟، ومن هم رموز الاسرائيليات؟ وما هو موقف علماء الدين من ذلك؟ 
ثم استعرض عدة مصادر تتحدث عن ذلك، وقرأ منها ما يساعد على الجواب على هذه الاسئلة.
وفي إشارة منه الى العلاج، قال سماحته: ان الميزان في معرفة الصحيح من الموروث، هو: القرآن والعقل، وليس سند الحديث، إذ ان سند الحديث لا ينفعنا شيئا.
ثم تعرض الى اقطاب الموروث الاسرائيلي، ورموزه، ذاكرا منهم: عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن مُنَبِّه، وابن جرير، مستعرضا لعدد من المصادر، في هذا المجال، وقال: وقد كان هؤلاء هم "العقل المكوِّن" لعقل الصحابة، ذاكرا ما قاله ابن خلدون في تحليله الاجتماعي لظاهرة أخذ الصحابة من اليهود والنصارى.
ثم حاول سماحته ان يثبت عدم صلاحية منهج العلماء في اعتبار الروايات، وعدم فاعليته في الحيلولة دون تسرب الاسرائيليات، من خلال رواية ذكرها ابن جرير الطبري في تفسيره، إذ زعم سماحته بان الشيخ الطوسي قد نقلها عنه في تفسيره، ثم نقلها الشيخ الطبرسي من تفسير الشيخ الطوسي، ولكن مع ارتكابه لخطأ في النقل، لتصبح الرواية، عنده، من الموروث الروائي الشيعي.
وقد كان هذا المقطع من هذه الحلقة، عبارة عن استدراك لما فات سماحته في الحلقة السابقة (الخامسة)، ولذلك فان مناقشتنا لهذه النقطة، جاءت في الحلقة السابقة (الخامسة)، فلا نعيد.
ثم ذكر سماحته، بان الوضّاعين، كانوا يضعون الحديث على لسان بعض الأسماء الكبيرة، من أمثال الامام علي (ع)، وابن عباس، من أجل أن يتم قبولها، ثقة بهم وتقديسا، وبذلك تخترق التراث.
ثم ذكر سماحته بان هناك من وثّقَ أمثال وهب بن مُنَبِّه، وعبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ناقدا توثيقهم.
ثم تساءل عما بقي من القرآن في الحواضر العلمية والحوزات الشيعية، وقال: هل ان القرآن الكريم يُدْرَس و يُدَرّس فيها أو ان القيمة فيها لفقه الحلال والحرام، وان المرجعية فيها لفقه الحلال والحرام، وان الاموال لفقه الحلال والحرام، وان القدسية لفقه الحلال والحرام، وليست للقرآن وأهل القرآن؟
ثم وجه دعوته، للإهتمام بالقرآن.
ثم ذكر ما يقوله العلماء عن حجم الأحاديث الموضوعة، فنقَلَ عن شُعبة، الذي يوصف بانه أمير المؤمنين في الحديث، قوله: "انّ تسعة أعشار الحديث كذب"، ونقل عن الدارقطني قوله: "ما الحديث الصحيح إلاّ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.".
وتعليقا، على أسئلة بعض المتصلين، عاد سماحته الى الحديث عن السنة الواقعية، والسنة المحكية، وان "العرض على الكتاب" هو الميزان في معرفة الصحيح من غير الصحيح من السنة المحكية.
وهذا هو رابط الحلقة السادسة من حديث سماحة السيد الحيدري
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري وأنكاره لحديث ((علي قسيم الجنة والنار))

 

 

في مقطع من برنامج مطارحات في العقيدة بتاريخ 10/1/2013 وبعد ان يذكر الحيدري حديث للبخاري عن رسول الله (صل الله عليه وآله ) قال ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي قالوا يارسول الله ومن يأبى ..قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).

 

ثم بعد هذا الحديث يؤسس الى نظرية وهي ان من يخالف أو يعصي رسول الله (صل الله عليه وآله) وهو معتقد ان هذه المعصية او المخالفة طاعة رسول الله فهو من أهل الجنة !!!
 إلا اذا اعتقد ان هذه المعصية هي معصية لرسول الله ومخالفته مخالفة لرسول الله (صل الله عليه وآله) وأبى أي وعصى فهو من أهل النار !!!
بعد ذلك يقول الحيدري ..
((من قال لي ولك أنا قسيم الجنة والنار حتى هذه الفرقة الى الجنة مولانا والباقي الى النار ..من أين هذا ؟؟.. تقول سيدنا مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية ..هذا بحثه اذا صار ابحث هذه الرواية اعزائي وأبين المراد منها.. الى أن يقول.. أنا لا أستطيع كشيعي أن أقول كل من لم يكن شيعياً فهو ماذا أكبه الله على منخريه في نار جهنم )). إنتهى كلام الحيدري.
أقول ..
أولا:- إن حديث البخاري موافق لثوابت العقيدة لدينا فأن من أطاع الرسول الكريم (صل الله عليه وآله) فهو من أهل الجنة ومن خالفه فهو من أهل النار .
 لكن هنا ترد مسألة وهي من خالف رسول الله (صل الله عليه وآله) و يعتقد انه يطيعه وطبعا ان مخالفة الرسول مخالفتاً لله تعالى كيف يكون من أهل الجنة ؟؟!!
إن من يقتل المسلمين اليوم يعتقد انه يطيع الله ورسوله بقتله للمسلمين  ولذلك تجده يكبّر عند ذبحه للابرياء فهل نسطيع ان نقول ان هذا من اهل الجنة ؟؟!!
فإذا لم يكن مثل هذا الشخص مشمولاً بكلام الحيدري فعلى من ينطبق؟؟
 
ثانيا:-
 ان كلام الحيدي كان مطلقا وليس مقيدا وهذا واضح لكل من يرى المقطع ولا يحتاج الى ايضاح فهو يخاطب بكلامه جميع المسلمين بكل طوائفهم ولم يخصص جهة او طائفة او منطقة ما في كلامه وهنا يرد إشكالنا 
إن المخالفة التي يكون فيها المرء غير مستحق للعقوبة هي مخالفة الجاهل القاصر والذي قد تكون نسبة وجوده في عالمنا لاتصل الى 10% من المسلمين فهل الحيدري يتكلم مع هؤلاء؟؟!!
 ام انه يتكلم مع جميع المسلمين الذين لايخلو من خالف منهم الأوامر النبوية المقدسة والنصوص القرآنية الصريحة بين عالما عامدا او جاهلا مقصرا والجاهل المقصر ينزل بمنزلة العامد عند الفقهاء ويكون مستحقا للعقوبة ؟؟.
 
ثالثا :- إنكار الحيدري لحديث ((علي قسيم الجنة والنار)) يوجب إنكار لجملة من والأحاديث ومنها ((لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق))
كيف ؟؟
 
أنقل لكم هذه الرواية 
((قال المأمون يوماً للرضا(عليه السلام) : يا أباالحسن، أخبرني عن جدّك أميرالمؤمنين بأيّ وجهٍ هو(( قسيم الجنّة والنار)) وبأي معنى، فقد كثر فكري في ذلك؟ فقال له الرضا(عليه السلام) : يا أميرالمؤمنين، ألم ترْوِ عن أبيك عن آبائه عن عبداللَّه بن عبّاس أنّه قال: سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر؟ فقال: بلى. قال الرضا(عليه السلام) : فقسمة الجنّة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنّة والنار. فقال المأمون: لا أبقاني اللَّه بعدك يا أباالحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) .
مصادر الرواية
1 بحار الانوار ج39 ص 193 .
2 عيون أخبار الرضا للصدوق.
3 مستدرك سفينة البحار .
 
إن إستدلال الامام الرضا (عليه السلام ) كان في حديث (حبّ عليّ إيمان وبغضه كفر) فإن إنكار الاول ملازم لأنكار الثاني كما لاحظت.
ولا يقال لعل إنكار الحيدري للحديث كان انكارا سنديا لماذا ؟؟
لانه لم يكن هناك كلام في الاسانيد أصلا بل كان عن معنى وروح الحديث ولذلك قال بعده ((.. تقول سيدنا مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية)) لأشتراكه في المعنى  وهذا انكار من الحيدري لحديث الفرقة الناجية الذي هو أشهر من نار على علم.. ونص حديث الفرقة هو
((عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكون فالناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم، ولا يعملون برأيهم فاولئك ما عليهم من سبيل، فسألت عن الائمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل)).
وهناك صيغ أخرى جاء بها الحديث تحمل نفس المعنى .
 
المصدر 
1 بحار الانوار 
2 العمدة 3
 
فإن قيل إن الفرقة الناجية هم المسلمون جميعا .. نقول ..
فما معنى قوله (صل الله عليه واله ) إمتي وهل يمكن القول إن اليهود والنصارى وغيرهم من إمة محمد ؟؟!!
 
ثم إن الحديث صريح إن الفرقة الناجية هم (الناجون الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم) أي ولاية وعلم اهل البيت.
 
 فما الذي أراده الحيدري من قوله (مو قالوا اثنين وسبعين فرقة ..فرقة ناجية ..هذا بحثه اذا صار أبحث هذه الرواية اعزائي وأبين المراد منها)؟؟
 
من الذين قالوا ؟؟ الذي قال هو رسول الله (صل الله عليه وآله) ثم ما الذي سيبينه الحيدري من الحديث ؟؟
 
انا لا ارى منه الا إنكار هذا الحديث ولكنه عبر بهذه التعابير لكي لا يقع في مشكلة انكار جملة من الاحاديث بوقت واحد .
 
رابعا:-
 لماذا أنكر الحيدري هذه الأحاديث ؟؟
 
1 - حديث (أنا قسيم الجنة والنار ).
2 - حديث (الفرقة الناجية ).
 
بعد إن قرأ الحيدري حديث البخاري ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يارسول الله ومن يأبى ..قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
 
لعله توهم معارضة الحديث بحديثي (أنا قسيم الجنة والنار والفرقة الناجية) فكيف يمكن أن تكون كل إمة محمد (صل الله عليه واله ) في الجنة وهذه الأحاديث حيث قال ..
((الاصل في إمة محمد أن يكونوا من أهل الجنة)) وبعدها مباشرتا أنكر الأحاديث ولو لم يكن متوهما بتعارضها لما ذكرها بعد هذا الحديث مباشرتا بل إن هناك وحدة ملاك بين حديث البخاري وحديثي (أنا قسيم الجنة والنار و الفرقة الناجية )!! .
 
الأحاديث ليست متعارضة :
 
إن الحديث الذي ذكره البخاري لا يعارض الأحاديث التي أنكرها الحيدري 
والأدلة بديهية وكثيرة ولاتحتاج الى كثير عناء وطول تأمل .. كيف ؟؟
 
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
 
إن الشرط في دخول الانسان الجنة او رميه في النار في حديث البخاري كانت (طاعة رسول الله ) (صل الله عليه وآله)..
فمن أطاع رسول الله دخل الجنة ومن لم يطع فقد أبى ودخل النار ..
 
قول رسول الله (صل الله عليه وآله) (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
الذي بلّغ به المسلمون في غدير خم والذي روته العامة والخاصّة والذي كان اثباتا لولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) على المسلمين جميعا والتي قرنها رسول الله (صل الله عليه وآله ) بولايته على المسلمين.
 
والنتيجة.. إن من أطاع رسول الله (صل الله عليه وآله) وقَبِلَ ولاية أمير المؤمنين فهو من أهل الجنة .
ومن لم يَقبل ولاية أمير (عليه السلام ) فقد عصى رسول الله (صل الله عليه وآله)  وأبى دخول الجنة .
وعليه فأن حديث (أنا قسيم الجنة والنار) أصبح متفقا معناً مع حديث 
(كل أمتي يدخلون الجنة الا من أبى ) وكذلك حيث الفرقة الناجية فأن الفرقة التي قبلت بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) فهي الفرقة الناجية وباقي الفرق الى النار لانها لم تطع رسول الله (صل الله عليه وآله).
 
بقي هنا أمر لابد من تبيينه وهو من كان لديه اعمالا صالحة من المسلمين ولم يكن مواليا لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام ) فماهو مصيره مع ما لديه من أعمال ؟؟
ان كل الأعمال التي يعملها الانسان لابد ان تكون حاصلة على شروط القبول فلو صلى أحدنا قبل دخول وقت الصلاة فأن عمله ليس قبيحا في نفسه الا انه غير مقبول والسبب هو عدم توفر شرط دخول الوقت الذي هو من شروط القبول ..
 
كذلك قبول كل الأعمال مشروطٌ بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام ) وطاعة الرسول الأكرم (صل الله عليه وآله ) والنتيجة هي طاعة الله عز وجل .
فلا يمكن إطاعة الله الا بما أمر الله ورسوله وقوله تعالى صريح بذلك
 
((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا))
الأحزاب 36
 
وهنا يأتي تسائل مهم هو كيف غاب عن  السيد الحيدري كل هذا الأمر فالقضية بديهية للمثقفين كيف لعالم بمستوى الحيدري أن يغيب عنه ذلك؟؟
 
وللجواب لابد اولاً:-
 أن يُسأل الحيدري هو بذلك لعل لديه جوابا مقنعاً ولو إنا لا نعلم له جوابا ولو كان لبان في محاضرته وبرر أسباب إنكاره .
 
ثانيا :- لعل نهج الحيدري الجديد الذي يدعو اليه وهو نهج التقريب بين المسلمين أدى به الى إنكار أهم فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام ) والتشكيك بمدأ الولاية الذي يكون فيه المرء خارجاً عن الايمان في إنكاره.
 
والحمد لله رب العالمين 
 
الكاتب : ياسر الحسيني الياسري

التاريخ : 2013/10/04    

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=37613

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه ـ" من اسلام الحديث الى اسلام القرآن "( 5 )

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الخامسة :ـ
تحدث سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، عن الاسرائيليات والوضع، في مرحلة ما قبل التدوين، وتناول أبا هريرة، باعتباره أبرز رموز الوضع والتدليس والكذب، في هذه المرحلة، وقد أسهب في الحديث عنه وعن تاريخه، وعما رواه من أحاديث كثيرة جدا، مقارنا بين ما رواه هو وما رواه بعض أبرز الصحابة. 
وكل ما جاء به سماحته في هذه الحلقة معروف لدى أهل العلم، وكثير من الناس، إلا ما ذكره من مثالٍ لتسرب الاسرائيليات الى التراث الروائي الشيعي. 
فالمسألة المهمة التي ذكرها سماحته في هذه الحلقة، هي الرواية التي جاء بها كمثال لما تسرب من التراث الروائي السني الى التراث الروائي الشيعي، معتبرا إياها من الإسرائيليات التي رواها الطبري في تفسيره، وعنه أخذها الشيخ الطوسي فأوردها في تفسيره، ليقوم الشيخ الطبرسي، بعد ذلك، بايرادها في تفسيره، نقلاً من تفسير الشيخ الطوسي، ولكن الشيخ الطبرسي، عندما أوردها في تفسيره فانه أوردها على انها مما روي عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام، إشتباها بينه (ع) وبين أبي جعفر الطبري، لاشتراكهما في الكنية، وهكذا تسربت هذه الرواية الإسرائيلية الى الموروث الروائي الشعي، ليتم تداولها لاحقا، على انها مما روي عن الامام الباقر عليه السلام، ولتساهم في تكوين العقل الشيعي.
ولابد من الاشارة هنا، الى ان سماحته كان قد قرأ، في هذه الحلقة (الخامسة) رواية من تفسير التبيان للشيخ الطوسي، وقال بان الشيخ الطوسي قد أخذها من تفسير الطبري، ولكن سماحته لم يقرأ رواية الطبري، غير انه استدرك ذلك في الحلقة السادسة، فقرأها أولا من الطبري، ثم من التبيان، ثم من مجمع البيان، ولذا فاننا سنستفيد مما ذكره سماحته في الحلقة السادسة أيضا مما يرتبط بهذه النقطة، استدراكا لما فاته في هذه الحلقة.
 
وهذا هو رابط الحلقة الخامسة:ـ
 
 
وهذا هو رابط الحلقة السادسة: 
 
 
 
وسنناقش في هذه الحلقة نقطتين فقط:ـ
الاولى:ـ حول إسهاب سماحته في اثبات الوضع، و تركيزه على الوضاعين. 
الثانية:ـ حول تسرب الرواية الإسرائيلية من الموروث الروائي السني الى الموروث الروائي الشيعي.
 
أولا: حول إسهاب سماحته في الحديث عن الوضع، و تركيزه على غير الثقات:
وفي هذا الاطار، أسهب سماحة السيد في إثبات الوضع والوضاعين، وفي وجود الموضوعات في الموروث الروائي، وفي عدم موثوقية بعض الرواة، وعلى رأسهم أبو هريرة، وقد أتعب نفسه، وأجهدها، بنقل ما يثبت ذلك من مصادر مختلفة.
المناقشة:ـ
لا أدري لماذا أجهد سماحة السيد نفسه، في هذه الحلقة، من أجل أن يثبت ان الموروث الروائي يحتوي على الكثير من الكذب والوضع والتدليس والاسرائيليات، والحال أن هذه النقطة، على إجمالها، ليست محل كلام أو نقاش بين أهل العلم، ولا هي محل خلاف بين سماحته وبين سائر العلماء المجتهدين !!
وليته، إذ أسهب في هذا المجال، أسهب في إثبات ضعف منهج العلماء الآخرين، في إعتبار الروايات، وتقديم الأدلة على ما يقوله من ان منهجهم المعتمد قد أوقعهم في مخالفة القرآن الكريم، في مجال العقيدة وغيرها.
فخلاف سماحته مع سائر المجتهدين والمراجع، لا يكمن في وجود أو عدم وجود الإسرائيليات والموضوعات، على نحو الاجمال، وانما يكمن في المنهج المتبع في تنقية الموروث من ذلك، وقد اختار سماحته، أن عدم مخالفة الرواية للقرآن الكريم هو المعيار الوحيد لذلك، مع ملاحظة بعض القرائن، وأما سائر العلماء، فيقولون ان اعتبار السند، وعدم مخالفة الرواية للقرآن، (إضافة الى معايير اخرى)، كلاهما لازمان لتنقية الموروث مما تسرب اليه. 
ومن الواضح ان آلية سائر العلماء في تنقية الموروث الروائي مما علق فيه، أكثر فاعلية مما يقترحه سماحة السيد.
فمن الغريب ان سماحة السيد، يرى نفسه بصدد طرح منهج جديد قادر على تنقية الموروث الروائي مما تسرب اليه من موضوعات، في حين ان منهجه المقترح، أقل فاعلية من منهج سائر العلماء، في هذا المجال، وذلك لأن سماحة السيد لا يعطي للسند أي اعتبار في قبول الرواية، ويكتفي  بالإعتماد على عدم مخالفتها للقرآن الكريم فقط، وإن حاول ترميم قوله هذا، بافتراض قرائن يعتمدها لاعتبار الروايات، (ومنها: ما يُعثر عليه في كتب العامة من مضامين رواياتهم، توافق مضامين رواياتنا)، فقد قال في مفاتيح عملية الاستنباط 218: (( أننا بعد أن أسقطنا مسألة المنهج السندي [يعني: منهج العلماء في اعتبار الروايات] وأننا لا نقبله بالضرورة أن يكون منهج سندي حرفي، ينفتح لنا الباب لجمع القرائن لا على مستوى الروايات الواردة عن طرقنا في كتبنا وإنما نتحول إلى مصادر الآخرين وإلى الكتب الحديثية التي وردت عن الآخرين, هذه المصادر أيضاً معينٌ جيد ومنبعٌ جيد لجمع القرائن.)).
فموافقة العامة عند سماحته من قرائن الصحة !!!، والترجيح !!!! 
وأما الآخرون فلا يكتفون بمجرد عدم مخالفة الرواية للقرآن الكريم، وانما يضيفون اليه إعتبار سند الرواية أيضا، وبهذين المعيارين يكون منهج سائر العلماء أكثر فاعلية في حماية الموروث الروائي من الإختراق، وأكثر حصانة من المنهج المقترح لسماحة السيد.
بل ان باب الاختراق سينفتح على سماحته، واسعا، بفتحه لباب كتب القوم، كقرائن على الصحة. 
ومع قطع النظر عما يزعمه سماحته من أوهام القرائن، فلو نفذت الرواية، من معيار عدم مخالفة القرآن الكريم، فإنها ستكون معتبرة لدى سماحة السيد ومنهجه، واما على منهج سائر العلماء، فلو انها نفذت من معيار عدم مخالفة القرآن، فإنها ستخضع لمعيار آخر، قبل إعتبارها، وهو معيار إعتبار السند.
ولا أدري أيضا، ما الذي يريد سماحة السيد ان يصل اليه من نتائج، بتركيزه على الحديث عن غير الثقات من الرواة، و بما أسهب فيه من كلام بشأن أبي هريرة وأمثاله، من رموز الوضع وغيره؟
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن (4 )

 

 

إضاءة: 
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الرابعة:ـ
تطرق سماحة السيد الحيدري في هذه الحلقة الى ملامح المرحلة الاولى، من المراحل الاربع، [التي ذكرها في الحلقة الثالثة، وقال بان الموروث الروائي الاسلامي (السني منه والشيعي)، قد مر بها]، وهي مرحلة (أو: عصر) ما قبل تدوين التراث، الممتدة حتى سنة 143 من الهجرة.
وذكر بان أهم معالم هذه المرحلة وملامحها، هو وضع الحديث واختلاقه والكذب على رسول الله (ص)، في مختلف دوائر المعرفة الدينية، وقد كانت هذه هي استراتيجية الدولة الاموية، ثم نقل شواهد متعددة، لإثبات ان الوضع الرسمي الاموي للحديث، قد بدأ في هذه المرحلة.
ثم أشار الى انه لا قداسة، لأصحاب الائمة كما لا قداسة لأصحاب الرسول (ص).
ثم تطرق الى ابي هريرة، باعتباره أكبر رموز الوضع في هذه المرحلة.
وقد تضمنت الحلقة، بعض التفاصيل، والإستطرادات، ضمن محاور حديثه.
 
وهذا هو رابط الحلقة الرابعة من حديث سماحته 
 
http://www.youtube.com/watch?v=ruI-an4lenk
 
 
والذي يهمنا من حديث سماحته في هذه الحلقة هو:ـ
1 ـ حديثه عما أسماه تقديس الشيعة لأصحاب الائمة عليهم السلام.
2 ـ مناقشته للألباني
3 ـ وصفه لما يقوم به، بانه حركة تصحيحية، فيها حياة مدرسة أهل البيت (ع)
4 ـ حديثه حول ما أسماه الثالوث المشؤوم: المال، الإعلام، السلطة.
5 ـ ما أجاب به على سؤال أحد المشاهدين، بشأن كيفية معرفة الصحيح من السنة.
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 قراءة نقدية لبعض أفكار السيد كمال الحيدري عن المرجعية

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 تبنى السيد كمال منهجاً في الاستدلال بالروايات سماه المنهج المضموني أو منهج تجميع القرائن، فقد قال: {يوجد منهجان في قبول الرواية -بحثي في الفروع في الفقه الأصغر لا في الفقه الأكبر- (1) أعزائي يوجد منهجان في هذا المجال:
المنهج الأول: وهو المنهج السندي بمعنى أنّ الرواية إذا كانت صحيحة يعمل بها, وإذا لم تكن صحيحة فلا قيمة لها. هذا هو المنهج الأول.
المنهج الثاني: وهو الذي اصطلحت عليه بالمنهج المضموني أو بعبارة أدق بمنهج جمع القرائن, يعني أننا نحاول أن نجمع مجموعة القرائن المحيطة بتلك المسألة خصوصاً في مثل هذه المسائل مثل الخمس مثلاً, أن نجمع القرائن لنرى إن الرواية هذه صحيحة يعني يمكن أن تكون صادرة أو لا يمكن, طبعاً وصحة السند يعد من القرائن يعني الصحة له قسط من الثمن.. لا أريد أن أنفيها مطلقاً}(2).
    ولو كان منهجه في الدرس علمياً فقط لم يكن من داعٍ للرد، ولكن السلبيات الحافة ببحثه من مبالغات وتشنيعات ونسبة الأقوال غير الصحيحة إلى العلماء وبعض الآراء المفتقرة إلى الدليل هي التي أحوجت لهذا الرد.
 
    وأولها: ما ذكره في الكلام أعلاه، حيث قال إن المنهج السندي له حدان: الرواية الصحيحة، والعمل عليها. والرواية غير الصحيحة، والتي لا قيمة لها عند أصحاب المنهج السندي كما يسميهم. ولا بد أنه يعني بالرواية الصحيحة الرواية المعتبرة السند سواء كانت صحيحة أو حسنة أو موثقة -على الاصطلاح المتداول- وغير الصحيحة يعني بها الضعيفة السند بأنواعها كالمرسلة والموقوفة والضعيفة من حيث وجود المجاهيل والضعاف في سندها. وهنا إهمال لرأي العلماء الذين يُعَوِّلون على السند ويقولون بجبر سند الرواية الضعيفة بعمل المشهور ووهن المعتبرة بإعراض المشهور. كما يوجد خلل في تشخيص رأي عموم أصحاب منهج الاعتماد على السند، فإن الرواية المعتبرة سنداً عندهم إذا خالفت الكتاب الكريم أو السنة الواضحة أو العقل القطعي فلا يُعمل بها، فليس المدار عندهم صحة الرواية وعدمها فقط كما أشار هنا وكما صرّح في درسه بقوله: {ما هو المنهج السندي؟ يعلم الأعزة وقفنا عنده مفصلاً فيما سبق, قلنا: هو الذي يجعل الملاك التام في قبول الرواية وعدم قبولها صحة السند وعدم صحة السند, هذا الذي وقف عنده كثيراً سيدنا الأستاذ السيّد الخوئي قدس سره, وتبعه على ذلك بعض تلامذته كسيدنا الشهيد قدس سره}(3)، ولكن هذه النسبة لهذين العلمين وغيرهما غير صحيحة، فقد قال السيد الخوئي رحمه الله: {مضافا الى انه ورد الأمر من الأئمة عليهم السلام بالرجوع الى الكتاب عند تعارض الخبرين، بل مطلقا}(4)، وقال: {لما دل على طرح الخبر المخالف للكتاب والسنة، والمراد بالسنة كل خبر مقطوع الصدور لا خصوص النبوي كما هو ظاهر}(5)، فالرواية الصحيحة إذا خالفت الكتاب الكريم والسنة المطهرة تُطرح، وليس الملاك التام هو صحة السند وعدمه.  
 
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن ( 1 )

 

 إضاءة: لابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد الحيدري، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، أما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي عنوان كتاب جورج طرابيشي.

ولا بد أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)، السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
ملخص الحلقة الاولى:
تطرق سماحته، في البدء، الى انه لا يريد استفزاز أحد أو الاساءة اليه، وان بحثه بحث علمي، لا شأن له بالاشخاص أبدا.
ولكنه لم يوفق للالتزام بذلك، مع الاسف، لا في هذه الحلقة، ولا في بعض الحلقات اللاحقة، فقد فلتت منه بعض الالفاظ، ما كان ينبغي ان تصدر منه، وخصوصا حينما كان ينفعل.
ثم أوضح سماحته ـ بعد ذلك ـ ما يعنيه، بمفردات البحث، وهي: الإسلام، القرآن، الحديث. وقد أشرنا في "الإضاءة" الى ذلك.
ثم أشار سماحته الى ان القران فيه كل شيء من المعارف الدينية، وكذا السنة المحكية، واذا كانت المعارف الدينية كلها، تؤخذ من هاتين المنظومتين، تساءل عن العلاقة بينهما، وقال مجيبا: ان هناك اتجاهات ثلاثة بهذا الشأن:
الاتجاه الاول: يقول برمي السنة في البحر، والاكتفاء بالقرآن وحده، باعتباره المرجعية الوحيدة، لاستنباط المعارف الدينية. ويسمى أصحاب هذا الاتجاه بـ "القرآنيين".
الاتجاه الثاني: يذهب الى ان المرجعية للحديث وحده، وينقسم أصحاب هذا الاتجاه الى قريقين:
الفريق الاول: يتمثل باولئك الذين أسقطوا ظواهر القرآن عن الحجية والإعتبار، وقالوا انما تكون ظواهره حجة بالنسبة للمخاطب، وليس لكل أحد، ولما كان المخاطب بالقرآن هم المعصومين، فهم وحدهم القادرون على فهم القرآن، أما غيرهم فلا طريق لهم الى فهم القرآن، الا من خلال المعصومين، وذلك لان غير المعصومين ليسوا مخاطبين به.
وأصحاب هذا الاتجاه، هم الاخباريون أو أصحاب الحديث.
الفريق الثاني: ويتمثل باولئك الذين جعلوا المرجعية للحديث، دون القرآن أيضا، ولكنهم يرجعون الى القرآن، في حال التهافت أو التعارض المستقر بين الاحاديث، وأما مع عدم وجود تعارض بينها فلا يرجعون اليه.
ونسب هذا القول الى جملة من الاعلام، وعلى رأسهم السيد الخوئي (قده) وأساتذته وطلابه، وأضاف سماحته ان عدم تصنيف الامام (قده) في تفسير القرآن، الا كتاب واحد، وعدم وجود درس له في تفسير القرآن، شواهد على عدم اعتبار محورية القرآن لديه.
وحيث أن الامام الخوئي (قده)، أورد رواية "ما خالف القرآن فهو زخرف وباطل"، تحت عنوان:"الكلام في علاج التعارض"، من كتاب مصباح الاصول، إذ يكون العرض على القرآن، من المرجحات في باب التعارض، استنتج سماحة السيد الحيدري، ان الحاجة الى القرآن لدى الامام الخوئي، تنحصر في هذه الحالة فقط، وهي حالة استقرار التعارض بين الروايات، وأما قبل التعارض، فلا حاجة اليه !!!.
وانتهى سماحته الى القول بان الامام الخوئي يقول، انما نحتاج الى القرآن، في باب التعارض فقط، لا مطلقا !!
ثم اجتزأ سماحة السيد الحيدري، شيئا مما جاء في كتاب التنقيح / الجزء الاول، بخصوص مبادئ الاجتهاد، واستنتج؛ ان الامام الخوئي يرى بان علم التفسير، غير داخل في العلوم اللازمة للاجتهاد، ولا يشترط في المجتهد ان يكون مفسرا، وذلك لانه (قده) ذكر علم الاصول وعلم الرجال، من مبادئ الاجتهاد، ثم قال: "... وأما غير ما ذكرناه، من العلوم فهو فضل، لا توقف للاجتهاد عليه."
الإتجاه الثالث: ثم قال سماحته بانه يرفض كلا الاتجاهين السابقين، ويذهب الى اتجاه ثالث، مفاده: محورية القرآن ومدارية السنة
انتهى ملخص ما جاء في الحلقة الاولى:
وبشأن ما نسبه سماحته الى الامام الخوئي (قده)، قال ـ منفعلا أو متحديا ـ :"... تعالوا، وصيروا من أهل العلم، وبينوا أين قال (يعني: الامام الخوئي)، ان المحورية الاولى للقرآن قبل السنة ؟ ".
واستجابة، لدعوة سماحته تلك، أعرض بعض الموارد التي ذكر فيها الامام الخوئي (قده) ذلك.
ولكن، قبل أن أعرض ذلك، أود أن اسجل استغرابي الشديد من نسبة القول بانحصار الحاجة الى القرآن في باب تعارض الروايات فقط، الى امي من المسلمين، حتى ولو كان اخباريا، فضلا عن نسبته الى فطاحل العلماء الاصوليين، فمحورية القرآن في المعارف الدينية، تعتبر من البديهيات عند الجميع، فحتى الاخباري، لا يشك في ذلك، بعد قيام الحجة ـ عنده ـ على مراد القرآن.
وقد كان الاجدر بسماحة السيد الحيدري، أيضا، ان يتعاطى مع محورية القرآن على هذا الاساس، ولا ينسب عدم محوريته الى أي كان، بل، حتى لو ورد في بعض كلام الاعلام، ما يوهم ذلك، لكان الاجدر به ان يجد له مخرجا مقبولا، لأنه لا يمكن ان يقع من أحد منهم، فهذا هو ديدن العلماء، إذ لا قيمة لشبهة في مقابل بديهية.
ولو تكرم سماحة السيد، بشيء من التتبع، لربما عثر على عشرات التصريحات من الامام الخوئي (قده)، بمحورية القرآن عنده، وبعدم إعتبار أي حديث خالف القرآن لديه، وإن كان حجة في نفسه، سواء عارضه حديث آخر أم لم يعارضه حديث، فمعارضته للكتاب، تجعله مطروحا، وتسقطه عن الاعتبار والحجية رأسا و جزما.
وعلى كل حال، فقد اخترت ان أذكر هنا بعض الموارد، من أربع كتب من كتب الامام الخوئي (قده)، وهي: مصباح الاصول، والبيان في تفسير القرآن، ومصباح الفقاهة، والتنقيح، فإليكموها تباعا:ـ
1 ـ موسوعة الامام الخوئي ج48 / مصباح الاصول ص516:" تنبيه : قد عرفت من مباحثنا السابقة أنّ الخبر الواحد إذا كان مخالفاً لظاهر الكتاب أو السنّة القطعية وكانت النسبة بينهما التباين ، يطرح الخبر ولو لم يعارضه خبر آخر بمقتضى الأخبار الكثيرة الدالة على عدم حجية الخبر المخالف للكتاب والسنّة وأنّه زخرف وباطل."
فما خالف الكتاب عند الامام (قده)، مطروح، بمعنى انه ساقط عن الحجية والاعتبار، فلا تصل النوبة الى معارضته لحديث آخر ثابت الحجية، لكي يصار الى الترجيح بينهما، بالعرض على الكتاب.
2 ـ مصباح الاصول484:" وأمّا إن كان أحدهما قطعي الصدور والآخر ظنياً ، كما إذا وقع التعارض بين ظاهر آية والخبر الواحد المظنون صدوره ، أو وقع التعارض بين خبر متواتر والخبر المظنون صدوره ، فلا بدّ من الأخذ بظاهر الآية أو ظاهر الخبر المقطوع صدوره ، وطرح خبر الواحد بمقتضى الأخبار الكثيرة الدالة على طرح الخبر المخالف للكتاب أو السنّة ، وليس ذلك من جهة ترجيح ظاهر الكتاب أو السنّة على الخبر الواحد المخالف لهما ، بل من جهة أنّ الخبر الواحد - المخالف لهما بنحو لا يمكن الجمع بينه وبينهما - لا يكون حجة بمقتضى قوله ( عليه السلام ) : « إنّه زخرف وباطل ، أو لم نقله ، أو فاضربوه على الجدار » إلى غير ذلك من العبارات الدالة على عدم حجية الخبر المذكور ، سواء جاء به عادل أم فاسق ، ولذا ذكرنا في بحث حجية الأخبار: أنّ من شرائط حجية الخبر الواحد عدم مخالفته للكتاب والسنّة.".
فلاحظ قوله (قده): بل من جهة ان الخبر الواحد .... لايكون حجة .....الخ.
وكذا لاحظ قوله: الى غير ذلك من العبارات الدالة على عدم حجية الخبر المذكور، سواء جاء به عادل أم فاسق....الخ.
3 ـ مصباح الاصول ص488: " أنّ الأخبار الآمرة بعرض الأخبار على الكتاب والسنّة على طائفتين :
الطائفة الأُولى : ما ذكره ( قدس سره ) من الأخبار الدالة على أنّ مخالف الكتاب زخرف أو باطل أو اضربوه على الجدار ، إلى غير ذلك من التعبيرات الدالة على عدم الحجية ، وأنّ حجية الأخبار مشروطة بعدم كونها مخالفة للكتاب والسنّة ، والمراد من المخالفة هي المخالفة بنحو لا يكون بينها وبين الكتاب والسنّة جمع عرفي ..."
4 ـ البيان في تفسير القرآن ص399: " نعم يعتبر في الخبر الموثوق به ، وفى غيره من الطرق المعتبرة أن يكون جامعا لشرائط الحجية ، ومنها أن لا يكون الخبر مقطوع الكذب ، فإن مقطوع الكذب لا يعقل أن يشمله دليل الحجية والتعبد ، وعلى ذلك فالاخبار التي تكون مخالفة للاجماع ، أو للسنة القطعية ، أو الكتاب ، أو الحكم العقلي الصحيح لا تكون حجة قطعا ، وإن استجمعت بقية الشرائط المعتبرة في الحجية . ولا فرق في ذلك بين الاخبار المتكفلة لبيان الحكم الشرعي ، وغيرها."
فقد اعتبر ان ما خالف القرآن مقطوع الكذب، فكيف يصلح لمعارضة حديث آخر، لتكون معارضته للقرآن مرجحة بينه وبين معارضه ؟!
فلاحظ قوله (قده): " ولا فرق في ذلك بين الاخبار المتكفلة، لبيان الحكم الشرعي وغيرها."، فهو يدل على ان هذا الحكم يمتد الى كل دوائر وحقول المعارف الدينية، ولم يقتصر على "الحلال والحرام"، كما يحلو لسماحة السيد ان يعبر.
5 ـ وفي ص252 من البيان أيضا، اعتبر الامام (قده) ان تعارض أحاديث الجمع مع الكتاب، دليل على كذب الروايات الواردة في طرق جمع القرآن.
فرجوعه (قده) الى القرآن الكريم، كان رجوعا أصيلا، ولم يكن لعلاج تعارض، كما انه لم يكن بصدد استنباط حكم شرعي.
6 ـ مصباح الفقاهة ج5ص85: " ... فإنا ذكرنا في مورده أن الدليلين إذا تعارضا بالعموم من وجه وتكافئا فتقدم منهما ما يكون موافقا للكتاب ، لقوله ( عليه السلام ) في مقام المعارضة : خذ ما وافق الكتاب. ومن الواضح أن أدلة حرمة الربا موافقة للكتاب ، لقوله تعالى : أحل الله البيع وحرم الربا، بل لا يكون حينئذ الطرف الآخر حجة حتى نحتاج إلى الترجيح ونقول بأن الموافق للكتاب قد رجحناه على الآخر..."
فلاحظ قوله (قده): بل، لا يكون ـ حينئذ ـ الطرف الآخر حجة ...
7 ـ موسوعة الامام الخوئي ج1 / التنقيح : " يتوقف الاجتهاد على معرفة اللغة العربية ، لوضوح أن جملة من الأحكام الشرعية وإن لم يتوقف معرفتها على معرفة اللَّغة كوجوب مقدمة الواجب وغيره من موارد الأحكام العقلية الاستلزامية ، إلَّا أنه لا شبهة في أن أكثر الأحكام يستفاد من الكتاب والسنة وهما عربيان ، فلا مناص من معرفة اللَّغة العربية في استنباطها منهما حتى إذا كان المستنبط عربي اللَّسان،.....ثمّ إن بهذا الملاك الَّذي أحوجنا إلى معرفة اللَّغة العربية نحتاج إلى معرفة قواعدها لأنها أيضاً مما يتوقف عليه الاجتهاد .... والعمدة فيما يتوقف عليه الاجتهاد بعد معرفة اللَّغة العربية وقواعدها علمان : أحدهما : علم الأُصول .... وثانيهما : علم الرجال....".
ثم انني، لا استيطيع أن افهم، كيف ان سماحة السيد الحيدري قد توصل الى استنتاجه المزبور، وهو يجد أن الامام الخوئي (قده)، يرى حجية حديث: ما حالف كتاب الله فهو مطروح أو زخرف، وهو حديث مطلق والعبرة باطلاقه، وليس في مورد الاستدلال به.
هذا كله بالنسبة لما نسبه سماحة السيد الحيدري، الى الامام الخوئي (قده)، من القول بعدم محورية القرآن.
وأما بالنسبة لما نسبه اليه من انه لا يشترط في المجتهد ان يكون مفسرا، فهو ليس دقيقا أيضا، وذلك:
أولا: لان كلام الامام هذا جاء في سياق التعريف بمبادئ الاجتهاد الاصطلاحي، وهو القدرة على استنباط الاحكام الشرعية، فلا ينتظر منه ان يتطرق الى مبادئ استنباط المعارف الدينية، سواء كانت من الاحكام الشرعية أم لم تكن.
وثانا: لان الامام (قده)، قال في بداية موضوع "مبادئ الاجتهاد"، من كتاب التنقيح: " يتوقف الاجتهاد على معرفة اللغة العربية، لوضوح أن جملة من الأحكام الشرعية وإن لم يتوقف معرفتها على معرفة اللَّغة كوجوب مقدمة الواجب وغيره من موارد الأحكام العقلية الاستلزامية ، إلَّا أنه لا شبهة في أن أكثر الأحكام يستفاد من الكتاب والسنة وهما عربيان "
وكان يفترض، بسماحة السيد الحيدري، قد لا حظ هذا المقطع، وهو يقرأ من نفس الصفحة، قبل ان يقفز الى قوله (قده): "... أحدهما : علم الأُصول ..... وثانيهما : علم الرجال..."
لينتهي الى قوله (قده):" وأما غير ما ذكرناه من العلوم فهو فضل لا توقف للاجتهاد عليه ".
ثم ليستنتج ـ متسرعا ـ ان الامام (قده) لا يشترط ان يكون المجتهد مفسرا، ويرى عدم محورية القرآن في استنباط المعارف الدينية، ولذلك فانه لم يعد علم التفسير من بين مبادئ الاجتهاد.
ولا أدري لماذا لم يلحظ سماحة السيد الحيدري، المقطع الذي نقلته أعلاه، ولم يلحظ أيضا قول الامام:" "والعمدة فيما يتوقف عليه الاجتهاد بعد معرفة اللَّغة العربية وقواعدها علمان."، على الرغم من انه كان فوق السطر الذي قرأه.
فأين كان سماحة السيد من جملة:" بعد معرفة اللغة العربية".
وهل يحتاج المفسر الى غير هذا، يا سماحة السيد، من العلوم اللازمة للتفسير، إضافة الى الاحكام العقلية التي أشار الامام (قده) الى الحاجة اليها أيضا؟
ولا أظن ان سماحة السيد، يرى ان مثل علم الناسخ والمنسوخ، أو علم أسباب النزول، أو علم المكي والمدني، أو معرفة العام والخاص و المطلق والمقيد، أو غيرها من الامور، ضرورية للمفسر، أو ان المجتهد، بالمعنى الاصطلاحي المعهود، غير قادر على التعاطي معها.
وبهذا يتضح بان سماحة السيد الحيدري، لم يوفق في ما نسبه الى الامام الخوئي (قده)، من عدم قوله بمحورية القرآن الكريم، سواء في عملية الاجتهاد، أو مطلقا.

الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

التاريخ : 2013/09/08   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36351

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن (3 )

 

 إضاءة:
[ملاحظة: تتكرر هذه "الإضاءة" في كل الحلقات، من أجل إيضاح خلفية كتابة هذه الحلقات]
في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الشيعة، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثالثة:
بدأ سماحة السيد الحيدري هذه الحلقة، بتلخيص ما جاء في الحلقتين الاولى والثانية، من البرنامج، فأشار الى النظريات الثلاث (أو: الأربع)، التي تساق في مقام التعاطي مع القرآن الكريم، وموقف سماحته منها.
ثم عرض فهرسا (أو: خارطة البحث)، لموضوعه المطروح للبحث، وهو: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن "، وقال بانه يمر بأربع مراحل، وهي:ـ
1 ـ المرحلة الاولى: وتشمل عصر ما قبل التدوين (وتمتد الى منتصف القرن الثاني الهجري تقريبا)، وسيتم فيها الوقوف على ملامح هذه المرحلة، والتعرف على العوامل والأيدي التي صاغت وكونت الموروث الروائي فيها.
2 ـ المرحلة الثانية: وتشمل عصر التدوين، حيث يتم التعرف فيها على ظروف المرحلة ومدى تأثرها بالمرحلة الاولى.
وقال سماحته، ان هاتين المرحلتين ترتبطان بالموروث الروائي السني (الرسمي)، أما الموروث الروائي الشيعي، فلم يكن له مجال يذكر في هاتين المرحلتين، لأنه كان محاصرا وممنوعا ومطاردا.
3 ـ المرحلة الثالثة: مرحلة اختراق الموروث الروائي السني (الرسمي) للموروث الروائي الشيعي، وهي من أخطر المراحل، وقد بدأت هذه المرحلة عند سقوط الدولة الاموية، حيث اتيحت للامام الصادق عليه السلام، فرصة نشر المعارف الاسلامية، من خلال أهل البيت عليهم السلام، وقد امتدت هذه المرحلة حتى القرن الخامس الهجري، وتم فيها تشكيل الموروث الروائي الشيعي وتدوينه، ما أسفر عن الاصول الاربعمائة، التي اعتمدها كل من: الشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ المفيد، في تدوين مصنفاتهم، كالكتب الاربعة وغيرها.
4 ـ المرحلة الرابعة: وفيها يتم التعرف على مدى تأثير الموروث الشيعي القديم، (الذي تم تدوينه حتى القرن الخامس الهجري)، على ما تم تدوينه من مصنفات بعد ذلك، (من قبيل: مستدرك الوسائل، والوافي، والبحار)، ومدى الاختراق الذي حدث لهذه الكتب في هذه المرحلة.
وبعد أن عرض سماحته هذه المراحل الاربعة، تساءل عن إمكانية الاعتماد على الموروث الروائي الاسلامي؛ سنيا كان أم شيعيا، من دون عرضه على القرآن الكريم، مشيرا الى ان كل ما يحصل اليوم من اقصاء وتكفير وقتل، مستند الى الموروث الروائي ومعتمد عليه.
ثم عرج على الكلام عن المرجعية، ليتساءل عمّا كوّنَ مفهوم المرجعية والمؤسسة الدينية عند الشيعية.
وسأذكر بعض عبارات سماحته، حين المناقشة.

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 مع سماحة السيد كمال الحيدري في مشروعه من اسلام الحديث الى اسلام القرآن ( 2 )

 

 إضاءة:

في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ (2013م)، أطل سماحة السيد كمال الحيدري، عبر شاشة قناة الكوثر الفضائية، في لقاءات عديدة، متحدثا عن مشروع قال عنه بانه يهدف الى تصحيح عقائد الفكر الشيعي، (أو: قراءة اخرى لها)، وقد تناول ذلك تحت عنوان: " من إسلام الحديث الى اسلام القرآن"، ولابد لي من البيان أولا، بان سماحة السيد، قد عنى بـ"الاسلام"، و "القرآن"، معناهما الاصطلاحي المعهود والمعروف لدى كافة المسلمين، وأما لفظ "الحديث"، فلم يعن به خصوص ما نقل الينا من قول المعصوم فحسب، بل عنى به ما يرادف السنة، ليشمل به كل ما نقل الينا من قول المعصوم وفعله وتقريره، وهو خلاف الاصطلاح، ولكن الامر هين، خصوصا مع احتمال ان سماحته اراد ان يحاكي جورج طرابيشي في عنوان كتابه..
ولا بد لي أيضا من التأكيد، على ان سماحته لم يقصد من مفردة السنة (أو: الحديث)؛ السنة الواقعية، وانما يقصد السنة المنقولة الينا عبر الرواة، والتي قد يعبر عنها بـ"السنة المحكية" أيضا.
وسوف احاول ان اناقش ـ بايجاز ـ بعض ما ذكره سماحته في هذه الحلقات.
 
ملخص الحلقة الثانية:
تحدث سماحة السيد الحيدري، في هذه الحلقة، حول عدة عناوين أو محاور، سأتناول ما يهمنا منها، وهي أربعة:
1 ـ ففي بداية هذه الحلقة، أكد سماحته ما كان قد ذكره في الحلقة الاولى، من انه يرفض رفضا قاطعا، الاتجاهين اللذين ذكرهما هناك، بشأن كيفية التعاطي مع القرآن الكريم.
2 ـ ثم نقل سماحته، عن كتاب: "اختيار معرفة الرجال" للشيخ الطوسي، ما رواه الامام الباقر (ع) من قول سلمان المحمدي (الفارسي)، بشأن ميل الناس للهروب من القرآن الى الحديث، طلبا للتوسعة.
3 ـ ثم ذكر بعض مصاديق الهروب من القرآن الكريم، لدى الشيعة، ناقدا وناقما.
4 ـ ثم تحدث سماحته عن الاقصاء الذي يمارسه المراجع، ضد آخرين، وعن القداسة التي يحيطون بها مواقعهم، لئلا ينالهم النقد، مدعيا بانهم يقولون ان الامام الحجة عليه السلام، هو الذي يعينهم في تلك المواقع.
وقد تحدث حول هذه النقطة، انطلاقا من حديثه عما تعرض له الامام علي [وهو باب مدينة علم النبي (ص)]، وأهل البيت (ع) من مظالم وحصار واقصاء، بعد رحيل النبي (ص)، ما أدى الى حصول فراغ كبير في المعارف الدينية في كل المجالات، فبرزت الحاجة الى ملء ذلك الفراغ بتشجيع التحديث، ووضع الاحاديث، ما فسح المجال للتحريف والدس والاختراق والوضع، خصوصا في عهد معاوية، الذي أنشأ جهازا خاصا من الصحابة والتابعين للقيام بهذه المهمة، وأغدق عليهم الاموال.
وقد تطرق سماحته الى امور اخرى، لست بصدد مناقشتها، إما لعدم الاشكال فيها، واما لانه ذكرها استطراداً.
وسأتناول هذه العناوين الأربعة تباعا، ذاكرا بعض عبارات سماحته التي ساناقشها.
 
وهذا هو رابط الحلقة:
 
 
أولا: حول كيفية التعاطي مع القرآن:
رفض سماحته رفضا قاطعا، اتجاه الاخباريين وأهل الحديث، الذين قال عنهم بانهم اسقطوا القرآن عن الاعتبار، مطلقا، وعزلوه عن عملية الاستدلال على المعارف الدينية واستنباطها، كما ان سماحته رفض الاتجاه الاصولي في التعاطي مع القرآن أيضا، وذلك لأنه ـ حسب رأيه ـ لم يزد على اتجاه الإخباريين، الا باعطاء صبغة [قرآنية] للبحث الروائي، إذ انه لم يدخل البحث القرآني الى عمق عملية الاستدلال والاستنباط، وانما اكتفى به في حالة تعارض الاحاديث، فيرجع الى القرآن من أجل الترجيح بينها، ليس الا.
ثم أشار سماحته، الى ان الحالة العامة للعقل الاصولي الشيعي، المتكون منذ زمن الشيخ الانصاري، وإن كان اصوليا وعقليا في الفروع، ولكنه على مستوى الفقه الاكبر والعقائد، فانه إخباري، إذ ان المدار عنده على الرواية وليس على القرآن !!!.
 
المناقشة:
أما بالنسبة للاخباريين، فانهم لا يقولون بعدم حجية القرآن، كما قد يوهم كلام سماحة السيد الحيدري، وانما يقولون بعدم حجية فهم غير المعصوم للقرآن، لأنه غير مخاطب به، فمشكلتهم تكمن في حجية فهمهم هم للقرآن، وليس في حجية القرآن وحجية مراده، فيما لو علموا به، ولذا فانهم حينما يطمأنون الى مراده، من خلال ما يرون صحته من كلام المعصوم المفسر له، فانهم لا يترددون أبدا في تقديمه ـ في حال التعارض المستقر ـ على الحديث مطلقا.
وأما بالنسبة للاصوليين، فقد ذكرنا في الحلقة الاولى، بان نسبة هذا الكلام اليهم، ليس دقيقا، وقد ذكرنا هناك عدة موارد من كلام الامام الخوئي (قده)، تثبت بان الامام الخوئي (قده) يجعل الاولوية والمحورية للقرآن الكريم، وانه يأخذ بنظر الاعتبار عدم مخالفة الحديث للقرآن، قبل مرحلة تعارض الاحاديث، وانه (قده) يدخل البحث القرآني الى عمق عملية الاستدلال، ولم يحصر دور القرآن في حالة تعارض الاحاديث فقط، فالمسألة عنده، ليست مسألة "صبغة" فقط، وإنما هي منهج يقوم على أساس ان كل ما خالف القرآن من الاحاديث فهو زخرف وباطل، حتى وإن كان صحيحا في نفسه، ولم يعارضه حديث آخر.
وهنا اود أن أتقدم الى سماحة السيد الحيدري، بسؤال بسيط، فأسأله فيما اذا كان بامكانه، ان يأتينا ولو بمورد واحد، خالف فيه السيد الخوئي (أو غيره من الاصوليين)، القرآن الكريم، بناءا على رواية أو حديث، مع استقرار التعارض بين القرآن وذلك الحديث.
فلو كان منهج الامام (قده)، هو عدم محورية القرآن، كما يقول سماحة السيد، لاصبحت موارد مخالفته للقرآن الكريم ليست بعزيزة، وقد ألف العشرات من الكتب، وألقى آلاف الدروس.
أما بالنسبة، لقول سماحته، ان الاصوليين، ليسوا عقليين في العقائد، بل إخباريين، وان مدارهم في ذلك على الرواية، وليس على القرآن، فهو ـ على اطلاقه ـ كلام غير صحيح جزما، وذلك لان الركون الى النقل ـ قرآنا كان أم سنة ـ في باب العقائد، سوف يؤول الى عدم ثبوت شيء من العقائد رأسا، كما هو واضح.
نعم، في بعض التفصيلات العقدية، لا بد من الرجوع الى النقل.
ولما كان كلام سماحته، مجملا وعاما في هذه النقطة، إذ لم يذكر ولو مثالا واحدا على مدعاه، فان مناقشته تكون غير ممكنة.
 
ثانيا: حول كتاب اختيار معرفة الرجال:
في سياق حديثه عن التحديث والوضع، قرأ سماحته، رواية وردت في كتاب " أختيار معرفة الرجال"، للشيخ الطوسي / ج1ص71، وهي: "...عن العلاء عن محمد بن حكيم، قال ذكرعند أبي جعفر عليه السلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدي، ان سلمان منا أهل البيت، انه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتابا رقيقا [دقيقا] حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل، فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم ."
وفي معرض تعقيب سماحته على الرواية، تساءل، مستغربا ومستنكرا: هل يمكن ان يهرب أحد من كلام الخالق الى كلام المخلوق، حتى لو كان ذلك المخلوق هو رسول الله (ص)؟ّّ!!
 
المناقشة:
انني لست بصدد مناقشة مدى إعتبار كتاب اختيار معرفة الرجال، أو مدى صحة الرواية، أو صحة سندها، ولكنني اقول ان سماحة السيد، قبل ان يقرأ الرواية، قال عن الكتاب: " كم هو معتبر، أو غير معتبر، فله بحثه في الموضع المناسب.".
فالسيد، لم يقل بان الكتاب معتبر عندي، وعمد الى ترك الامر عائما. وعلى الرغم من ان سماحته يكرر في مثل هذه الموارد، قوله: "العرش ثم النقش"، نراه هنا "ينقش"، قبل ان يشيد "العرش"، وكأنّ سماحته، ينتقي ما يناسبه من الروايات، أينما وجدها، دون أن يعتني بمدى إعتبار الكتاب الذي يحتوي عليها، وأما إذا وجد بعض الروايات التي لا تناسب رؤيته، في كتاب ما، فانه ربما لا يكتفي برد تلك الروايات فقط، وانما قد يحاول رد الكتاب كله، كما حاول ذلك ـ في بعض حلقات برنامجه هذا ـ بخصوص كتاب سليم، على الرغم من ان القائلين بنسبته الى سليم أقوى حجة وأشهر قولا.
ومثل هذا المنهج، إضافة الى كونه ليس علميا، فانه لا يفضي الى حل معضلة، ولا يؤدي الى إصلاح عيب، ولا يكون قادرا على بناء منظومة فكرية متينة ومتماسكة، كما يروم سماحة السيد ذلك.
أما ما صدمني حقا، فهو تساؤله: هل يمكن ان يُهرب من كلام الخالق الى كلام المخلوق، حتى لو كان ذلك المخلوق هو الرسول الأعظم (ص) ؟؟!!
إذ لا أدري كيف سمح سماحته لنفسه، ان يتفوه بمثل هذه العبارة، ولا أدري إذا كان سماحته يتصور، بان مثل هذا القول أهون عقديا من القول بسهو النبي، او نومه عن الصلاة، الذي طالما شن الهجوم العنيف عليه وعلى قائليه، بأدنى مناسبة.
فإذا كان الهروب من القرآن الى الحديث، لا يتحقق إلا في حالة مخالفة الحديث للقرآن، فانني لا أدري، كيف استطاع سماحته ان يسوغ صدور ما يخالف القرآن الكريم، من رسول الله (ص)، ليجد الناس فيه سعة ـ كما في قول سلمان ـ فيهربوا من القرآن اليه.
والاعتذار عن ذلك بان فرض المحال ليس بمحال، غير مقبول هنا، كما انه لا مجال لسماحته، ان يقول هنا، بانه كان يعني الرواية المحكية، وذلك لأن عبارته تدل بوضوح على ان كلامه كان في ما هو يقيني الصدور والدلالة، من الاحاديث.
 
ثالثا: حول مصاديق الهروب من القرآن
وفي معرض استعراضه، لبعض موارد الهروب من القرآن الى الحديث، قال سماحته: فالقرآن يقول "من يعمل سوءا يجز به"، ولكنه عندما نأتي الى الحديث، نجده يقول "حب علي حسنة لا تضر معها سيئة"، يعني: افعل ما تشاء .. فاحبب عليا وانتهت القضية .. طبّر ليلة العاشر من المحرم الحرام، واغسل كل ذنوبك .. وامشِ للحسين، وافعل ما تشاء في باقي أيام السنة.... وهذا مخالف للمنطق القرآني.
 
المناقشة:
من الواضح هنا ان سماحة السيد، يرد نفس الرواية، وليس تفسيرها، وهو ـ من حيث المبدأ ـ حق لكل مجتهد، وفق ضوابطه الاجتهادية في ذلك، أما السخرية فلا.
غير انني سمعت، أحد المتصلين بالبرنامج، في بعض الحلقات المتأخرة عن هذه الحلقة من حلقات هذا البرنامج، قد عاتب سماحة السيد على ما اعتبره سخرية منه بهذه الرواية، حينما ذكرها في هذه الحلقة، فأجاب سماحته، بانه لم يسخر من الرواية، وانما سخر من تفسيرها.
فسماحته، لم ينكر أصل السخرية، وانما أنكر كونها سخرية من الرواية.
ولكن الاتيان بالرواية، في سياق موضوع حديثه، يدل على انه بصدد ردها، لمخالفتها للقرآن، والا لما استقام ذكره لها في هذا الموضع، ولكان ذكرها يعد خروجا عن الموضوع، ومع رده للرواية، فالسخرية ـ التي اعترف بها ـ لا تكون الا منها، وليس من تفسيرها، وذلك لأن سقوطها عن الاعتبار يعني سقوطا لمعناها، ولا معنى للسخرية من معناها، مع سقوطه بسقوط اعتبار الرواية.
 
كما انه لو كان قاصدا السخرية من التفسير، على الرغم من انه يبقى غير لائق، لكان ذلك مؤشرا على اعتباره للرواية، وكان عليه ـ حينئذ ـ ان يأتي بتفسير آخر مقبول لديه، ولكنه لم يفعل، وبما انه لم يفعل، فهو إذن كان يقصد السخرية من الرواية نفسها، وليس من تفسيرها.
ومع ذلك، فسأترك الحكم في هذه النقطة، الى القارئ الكريم، بعد ان يرجع الى هذه الحلقة، ليشاهد ويسمع كلام سماحته بنفسه، وهو يبدأ عند الدقيقة العشرين تقريبا من الحلقة الثانية.
 
رابعا: حول دعوى تعيين المراجع من قبل الامام الحجة (ع)
وعندما تطرق سماحته، الى ما حصل من إقصاء لأهل البيت (ع)، عن مواقعهم التي وضعهم الله فيها، عرّج الى ما يُمارَس من إقصاء في أيامنا هذه، فقال ضمن ما قال: لا فرق ان يكون الاقصاء سياسيا أو فكريا أو دينيا أو مرجعيا، ومن أجل إضفاء قدسية على الكيان، لا بد من الاستناد الى شيء ما، ولذا فان السياسي يقول ان الشعب انتخبني، ويقول المرجع: ان الامام الحجة بن الحسن (ع) هو الذي عينني .. وحينئذ من يستطيع ان يتكلم أو يعترض على تعيين الامام؟؟!!
ثم راح يصرخ: "ان هذه النظرية اصولها اموية.. اصولها اموية.. اصولها اموية"
ثم اضاف، انهم يفعلون ذلك، من أجل ان يقطعوا الطريق على أي نقد على المرجع، في حين ان التاريخ يقول بان كبار أصحاب أمير المؤمنين والامام الحسن عليهما السلام، قد دخلوا على الامام الحسن (ع)، واعترضوا عليه وقالوا له ما قالوا.
ثم قال، واتحداكم ان تقدموا الدليل على ان الامام الحجة يتدخل في تعيين المرجع.
وقال، صحيح ان المرجع قد يكون مؤهلا، ولكن من الصحيح أيضا ان الاعلام والمال قد يخلق المرجع.
 
المناقشة:
ان سماحة السيد ينسب الى المرجع ـ واللام هنا للجنس ـ قوله أن الامام الحجة هو الذي عينه كمرجع، ثم يتحداهم ان يقدموا دليلا على ذلك.
ولكن، على سماحة السيد ان يقدم هو الدليل على ان المراجع يقولون ان الامام عليه السلام قد عينهم كمراجع الى الامة، قبل أن يطالبهم بالدليل على اثبات ذلك، إذ لم يُعرف عن مرجع انه قال ذلك، فهذه كتبهم متاحة للجميع، واستخراج مثل هذه العبارة من مظانها ليس صعبا لأمثال سماحته.
ولا شك ان سماحته، يعلم ان أساس أدلة التقليد (أو: الرجوع الى المجتهد)، دليل عقلي، لا نقلي، فمن أين يأتي ادعاؤهم التعيين من قبل الامام الحجة (ع)، مع كون الدليل الذي يعتمدونه في الرجوع اليهم ليس نقليا؟
ومع وجود الدليل النقلي التام، فانه لا يعدو ان يكون ارشاديا.
وقد فات سماحة السيد، ان رد الروايات التي يعنيها بكلامه، سوف لا يؤثر على المراجع بعنوان انهم مراجع، وانما يؤثر عليهم بعنوان انهم اولياء، وبالتالي فهو يؤثر فقط على اولئك القائلين بولاية الفقيه من المراجع، فما يرتبط بالتعيين ويحتاج الى الروايات هي مسألة الولاية، لا المرجعية، التي هي بمعنى رجوع غير المختص الى المختص.
ومع رد تلك الروايات، باعتبارها اموية اموية اموية، هل يلتزم سماحته ـ وعلى غرار تعليله لما نسبه الى المراجع في مسألة تعيينهم من قبل الامام الحجة (ع) ـ بان القائلين بولاية الفقيه من المراجع، انما لفقوا تلك الادلة من أجل اضفاء القدسية على انفسهم، والتسلط على رقاب الناس، والتحكم بثرواتهم ومصائرهم، والتمترس بالحصانة ؟؟!!
كما انني لم اسمع ان احدا من المراجع ادعى لنفسه القدسية، فلا قدسية الا للمعصوم، ولكن عدم القدسية لا يمكن ان تكون ذريعة لعدم التوقير والاحترام، حتى لو كانوا من عموم المؤمنين، لتباح الاساءة اليهم، والافتراء عليهم، وتوهينهم.
وما تفضل به سماحته من تعليل، بشأن ادعائهم لتعيينهم ـ كمراجع ـ من قبل الامام عليه السلام، لا يخلو من كل ذلك
هذا كله، فيما اذا كان سماحة السيد بصدد الرد على المراجع والمجتهدين، وأما اذا كان بصدد الرد على غير المجتهدين، فهو شأنه، ولكن لا تصح نسبة الدعوى الى المراجع حينئذ.
ومن الغريب حقا، ان يذكر سماحته، ما تعرض له الامام الحسن عليه السلام، من غلظة ووقاحة من قبل بعض اصحابه واصحاب أبيه عليهما السلام، كدليل على جواز النقد (أو: نقد المراجع)، دون ان تمنعه قدسية الامام، وكونه إنسانا كاملا، من "استنباط" ذلك الجواز من تلك الواقعة، ليقوم بتسريته الى المراجع، وكأنّ سماحته لا يرى في ذلك اي تعارض مع إمامتهم أو خدش لقدسيتهم عليهم السلام، ولا يعتبر ان موقفهم من الامام (ع)، كان موقفا سيئا ومحرما، بل هو من أشد الكبائر واقبحها.
ويكأنّ سماحته مستعد لأن يتصرف مع الامام عليه السلام، كما تصرف اولئك النفر، فيما لو اتيح له ذلك !!
والنقاش هنا ليس في مسألة جواز النقد ضمن ضوابطه الشرعية، فهو مما لا إشكل في جوازه، بل هو مطلوب وضروري، ولكن الاشكال في الاستدلال على ذلك، بتلك الواقعة، وكأنها مما يجوز التعامل بمثله مع المعصوم، ومما يصلح للاستدلال به لإثبات جواز مثل تلك الافعال في حق غيرهم بالاولوية.
والاعتذار عنهم، بافتراض انهم لم يكونوا مؤمنين بعصمة الائمة عليهم السلام، وقتذاك، لا يرفع الحرمة الواقعية للتصرف، التي تمنع الاستدلال بالواقعة.
 
أما قوله، بان المال والاعلام قد يخلق مراجع، فهو ينطبق على غير مراجع الطائفة الحقيقيين الذين نعرفهم، وهو أكثر انطباقا على سماحته، حيث أتاح له الاعلام الكثير من فرص الظهور والشهرة، أما مراجعنا الذين نعرفهم، فقد أصبحوا مراجع ضمن الآليات والطرق التقليدية المعهودة، ولم نعهد من أحد منهم انه عشق الاضواء، أو اشتهى الظهور على أي وسيلة من وسائل الاعلام.
وأما الشياع، فهو ليس من الاعلام، الذي يعنيه سماحة السيد، في شيء، والا لكان التواتر من الاعلام، ولكانت الشهرة (رواية أو فتوى)، من الاعلام (المذموم)، وستأتي مناقشة هذا الامر بشيء من التفصيل، في موضعه المناسب من هذه الحلقات، إن شاء الله تعالى.

 

الكاتب : عدنان عبد الله عدنان  

 التاريخ : 2013/09/09   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36413

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

الرواية المزعوم تسربها من الاسرائيليات لتراثنا الحلقة التاسعة من سلسلة شواهد تحقيق الفقهاء والمحدثين للروايات والأحاديث

 

 

 

الشاهد الرابع عشر: الفرق بين تحقيق نسخ الكتاب وتنتقيح الروايات
 
لا يخفى الفرق على العلماء والباحثين بل كثير من عوام الناس بين مهمة تحقيق نسخ كتاب من الكتب القديمة ومقارنة نسخها ودراستها تلافيا للتصحيف والاخطاء الاملائية  والمطبعية وبين مهمة تنقيح التراث وتصحيح الروايات.
 
فقد استمعنا خطابا صادما للرأي العام صارخا بان التراث الحديثي للمسلمين سنة وشيعة مغشوش بكم هائل من الاسرائيليات ، وان المسلمين في غفلة من هذا الامر الجلل ، فاستدعى الامر انطلاق حركة تصحيحية للتراث ، تستهدف تنقية التراث من الاسرائيليات باعتبارها سما مدسوسا في العسل ، وعرض في هذه الصيحة مثال لرواية زعم انها إسرائيلية تسربت للتراث الحديثي السني ومنه انتقلت للتراث الشيعي ، وللإنسان ان يتوقع في هذا المثال والنموذج مفهوما ومعلومة خاطئة يأسف ( صاحب الحركة التصحيحية) تسربها للأذهان واستقرارها في وجدان المسلمين شيعة وسنة ، فهذه (الحركة التصحيحية) تتحسر على هذا الواقع المأساوي ، والحال المزري للمسلمين ، وبما انها حركة تصحيحية وجديدة الانطلاق فهي بحاجة لإبراز مثال صارخ ، قادر على اقناع المتلقين بضرورة القبول بالحركة التصحيحية للترات نظرا لوضوح المثال وجلاء فساد فكرة تسربت لنا من الاسرائيليات!.
فلنرَ هذا المثال المطروح والنموذج المعروض ، وما هي الفكرة الخاطئة التي تسربت للمسلمين من خلال هذا الحديث الإسرائيلي المزعوم.
المثال هو ما ورد في كتاب البيان في تفسير القران للشيخ الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ ) نصا:
قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106) ...
ذكر الواقدي وابو جعفر أن سبب نزول هذه الآية ما قال أسامة بن زيد عن أبيه قال: كان تميم الداري وأخوه عدي نصرانيين وكان متجرهما الى مكة، فلما هاجر رسول اللَّه (ع) الى المدينة قدم ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص المدينة وهو يريد الشام تاجراً فخرج هو وتميم الداري وأخوه عدي حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصية بيده ودسها في متاعه وأوصى اليهما ودفع المال اليهما وقال: أبلغا هذا أهلي، فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه ، ثم رجعا بالمال الى الورثة ، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان خرج به صاحبهم ، و نظروا الى الوصية فوجدوا المال فيها تاماً وكلموا تميماً وصاحبه ، فقالا: لا علم لنا به وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو، فرفعوا أمرهم الى النبي (ص) فنزلت هذه الآية.
التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه‍) .
وهذا هو الفيديو المستعرض لهذا الانموذج والمثال المتميز للرواية الإسرائيلية المزعوم تسربها لأفكارنا ومفاهيمنا:
http://www.youtube.com/watch?v=tACzfZPm7Cc
وهذا المثال سبق ذكره في كتاب ( تهذيب أحاديث الشيعة) الذي ألفه سنة 2005 ميلادية ، أحمد القبانجي ، ضمن امثلة أخرى على الاشتباه في الاعتقاد بان المراد من عنوان ( أبي جعفر) هو الامام الباقر ، مع ان المراد منه هو أبو جعفر الطبري ، فلنلاحظ ما جاء في هذا الكتاب نصا:
ورد في تفسير الطبري في شأن نزول الآيتين 106 و 107 من سورة المائدة، بعدة طرق مع بعض الاختلاف في العبارة ما خلاصته، أنّ ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تُجاراً إلى الشام، رجل من بني سهم مع تميم الداري وعديّ بن بدّاء، فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم، فلما قدما بتركته، فقدوا جاماً من فضة مخوصاً بالذهب، فأحلفهما رسول الله (ص) ثم وجد الجام بمكّة ، فقالوا اشتريناه من تميم الداري وعدي بن بدّاء فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا (لشهادتنا أحقّ من شهادتهما)  وأنّ الجام لصاحبهم، وفيهم نزلت الآية.
ثم نقل كلام الشيخ الطوسي الذي نقلناه قبل قليل ثم قال:
فنلاحظ أن الشيخ الطوسي في التبيان في ذيل الآية 106 و107 من سورة المائدة قد أورد نفس الشيء الذي جاء في تفسير الطبري، والشيخ قد نقله عن الواقدي وأبو جعفر الطبري، وما ذكرناه في السند: أسامة بن زيد عن أبيه لم يكن في نقل الطبري، ولكنه كان في نقل الواقدي طبعاً، ويظهر أن الشيخ الطوسي لفّق بين نقل الواقدي وأبي جعفر الطبري، وهذا العمل رائج، وضمناً وقد ذكر في التبيان طبعة بيروت بعد (أبو جعفر) علامة (ع)  والتي عندما تقرأ يتصور القارئ أن المقصود من أبي جعفر هو الإمام محمد الباقر.
بعد ذلك أورد الطبرسي في مجمع البيان في هذا المجال عبارة الشيخ الطوسي في التبيان ببعض التصرف بهذا الشكل:
النزول: سبب نزول هذه الآية أن ثلاثة نفر خرجوا من المدينة تجّاراً إلى الشام، تميم بن أوس الداري وأخوه عدي - وهما نصرانيان - وابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص السهمي - وكان مسلماً - حتى إذا كانوا ببعض الطريق مرض ابن أبي مارية فكتب وصيته بيده ودسها في متاعه وأوصى إليهما ودفع المال إليهما وقال: أبلغا هذا أهلي، فلما مات فتحا المتاع وأخذا ما أعجبهما منه، ثم رجعا بالمال إلى الورثة، فلما فتش القوم المال فقدوا بعض ما كان قد خرج به صاحبهم فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تامّاً، فكلّموا تميماً وصاحبه فقالا: لا علم لنا به، وما دفعه إلينا أبلغناه كما هو، فرفعوا أمرهم إلى النبي فنزلت الآية عن أسامة بن زيد عن أبيه وعن جماعة من المفسرين وهو المروي عن أبي جعفر(ع) ؟
فبما أن الطبرسي قد تصور أنّ المقصود من أبي جعفر الوارد في كلام الشيخ الطوسي هو الإمام محمد الباقر(ع)  فنراه أورد في كلامه: وهو المروي عن أبي جعفر(ع) ، في حين كان مقصود الشيخ الطوسي (أبو جعفر) الطبري، فهنا حديث وهمي قد نقل عن الإمام محمد الباقر(ع)  فهو مرسل من مرسلات الطبرسي عن الإمام الخامس، مرسل سنده صحيح لأن الطبرسي صادق ، ولكن متنه غير معلوم الصدق، لأن (أبو جعفر) في كلام الشيخ الطوسي هو (أبو جعفر) الطبري لا الإمام محمد الباقر(ع) .
... وهنا ينبغي الالتفات إلى هذه النقطة وهي: إن لحن عبارة الشيخ الطوسي التي جاء فيها: ذكر الواقدي وأبو جعفر أن سبب نزول هذه الآية ... شاهد على أنّ مقصود الشيخ من أبي جعفر هو الطبري، لأن الشيخ الطوسي وعلماء الإمامية لا يوردون أبداً أسماء الأئمة (ع)  في صف أسماء المفسرين والمؤرخين، وقد ورد أبو جعفر في كلام الشيخ في رديف الواقدي، وهي دلالة على أن المقصود من (أبو جعفر) ليس الإمام الباقر(ع) .
ملاحظة أخرى: لم يرد في تفسير نور الثقلين، الذي ألفه صاحبه يذكر فيه الروايات الواردة عن النبي والأئمة في تفسير آيات القرآن، في تبيان نزول الآية 106 و107 من سورة المائدة حديثاً عن الإمام محمد الباقر(ع) ، بالرغم من تتبعه الواسع جداً في المصادر الروائية.
نعم ، نقل عين ما هو موجود في مجمع البيان في تفسير سورة المائدة الرقم 415، والذي نعلم أن هذا النقل (أبو جعفر الطبري) قد نسب خطأً إلى الإمام محمد الباقر(ع) .
( تهذيب أحاديث الشيعة) لأحمد القبانجي.
وتعليقنا على ذلك ضمن نقاط:-
النقطة الأولى- نوافق على ان ما نقله الشيخ الطوسي قدس سره انما هو عن ابي جعفر الطبري وليس عن الامام ابي جعفر الباقر عليه السلام ، ولكن المظنون ان إضافة حرف (ع) اختصارا لجملة (عليه السلام) وقعت من محقق الكتاب او الناسخ اعتقادا منه بان المقصود من ( ابي جعفر ) الامام الباقر عليه السلام ، وربما وقع نفس هذا السهو من قلم الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى او من النساخ وهذا يستدعي مراجعة النسخ الخطية وإصدار طبعة أخرى محققة لكتاب تفسير التبيان وكذا الحال بالنسبة لتفسير مجمع البيان والاشارة لهذا الامر في الحاشية ، ولا يهم ان كان صاحب دعوى ( الحركة التصحيحية ) أخذ كلامه من هذا الكتاب او لا ، مع توافق في الاستنتاج.
النقطة الثانية- هذا السهو والاشتباه جعل من كلام الطبري حديثا مرسلا عن الامام الباقر عليه السلام ، ولكن ذلك لم يجعله حديثا معتبرا ، كما لم يقع في هذا السهو فقهاؤنا في ابحاثهم الفقهية كما لا يخفى على من يراجعها بهذا الشأن فلم يذكروا ذلك ضمن الاحاديث التي استدل بها في المسألة فهو من أخطاء تحقيق التراث.  
النقطة الثالثة- ما يناسب هذا الخطأ هو الحث على تحقيق كتب التفسير والإرشاد لضوابط وقواعد تحقيق كتب التراث وعدم التساهل في وضع العلامات ، فهذا يسمى ( تحقيق الكتب والتراث) وليس ( تصحيح التراث وتنقيحه) فلا ربط لذلك بقصة (الحركة التصحيحية) المستهدفة لتنقية التراث مما علق به من اسرائيليات مزعومة.
النقطة الرابعة- سواء صح ما روي عن سبب نزول الاية الكريمة او لم يصح ، فان الاية الكريمة تبقى على حجيتها وصحة العمل بها ، ولا يتغير الحال ان ثبت او لم يثبت سبب النزول ، فهو ليس سوى معزز لفهم المسألة ومعرفة خلفيتها التاريخية ، فمن الجلي ان مسالة قبول شهادة غير المسلم في الوصية لا تتاثر بصحة وعدم صحة ما قيل او روي في سبب النزول.
النقطة الخامسة- ما نسبه صاحب ( الحركة التصحيحية) للشيخ الطوسي (قدس سره) من استناده في آرائه التفسيرية على تفسير الطبري مجاف للحقيقية تماما ، فان نقل الشيخ الطوسي عليه الرحمة من تفسير الطبري لا يعني الاعتماد عليه وتصحيح ما نقله عنه ، بل يدخل هذا في التوسع في عرض ما قيل وليس كاشفا عن التبني والقبول بحال من الأحوال ، فها هو في كتبه الفقهية ينقل آراء العامة خصوصا في كتابه الخلاف الذي هو دراسة مقارنة لاراء المذاهب على الصعيد الفقهي ، فهل استند على تلك الآراء واعتمد عليها بمجرد نقلها وعرضها للباحث ؟. لا اظن احدا يتخيل ذلك.
النقطة السادسة- ذكر الكليني (المتوفى 329 هج) في كتاب الكافي سبب النزول عن شيخه علي بن إبراهيم القمي صاحب تفسير القمي المعروف ، عن رجاله رفعه قال : خرج تميم الداري وابن بيدي : وابن أبي مارية في سفر وكان تميم الداري مسلما وابن بيدي وابن أبي مارية نصرانيين وكان مع تميم الداري خرج له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع فاعتل تميم الداري علة شديدة فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بيدي وابن أبي مارية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته فقدما المدينة وقد أخذا من المتاع الآنية والقلادة وأوصلا سائر ذلك إلى ورثته فافتقد القوم الآنية والقلادة فقال أهل تميم لهما : هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة ؟ فقالا : لا ما مرض الا أياما قلائل قالوا : فهل سرق منه شئ في سفره هذا ؟ قالا : لا ، قالوا : فهل أتجر تجارة خسر فيها ؟ قالا : لا ، قالوا : فقد افتقدنا أفضل شئ كان معه آنية منقوشة بالذهب مكللة بالجوهر وقلادة فقالا : ما دفع إلينا فقد أديناه إليكم فقدموهما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأوجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليهما اليمين فحلفا فخلا عنهما ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما فجاء أولياء تميم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا رسول الله قد ظهر على ابن بيدي وابن أبي مارية ما ادعيناه عليهما فانتظر رسول الله صلى الله عليه وآله من الله عز وجل الحكم في ذلك فأنزل الله تبارك وتعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ "
فأطلق الله عز وجل شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلمين " فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين فهذه الشهادة الأولى التي جعلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " فإن عثر على أنهما استحقا إثما " أي أنهما حلفا على كذب " فآخران يقومان مقامهما " يعنى من أولياء المدعي " من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله " يحلفان بالله أنهما أحق بهذه الدعوى منهما وأنهما قد كذبا فيما حلفا بالله " لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين " فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولياء تميم الداري أن يحلفوا بالله على ما أمرهم به فحلفوا فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القلادة والآنية من ابن بيدي وابن أبي مارية وردهما إلى أولياء تميم الداري ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم .
وقد نقل الحر العاملي ذلك في وسائله وعقب بقوله: ورواه علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) مرسلا نحوه . ورواه السيد المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا من ( تفسير النعماني ) بإسناده الآتي عن علي ( عليه السلام ) نحوه إلا أنه قال : ( تحبسونهما من بعد الصلاة ) يعني صلاة العصر .
وكما تلاحظ فالحديث مرفوع مرسل حيث لم يذكر السند بين علي بن إبراهيم شيخ الكليني ورسول الله صلى الله عليه وآله ، اجل ما عن تفسير النعماني ليس مرسلا ، فهو مسند الا ان السند ضعيف بأكثر من راوي كعلي بن ابي حمزة البطائني والنتيجة انه لا يثبت سبب النزول بهذا الخبر.
النقطة السابعة- أصل المسألة ترتبط بقبول شهادة أهل الذمة في الوصية او عدم قبولها ، فهذه المسالة بحثها فقهاء المسلمين سنة وشيعة واستدلوا فيها بالآية الكريمة وبعض الاحاديث وادعى بعض علماء السنة ان الآية الكريمة منسوخة وقد شرح المسألة من علماء اهل السنة مختصرا ابن رشد (المتوفى سنة 595 هـ) معددا الصفات المعتبرة في الشاهد اذ قال:
وأما الاسلام فاتفقوا على أنه شرط في القبول ، وأنه لا تجوز شهادة الكافر ، إلا ما اختلفوا فيه من جواز ذلك في الوصية في السفر لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ (106) الآية . فقال أبو حنيفة : يجوز ذلك على الشروط التي ذكرها الله تعالى . وقال مالك والشافعي : لا يجوز ذلك ، ورأوا أن الآية منسوخة .
بداية المجتهد و نهاية المقتصد لابن رشد القرطبي الأندلسي المتوفى سنة 595 ه‍ ، ج 2 ، ص 320.
ومن علماء الشيعة العلامة أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر العلامة الحلي (648 - 726 هـ) في كتابه مختلف الشيعة اذ قال: أطلق الشيخ في النهاية والمبسوط والخلاف قبول شهادة أهل الذمة في الوصية عند عدم المسلمين ولم يقيد بالسفر ، وكذا المفيد في المقنعة ، وابن أبي عقيل ، وسلار ، وابن إدريس ، وابن البراج . وقال أبو الصلاح : لا تقبل شهادة أحد من أهل الضلال على مسلم ، إلا عدول الذمة في الوصية في السفر خاصة ، بشرط عدم أهل الإيمان . وهو قول ابن الجنيد أيضا فإنه قال : لا تجوز شهادة أهل الملل على أحد من المسلمين ، إلا في الوصية في السفر وعند عدم المسلمين .
لنا : إن المناط في القبول عدم المسلمين ، إذ لا تأثير للأرض في القبول وعدمه . وحديث ضريس الكناسي ، وقد تقدم . احتج الآخرون بقوله تعالى : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ) شرط في القبول الضرب في الأرض ، وهو السفر . وما رواه هشام بن الحكم في الحسن ، عن الصادق - عليه السلام - في قول الله عز وجل : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) فقال : إذا كان الرجل في أرض غربة ولا يوجد فيه مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية . في الصحيح عن حمزة بن حمران ، عن الصادق - عليه السلام - قال : سألته عن قول الله عز وجل : (ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) فقال : اللذان منكم مسلمان ، واللذان من غيركم من أهل الكتاب ، قال : وإنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غربة فيطلب رجلين مسلمين ليشهدهما على وصيته فلم يجد مسلمين أشهد على وصيته رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عندأصحابهم . والجواب : التقييد في الآية والأخبار : لأنه خرج مخرج الأغلب لا من حيث إنه شرط ، لما تقدم .
مختلف الشيعة ، ج 8 ، ص 506.
ومن هذا العرض يتبين ان اصل مستند المسألة قرآني وما الحديث الا لزيادة التأكيد خصوصا في مقابل دعوى النسخ ، ولم يستدل الفقهاء بما ذكره الطبري بعنوانه حديثا عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام حتى يستدعي هذه الضجة.
النقطة الثامنة - اذا كان دليل المسألة قرآنيا كما عرفت ، فان اسقاط هذا الخبر لا يغير من المسألة شيئا ، فهذا التهويل الإعلامي والضجة المفتعلة لا قيمة لها ، فان ( الحركة التصحيحية ) جاءت في اطار جعل المحورية للقرآن الكريم ، دون الحديث وفي هذا المثال فان المحور هو القرآن الكريم ، فهذا ما عمل عليه الفقهاء ، فلا يصلح مثالا لحديث جعل محورا في قبال القرآن الكريم ، فالعنوان العريض الداعي لجعل القرآن محورا مستدلا بهذا المثال يتبين انه لا ربط نهائيا له به ، فعمل الفقهاء في هذا المثال انما هو على القرآن الكريم وجعله محورا أساسيا ، فهل ( الحركة التصحيحية ) تستهدف الاعراض عن القرآن الكريم المتوافق مع خبر ضعيف السند؟ لا يظن ذلك بها ، فهل تستهدف نسف الاحاديث الموافقة للقرآن الكريم لمجرد ضعف سندها ؟ واذا كان الجواب بنعم فما هو الغرض وما هي النتيجة المتوخاة؟ والحقيقة اننا لم نفهم الداعي لهذا المثال والاستشهاد به على تسرب الاسرائيليات لتراثنا.
النقطة التاسعة- الدين اليهودي والدين المسيحي دينان سماويان ، فبالرغم من التحريف الطارئ عليهما الا ان مجرد موافقة القرآن الكريم او الاحاديث الشريفة لبعض ما جاء في تراثهم لا يعني انه خطأ ، بل العكس هو الصحيح فوروده في القرآن الكريم او الحديث الصحيح دليل على صحته وسلامته فكيف تجعل من مجرد الموافقة لما في تراث أهل الكتاب علامة الوضع والتحريف والكذب؟
ونحن نعلم اجمالا بصحة بعض ما يعتقد به اهل الكتاب قال تعالى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) من سورة آل عمران.
ففي علم صناعة الفقه يأخذ الفقهاء بعشرات الاحاديث الموافقة لأديان ومذاهب أخرى ، اجل يطرحون بعض الاحاديث الموافقة للمذهب المخالف حال التعارض والتضارب ضمن تفصيلات معينة ، ولم نسمع بطرحهم حديثا لمجرد موافقة مضمونه لما في تراث اهل الكتاب او اهل مذهب آخر.
النقطة العاشرة- عند مراجعة كتب الحديث نجد احاديث بعضها معتبر السند تؤكد نفس المسألة فقد عقد الحر العاملي في وسائل الشيعة بابا بعنوان : باب ثبوت الوصية بشهادة مسلمين عدلين ، وبشهادة ذميين مع الضرورة وعدم وجود المسلم ومما جاء فيه عن : محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن ضريس الكناسي قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن شهادة أهل الملل هل تجوز على رجل مسلم من غير أهل ملتهم ؟ فقال : لا إلا أن لا يوجد في تلك الحال غيرهم ، وإن لم يوجد غيرهم جازت شهادتهم في الوصية لأنه لا يصلح ذهاب حق امرء مسلم ولا تبطل وصيته .
.. وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) قلت : ما (آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) ؟ قال : هما كافران قلت : (ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) ؟
قال : مسلمان .....وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير ، عن حماد عن الحلبي ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته هل تجوز شهادة أهل ملة من غير أهل ملتهم ؟ قال : نعم ، إذا لم يوجد من أهل ملتهم جازت شهادة غيرهم إنه لا يصلح ذهاب حق أحد ... وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله عز وجل : (أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) قال : إذا كان الرجل في بلد ليس فيه مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية.
الى آخر الباب العشرين من كتاب الوصايا وهي تبلغ عشرة احاديث ، الجزء 19 ، ص 309.
والخلاصة ان انضمام حديث مرسل او ضعيف السند لا يؤثر سلبا على المسألة الوارد بشأنها ، بل العكس هو الصحيح ، فالحديث الضعيف سندا يعزز القيمة الاحتمالية لنفس المضمون الذي روي بحديث آخر معتبر سندا كما في هذا المثال.
ومهما يكن من حال فهل كل هذه الاحاديث العشرة اسرائيليات؟ وباطلة بنظر ( الحركة التصحيحية) ؟ وما هو موقفها من الآية الكريمة؟
النقطة الحادية عشر- لم يتفضل صاحب ( الحركة التصحيحية ) بتوضيح الرابط بين الاشتباه في نسبة الكلام للامام ابي جعفر الباقر عليه السلام بدلا من أبي جعفر الطبري لم يوضح الربط بين هذا الامر وبين كون الحديث اسرائيليا!
من اين جاء هذا الربط العجيب الغريب؟!

 

 الكاتب : السيد علوي البلادي البحراني

 التاريخ : 2013/09/08   

 المصدر

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة الثانية عشر والأخيرة  

  

 
حقيقة مدح البعض لابن عربي
 
إنّ المعارف الواصلة إلينا مِن أهل بيت النبوة لا نحتاج معها إلى أن نستقي مِن غيرهم وننهل مِن عدوّهم، فإنّ تراثنا مِن أهل البيت عليهم السلام يغنينا عن كلّ ما بأيدي الناس في المعارف الدينية، ولم يسمحوا لنا أن نكون عالة على الغير مِن فرق الضلال، بل أمرونا بأن نكفّ أنفسنا عن ذل (السؤال ولو أين الطريق)، ما دمنا نستطيع الاستغناء عن ذلك، حتى لا تكون لهم حجة على أهل البيت عليهم السلام في يوم القيامة بأنهم قضوا حاجة لمؤمن حتى في غير الدين.
 
وقد يقول قائل: إن دراسة كتب ابن عربي ما هي الا من اجل أن نأخذ الصحيح منها ونترك الباطل الموجود فيها، وهذا مِن قبيل دراسة كتب النحو والصرف والبلاغة لمؤلفين مخالفين.
 
وهذا لعمري مغالطة واضحة جليّة، فإن قياس علم النحو والصرف والبلاغة والطب والهندسة وغيرها من العلوم بالعلوم الدينية مِن الغباء أو التغابي، فلا مانع أن تدرس أي علم من العلوم الانسانية عند كافر أو غيره ولكن لا يُمكن أن تأخذ دينك مِن كافر زنديق، وهل تركنا أهل البيت عليهم السلام ناقصين الدين فنكمله مِن ابن عربي وأمثاله!!!!.
 
وهذا الكلام يدلّ على أن القائل لا معرفة له بكلام أهل البيت عليهم السلام، وكيف يكتفي بكلام أهل البيت عليهم السلام وقد اعتبر تسعة اعشاره مِن الاسرائيليات!!!!.
 
نعم الحكمة ضالة المؤمن ولكن لم يترك لنا أهل البيت فراغا في ديننا نحتاج فيه إلى غيرنا، والحكمة هنا هي اقوال وعبر تؤخذ مِن تجارب الناس وتجري مجرى الامثال وغيرها، لا ان المؤمن يأخذ دينه مِن أي أحد، وقد أمرنا أن نعرف ممن نأخذ ديننا، ونهينا أن نأخذه مِن أي شخص.
 
وقد تساءل البعض إنّ ابن عربي مع ماله مِن انحرافات وزندقة ومع موقف علماء أعلام مِنه والحكم بكفره ونصبه وزندقته، فكيف ببعض العلماء يذكره بخير يُفهم منه تأييده ومناصرته وتبني مسلكه؟
 
وأذكر الإجابة على هذا السؤال في نقاط:
 
الأولى:
 
على المؤمن أن ينظر إلى ما قيل لا إلى مَن قال، فيرى الحق فيتبعه ويرى الباطل فيجتنبه، ويُعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال، ولقد أوضحنا زندقة ابن عربي مِن كتبه واخترنا الواضح مِن عباراته فلا معنى للتوقف فيه والتردد في مروقه عن الدين القويم.
 
الثانية:
 
بعض العلماء دأب على نقل الأسماء بألقابها والكتب بأسمائها، فيقول مثلاً: صحيح البخاري للإمام البخاري، مع أنه لا يعتقد بصحة كتابه ولا يعتقد بإمامته، إلا باعتبار كونه مِن أئمة الضلال لا الهدى. فهولاء العلماء إذا ورد في بعض عباراتهم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي لا يقصدون إلا تسمية الاشخاص بما تعارف اصحابه تسميته به، فلا يدلّ قوله على تأييد ومناصرة وإنما هو تسامح في نقل عبارات الغير.
 
الثالثة:
 
بعض مَن نُسب إليهم تأييد ابن عربي لم يثبت تأييدهم له، وإنما هي دعوى مِن أنصار ابن عربي، فالسيد القاضي ليس له كتاب معروف سوى ما نقله آغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة أنّ له تفسيراً غير تام مِن أول القرآن إلى الآية 91 من سورة الانعام.
 
فأين امتدح ابن عربي؟!!!
 
ولكنّ اتباع ابن عربي ينقلون عنه قضايا وقصص لتأييد موقفهم، حتى أن بعضهم يدعي ان السيد القاضي يقرأ مع خاصته كتب ابن عربي فإذا جاء أحد يُخفي الكتاب.
 
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن كتب ابن عربي مرفوضة في الحوزة ومحاربة من قبل العلماء آنذاك.
 
وقد قال البعض أنّ السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب كتاب تفسير الميزان قد امتدح ابن عربي، ولم اجد بقدر بحثي القاصر أي تبني لأفكار ابن عربي.
 
الرابعة:
 
إنّ بعض العلماء لم يطلع على كتب ابن عربي، ووجد بحثاً منقولاً عنه مع عبارات الثناء فنقله كما هو دون ان يطلع على زندقته.
 
الخامسة:
 
وبعضهم مؤيّد ومناصر ومتأثر بابن عربي، فهذا يدان ويُعترض عليه بما اعترضنا به على ابن عربي، وكما اعترض العلماء الأعلام.
 
ولذلك لما أدين واعترض على الملا صدرا في كتابه الاسفار، حاول الاعتذار في مقدمة شرح اصول الكافي بقوله:
 
(وليعذرني إخواننا أصحاب الفرقة الناجية ما أفعله في أثناء الشرح وتحقيق الكلام وتبيين المرام من الاستشهاد بكلام بعض المشايع المشهورين عند الناس وأن لم يكن مرضي الحال عندهم، نظرا إلى ما قال امامنا أمير المؤمنين عليه السلام: لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال).
 
وطبعا لم يقصد ببعض المشايخ غير ابن عربي لأنه لم يستشهد بكلام غيره من مشايخ الصوفية الا نادرا جدا.
 
وهذا الاعتذار لم يقبله العلماء ولم يستسيغوا ذلك التبرير.
 
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واسأله تعالى أن يمن علينا فيجعلنا ممن يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله الطاهرين، واللعن على أعدائهم ومنكري فضائلهم مِن الأولين والآخرين. 
   
 
الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد
 التاريخ : 2013/09/03   
 
 
المصدر
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة الحادية عشر

 

  

 

أقوال العلماء في ابن عربي
 
في الحلقة السابقة تقدّم ذكر رأي الشيخ الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة في ابن عربي، ولقد تبيّن تتبعه لكتب ابن عربي وبيّن شيئاً يسيراً مِن خزعبلاته وانحرافه وكفره وزندقته.
 
وهنا سأتطرق لبعض آراء العلماء الأعلام في ابن عربي، حتى يتبيّن اننا لسنا متجنين عليه، بل نقلنا ما في كتبه ونصّ عباراته، وكذلك يتبيّن أن الشيخ الحر العاملي ليس هو الوحيد الذي أفصح عن تقييمه لابن عربي.
 
ابن عربي مغالي:
 
ينقل لنا الشيخ الثقة الحر العاملي في كتابه الإثنا عشرية في الرد على الصوفية ص33 عن حديقة الشيعة ص564 قوله:
 
(إن الشيخ والمفيد وابن بابويه وابن قولويه يقولون: إن هذه الطائفة الضالة من الغلاة وإن الشيخ محي الدين بن عربي والشيخ عزيز النسفي وعبد الرزاق الكاشي قائلون بوحدة الوجود وإن كل موجود فهو الله تعالى نعوذ بالله من هذه الأقاويل).
 
يبيّن لنا هذا العالم الجليل أنّ هؤلاء الأعلام يرون ابن عربي مِن الغلاة، والمغالي كافر بإجماع المسلمين جميعاً، ويكفي في الغلو أن يعتقد أنه الله والله هو.
 
ابن عربي كافر:
 
وفي محاضرات السيد الخوئي في المواريث للسيد محمد علي الخرسان ص167-170:
 
(وكذلك بعض الفرق المنتحلين للإسلام إذا كانت عقائدهم على نحو ترجع إلى إنكار الألوهية والخلق، أو إنكار النبوّة أو المعاد، فيحكم بكفرهم كالقائلين بوحدة الوجود من الصوفية - على ما نسب إليهم - ويوجد كثيرا في أشعارهم، وفي بعض المتون أيضا ما يدلّ على كفرهم كما في عبارة محيي الدين بن عربي: « الحمد للَّه الذي خلق الأشياء وهو عينها ». فهم يعتقدون بوحدة الوجود وأن وجود الخالق والمخلوق شيء واحد، إذا لوحظت المراتب يكون خلقا، وإذا ألغيت المراتب فهو نفس الخالق، فالواجب والممكن شيء واحد موجود واحد وإنّما يختلف بالاعتبار، فهو باعتبار حدّه ممكن ومخلوق وإذا ألغي الحد يكون واجبا. وهذا يرجع في الحقيقة إلى إنكار خالق غير الموجودات الخارجية).
 
هنا صرّح السيد الخوئي بكفر ابن عربي.
 
ومن العجائب أنّه على القول بوحدة الموجودات لا فرق بين أن تعبد الله أو تعبد صنماً فإن الله عندهم هو الصنم والصنم هو الله، وإذا كان الانسان هو الله والله هو الانسان فلا فرق بين عبادة فرعون وبين عبادة الله تعالى الواحد الأحد.
 
ابن عربي زنديق:
 
وفي منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة لحبيب الله الهاشمي الخوئي ج13 ص403 قال: (عقايد ابن عربي الزّنديق).
 
وفي كتاب الكشكول للشيخ يوسف البحراني ج2 ص261:
 
(من عظماء الصوفية محي الدين بن عربي ذكر في فتوحاته إن إبليس سيّد الموحدين، وذلك أن الله سبحانه لمّا أمره بالسجود لآدم لم يقل إني لا أسجد مطلقاً بل أبى عن السجود لبشر مثله مشيراً إلى أنه لا يسجد إلا لله تعالى.
 
وهذا الزنديق مِن أعظم مشايخ الصوفية ويستندون إليه في أكثر عقائدهم ويعتمدون على كتبه).
 
الشيخ البحراني قدس سره يُبين هنا أن ابن عربي الزنديق يعتبر إبليس ليس موحداً فقط بل هو سيّد الموحدين لأنه لم يُطع الله في أمره وعصاه وتمرّد عليه وتكبّر على أمر الله تعالى كما تكبّر على آدم، ومِن هنا يلتزم هو وأتباعه ومن سار على ضلاله بتأويل الآيات لتوافق هذا الوهم، بل تصرف الأحاديث إلى غير ظاهرها كي توافق كلام ابن عربي، وهذا هو أحد مصاديق ما سيأتي ذكره في مفتاح السعادة.
 
ابن عربي ناصبي
 
وفي النجم الثاقب للميرزا حسين النوري الطبرسي ج2 ص345 قال:
 
(و ابن عربي المالكي مع كل ما لديه من نصب وعداوة ضد الاماميّة حتى انّه يقول في مسامرته الرجبيون جمع من أهل الرياضة أكثر كشفهم في شهر رجب يرون الرافضة بصورة الخنزير فانّه يقول...).
 
أوهام ابن عربي:
 
وفي مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة لمحمد تقي النقوي القايني الخراساني ج5 ص392 قال:
 
(ولا يمكن رفع اليد عن الكتاب والسّنة أو تأويلها على خلاف العقل والنّقل والاخذ بهذه الأقاويل الفاسدة الكاذبة الموهومة المستخرجة من أوهام ابن عربي وأمثاله ممّن سمّوهم بالعرفاء فانّ العارف الحقيقي من كان عارفا بالكتاب والسّنة معتقدا بما نطقا به لا من اوّل الآيات والآثار من غير مجوّز عقليّ أو شرعيّ على مذهبه ومسلكه).
 
وهنا اشارة مِن هذا العالم الجليل خطيرة جدّاً، فإن اتباع ابن عربي يأخذون افكاره ويؤولون كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وروايات الأئمة عليهم السلام على طبق كلام ابن عربي، فكلام ابن عربي هو المحور، وكتاب الله وكلام المعصومين يتبع كلام ابن عربي الزنديق.
 
نكتفي بهذا القدر من تصريحات علمائنا الاعلام في تقييم ابن عربي الكافر المغالي الزنديق الناصبي صاحب الاوهام.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الاولين والآخرين.

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد

التاريخ : 2013/09/02     

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35991

 

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

نقد كتاب منطق فهم القران وما فيه نظريات السيد كمال الحيدري القرانية  

 

 
 
 
هذا تحدي مفتوح لجميع عشاق واتباع السيد كمال الحيدري وبالخصوص الدكتور طلال الحسن في الرد على هذا النقد لكتاب منطق فهم القران للحيدري ......لان تراث الحيدري القراني يتمثل في هذا الكتاب وفي كتاب اللباب في تفسير الكتاب .....علما ان الكتاب الاخير اللباب هو ابسط واوهن مؤلفات كمال الحيدري على الاطلاق ببساطة لانه شرح و هوامش على تفسير الميزان و لا تجديد و لا ابداع على الاطلاق ....
 
خلاصة : جميع المشروع الفكري والمعرفي لكمال الحيدري عبارة عن هوامش وشرح وتعليقات على مؤلفات غيره فقط وفقط ولا تجديد ولا ابداع على الاطلاق فهو استاذ بارع وشارح ممتاز ولكنه في نفس الوقت عصبي وحدي ومزاجي من الطراز الاول وهذا خلاف سيرة الرسول واهل بيته عليهم الصلاة والسلام .....
 
 
اولا : يلاحظ في كتاب منطق فهم القران لمؤلفه الدكتور طلال الحسن كثرة مدحه واعجابه واطرائه على استاذه السيد الحيدري حتى قال في احدى تعليقاته ...(القرانية في الاصل ) و ( الحيدرية في العرض ) مشيرا الى تقسيمات السيد الحيدري الى علوم القران ...ويالروعة المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت حين كان يكتب على مؤلفاته العبد بهجت ...وهذا الاعجاب رغم تحفظي الشديد على منهج التصوف والعرفان والفلسفة التي تبناها المرحوم بهجت رضي الله عنه ...
 
 
ثانيا : اين السيد الحيدري حين راجع الكتاب وقرائته قبل طباعته من حذف او تقليل تلك التبجليات والتعظيمات والتقديسات تجاهه ؟؟!!
 
 
ثالثا : اشار المؤلف طلال الحسن الى ان السيد الحيدري هو المبدع والرائد الاول في الكثير من الطرح المبثوث في كتاب منطق فهم القران وهذا خلاف الواقع للقاريء اللبيب من قبيل قوله ان السيد الحيدري هو الرائد في تحديد القيمة المعرفية للايات المنسوخة علما اني شخصيا قد راسلت الكثير من مراجع الشيعة حول القيمة المعرفية للايات المنسوخة وكان الجواب يشفي الغليل وهو بحث قديم جدا وليس بالجديد للمتابع....
 
 
رابعا : في نظري المتواضع انه لا يوجد أي جديد في كتاب منطق فهم القران على الاطلاق ...نعم طريقة التقسيم والجدولة والتبويب لطيفة ورائعة وليست جديدة على الاطلاق في دراسة علوم القران ومعارفه ... وعلى كل حال فالكتاب رائع جدا وممتع ومشوق واسال الله ان يوفق سيدنا الحيدري لكل خير بحق محمد وال محمد ؟؟؟
 
 
خامسا : الكتاب هو تبويب وجدولة و تقسيم جيد وجديد في علوم القران وقراءة كتاب التمهيد في علوم القران وغيره من المشاريع القرانية للمرحوم محمد هادي معرفة ضرورية جدا في المقام..
 
 
سادسا : ذكر السيد الحيدري الكثير من الاصطلاحات الجديدة التي اخترعها هو وفي نفس الوقت ارعبت قلب تلميذه الدكتور الحسن حتى عدها تلميذه من السوابق والفتوحات الاولى في تاريخ العلوم القرانية من قبيل :
اصطلاح ونظرية الاوتاد القرانية :
وهي مطابقة تماما للمحكم من القران و لاجديد في الموضوع على الاطلاق بل مجرد اصطلاح جديد مخترع منتزع معناه من لفظ اصيل قراني سابق الا وهو المحكم 
اذن يلاحظ ان الوتد القراني = المحكم من القران 
فما هو الجديد والمفيد غير دوخة الراس لا ادري؟؟؟!!!
هل المسألة في التجديد والابداع متوقفة على اختراع الفاظ جديدة مستحدثة ننتزعها من معاني والفاظ قرانية اصيلة تحمل عبق الوحي و روحانيته ... فلفظ المحكم ورد في القران والسنة وهو يحمل عبقهما و روحانيتهما اما لفظ الوتد فلم يرد الا على لسان السيد الحيدري و لا دليل عليه لا من القران ولا من السنة ....
 
 
خامسا : يقول السيد الحيدري في ص 526 من الجزء الاول من كتاب منطق القران ما نصه : 
تقدَّمت الإشارة إلى علاقة الأوتاد القرآنية بالفقه وعملية استنباط الأحكام الشرعية، وهذه النافذة تطلّ بنا على مجالات أُخرى من العلوم الأُخرى، سواء كانت عقلية (منطق، علم كلام، فلسفة، عرفان نظري) أم نقلية (حديث، تأريخ) أم طبيعية (طب، فيزياء، كيمياء، علوم بيولوجية) أم العلوم الجديدة (باراسيكولوجي، علم الفضاء)، ووجه العلاقة هو انطباع عالم التكوين في عالم التدوين، فالمنطبع في التدوين يحكي لنا وجود أوتاد تكوينية حقيقية ))... وقال ايضا : 
((إنَّ الأوتاد القرآنية تُهدي الواقف عليها إلى وجود شبيهاتها في عالم التكوين، بل ستُوجد له طرقاً لتحديد هويّة الأوتاد التكوينية، وبالتالي سوف تجعل القارئ لعالم التكوين يتحرّك وفق منظومة قرآنية مُبنتية على معرفة الأوتاد، ثمّ إنَّ الكشف عن الأوتاد التكوينية سوف يُقدِّم للمعارف الإنسانية أبجدية حقيقية لفهم العالم والكشف عن أسراره.))
انتهى كلامه دام ظله واقول :
ما هو الدليل القراني والروائي على أن : وجه العلاقة هو انطباع عالم التكوين في عالم التدوين، فالمنطبع في التدوين يحكي لنا وجود أوتاد ؟؟؟ما هو دليل الانطباع هذا بين عالم التدوين القراني وبين عالم التكوين الخلقي ؟؟؟؟
هل توجد اية ؟؟؟ .....هل توجد رواية ؟؟ ....اذن فما هو الدليل على ذلك ايها السيد الحيدري؟؟؟
 
 
 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

151

 رسالة للسيد الحيدري

 

لقد حاولت استيعاب الأمر فلم أستطع ذلك فكتبت هذين الاستفسارين للسيد الحيدري ليجيبني عنهما :
 
الإستفسار الأول : سمعت منك في المحاضرات الرمضانية في أوائل أطروحاتك دعوى كبيرة أثارت حولك ضجة من ردود الفعل التي لم تتجاوب معها ، ألا وهي أن الكثير من الموروث الروائي الشيعي مخترق من قبل الروايات الإسرائيلية والمجوسية والنصرانية ، وهذا وضعت عليه علامات استفهام كثيرة ، ولذا قلت بأنك ملتزم بعدم الأخذ بشيء من الموروث الروائي الشيعي إلا بعد عرضه على القرآن ، وأنه لا يمكن الرجوع له وبالتالي فالمرجعية الوحيدة هي للقرآن .
 
لكنني فوجئت بأنك تقول في كتاب منطق فهم القرآن ج 1 ص 374 ـ 375 بخلاف ذلك ، فقد كتبت : ...وعليه فصفة الاسرائيلية لا تصلح أن تكون مناطاً في رفض الرواية وإنما للقبول والرفض مناطات أخرى ، فما خالف منها القرآن أو السنة الصحيحة أو الضرورات الدينية أو البراهين العقلية يضرب بها عرض الجدار ، وهذا ضابط عام تقاس به الروايات الإسرائيلية وغيرها .
 
فبأيهما أصدق وعلى أيهما أعول يا سيدنا الحيدري ؟؟ أليس هذا تناقضاً واضحاً وتهافتاً بيناً ؟؟
 
الاستفسار الثاني : وجدتك تقول في نفس المصدر السابق وفي نفس الصفحة منه : إن هذا الضابط التحقيقي لم يلتزم به كثير من الأعلام ، فصار الرفض ووصف بعض المرويات بالإسرائيليات لأجل عدم مطابقة ما فيها مع معتقداته الشخصية ، فليس المعيار قرآناً أو سنة أو ضرورة دينية وإنما لأغراض ثانوية تدعوه للرفض بقوة لكي لا يتآكل بنيانه وينهدم صرحه العقدي ، ولولا خشية الإطالة لبيَّنا جملة من مصاديق ذلك ولذكرنا جملة من الوضاعين الذين ما انفكوا ينشرون الكذب الصريح الذي صار فيما بعد عقيدة لكثير من المسلمين ، كان نتيجتها ترك التمسك بالشجرة الطيبة ومن ثم الالتزام بالشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن .
 
ولكنني سمعتك تنادي بضرورة الرفض للموروث الروائي لأنه قد اخترق بالكثير من المرويات الاسرائيلية وتصر على ذلك ، وكأنما ليس المعيار عندك هو القرآن أو السنة أو الضرورة الدينية وإنما كان ذلك غرض ثانوي يدعوك لرفض الموروث الروائي الشيعي ! وإني لأخاف من وصولك لتلك النتيجة التي أشرت أنت لها في خاتمة من يسير على هذا المنهج ألا وهي ترك التسك بالشجرة الطيبة وهي العترة وأهل البيت والمصير إلى التعلق بالشجرة الملعونة في القرآن .
 
فهل أن ما أوجب إثارة الاشكالين عندي له جواب عندك ؟ 
 
المنتظر للجواب  
الكاتب : أحمد الحسيناوي

التاريخ : 2013/08/31  

المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35862

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 شكراً سيد محمود الهاشمي! 

 

 

 حق أن يكون موقف الإدانة والتقريع الذي قابل به السيد محمود الهاشمي الضال المضل الحيدري محل شكر وثناء وتقدير!

وإن جاءت إفاقة السيد الهاشمي متأخرة بعد نوم طال شهر رمضان كله وشوال جلّه، لكنه استيقظ على كل حال من سباته، ونطق بعد صمته، وانحل لسانه من بُكم لزمه وعييّ حكمه... وأُنسُـنا بما تمخض من هذا الحمل وفرحُنا بهذا الخديج، هو بمدلوله الذي يعني أن صفحة الحيدري قد طويت والزواج بينه وبين قناة الكوثر ومَن وراءها لم يكن كاثوليكياً، ولا حتى إسلامياً دائماً، بل كان مجرد نكاح متعة، أو قل مجرد ضرب من التسري بالإماء.
إن جواب الاستفتاء الذي نشر، يعني أحد أمرين:
 
1/ إما أن تكون المرحلة المنظورة من عمل الحيدري قد تمت وانقضت، وأن المسيرة ستدخل في المستقبل أطواراً جديدة تتطلب شخصيات أخرى، ستُـفاجأ بها الساحة عندها، كما فوجئت بالحيدري الذي فقأ كالكمأ ونتأ كالفطر.. رعد وبرق وزخة مطر، فشق الأرض بلا جذر ودون أصل ظهر، ليُقتلع غداً ويختفي عن قريب بالطريقة نفسها.
 
2/ أو أن تكون العملية أُوقفت بسبب فشل الحيدري في مهمته، وتجاوزه للحدود والأطر التي رسمت له، فقد خلط التكتيك بالاستراتيجية، فقال الآن وصرّح بما يفترض أن يبلغه بعد أشهر أو سنين، في نهاية مرحلة الهدم التي أُوكل بها. ما يعني أن الخيار والرهان عليه كان خاطئاً، فلا بد من بديل، ولتترقب الساحة مريضاً نفسياً جديداً، سينفجر كاللغم تحت الأقدام، يكمل نقوص "كمال"، ويسد ثغرات شخصيته، فقد بان أنه غضوب وانفعالي، وتحكمه مسحة خرق وحمق، ما دفعه للتهور والعجلة، ففضح المشروع وكشف نهايته وهو في البداية، ما قوضه وأودى به، كما سدّ هو ـ من قبل ـ نقوص فضل الله، فجاء بصورة عالم حوزوي لا معمم بيروتي، وبخطاب ولُغة علمية لا صحافية إعلامية كما كان ذاك، وبنهج ولائي ونشاط في رد الوهابية، لا منطلقات وحدوية ولحن متسنن كالذي كان عليه الهالك فضل الله.
 
إن سيد محمود الهاشمي لا ينطق بكلمة ولا يتدخل في شأن، ولك أن تقول: لا تشهق رئته ولا تزفر، ولا تتصاعد في صدره الأنفاس... إلا من وحي وليه وبأمر قائده، وتعليمات أمنه ودولته!
وهنا البشرى، فهذا يعني فيما يعني انتهاء صفقة الحيدري مع قناة الكوثر، ونقض الميثاق الذي أكده ووكده أسد قصير (بعد أن طرد كمال سابقاً)، بأنه هذه المرة سيدعمه حتى النهاية، وسيثبت خلفه ويشد أزره ويغطيه بلا تراجع ولا انتكاس، لأوامر وتعليمات صادرة من القائد نفسه. ولم تسعف الحيدري فطنته ليقرأ الوجه في امتناع أسد قصير من اصطحابه ـ ولو لمرة واحدة ـ للقاء قائده وولي أمره، على الرغم من توسله وتضرعه ورجائه! وأن هذا في نفسه كاشف عما وقع فيه اليوم... لكنها الخيبة التي تصيب من تعميه الشهوة ويصمه الطمع وتبكمه الوصولية، فينزل وينحدر ليقبل بالفتات، ويعقد ما يمكنه من صفقات.
 
إنها مفاجأة كبيرة أن يدان كمال الحيدري بفتوى يصدرها سيد محمود الهاشمي، وهو الذي سطر بياناً تاريخياً في تأبين الضال الأول محمد حسين فضل الله، وعدّد مناقب مَن نادى بهدم الحوزة وهتك مقدسات الشيعة وتقويض المذهب، وجلّل وعظّم مبتدعاً، (لم يفعل كمال الحيدري أكثر من تفسير وبلورة وبسط مقولاته)...
علينا أن نحسن الظن، فلا نرتاب في الرجل ونشك أنه يريد خداعنا، وامتصاص الزخم الرائع من نفحات الولاء التي تصدت لضلالات الحيدري وخطّه، وتبديد السخط العارم الذي انجرّ على تياره ورموزه، (ولا سيما حين ينظّم الاستفتاء وكأنه جاء من النجف الأشرف، ليحكي فراغها ممن يجيب!)، فالأمر عفوي تماماً، وسيد محمود سليم القصد خالص النية!! ولا بأس أن ينتصر للأصالة مرة بعد أن أبّن الالتقاط وبكى الانحراف ردحاً! فلعها توبة ويقظة ضمير، ولله الحمد.
 
نحن نعرف هذا التيار من أصله إلى فروعه، من حزب التحرير والإخوان المسلمين وحزب الدعوة وعلي شريعتي والخالصي، إلى مرتضى العسكري وأبي حسن السبيتي ومهدي الآصفي وعبدالله الغريفي وأحمد الكاتب وأحمد القبنجي وكمال الحيدري... ونعرف ـ جيداً ـ موقع الهاشمي والدور الذي يرسم له والمستقبل الذي يُعد والعرش الذي يبنى!
لن ننخدع، كما لن نغالي ونقسو...
وسنواجه كل ضال حسب جرأته ووقاحته، ومن يحفظ حدود الأدب ويحسن الخطاب، سنجاريه ولن نعرّيه ونحاكم نواياه، إلا إذا كشف هو عن سوأته وأعلن ما يخفي وأظهر ما يضمر.
 
لا نريد انتصاراً لفقه آل محمد، ولا دفاعاً عن معارف أهل البيت من هذا التيار ورجاله، فالإغواء والإضلال الذي ينطوي في هذا الدفاع والسم المدسوس في هذا العسل سيفسد الشباب البسطاء ويزيد في خداع السذج والعوام، ويؤخر كشف الحقيقة لهم.
 
نحن نعرف الذئاب.. ولن تخدعنا أنياب ظهرت، فنظن فيها خيراً أو بسمة!
لن نأخذ ديننا من وعاظ السلاطين، ولن نخدع عن مذهبنا الذي يدبرون لمحقه وتدميره باسم التطوير والحداثة، ولن نرسم بأيدينا وسلوكنا مهزلة العقل الذي منه يهزأون وبه يستأكلون!

 

الكاتب : محمد باقر الصافي 

التاريخ : 2013/09/03     

 

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=36053

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 إسلام الحديث أم إسلام القرآن

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ربما نسب إلى علماء الشيعة أنهم يأخذون بما يسمى بإسلام الحديث ويُعرضون عن إسلام القرآن الكريم وهذه نسبة ليس لها أساس من الصحة وبيان الحال فيها يحتاج إلى تأصيل فنقول: إن السؤال عن أنا مرجعنا هو القرآن أو الحديث له خمس حالات: 

الحالة الأولى وضابطها
أن لا توجد في المسألة آية ولا رواية ومثالها: هل تكلم حذيفة بن اليمان رحمه الله في المهد أو لم يتكلم فإنه ليس في هذه المسألة آية ولا رواية تدل عليها, وحكمها أنه لا يُرجع فيها إلى القرآن ولا إلى الحديث ودليله أن الكتاب والسنة ساكتان عنها والساكت لا يُنقل عنه. 
 
الحالة الثانية وضابطها أن توجد في المسألة آية ولا توجد فيها رواية ومثالها: أن ترِد آية في أنّ امرأةً تجادل النبي صلى الله عليه وآله في زوجها ولا ترد في ذلك رواية, وحكمها الرجوع إلى الآية ودليله ظاهر فإنه لا موضع للقول بتقديم الآية على الرواية والحال أنه لا توجد رواية في المسألة. 
 
الحالة الثالثة وضابطها
أن توجد في المسألة رواية ولا توجد فيها آية ومثالها: مقدار حد شارب الخمر فقد جاء في الرواية أنه يجلد ثمانين جلدة ولم يرد في القرآن الكريم في مقدار حده شيء, وحكمها الأخذ بالرواية ودليله أن الرواية حجة بلا معارض ومدّعٍ بلا منازع إذ لا تعارض بينها وبين القرآن الكريم حسْبَ الفرض. 
الحالة الرابعة وضابطها
أن توجد في المسألة آية ورواية وبينهما توافق ومثالها:مقدار حد القاذف وأنه يُجلد ثمانين جلدة, وحكمها الأخذ بالآية والرواية معاً ودليله أن المقتضي للأخذ بكلٍ من الآية والرواية موجود والمانع منه مفقود أما وجود المقتضي فلحجية لكل منهما في نفسه وأما عدم المانع فلأنه لا مانع إلا المعارضة ولا معارضة حسب الفرض. 
 
الحالة الخامسة وضابطها أن توجد في المسألة آية ورواية وبينهما تعارض وفي هذه الحالة ثمان صور:
(1) أن تكون الآية صريحة الدلالة والرواية قطعية الصدور والدلالة.
(2) أن تكون الآية صريحة الدلالة والرواية قطعية الصدور ظنية الدلالة. 
(3) أن تكون الآية صريحة والرواية ظنية الصدور قطعية الدلالة. 
(4) أن تكون الآية صريحة والرواية ظنية الصدور والدلالة.
(5) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية قطعية الصدور والدلالة.
(6) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية ظنية الصدور قطعية الدلالة.
(7) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية قطعية الصدور ظنية الدلالة.
(8) أن تكون الآية ظنية الدلالة والرواية ظنية الصدور والدلالة. 
 
هذه هي الصور المتخيلة في الحالة الخامسة فلنأتي إلى حكم هذه الصور: 
 
أما الصورة الأولى أعني تعارض الآية الصريحة والرواية القطعية الصدور والدلالة فهذه صورة غير متحققة وفرضٌ لا وجود له, بل هي صورة مستحيلة إذْ لا يعقل وجود رواية قطعية الصدور والدلالة تعارض آية قطعية الدلالة ومن زعم وجود رواية قطعية الصدور والدلالة معارضة لآية قرآنية قطعية الدلالة فهو يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخالف القرآن الكريم. 
 
وأما الصورة الثانية وهي تعارض آية صريحة مع رواية قطعية الصدور ظنية الدلالة فهي صورة ممكنة الوقوع وحكمها عند العلماء معلوم وهو وجوب الأخذ بالآية ودليله أن دلالة الرواية ظنية ودلالة الآية قطعية والظنيُ لايعارض القطعي وبعبارة أخرى: إن الرواية وإن كان صدورها يقينياً إلا أن دلالتها ظنية فالمعنى الذي تُثبته الرواية إنما تُثبته بالظن وأما الآية فهي يقينية الصدور والدلالة, فإذا تعارض الظني واليقيني قُدم اليقيني, وليس هذا التقديم عند العلماء من باب ترجيح أحد المتعارضين على الآخر بل من باب أن اليقينيَ حجة والظنيَ ليس بحجة و ماليس بحجة لا يعارض الحجة. 
 
الصورة الثالثة وهي تعارض آية صريحة مع رواية ظنية الصدور قطعية الدلالة وحكمها كحم سابقتها ودليلهما واحد. 
 
الصورة الرابعة وهي تعارض آية صريحة مع رواية ظنية الصدور والدلالة وحكمها أيضاً كسابقتيْها ودليل الجميع واحد.
 
الصورة الخامسة وهي تعارض آية ظنية الدلالة مع رواية قطعية الصدور والدلالة ولا كلام هنا في أن المرجع هو الرواية والدليل على ذلك هو نفس الدليل الدال على تقديم الآية الصريحة على الرواية الظنية وهو أن الظنيَ لا يعارض اليقيني والمفروض أن دلالة الآية ظنية وأن دلالة الرواية يقنية كما إن صدور الرواية يقيني فكيف نأخذ بالظني ونترك اليقيني ومن هنا يُعلم أن إطلاق القول بأن المرجع عند تعارض الآيات والروايات هو القرآن الكريم لا يتجرأُ عليه إلا من لا نصيب له من العلم. 
 
وأما الصورة السادسة والسابعة والثامنة فللعلماء فيها بحث وكلام قديم والحمد لله أولاً وآخرا. 
  
 
 

 

الكاتب : الشيخ علي الجزيري

  التاريخ : 2013/08/30   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35818

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

 الحيدري المفسر الحلقة الاولى

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 سؤال الملائكة وليس اعتراضها
 
كثيرة هي السقطات التي وقع ويقع وسيقع فيها الحيدري ما دام لم يرجع الى الله تعالى ويتوب عن الكبر الذي في نفسه، فإن الكبر يقود العبد الى مهالك لا نهاية لها، وأول المتكبرين ابليس اللعين، فيقود اتباعه الى خطيئته فيجعلهم من المتكبرين، وبهذا يهلكهم اشد الهلاك وافظعه في الدنيا والاخرة.
 
فهذا الحيدري المدعي انه العارف بكل العلوم ومنها التفسير يُظهر جهله، وسنستعرض في هذا المقال كيف يقوده علمه واغتراره بنفسه في سقطات تضحك الثكلى، ويتبرأ منها الجهل لفظاعتها وشناعتها.
 
ولسنا بصدد سقطاته في كل تفسيره وإنما نتطرق إلى هذا المقطع كأنموذج مِن تفسيره وعليه قس ما عداه. 
 
وأذكر التعليق على هذا المقطع في نقاط:
 
الأولى:
 
في هذا المقطع يؤكّد الحيدري على انّ الملائكة قد اعترضت على الله تعالى، عندما خلق آدم عليه السلام قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} - البقرة - الآية - 30 .
 
وقال ان الملائكة لم تستفهم بل اعترضت.
 
وأقول:
 
إن الملائكة معصومون، فهل عصمتهم لا تمنعهم من الاعتراض على الله تعالى!!!
 
إنّ عامة المسلمين يعتقدون بعصمة الملائكة والتجري عليهم بانهم يعترضون على الله تعالى هو خلاف العصمة ويجر الحيدري إلى إنكار عصمتهم، والاعتقاد بعصمة الملائكة مما يعلمه الجاهل والعالم، كما أنّ الآيات صريحة في عصمتهم، وإنكاره كفر لكونه انكارا لضرورة من ضروريات الدين الاسلامي وتكذيبا للآيات ومنها قوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) و (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) و (يسبحون الليل والنهار لا يفترون).
 
ومن هنا نقول: إن الملائكة كانت تستفهم باستغراب عن جعل الإنسان في الارض وهو فيه القابلية للإفساد في الأرض وإراقة الدماء، مع أن الملاكة تعبده وتنزهه وتثني عليه فتمنت أن تكون هي التي تعبد الله في الأرض.
 
وسؤالهم هذا واستغرابهم وتمنيهم وإن لم يكن منافياً لعصمتهم إلا أنه كان ينبغي لهم الأفضل وهو التسليم دون سؤال، ومن هنا كان استفهامهم مقتضيا لتوبتهم واستغفارهم، ولقد قيل: إن حسنات الابرار سيئات المقربين، فإن مجرد السؤال والاستغراب والتمني وإن لم يكن خطيئة لغير المعصوم، إلا أنه مما لا يليق بالمعصوم.
 
وهذا مِن قبيل ما هو متعارف من عدم قبول السؤال من الجندي عند صدور الامر اليه من الضابط، فإن سؤاله واستفهامه وإن كان غير مقبول منه إلا أنه لا يُعدّ اعتراضاً ولا يُعدّ عصياناً للأمر الموجه إليه.
 
ولنقرأ ما في علل الشرايع للشيخ الصدوق ج1 ص104 بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: 
 
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):( ان الله تبارك وتعالى... قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبوا لله وأسفوا على الأرض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا: يا رب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام، لا تأسف ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك.
 
فلما سمع الله عز وجل ذلك من الملائكة قال: إني جاعل في الأرض خليفة لي عليهم، فيكون حجة لي عليهم في أرضي على خلقي.
 
فقالت الملائكة: سبحانك، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، وقالوا: فاجعله منا فإنا لا نفسد في الأرض ولا نسفك الدماء.
 
قال جل جلاله: يا ملائكتي إني أعلم مالا تعلمون إني أريد أن أخلق خلقا بيدي أجعل ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين أجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي ينهونهم عن المعاصي وينذرونهم عذابي ويهدونهم إلى طاعتي ويسلكون بهم طريق سبيلي...).
 
فالملائكة إنما غضبت لله، وأحبت ان تعمّر الكون بالطاعة، وسألت الله تعالى عن فعله، ولم تعترض، ولو أن الحيدري استند للروايات لما وقع في مثل هذه السقطات ولكنه اقصاها فأُقصي عن المعرفة.
 
ولنختم هذه الحلقة بما ذكره السيد الطباطبائي في تفسير الميزان ج1 ص115 : (وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة، وليس من الاعتراض والخصومة في شئ والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم: انك أنت العليم الحكيم حيث صدر الجملة بأن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم).
 
جزى الله علماءنا الابرار عنا خير الجزاء
 
واخر دعوانا ان الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
 
رابط المقطع:
 
 
 

 التاريخ : 2013/08/30   

 المصدر

 http://www.kitabat.info/subject.php?id=35819

 

أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |

ابن عربي المقدس عند الحيدري الحلقة العاشرة

 

 

 

 لم يفهم الناس كلام ابن عربي
 
لقد تبجّح اصحاب مسلك ابن عربي عندما يُشكل عليه مِن عباراته بأمرين:
 
الأول:
 
إن هناك كلاما مدسوسا في كتبه، قد وضعه البعض ونسبه إلى ابن عربي، وهنا مِن حقنا أن نتساءل؛ كيف عرفتم أن ابن عربي ذلك العارف وميزتم المدسوس عليه مِن غير المدسوس؟
 
لن يكون الجواب إلا منهج الانتقاء، فما ليس فيه اشكال قالوا إنه مِن كلام ابن عربي، وكل مورد لا يُحرون فيه جواباً ودفاعاً يقولون إنه مما دُس عليه، وهذا لعمري منهج مَن اعتقد في ابن عربي العصمة فكل ما نافاها يُقطع بعدم صدوره عنه.
 
ثم لم لا يجوز أنّ تلك الأمور اليسيرة التي يراها البعض حقاً او موافقة للمذهب الحق هي المدسوس في كلام ابن عربي حتى يتم اضلال الناس بأن الرجل يحمل شيئاً مِن الحق؟!!!!.
 
الثاني:
 
إن كلام ابن عربي لا يفهمه إلا ذووا الاختصاص، وأهل هذا الفن، ومَن لم يكن عارفاً لا يفهم كلامه.
 
وهذا التوجيه والتبرير قد حاولنا نفيه تماماً، فلم نورد مِن كلامه إلا ما كان ظاهراً بيناً واضحاً للعامة فضلا عن الخاصة، ومَن قرأ الحلقات السابقة لا يتوهم أنه لم يفهم الكلام، أو أن الكلام له تأويل خلاف الظاهر.
 
ثمّ لو تنزلنا وقبلنا ذلك فهل مِن العقل أن اقول كلمات ظاهرها الكفر ثم أقول ليس مقصودي ذلك الظاهر، وهل يتعامل العقلاء في مخاطباتهم إلا بالظاهر، الذي هو حجة له وحجة عليه.
 
وإذا كنت أنا لم أفهم كلام ابن عربي فهل العلماء الأعلام مِن الطائفة الحقة أيضاً لم يفهموا كلام ابن عربي!!!!
 
ولكي يتضح للقارئ العزيز أننا لم نتجنّى على ابن عربي وأن الذي فهمناه هو ما فهمه العلماء الأعلام، وسأنقل في هذه الحلقة كلام علم مِن أعلام الطائفة وهو الحر العاملي صاحب الوسائل في كتابه الإثنا عشرية في الرد على الصوفية ص169 – 171 حيث قال:
 
(فصل: ومنهم الشيخ محي الدين بن عربي وحاله أيضا كذلك بل أقبح ولنذكر من بعض ما وصل إلينا من آثاره القبيحة اثني عشر أمرا. 
 
الأول: ما ذكره في فتوحاته حيث ادعى فيه أنه أسري به إلى السماء تسع مرات في كلام طويل يتضمن كيفية الإسراء ويظهر منه أنه يدعي المزية والفضيلة على الرسول صلى الله عليه وآله وناهيك بذلك. 
 
الثاني: ما ذكره فيه من أنه رأى أبا بكر على العرش بعد أن كان يرى في كل سماء واحدا من الأنبياء، فكانت مرتبة أبو بكر بزعمه أعلى من مراتبهم فكيف يرضى منه بذلك أحد من المسلمين. 
 
الثالث: إنه ادعى في أول فصوص الحكم أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه أمره بعين ما كتبه مع حصول الجزم ببطلان دعواه وترتب المفاسد عليها لو كانت حقا. 
 
الرابع: ما نقل عنه واشتهر من أنه سمى نفسه خاتم الولاية وسموه بذلك لرؤيا رآها في النوم حتى كان يقول بي ختمت الولاية وهذه دعوى يجزم بكذبها، ولا أقل من الجزم بكذب من ادعاها بعده وهم أكثر الصوفية حيث يدعون الولاية. 
 
الخامس: ما ذكره في الفتوحات من الأخبار التي يجزم بكذبها ويحيلها العقل ويظهر منها دعوى علم الغيب والجرأة على الافتراء والكذب. 
 
السادس: ما ذكره فيها من أن الشيطان خدع الشيعة خصوصا الإمامية أنه ينبغي محبة أهل البيت حتى تجاوزوا الحد فأبغضوا بعض الصحابة وسبوهم وتوهموا أن أهل البيت يرضون بهذا.
 
السابع: ما ذكره في حق الشيعة الإمامية من أنهم من جملة من ضل عن الطريق وأضل وهذا كاف فيما نحن بصدده. 
 
الثامن: ما ذكره في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات أنه كان رجلان من عدول الشافعية لا يظن بأحدهما الرفض مع رجل من أولياء الرجعة فقال لهما: إني أراكما بصورة الخنزير، وهذه علامة بيني وبين الله أن يريني الرافضي في هذه الصورة فتابا في الباطن ورجعا عن مذهب الرافضية. فقال: الآن تبتما ورجعتما فإني رأيتكما في صورة الإنسان فاعترفا بذلك وتعجبا منه. 
 
التاسع: ما نقله عنه شارح الفصوص من أنه جلس تسعة أشهر في الخلوة لم يأكل طعاما وبعدها أمر بالخروج وبشر بأنه خاتم الولاية المحمدية وقيل له دليلك أن العلامة التي كانت بين كتفي الرسول الدالة على أنه خاتم النبوة هي علامة بين كتفيك تدل على أنك خاتم الولاية وذلك مجرد دعوى منه يجزم بكذبها كما عرفت.
 
العاشر: ما نقل عنه في الفواتح أنه قال القطب الذي يسمى غوثا هو محل نظر الحق تعالى، وهو في كل زمان شخص وقال: إن الخلافة قد تكون ظاهرة وباطنة وعد من جمع الأمرين أبا بكر وعثمان ومعاوية ويزيد وعمر بن عبد العزيز والمتوكل وعد الشافعي من الأوتاد. 
 
الحادي عشر: التتبع لطريقته وكتبه وآثاره فإنه يظهر منها مباينته لمذهب الشيعة الإمامية وخروجه عن طريقتهم بالكلية. 
 
الثاني عشر: تتبع كتب الشيعة لأنه يظهر منها مثل ذلك كما مر مثله في الغزالي ومع ذلك ترى لهؤلاء الصوفية اعتقادا عظيما واعتمادا على كلامهما وحسن ظن بهما وتقليدا لهما والله أعلم).
 
يمكنكم تصفح الكتاب على الرابط التالي:
 
http://cutt.us/IQui
 
نقلنا كلام الحر العاملي ليتنبه بعض المغرر بهم أنّ انحرافات ابن عربي كثيرة بل كثيرة جداً، وما ذكره الشيخ الحر إلا غيضا مِن فيض. وليست المسألة مسألة عدم فهم لكلامه وإنّما هو الاصرار على الانحراف والضلال والكفر والزندقة.
 
أعاذنا الله مِن الإصرار على الباطل والدفاع عنه، وجعلنا الله تعالى ممن يُصرون على الحق ويُدافعون عنه ويُناصرونه.
 
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام محمد واله الطيبين الطاهرين.

  

الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد 

التاريخ : 2013/08/29   

 المصدر 

http://www.kitabat.info/subject.php?id=35765

 

 
أرسلت بواسطة admin في سه شنبه 29 / 6 / 1394 |
صفحه قبل 1 2 3 4 5 ... 9 صفحه بعد

جميع الحقوق محفوظة لمدير الموقع ؛ أي نسخ المحتوي مسموح فقط مع ذكر المصدر.. تنوية كما ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎلات او بحوث ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺃﻱ صاحب الموقع ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ،، ...
تصميم والأمثل القوالب: http://samentheme.ir/ ( )